|
قصة قصيرة
|
خرجت البطة من الماء بعد أن سبحت طويلا .. مر الفلاح النشيط فحياها أجمل تحية ثم قال : - كيف حالك أيتها البطة ؟؟ .. أراك وحيدة اليوم على غير العادة..أين صديقك الأرنب .. لا بد أنه يقفز مرحا بين مؤتمر في جوبا ومسيرة في امدرمان ؟؟.. قالت البطة وهي تنظر إلى البعيد : سأخبرك يا صديقي الفلاح رغم أن الأمر قد يبدو غريبا بعض الشيء .. أنت تعرف الكثير عن تلك القصة التي تروى هنا وهناك عن السباق القديم الذي جرى بين السلحفاة والأرنب ، وكيف استطاعت السلحفاة أن تسبق الأرنب قال الفلاح : كل هذا أعرفه فما الجديد يا صديقتي ؟؟.. أجابت البطة : الجديد أن الأرنب عاد ليسابق السلحفاة .. منذ أيام وهو يفكر بالأمر وأخيرا رأى أن يعيد للأرانب كرامتهم .. إذ كيف يمكن للسلحفاة أن تسبق الأرنب وهو المعروف بسرعته ، إنه شيء لا يطاق .. هكذا قال لي .. ضحك الفلاح ثم قال : هذا غير معقول فالأرنب لن يعود إلى خطأ أحد أجداده ، ألست معي في ذلك ؟؟ .. قالت البطة : في المرة القديمة التي نعرفها نام الأرنب وضيع الوقت هكذا تقول الحكاية .. أما فيما بعد ، وهذا شيء لم تذكره الكتب والحكايات والمصادر على حد علمي ، فقد أخذ الأرنب يمضي وقته في اللعب مصراً على ترك النوم ، لكنه نسي السباق ولم يتذكره إلا في 30/6/1989، وكانت هي المرة الثانية بعد تلك التي تذكرها الحكاية . ضرب الفلاح يدا بيد وقال باستغراب : مسكين هذا الأرنب ، أتدرين أكاد لا أصدق حتى الآن .. لكن أيمكن أن تسبقه هذه المرة .. شيء غريب .. أجابت البطة : طلبت مرافقتهما فرفضا بشكل قاطع .. وها أنا أنتظر عودتهما من السباق .. تأخرا كثيرا .. لكن أعتقد أن الأرنب سيفوز هذه المرة .. ما رأيك أن تنتظر معي ؟؟.. كان الفلاح يفكر باستغراب .. جلس على الأرض قرب البطة وفي ظنه أن الأرنب سيأتي وهو يقفز فرحا بعد قليل .. لكنه فجأة قفز واقفا وقال :سامحك الله ، كدت أنسى عملي ، العمل أهم شيء ، لن أكون كسولا مثل تلك الأرانب التي جعلت السلحفاة تسبقها !! سأسمع منك الحكاية عند عودتي من الحقل .. بقيت البطة وحيدة تنتظر ، وكانت بين الحين والحين تنظر إلى البعيد بتساؤل .. عندما عاد الفلاح من حقله أدهشه أن يرى الأرنب حزينا كئيبا ، وكان يقف بعيدا عن البطة إلى حد ما .. سأل الفلاح البطة بلهفة : ماذا جرى ؟؟ كأن الجواب مرسوم في هيئة الأرنب لكن أيعقل أن يكون قد حدث ما خطر في ذهني ؟؟ قالت البطة متأثرة : إيه يا صديقي الفلاح ، لقد فعلها وخسر للمرة الثالثة قال الفلاح : حقا إنه أمر أغرب من الخيال لكن كيف ؟؟ .. قالت البطة : المرات السابقة لم تعلمه على ما يبدو ، لم يتصور أن يخسر هكذا بكل بساطة ؟؟.. قال الفلاح : لكن كيف ؟؟.. أجابت البطة : في هذه المرة ، أمضى الأرنب وقته وهو ينظر إلى صورته في الصحف ووسائل الاعلام مرة في عربة الشرطة ومرة في مقدمة مسيرة ......... وهكذا مر الوقت سريعا ، وحين انتبه لنفسه ، كان كل شيء قد انتهى .................... قال الفلاح :هذا شيء غير طبيعي ، صديقك الأرنب كسول بشكل لا يصدق ، أو أنه غبي إلى أبعد حد .. على كل تصبحين على خير .. مضى الفلاح إلى بيته ، وحاولت البطة أن تعيد الأرنب إلى مرحه .. لكن دون جدوى فقد كان مسكونا بالحزن .. وحين مضى بعيدا ، ذهبت البطة لتنام وتستيقظ باكرا ..
منقولة بتصرف من احد المواقع الالكترونية
|
|
|
|
|
|