الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-02-2024, 02:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-31-2010, 07:17 AM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن!

    مولانا محمد الحسن من القضاة الذين عَرِفتهم سوح العدالة في السودان، قاضياً عالماً، شجاعا عادلاً وجميلاً مُحباً للحق والخير. إلتقيتُ به إبان ان كنا قضاةً أيام جعفر النميري الذي حاول إدخال القضاء في (جحر ضب) وذلك بتدخله السافر في أعمال القضاء وسن فقهاء السلطان لتلك القوانين السبتمبرية الغريبة، حيث من بعد إنفاذها رأينا قضاةً يحكمون على المتهم ثم يصعدون درجين لينظروا في إستئنافه ثم درجين آخرين ليقرروا إعدامه في المرحلة النهائية التي ينتهي عليها التقاضي ومن ثمّ يرفعون الأوراق لرئيس الجمهورية وتنفيذ الإعدام على الضحية دون التقيّد بالإجراءات الجنائية واحكام السلطة القضائية وتدرج القضاة. كان في تلك الفترة، قاضينا محمد الحسن محمد عثمان، شعلةً من اللهب، يرفع عقيرته بالإحتجاج ويحرضنا نحن صغار القضاة ويواجه رئيس القضاء فؤاد الأمين ويقف له كالطود الشامخ حتى يفر الى مكتبه وكهفه السري.

    ثم جاءت هذه الشمطاء الأخيرة التي سمّت نفسها (محرقة الإنقاذ) وأكملت الرسالة وشتتت كل ما يمكن تصوره في هذه الدنيا من إنسان وجماد وشجر. فصلت السلطة العسكرية الجديدة أكثر من 80% من القضاة المؤهلين تأهيلاً عالياً من الناحيتين الفنية والأخلاقية، وتوفي كثيرون بفضل الصدمة، آملين في نعيم الآخرة بعد أن شبعوا ذلا ومسغبة في العهد الغيهب، وتقدم من تبقى بإستقالاتهم، وقد آووا الى كهوفهم ومكاتبهم يهشون أطنان الذباب بعد أن إنهارت العدالة وقُصم ظهر القضاء العادل المستقل من بعد ذلك!

    وهاجر كثيرون من خيرة القضاة والقانونيين الى المهاجر، فارين بجلودهم خشيةَ أن يصيبوا بهاء السكتة، إذ يرون قضاة الإنقاذ يهرولون لجمع البيض وترويب الحليب الذي يُستجلب من مزارع القضاة للألبان والبيض المحدودة، وكم من قضاةٍ رآهم المحامون يعلقون الجلسات للتثبت من وصول الحليب والبيض، ولعلّه بيض فاسد (بئس القاضي جامع البيض)!

    خرجتُ مع غيري ووطنت نفسي في الولايات المتحدة، آملاً الإختباء هنيهةً في عاصمتها واشنطون ومن ثمّ العودة للوطن لإكمال ما بدأته شخصياً من حياة كنتُ أضع خططي كي تأتي متدرجة كسائر الشباب آنذاك من زملائي القضاة (من القضاء للمحاماة فالزواج والحج وإنتظار الموت)! إلا أن الأقدار أحكمت رباط أوتادها في بلاد الصقيع والخطى المتسارعة الشيطانية التي لا تعرف التوقف، (فتكلّست أذهاننا ويبست أحلامنا البضة). المهم عملتُ سائقاً لمحلات فطائر البيتزا (دومينوز)على مقربة من مجلس الشيوخ والنواب، آملا بأن إستصدر قراراً نيابياً وفورياً يقضي بإعادة الإستقلال للقضاء السليب. تبخرت الآمال وصار الوطن كمريض في غرفة الإنعاش، يتنفس ولكنه غائبٌ عن الوعي، يتوقع رحيله عن هذه الفانية، كل لحظة.

    في هذه الفترة العصيبة، إلتقيت ببطل قصتنا مولانا الحسن للمرة الثانية. كان يتعرّج في مشيته، وهو بالمناسبة عملاقٌ سوداني لم أر مثله طولاً إلا صديقنا منوت بول وهشام هباني أمامه قزم (ما شاء الله عليهم). سألته عن سر عرجته وإنحناءته الخفيفتين، فردّ باسماً بأنه عمل كحمّالٍ في دكان يهودي في مدينة نيويورك فكان جزاء عمله أن ورث تلك الإنحناءة، فوقفنا في قلب بروكلين ونحن نتجه ناحية (الوطن) غاضبين ثائرين وكأننا في شارع الجامعة وهتفنا سوياً حتى توقفت العربات وأطل الأميريكيون من داخلها. كنا نهتف نقولُ يا مجيب الدعوات أقصم ظهور هؤلاء المجرمين من مجرمي الإنقاذ وشتت شملهم كما شتتوا شمل الملايين في كل أصقاع الدنيا، ولم تُتستجاب دعواتنا، نحن المظلومون المقهورون، ودارت الساقية!

    مرت الأيام كئيبة كالحة، والوطنُ ينفلت من بين أيادينا ونحن لا نملك شيئاً سوى التحسر والغضب الفطير والتشكك في قدرات شعب السودان. وفي ذات يومٍ إتصل بي مولانا الحسن وقال بلهجة حازمة يدغدغ فيها طيفٌ أثير: (إنني قررتُ العودة للسودان بأطفالي وما إدخرته من مالٍ قليل). أشفقتُ على نفسي إن سافر صديقي وتركني وحيدا: كيف أعيش وحدي ونحن لأكثر من عقدين من الزمان نتحدث صباح مساء عن أحوال القضاة وجور رئيس القضاء وإنهيار العدالة وتعقب أخبار القانونيين في الكرة الأرضية من الذين أرسوا دعائم العدالة يوما في السودان.

    سافر مولانا وبدأ يكتب من أم درمان مقالات تحس فيها الكثير من شحنات الأسى على ما آل إليه حال الوطن. كتب عن العدالة وصرحها الخراب، عن الغلاء، عن تدني الذوق العام وحدثني هاتفياً عن أشياء لا يمكن كتابتها في الأسافير عن درجة علو كعب الفساد الأخلاقي والمالي.....

    والآن على أنغام تلك الفذلكة التأريخية، ندلف لمقال مولانا محمد الحسن عثمان الذي أستجلبه حالاً من سودانايل للقراءة والترحم على زمانٍ جميل، فارقنا فراق الطريفي لجمله!

    (عدل بواسطة عبدالأله زمراوي on 01-31-2010, 07:21 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عبدالأله زمراوي01-31-10, 07:17 AM
  Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عبدالأله زمراوي01-31-10, 07:23 AM
    Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عبدالأله زمراوي01-31-10, 07:26 AM
      Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عبدالرحيم أبراهيم العبيد01-31-10, 11:33 AM
        Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! wadalzain01-31-10, 02:14 PM
          Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! أبو ساندرا01-31-10, 03:01 PM
            Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عبدالأله زمراوي02-01-10, 06:36 AM
          Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عبدالأله زمراوي02-01-10, 06:31 AM
            Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! أبو ساندرا02-01-10, 06:45 AM
              Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عبدالأله زمراوي02-01-10, 07:00 AM
                Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عبدالأله زمراوي02-01-10, 07:11 AM
            Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عبدالأله زمراوي02-01-10, 06:54 AM
              Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! أبو ساندرا02-01-10, 06:59 AM
                Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! حمزاوي02-01-10, 07:17 AM
                  Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عبدالأله زمراوي02-01-10, 07:17 AM
                    Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عبدالأله زمراوي02-01-10, 07:30 AM
                Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! كمال علي الزين02-01-10, 07:37 AM
  Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عادل سمير02-01-10, 08:18 AM
    Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! أبو ساندرا02-01-10, 08:24 AM
    Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عبدالأله زمراوي02-01-10, 08:33 AM
      Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عادل سمير02-01-10, 08:39 AM
        Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عبدالأله زمراوي02-01-10, 08:59 AM
          Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! عبدالأله زمراوي02-01-10, 12:40 PM
            Re: الخرطوم من مريم ماكيبا وام كلثوم الى عائشه ام ضنب وذكرياتٌ عن القضاء والمنفى والوطن! طارق ميرغني02-01-10, 01:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de