هل نحن النوبيون نسير نحو الانفصال؟...يوجد فيديو لنشيد الوطن النوبي وصورة للعلم النوبي

Quote: في البدء لا ينكر إلا مكابر الظلم الذي وقع على النوبة في السودان على يد الحكومة الحالية خصوصاً في مسألة إقامة السدود في أرضهم و ما رافق ذلك من عمليات عنف و قسوة و قتل و قهر و تهجير للمعترضين على تلك السدود و ما احداث كجبار خافية عن العين. كما لا ننسى التهميش التاريخي الذي حاق بالنوبة و مناطقهم و آثاراهم وحضارتهم على مر السنين و تعاقب الحكومات الوطنية في السودان ، و جريمة تهجير النوبيين من حلفا القديمة و إغراقها لصالح بناء السد العالي لا تزال شاهداً في التاريخ. اضف الى ذلك عدم الاهتمام بحضارتهم وارثهم و لغتهم و خصوصيتهم الثقافية و الاثنية في ظل سيطرة عناصر بعينها على مقاليد الحكم و السلطة في السودان و اتباع سياسات اقتصادية و تنموية ادت الى تهميشهم ثقافيا و تنموياُ و وصل الامر في الماضي الى منعهم من التحدث بلغتهم (الرطانة) في المدارس و جلد كل من تسول له نفسه ذلك و هذا مثال بسيط فقط على التهميش الثقافي الذي حاق بالنوبة. افرزت كل تلك الممارسات إحباطاٌ عاماً لدى النوبة و خلقت لديهم تشككات عميقة في إنتمائهم لهذا الكيان الوليد المسمى السودان عقب اتفاقية الحكم الثنائي و اعلان الاستقلال من داخل البرلمان. ثم جاءت ممارسات حكومة الانقاذ الحالية و ما صحبها من ادعاءات العروبة و الاسلام و فرض دولة (عربية - اسلامية) بالقوة على السودان متعدد الثقافات و الاديان الى تضخيم الشعور بالغربة و الاقصاء لدى النوبة. ومما زاد الطين بلة كما يقول المثل ، احداث كجبار و غيرها في مقاومة الحكومة لمعارضي السدود الذين خرجوا في مظاهرات سلمية بالرصاص و القتل ، الامر الذي جعل الوعي العام لدى اهل تلك المناطق يتطور من مجرد رفض الممارسات القمعية الى الرغبة في خلق كيان منفصل يخصهم مع الوضع في الاعتبار الاتفاقية الاخيرة لتقرير مصير جنوب السودان ، حيث عانى الجنوب هو الاخر من ظلامات تاريخية تفاقمت مع مجئ الحكومة الحالية و اعلانها الجهاد المقدس على مواطني جنوب السودان الامر الذي اخرج الحرب هناك من اطارها العرقي و البسها لبوساُ دينياُ ادى في النهاية الى هذا الواقع المعاش الذي نشهده الان باحتمال انفصال جنوب السودان في العام 2011 من حق النوبة مثلما من حق الجنوبيين البحث عن خيارات اكثر ادمية و انسانية لهم في ظل الظلم و التهميش الحاصل و لكن التساؤل المفصلي هنا هو : ماذا سيحل بالسودان ؟ ---------------- هذه الدولة التي ظلت موحدة ل54 عاماُ في طريقها للانقسام الان ، و ستطالب كل الكيانات العرقية في السودان بتقرير المصير أسوة بالجنوب فهناك دارفور و كذلك شرق السودان. وستظل هذه الازمة تعيد تكرار نفسها و هي (أزمة الهوية السودانية) فمالم يقبل الجميع مبدأ المواطنة كاساس للمعاملة ، و مالم تتحقق التنمية المتوازنة ، و مالم تحترم حقوق جميع اهل السودان في احترام ثقافاتهم و لغاتهم و اديانهم ، و مالم نوقف هذا الادعاء الاحمق بأن السودان دولة (عربية إسلامية) فسنتوقع المزيد من الانقسام و التشظي. وجهة نظر __________________