على المثقفين السودانيين إصدار بيان رداً على بيان علماء السوء .... !!!

Quote: والقول بأن السودان بوابة الاسلام الي افريقيا السوداء غير دقيق اذا لم تكن افريقيا السوداء في نظر العلماء والدعاة هي جنوب السودان الذي لم يشهد انجذابا جماعيا الي حياض الاسلام والاثر الاسلامي في دول وسط وشرق افريقيا لم يكن السودان بوابته الرئيسية.وفي بيان العلماء تغاض عن تسلسل المراحل التاريخية الذي اجتازته ممالك النوبة،وأحتضنت الديانة المسيحية لنحو خمسة عشر قرناً بزيادة او نقصان بينما لم يتجاوز دخول الاسلام في هذه الاجزاء ما يزيد علي قرنين فحسب والاقرار بحقائق التاريخ لا يقلل من قيمة الاثر العظيم للديانة الاسلامية ولا مشاحة ان يرتبط جزء من تاريخنا بمعتقدات محلية وديانات سماوية سابقة لدخول الاسلام فتاريخ الامم لا يصنع حسب الطلب وانما نتاج لتداخل عوامل معقدة .وعلي سبيل المثال نذكر بأن تاريخ الجزيرة العربية مهبط الوحي ورسالة الاسلام ارتبط بالديانات السماوية الاخري والمعتقدات الوثنية حتي أشرقت شمس الاسلام في تلك الربوع ويهمنا من هذا السرد أن النظرة الموضوعية التي تجاوز عنها السادة العلماء والدعاة تستوجب الاخذ في الاعتبار التسلسل التاريخي المثبت بالقدر الذي يساعد علي فهم المعضلات التي تواجه بلادنا اليوم والتوسل الي حلها باعمال الفكر والمنطق بدلاً عن استصدار الفتاوي فيما ليس لهم به احاطة كاملة .وفي مقدمة همومنا اليوم ان نتوافق علي صيغة سليمة لاستيعاب كل السودانيين علي اختلاف انتماءاتهم الدينية والعرقية علي اساس المساواة في الحقوق السياسية والمدنية في بوتقة انصهار واحدة . فليت العلماء والدعاة تريسوا قليلاً لتقدير مخاطر المرحلة التي تمر بها بلادنا وتقديم ما لديهم من حكمة واجتهاد لدرء احتمالات الانفصال وكل ما يترتب عليها من تداعيات بدلا من الهاب فتنة دينية لا تبقي ولا تذرفكم كان المفكر الفرنسي باسكال مصيبا في قوله بان ((الناس لاينزعون الي الايذاء بابتهاج كما يقدمون عليه باسم معتقداتهم الدينية.)) تطرق السادة العلماء والدعاة الي قضايا سياسية ودستورية شائكة لم يعد فيها مجال للاجتهاد والتخريج فقد تطرق بيانهم للقول بان دول الغرب المتكبر يكيدون للسودان للقضاء علي ما تبقي من حكم الاسلام وشعاره اما تسليما واختيارا ..واما بتغيير النظام عن طريق الانتخاب السلمي ..(او) بتقطيع اوصاله وبتر اجزائه ..عن طريق ما يسمونه حق تقرير المصير ). وبصريح العبارة اري بان العلماء والدعاة غير مدركين لماهية الاستعمار والامبريالية واهدافهم الاقتصادية والاستراتيجية.فرأس المال الذي افضي الي مرحلة الإستعمار يضرب في الأرض، لا يلوي على شيئ لتحقيق أقصى معدلات الربح ، وأهدافاً استراتيجية بكل الوسائل الناعمة والعنيفة، ولم تسلم من هيمنته دول مسيحسة في أفريقيا وآسيا وغيرها، فالإستعمار لا دين له. وفي المقابل هنالك دول إسلامية لا يطالها الشك مثل المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية ، مثالاً على أحسن وفاق مع ما يسميهم البيان "دول الغرب المتكبرة" التي تكيد للسودان كيدا. ويعلم السادة العلماء والدعاة أن الحكومة السودانية قد سعت بكل جهدها واستأجرت بيوتات وأفراداً من دول الإستكبار نفسها لتطبيع العلاقات مع بلدانهم ومع الولايات المتحدة التي يحسبها العلماء والدعاة مصدر الشرور والآلام في بلدنا. فإذا كانت هنالك ثمة مناصحة ، فمن الأعدل والواجب شرعاً أن يخاطب العلماء والدعاة أولي الأمر في السودان ، بدلاً من هذه العموميات المشوشة.

(عدل بواسطة صديق عبد الجبار on 02-11-2010, 03:58 PM)