كانت لك حياة آمنة يا أكوندو تسبح فى ماء رحم امك, الطفلة مثلك ذات السبعة عشرة عاما, لم تنضج تجربتها فى الحياة, امك الطفلة التى احببت كابنتى, هل تعرف ماكان ينتظرك؟ هل تعرف ان عليك التسجيل فى البوليس, وان تمنحهم عنوانك البريدى, كان افضل بقائك فى محيط دافىء, تلعب فيه وتنزلق فى مياهه الرحيمة, مراجيح, وهدوء وآمان يا اكوندو,
نظرت فى عينيك البرئية, ومسحت دفق عرق حزين على جبين امك, والسؤال يعيده الجهاز.. غير مسموح الدخول له, ليس له بطاقة, كيف لنا ان نعرف اكوندوا؟
اطيل النظر فى عينيك, اطيل واطيل لاجد يقينى فى المقاومة, لامسك آخر قشة فى بحر هذه الحياة القاسى حياتك المحكومة بقوانين, تنظم حياة الاطفال مثلك, تبتسم لىّ يا ابن الاربعة اشهر,
رسائل طويلة عريضة, وقصتك ذات مائة وعشرين يوما علىّ ان اجد مبررا لبقائك, الموظفة لطيفة وتؤمن بحقك فى الحياة المقننة وفقا لقانون اللجوء,
ومن قال لهم انك ترغب فى اللجوء؟ امك؟ الطفلة التى حملتك من بحر الى بر من مطار الى آخر, ونامت بك اياما فى الحجز؟ ترغب فيك, فانت من حبيبها- ابيك ياصغيرى.
مضحك هذا العالم, مضحك من شر البلية, كل هذه الاوراق لاجل ان يكون لك مكانا هنا, تبتسم, براءتك تشع فى روحى, والتعب يسكن فى جسدى, هامدا بلا نار منعكفا فى قراءاة الاوراق المكدسة استعدادا للفصل فى قضيتك فى المحكمة العليا للجوء,
تبتسم, تشع فى قلبى نور طفولتك, وانفض عن روحى الموات, واكتب.. اكتب حكايتك ايها الملاك البرىء.. AND DONT GIVE UP
............................. Vienna , against nightmare
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة