|
Re: انا رئيس جمهورية نفسى . (Re: shaheen shaheen)
|
التعليم والتخطيط كلما لاحت فى الافق أعاصير أمتحانات الشهادة السودانية , كلما بدأ عُاشق الكلام فى الندوات المفتوحة , ومُدمنى الكتابة فى الصحف اليومية بالحديث عن التعليم , وعن السياسات التعليمية والتربوية السائدة والمُقترحة . وهكذا فنحن شعب مُناسبات , نُعيد ونكرار فى 25 مايو من كل عام الحديث حول مفاهيم الثورة والانقلاب العسكرى , وكذلك نفعل فى يناير وهو رأس للسنة فى كل دنيا الله , وعندنا هو أحتشاد كلامى وغنائى عن الأستقلال . كان من المُمكن ان نقوم بتقييم التجربة المايوية فى شهر ديسمبر مثلاً , ما المشكلة فى ذلك ؟ . وعلى ذات السياق أتحدث عن عن التعليم فى السودان والدنيا بشائر أمتحانات , فمن شابه اباؤه ما ظلم . 1 يعلم القاصى والدانى بالمقولة الأقتصادية الاشهر ((سياسة العرض والطلب)) .. وفى السوق العمل تعنى انه كلما كان هناك طلب من السوق للحرفة او المهنة المعينة , كلما كان لهذه الحرفة او المهنة البريق والسعى نحوها من افراد المجتمع , والعكس صحيح تماماً . مثلاً لننظر الى مهنتى (المحاماة) و (الطب) .. ما الذى حدث فيهما ؟ . كان هناك طلب عليهما بشدة فى سوق العمل , كان لهما البريق , ودخل مُحترم , ووضع اجتماعى مُميز وكانا هدف للشرائح التى تجلس للأمتحانات غير الذكية من كل عام . قليلاً , قليلاً , وصل سوق العمل الى حالة أشباع , ومن ثم الى حالة الافراط , ثم انفرط العقد .. أزدحام , فقدان الأخلاق المهنية , الصراع والضرب بالأكتاف وتحت الحزام .. وهم على حق (فتورتة) العمل لا تكفى لكل هذا العدد المهول , ولابد من الوسائل الغير شريفة او نظيفة للمنافسة , او حتى لمجرد البقاء . سقطت بالتالى هيبة (المحامى) وتحول الى شخص بائس , رث الثياب .. تحول (المحامى) السودانى الى مُجرد سمسار اراضى .. اختفى ذلك (المحامى) الضليع بالعمل , والمثقف , المُجيد للغته الانجليزية والذى يسعى لاتقان الفرنسية . وكذلك الحال (للطبيب) السودانى , وحاله يُغنى عن سؤاله او حتى للحديث عنه .
2 المنظومة التعليمية والتربوية كلها تحولت الى منظومة تلقين أجوف , وليس لمنظومة تقوم بالتحفيز على التفكير والخلق والأبتكار . ولهذا السبب نجد ان اوائل الشهادة السودانية ومنذ اختراعها فى السلالم التعليمية المختلفة يختفون فى ظروف غامضة , لم نجدهم فى سوق العمل علماء او باحثين يُشار لهم بالبنان فى مجالاتهم المختلفة, والسبب ببساطة هو نظام التلقين والحفظ والتسميع على ورق الاسئلة . حتى خريطة الكنز فى حصص الجغرافيا انتهت , وهى كانت من مُحفزات التفكير واعمال العقل بدرجة من الدرجات .. انتهى بنا الحال الى مدارس وجامعات عبارة عن علب سردين أسمنتية , تقوم بقذف الالاف كل عام الى سوق عمل غير مدروسة وغير مفهومة , تقذف بهم كائنات مشوهة , اعتادت على تقديس المقرر عليها من جهات مجهولة فى المدرسة والحياة , لا على نقده او مقارنته وتحليله .
3 وحيث ان البعض اعتبر ان التخطيط هو الأخ الشقيق للأشتراكية , فقد تركوا الحبل على الغارب , دون حتى كُتيب ارشادات واحد صغير يقوم بالشرح والتوضيح للحال والمآل , فلو قدموا مثل هذا الكُتيب وقالوا فيه كم هى اعداد خريجى علم النفس والاجتماع والفلسفة والزراعة الخ , الذين يجلسون فى بيوتهم منذ عشرات السنين بلا شغل او مشغلة , لهجرت الموجات الجديدة المتدفقة على الجامعات هذه التخصصات وتركت العنكبوت ينسج فيها بيوته الهندسية البديعة . لكنها سياسة (مشى الحال) , رزق اليوم باليوم فى هذه الرقعة الجغرافية المنكوبة .. وعلى المتضرر اللجوء للقضاء . شاهين.
(عدل بواسطة shaheen shaheen on 02-17-2010, 04:21 PM)
|
|
|
|
|
|