|
تنحي المشير البشير و خريف البطريرك - فائز السليك
|
يوم أمس أصدر الرئيس البشير قراراً بإعفاء المشير عمر البشير من منصبه كقائد عام لقوات الشعب المسلحة، و باختصار فالبشير يقيل البشير! و هي خطوة مطلوبة و إن لم تكن هي المفصل في عملية التحول الديمقراطي، فلا يزال هناك الكثير المثير الخطر، و هو ارتباط مؤسسات الدولة بحزب الرئيس، و وجود قوانين قمعية تجعل من قيام انتخابات حرة و نزيهة مسألة الى المستحيل أقرب. فالمؤتمر الوطني و قيادته مثل الأخطبوط؛ أينما قلبت الدولة تجدهم، وأينما ذهبت نسخة، برزت نسخة أخرى معدلة، وهو واقع مثل رواية خريف البطريرك للروائي غابريال غارسيا ماركيز، و هي ملحمة معاصرة تدور في أرض الكاريبي فإنّ زمانها مديد قد يتجاوز القرنين، وأبطالها يتمحورون حول " البطريرك" الذي عاش حوالي الـ 232 عاماً هي ليست حياته، بل حيوات أسلافه، و أحلافه من الديكتاتوريين، والأباطرة، وهم فقط تتغير أسماؤهم. فتنحية المشير البشير من الجيش خطوة مهمة حسب المادتين 10/و ، 24/8 من قانون القوات المسلحة لسنة 2007 و المادة 12/2/أ من قانون الأحزاب السياسية لسنة 2007 ، و أهمية الخطوة تكمن في ابتعاد المرشح المواطن عمر البشير؛ هكذا؛ مثلما جاء في خبر ترشيحه للرئاسة يوم أمس، من أخطر المؤسسات و هي القوات المسلحة، و هي يجب أن تكون قومية، و محايدة في العملية السياسية، لكن لا يزال المواطن البشير و حزبه يمسكون بكل مفاصل الدولة، وقد أشرنا هنا في (أجراس الحرية) ذات يوم إلى استغلال الوطني حتى الاتصالات على طريقة ووترغيت السودانية، كما أشرنا إلى دعم وزارية ولائية بإحدى الولايات محامي المؤتمر الوطني بقطع تذاكر السفر عبر الجو، و هي ميزة لم تتوفر لآخرين، و للأسف لم نسمع و لا نتوقع ذلك بأن تتحرك مؤسسات البحر الأحمر، و الدولة لوقف العبث، و استغلال أموالنا العامة لدعم الحزب الحاكم، و الذي هو كالأخطبوط، وقد فرض ذات الحزب رسوماً مالية في بعض المؤسسات بما فيها الخاصة لدعمه، و هي تستقطع من مرتبات الموظفين و العمال خوفاً وإرهاباً لأنّ الدولة هي الحزب و الحزب هي الدولة، و هي كما أشرنا كما البطريرك ؛ ديكتاتور كلّي الوجود، يعلن حالة حرب على كل منافسيه، من الأطفال إلى الكرسي البابوي في روما... حيث يقول في ذروة خريفه، عاش أنا... يموت ضحاياه: أطفال و معارضون، رجال دين و متمرّدون، هنود و هندوسيون، عرب و مضطهدون آخرون. عاش أنا). وحتى لا تنطبق علينا الحالة البطريركية الكاريبية يجب الفصل بين الأرواح المستنسخة، كنتاج طبيعي للقبضة القوية على مقاليد السلطة لأكثر من عشرين عاماً، حتى أنّ الأجيال الجديدة لا تعرف الآخرين، و لا تعرف تداول السلطة، ولا تعرف قومية التلفزيون والإذاعة، ولا الدولة كلها؛ فكل الأشياء هي ملك المؤتمر الوطني، لذلك نكرر ما تقدمنا به قبل أيام من مقترح بتأجيل الانتخابات و تنحي الحكومة الحالية بما في ذلك السيّد الرئيس البشير، لكي يكون حقيقةً هو المواطن البشير لينافسه الآخرون في حرية، وفي شفافية في مناخ تتكافأ فيه الفرص، ويتساوى فيه المرشحون، وبعد ذلك فليتنافس المتنافسون، وحتى لا نترك فراغاً دستورياً يجب تشكيل حكومة مكلفة بذات نسب الجنوب والشرق والغرب حسب الكثافة السكانية، مع تمثيل الآخرين بالتساوي، وأن تترأس الحكومة شخصية قومية، تؤمن بالسلام، و بالتحول الديمقراطي، وبالانتخابات الحرة، وبحق تقرير مصير الجنوب، وحل الأزمة في دارفور سلمياً. هذا هو الطريق، وغير ذلك سنكون مثل البطريرك، الذي يهتف في قمة حريفه (عاش أنا). http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news_view_8402.html
|
|
|
|
|
|
|
|
|