على المثقفين السودانيين إصدار بيان رداً على بيان علماء السوء .... !!!

Quote: وفي أمر الإنتخابات وتقرير المصير يرى العلماء والدعاة أنها "مرفوضة شرعاً.." بحسبانها وسيلة إختراق، للقضاء على "ما بقي من حكم الإسلام" وبصريح العبارة هذا المطلب لايعبر عن معرفة بمعني تقرير المصير ويكفي ان بعض البلدان التي ينتمي اليها مؤيدون لهذا البيان قد نالت استقلالها بفضل ممارسة حق تقرير المصير مثل كوسوفو لا لأنهممسلمون ولكن بموجب الشرعية الدولية التي نصت علي حق تقرير المصير باعتباره من صميم حقوق الانسان .وبالنسبة لبلادنا فأي إلمام بسيط بتاريخنا القريب يؤكد بان استقلال السودان نفسه قد جاء كثمرة لتطبيق حق تقرير المصير .وهذا هو المرتكز الذي اهتدي به موقعو اتفاقية السلام الشامل ودستور السودان المؤقت القائم عليها .وهي عهود موثقة لا نكوص عنها ومشهود عليها بحضور ومشاركةممثلين للمنظمات العالمية وعدد مقدر من ممثلي دول العالم المسيحية والاسلامية علي حد سواء ،وممهورة بتوقيع ممثلي الحكومة السودانية القائمة وحزب المؤتمر الوطني من جهة وشركائهم في الحركة الشعبية من جهة اخري فقد تولي الدكتور غازي صلاح الدين التوقيع علي اتفاقية مشاكوس في فبراير 2002 وتضمن ذلك كفالة حق تقرير المصير لجنوب السودان .ووقع النائب الاول آنذال علي عثمان محمد طه علي الاتفاق النهائي .وقد كانت احدي ثمار هذه الاتفاقية الهامة اجراء انتخابات عامة كحق انساني ودستوري اصيل.وليس هنالك سبيل الي ارجاع عقارب الساعة الي ما قبل توقيع اتفاقية نيفاشا والدستور الانتقالي .وهذا ما لزم نقله الي عناية السادة العلماء والدعاة. وفي ختام هذا التعليق اري بأن العلماء والدعاة لم يولو اعتبارا كافيا لادراك طبيعة الانقسام السياسي الماثل في السودان .ومن يطالع بيانهم ربما يتبادر الي ذهنه بأن السودانيين منقسمون بين معسكرين احدهما للمسلمين والاخر لمن يسمونهم ((العلمانيين والمنافقين)) وذلك تبسيط واستهانة وقصور في طرق التحليل ،وتجسيد للأحكام القطعية التي صارت وسماًلمجمل فتاوي هذه الطائفة من العلماء والدعاة .فالتحالفات السياسية القائمة الآن يضم كل منها مسلمين ومسيحيين واولي ديانات افريقية لا يستثني من ذلك حزب المؤتمر الوطني الذي هرع العلماء والدعاة لترجيح كفته باستصدار هذه الفتاوي المتعجلة .وقد اوردت هذه الصحيفة مؤخراً ان خمسمائة من اعضاء الطائفة القبطية في مدينة شندي قد اعلنوا علي لسان احد افراد منهم تأييدهم لمرشح المؤتمر الوطني للرئاسة .فيا ايها العلماء والدعاة انتم ((ورثة الانبياء)) وحملة الامانة الكبري لدرء الفتن والإحتراب وشقاء العباد. اللهم اني قد بلغت فاشهد.