الشكر لك أخي محمد عثمان
Quote: الشكر أخي خال فاطمة على ما أوضحته، وأحب أن أوضح للأخ عماد أنني تساءلت: إن كان الشريف الفاتح لديه علم الزايرجة الصحيح فلماذا لم يستعمله لمعرفة من هو أستاذ المهدي المنتظر إن كان للمهدي أستاذ؟ وهذا سؤال قد تكون إجابته أن الالتباس حدث لأنه وصل لذلك الفهم عن طريق آخر غير طريق علم الزايرجة وأن الالتباس زال لأنه استدرك واستعمل علم الزايرجة للتحقق، أليس كذلك؟ نامل أن يتضح الأمر في المستقبل, |
أخي محمد عثمان نامل أن يتضح الأمر في المستقبل القريب بعيدا عن التكفير والتجريح لان رجوع هذا الرجل عن دعواه باستاذية المهدي يسبقه عليها احد من الرجال في السابق وهي لم تزدني فيه الا تقديرا وان كنت لست من تلاميذه . يا اخي بغض النظر عن الالتباس هذا رجل من ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكفيه هذا فخرا . ولكني علمت من المهندس الهلالي يقينا أن ما يستخدمه الهلالي بنفسه هو الزايرجة الصحيحة فكيف باستاذه ؟ وهو رجل بهذه القامة السامقة أنظر الى تأليفه في السيرة المحمدية بهذا المولد المنشور في موقعهم ستجد أنه في غاية البلاغة ولا يصدر الا ممن هو صاحب علم ومعرفة :
مَوْلِدُ الفَاتحِ لِمَا أُغْلِقَ
المُسَمَّى
أَنْوَارُ الحَمْدِ الإِلهِيَّةِ فِي السِّيرَةِ المُحَمَّدِيةِ
تَأْليفُ العَارِفِ باللهِ تَعالى
الشريفُ الفاتحُ البركاتيُّ الحَسَنِيُّ السًّوْدَانِيُّ
إعْدادُ وَطباعةُ
أصْحَابِ الفاتحُ لِمَا أُغْلِقَ
الدَوحةَ – قَطر
ضَبْطُ وتنقيحُ مولانا
الأستاذ / الصديق عمر ميرغني
الشيخاب
حقوق الطبع
لكل المسلمين في أنحاء العالم
الإهــــداء :
أَهدِي هذا الكتابَ إلي سيِّدي وسيِّدِ كلِّ من له سيادةٌ في الوجـودِ حبيبي وغـرةِ عيني وشفيعي أبو القاسمِ أبو الطَاهــرِ أبو الطــيبِ أبو إبراهـيــمَ أبو زينبَ أبو رقيـةِ أبو أمِّ كلثـوم أبو الزهــراءِ سَيدُنِا محمَّد رَســـولُ اللهِ صَلى الله عليه وآلهِ وسلَّـمَ .
وأهَديه لكافةِ المسلمينَ والمسلماتِ الذين سبقونا بالإيمان وأرسَوا لنا دعائمَ هذا الدينِ الإسلاميِّ بكلِّ جِدٍ واجتهاد وكان جُلُّ اهتمامِهِمِ أن يُرشِدَوا هذه الأمةَ إلى طريق الخيرِ والفلاحِ والنجاحِ ولسانُ حَالنِا يقولُ لهم : واللهِ لأُزاحِمنَّ أصحابَ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وآلهِ وسلم في أعمالِ البِرِّ والخيرِ حتى يعلموا أنَهم قد خلّفوُا وراءهم رجالا.
وختامُ الإهداءِ إلى كلِّ أصحابي وأحبابي وأهلي وعشيرتي وإخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي في الدولِ الإسلاميةِ والعربيةِ والأفريقيةِ والسودان وبقيةِ أرجاءِ المعمورةِ وأسألُ اللهَ لنا ولهم ولجميع المسلمينَ الهدايةَ والتوفيقَ والسدادَ وصلَّى اللهُ على سيدنا محمد وعلى آلهِ وصحبِه وسَلم .
الشريفُ الفاتحُ البركاتي الحسني السوداني
تَقْـرِيـــظ
الحمدُ للهِ في الأُولي و الأُخرويَّةِ، وصلَّي اللهُ علي سيدِنَا ومولانا محمَّدِ و آلِه وصحبِه والتَّبعيَّةِ، فهذا تقريظٌ لمولدِ الفاتحِ لِمَا أُغْلِقَ ،المسَمَّي (أنوارُ الحمدِ الإلهيَّةِ في السِّيرةِ المحمديَّةِ) لمؤلِّفِه العارفِ باللهِ تعالي، الشريفُ الفاتحُ البركاتيُّ الحسنيُّ التِّجانيُّ السُّودانيُّ ذِي الأقوالِ والأفعالِ المَرضِيَّةِ.
الحمدُ للهِ الذي أظهرَ وأبرزَ جَهدَكُم (أنوارَ الحمدِ الإلهيةِ) في مولدِ المصطفي صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهِ وعلي آلِه مِن العدمِيَّةِ إلي حَيِّزِ الوُجوديَّةِ، فهنيئاً لكمْ لِمَا انتمُ فيهِ من السَّعديةِ لغرفكم من مَقَامَيْ الخَتميَّةِ والكَتْميَّةِ، (..قُلْ إنَّ الفضلَ بيدِ اللهِ يُؤتيهِ مَنْ يَشاءُ واللهُ ذُو الفضلِ العظيمِ*يَختَصُّ برحمتِهِ مَنْ يَشاءُ واللهُ واسعٌ عليمٌ) فقَدْ جاءَ (أنوارُ الحمدِ الإلهيَّةِ)يَرْفُلُ في أثوابِهِ القَشيبيَّةِ، مُسْعِفَاً مُمْتِعاً مُسْكِراً للمُختارِ من الأرواحِ الآدميَّةِ، فَيَا نعمَ الفوزُ لِتلْكَ النَّسَماتِ التي هي خَلفَ الدَّوائرِ الخَلْقيَّةِ.
فاللهُ أسألُ أنْ يتقبَّلَنا بكُمْ علي أيِّ حالةٍ كُنَّا بحكمِ طُهْرِ وَشَرَفِ النَّسَبيَّةِ وأنْ يجمعَنَا سَوِيَّاً الآنَ وغداً به صلَّي اللهُ عليهِ وآلِه ذَوِي الأخلاقِ الرَّضِيَّةِ، وأنْ يجعلَنا مِنْ أهلِ الُودِّيَّةِ تَحتَ وَجِواَر الَمقامَاتِ المَحْمودِيَّةِ.
مَوَلانا الأستاذ/الصِّدِّيق عمر ميرغني
الشيخاب/ريفي شندي
في 21 أكتوبر 2008م
أنوارُ الحمدِ الإلهيةِ
في
السيرةِ المحمدِّيةِ
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ * مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ * آمين نستفتحُ بهذه الفاتحةِ ألواحَ هذه السيرةِ النبويَّةِ ۩ والحمدُ للهِ ربِّ العالمين دائماً في البدءِ والختامّيةِ القائلُ في محكمِ التنزيلِ أعوذ باللهِ من الشيطانِ الرجيم * بسمِ الله الرحمنِ الرَّحيمِ * (الَم * اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الحيُّ القيومُ) وَيْتلوه شاهدٌ منّا بإذنهِ تعالى على ألسنتِنا وقلوبِنا الرُّوحيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
وصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
1]
بسم الله الرحمن الرحيم
فأوَّلُ ما نبتدىءُ بهِ ألواحَ هذه السيرةِ المحمديةِ هو قولُنا باللهِ : الحمدُ للهِ ربِّ العالمين والشكرُ للهِ ربِّ العالمين في الأوليةِ والأُخْرَيةِ حمداً وشكراً من اللهِ وإلى اللهِ في كلِّ لمحةٍ ونفسٍ عددَ مَا وسِعَه علمُ اللهِ وهو القائلُ في الآياتِ القرآنيةِ : أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) فَيا لَهُ من وعدٍ إلهيٍّ قَديمٍ غيرُ مقيدٍ بالمشيئيةِ ۩ وفي هذا الشكرِ سرُّ المزيدِ لكلِّ النِّعم الحسَّيةِ والمعنويةِ فنسالُ اللهَ العظيمَ الأعظم الحيَّ القيومَ ذا القدوسيةِ أن يُصلِّي ويسلِّمَ علَى سيدِنا ومولانا محمدٍ ذو الخُلُقِ العظيمِ والأخلاقِ المرضيةِ وعلى آلِه وصحبِه ذَوِي المكارمِ والفضلِ والمزيّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
2]
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعدُ ,,, يقولُ صاحب النِّسبةِ الشَّريفةِ النبوَّيةِ السِّيدُ الشريفُ الفاتحُ بنُ السِّيدِ الشريفِ يوسفَ بنُ السيدِ الشريفِ الطاهرِ البركاتيّ الحَسنيِّ من الديارِ السودانيةِ المشهورُ بنسبتهِ العِرفانيَّةِ لشيخِنا القطبِ المكتوم سيدنا أحمد بنِ محمدٍ التجاني صاحبِ الطريقةِ التِّجانيةِ قدَّسَ اللهُ سرَّه في الدنيا والأُخرَويةِ ۩ لَمّا دَعاني باعِثُ روحِ القُدْسِ لمشاهدةِ ذاك الجمالِ الأنفسِ للحضرةِ المحمديةِ شمرتُ عن ساعدِ الجدِّ وسطَّرتُ للأحبابِ والطلابِ ما حققتُه من فصولِ هذه السيرةِ النبويةِ حيثُ أنَّ أسرارَها لا تُحصَي لِمُعالِجِها بالكليةِ فكلُّ ما أذكرُه هو قبسٌ من إشارةٍ لذاك الجنابِ المستطابِ ذِي المعارفِ النوريةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
3]
وسألتُ اللهَ العزيزَ أن تكونَ هذه السيرةُ النبويةُ العطرةُ الشذّية مشجعةً ودافعةً ورافعةً لأهلِ الهممِ العليةِ فقد نَسجْتُها من مَحْتَدِ السرِّ والقُرب والنورانيةِ فجاءَتْ تختالُ في أزيائِها وحللِها السُّنْدسيَّةِ مسرعةً ومسعفةً لأهلِ الحبِّ والودِّ والخصوصيَّةِ ۩ وقد جعلتُها مختصرةً غايةَ الإختصارِ لتكونَ سهلة القرآءةِ عند الأحبابِ والإخوانِ والصَّحْبيةِ وسميتُها أنوار الحمدِ الإلهيةِ في السيرةِ المحمديَّةِ راجياً من اللهِ أن تكونَ نبراساً وهدايةً لكلِّ من يقرؤها من الخلقِ وأن تزيَدهُ وتفيدَه بالأنوارِ المحمديةِ وأن يزيدَ هو ويفيدَ سِجَالاً بالأبَّوةِ والبنوةِ الروحيةِ دَونَ حَصْرٍ أو استثناءٍ أو تحجيرٍ لعََمْرٍ و زيدٍ أو العامريةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
4]
وعليهِ نسألُ اللهَ العظيمَ دائماً تصحيحَ القَصدِ والنيَّة لنَا ولكافةِ الأصحابِ والإخوانِ بالسَّوِيةِ والتبرُءَ من حولنا وقوَّانا البشريَّةِ إلى حولِ اللهِ وقوتِه القديميةِ فهذا ديدنُ ِالرِّجال وأهلِ الحلِّ والعَقَدِيةِ وحسبُنا في ذلك قولُه تعالى (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) وهي واضحةٌ جليةٌ ۩ ونسألُ اللهَ العظيمَ أن يتقبلَ منَّا هذه السيرةَ النبويةَ وأن يجعلَها مستحسنةً وذاتَ رَهَجٍ وجمالٍ وَرَوِيّةٍ في التعريفِ بسيدِنا محمدٍ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ وأخلاقِه العظيميةِ والتعَلُقِ بجنابِه الرفيعِ والإنحياشِ له دائماً وأبداً بالكليةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
5]
والآنَ فهيا بنا أيُّها الأحبابُ والإخوانُ وكافةُ الأصحابية دون تأنٍ أو توانٍ أو تأخيريَّةٍ لنتلوا ما سطَّرتُه لكم من حروفِ هذه السيرةِ السَنيَّةِ من لوحٍ مسطور هذه المهجةَ الحسنيةِ في رَقٍّ منشورٍ تلك الحضرةِ المحمديةِ الأحمديةِ على صاحبِها من اللهِ أتمُّ التحياتِ والتبريكاتِ والصلواتِ الزكيةِ ۩ فقد جعلتُها منجَّمةً على ألواحٍ كما هو ظاهرٌ ليقرأها الناسُ مجتَمعينَ أو أفذاذا على التخيريةِ وأن لا يَحْرمُوا من قرآءتِها أحدًا من الرجالِ والصبيانِ والنِّسْويةِ مع مراعاةِ الآدابِ وعَدمِ الجمعيةِ فهذه السيرةُ متاحةٌ لجميعِ المسلمينَ والخلقيةِ فلا تُخَصِّصُوا بعضَ الألواحِ لمن تَظُنونَ أنَّهم أهلُ الفضلِ والمقامِ والمزيةِ فتقعُوا في متاهاتِ الحسدِ والغِبْطَةِ والنِّدِّيةِ فَليحذرِ الجميعُ منّا التَّصَدُّرَ والرِّياسَةِ والزَّعامِيةِ واللهُ أعلمُ منّا جميعاً بالسِّرِّ والطَّوِيّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
6]
وقدِّمُوا بين يَدَيِّ هذه السيرةِ النبويةِ جزءاً من الآياتِ القرآنيةِ لأنَّ كلامَ اللهِ هو أفضلُ ما يُستفتحُ به دونَ شكٍّ أو رَيبيةٍ واقرأُوها على الدوامِ وكذا في المناسباتِ والأفراحِ والأتراحِ وعلى مَرِّ الليالي القمريَّةِ ففيها روحُ الإيمانِ حقاً وهو التعلقُ بالجنابِ المحمَّدِيِّ والحضرةِ المحموديةِ وهذه السيرةُ مصحوبةٌ لِرَاعِيها بالفرحة والبهجةِ والسرورِ والأريحيةِ وكذلك السَّلْوى والعزاءِ والأزْهَرِيةِ فيكفي بروُزها من العدمِ للوجودِ ببركةِ هذه البضَعةِ النبويةِ ۩ فكلُّ من يقرؤها ولو مرةٍ واحدةٍ يجدُ فيها بإذنِ اللهِ تعالى المعرفةَ والصفاءَ والراحةَ القلبيةَ غيرَ ما هو مدخرٌ له عند خالقِ البرية بحكمِ تَعَلُقِه برسولِنا محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلّم َخيرُ مَنْ مشى على الأرْضيّةِ فهَيا أقبلُوا عليها جميعاً ودَعُوا عنكم الشَّواغِل والقُصُوريةَ وشَجِّعُوا بعضَكم بعضاً لحفظِها وفَهمِ معانيَها الحقيقيةَ عَسى أن يَنِيلَنا اللهُ من فيضِهِ بالسرِّ والقربِ والخصوصيةِ فنسعدَ بجاهِ وبركةِ ومحبةِ رسولِ اللهِ خيرُ البريةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
7]
ونصيحتي لكم أيُّها الأحبابُ والإخوانُ وكافةُ الصحبيةِ أن تكونَ مجالسُكُمْ بِذكرِ اللهِ دائماً عَطِرةً نَديةً وواظبُوا على قراءةِ سيرةِ رسولِنا محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَوارُ الحمدِ الإلهيةِ ولا تَلْتَفِتوا لقول مُدَّعٍ أومُبْغضٍ أومُتَحامِلٍ صاحب قَدْحِيةٍ لأنَّ قليل الإلتفاتِ يُؤخِّرُكم عن التقاطِ هذه الأصدافِ والدُّرَرِ السََّنيةِ مِن فصوصِِ هذه السيرة النبويةِ ۩ فَنَحْمَدُ اللهَ على ما خَصَّنَا به من فضلٍ ومزيةٍ في نَسْجِ وترتيبِ هذه السيرةِ المحمديةِ والمزيةُ عندَ الأكابر لا تَقْتضي الأفضليةَ وتكفي هذه الإشارةُ الجليةُ لأهلِ العقولِ والبصيريةِ وأمَّا أهلُ الغفلةِ والحِجَابيةِ فلا إلمامَ لهم بهذه المواردِ الوِرْديّة فإن الأمرَ للهُ من قبلُ ومن بعدُ في الأولى والأُخْرَويةِ وحسبُنا في ذلك محبةُ اللهِ ورسولِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ وآلِه وصحبِه وأهلِ العزائمِ العَدْلِيةِ ولعلَّ ما جَرَى به القلمُ في هذا الشأنِ كافياً لأصحابِ العنايةِ الألهيةِ والقِسَمِ الأزليةِ والسَّوائِقِ السَّعْدِيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
8]
والآنَ أنْصِتُوا معاشِرَ الحاضِرينَ والسامعينَ جميعاً وجَدِّدُوا إيمانَكُمْ وقُولُوا مَعِي بصوتٍ واحدٍ وبقوةٍ جهوريةٍ بعدَد ثلاثِ مراتٍ سَوَّيةٍ :{ لا إله إلاّ اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ } صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّمَ في الأُولى والأُخْرَويةِ فَهو رسولُنا وحِبُّنا وطِبُّنا صَاحِبُ الحُللِ السَنيةِ والسَّواطِعِ النَّديةِ والبوارقِ البهيةِ ۩ ولْنبَتَدِيءِ الآنَ بعدَ هذا التَّداني والتَّدلِّي بتأكيدِ إخلاصِ النيةِ ثم حَمْدِ اللهِ تعالى وشُكرِه بالألسنةِ والقلوبِ الرقيقيةِ وبعدَها ندعُوا اللهَ جميعاً بأسمائِه الحُسنَى تصديقاً لقولِه تعالى في أربعِ آياتٍ قرآنيةٍ الأولى هي قولُه تعالى : (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) فهذه واحدةٌ سَنيةٌ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
9]
والآياتُ الثلاثُ الأُخْرَياتُ هي قولُه تعالى : (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) وقوله تعالى : (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وقوله تعالى :(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى) فيا لها من آلاءٍ قرآنيةٍ ۩ وهذه الاسماءُ الحُسنى جاءَ فيها قولُ رسولِنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : (للهِ تسعةٌ وتسعون اسماً من أحْصَاها دخلَ الجنَّةَ ) وإحصاؤها هو حفظُها عندَ أهلِ العلومِ الظاهريةِ والدعاءُ بها والسَبحُ في فلكِها عند َأهل المعارف اللَّدُنية والإنتقالُ فيها بسرِّ الذكرِ واحداً بعدَ الآخرِ عند أهل العوارفِ الإحسانيةِ فنسألُ الله باسمائِه الحسنى أن يُنْعِمَ علينا جميعاً بالفتوحاتِ الربانيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
10]
هو اللهُ * الذي لا إلهَ الإ هو الرحمنُ * الرحيمُ* الملكُ * القدوسُ * السلامُ * المؤمنُ * المهيمنُ* العزيزُ * الجبارُ* المتكبرُ * الخالقُ * الباريُ* المصورُ* الغفارُ * القهارُ * الوهابُ * الرزاقُ * الفتاحُ * العليمُ * القابضُ * الباسطُ * الخافضُ * الرافعُ* المعزُ* المذلُّّ * السميع ُ* البصيرُ* الحكم ُ* العدلُ * اللطيفُ * الخبيرُ* الحليمُ * العظيمُ * الغفورُ* الشكورُ* العليُّّ* الكبيرُ* الحفيظُ* المقيتُ* الحسيبُ* الجليلُ* الكريمُ* الرقيبُ* المجيبُ* الواسعُ* الحكيمُ* الودودُ* المجيدُ* الباعثُ* الشهيدُ* الحقُ* الوكيلُ* القويُّ* المتينُ* الوليُّ* الحميدُ* المحصي* المبدي* المعيدُ* المحي* المميتُ* الحيُّ* القيومُ* الواجدُ* الماجدُ* الواحدُ* الصمدُ* القادرُ* المقتدرُ* المقدِّمُ* المؤخِّرُ* الأوَّلُ* الآخِرُ* الظاهرُ* الباطنُ* الوالِي* المتعالِي* البَرُّ* التوابُ* المنتقـمُ* العفـوُ* الرؤوفُ * مالكُ الملكِ * ذوالجلال والإكرام* المًقسِطُ* الجامعُ* الغنيُّ* المغني* المانعُ* الضارُ* النافعُ* النورُ* الهاَدي* البَديعُ* الباقي* الوارثًُ* الرشيدُ* الصبورُ *
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
11]
ولْتَعلمُوا معاشِرَ الأحبابِ والأصحابِ والقُربيةِ أنَّ سيدَنا وشفيعَنا محمداً رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو صاحبُ المعجزاتِ الشهيريةِ فقد وردَ اسُمه الشريفُ في أربعةِ مواضِعَ من كتابِ اللهِ العزيز وإليكم هذه الآياتُ القرآنيةُ ۩ وهي قوله تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) فَيَا لَهَا من آيةٍ رَحْمَانيةٍ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
12]
والآياتُ الثلاثُ الأخرياتُ هي قولُه تعالى : (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ) فيا لها من آيةٍ رحيميةٍ وقولُه تعالى : (ما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) فَيَا لَهَا من آيةٍ ربَّانيةٍ وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) فيا لها من آيةٍ إلهيةٍ ۩ وأمَّا اسمُه أحمدُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقد وردَ مرةً واحدةً في قولُه تعالى : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) فيا لها من آيةٍ قُدُّوسِيةٍ فجملةُ اسمائهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مائتانِ وواحدٌ بلا نُقْصَانيةٍ كما وردَ في السُّنةِ المطهرةِ النبَّويةِ وهي منقوشةٌ الآن في المسجدِ النَبوِيِّ على الواجِهةِ المِحْرابيّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
13]
محمدٌ * أحمدُ * حامدٌ * محمودٌ * أحِيدٌ * وَحيدٌ * مَـاحٍ * حـاشٌر* عاقـبٌ * طــه *يس* طـاهرٌ* مُطهَّــرٌ* طيبٌ* سيدٌ * رسول* نبيٌّ* رسولُ الرحمةِ * قيمٌ * جامعٌ * مقتفٍ * مقفَّى* رسولُ الملاحمِ * رسولُ الراحةِ* كاملٌ* إكليلٌ* مدثِّرٌ *مزمِّلٌ* عبدُ اللـــهِ * حبيبُ اللهِ *صفيُّ اللهِ* نجِيُّ اللهِ* كليمُ اللهِ* خاتمُ الأنبياءِ *خاتَمُ الرسلِ* محي* منجٍ* مذَكِّرٌ* ناصرٌ* منصورٌ* نبيُّ الرحمـةِ* نبيُّ التوبةِ * حريصٌ عليكم* معلومٌ* شهيرٌ* شاهدٌ* شهيدٌ* مشهودٌ* بشيرٌ* مبشِّرٌ* نذيرٌ* منذِرٌ* نورٌ* سراجٌ* مِصْباحٌ* هَدىٌّ* مهدِيٌّ * منيرٌ * داعٍ * مدعُــــــوٌّ* مُجيبٌ* مُجَابٌ * حَفيُّ * عفــــُـــوٌ * ولـيُّ * حَــقٌ * قَــويٌ* أمــينٌ * مـأمونٌ* كريمٌ *مُكـــرَمٌ* مَكَينٌ * متينٌ * مبينٌ *مؤمِّلٌ * ذُو قوةٍ * ذو حُرمةٍ* ذو مكانةٍ* ذو عزٍ* ذو فضلٍ *مُطــــــــاعٌ* مُطِيعٌ* قدمُ صدقٍ* رحمةٌ* بُشرى* غوثٌ* غَيثٌ* غِياثٌ * نعمةُ اللهِ* هديةُ اللهِ *عروةٌ وثقْي* صراطُ الله* صراطُ مستقيمٌ* ذِكرُ اللهِ* سيفُ اللهِ* حزبُ اللهِ *النجمُ الثاقِبُ * مُصطفى* مُجتبى *مُنتَقى* أُمُيُّ* مختارٌ* أجيرٌ* جبَّارٌ* أبو القاسم * أبوالطاهر* أبو الطيب* أبوإبراهيم* مُشفَّعٌ* شفِِيعٌ* صالحٌ* مُصلحٌ* مُهيمنٌ* صادقٌ *مصدَّقٌ* صدِقٌ * سيدُ المرسلينَ * إمامُ المتقينَ* قائد الغرِّ المحجَلينَ *خليلُ الرحمنِ* بَرٌّ* مُبِرٌّ*وجيهُ *نصيحٌ* ناصِحٌ* وكيلٌ*متوكِّلٌ*كفيلٌ* شفيقٌ* مقيمُ السنةِ* مقدَّسٌ * روحُ القدُس* روحُ الحقِّ *روحُ القِسْطِ *كافٍ *مكتفٍ* بالغٌ* مُبلِّغٌ* شــــــــــافٍ* واصلٌ*وِصولٌ * موصولٌ * سابقٌ* سائـــِقٌ* هــــــادي * مُقَدَّمٌ* عزيزٌ* فاضِلٌ* مُفضَّلٌ * فاتِحٌ* مفتاحٌ* مفتاحُ الرحمةِ *مفتاحُ الجنةِ *عَلمُ الإيمانِ *عِلمُ اليقينِ* دلِيلُ الخيـــــــــــراتِ * مصحِّحُ الحسناتِ *مُقيلُ العثراتِ* صفوحٌ عن الزلاتِ*صاحبُ الشفاعةِ* صاحبُ المَقامِ* صاحبُ القَدمِ* مخصوصٌ بالعزِّ* مخصوصٌ بالمجدِ* مخصوصٌ بالشرفِ* صاحبُ الوسيلةِ *صاحبُ السيفِ* صاحبُ الفضيلةِ* صاحبُ الإزارِ * صاحبُ الحجةِ* صاحبُ السلطانِ* صاحبُ الرداءِ* صاحبُ الدرجةِ الرفيعةِ* صاحبُ التاجِ* صاحبُ المِغْفر* صاحبُ اللواءِ *صاحبُ المعراجِ* صاحبُ القضيبِ* صاحبُ البُراقِ* صاحبُ الخاتَم* صاحبُ العلامةِ* صاحبُ البرهانِ*صاحبُ البيانِ *فصيحُ اللسانِ *مُطَهرُالجَنانِ* رؤوفٌ رحيمٌ * أُُذُنُ خيرٍ* صحِيحُ الإسلامِ* سيدُ الكونينِ *عينُ النعيمِ* عينُ اليقينِ* سَعدُ اللهِ* سَعدُ الخلقِ* خطِيبُ الأُممِ *علمُ الهُدى* كاشِفُ الكَرْبِ* رافعُ الرتبِ* عِِزُالعربِ* صاحــــبُ الفَـــرَجِ*
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
14]
وَرِضِيَ اللهُ عن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذين أنزلَ اللهُ فيهم قولهَ تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) فيا لها من آيةٍ سُبُّوحِيةٍ ۩ كما نزلَ فيهم قولُه تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) فيا لها من آيةٍ عَظِيميةٍ وقال تعالى فيهم : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) فيا لها من آيةٍ إكراميَّةٍ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
15]
وقولُه تعالى : (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) فيا لها من آيةٍ سُبْحانِيةٍ ۩ وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في شأنِ أصحابِه : (اللهَ اللهَ في أصحابي ) وقال فيهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمّ (أصحابي كالنُّجومِ بأيِّهمِ إقْتَدْيتُم ْإهْتَدْيتُم ) . فما أعَظمَ سَبْحَنا في تلكَ المقاماتِ الصَّحبيةِ وبعدَها فلنُعرِّجْ على سلِيلِ تلك الدوحةِ النبويةِ وهم آلُ بيتِ نبيِّنا محمدٍّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صاحبُ الفصاحةِ العربيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
16]
فآلُ البيتِ هم أبناءُ رسولِنَا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خيرُ البريةِ الذينَ قالَ اللهُ فيهم : (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) وقال تعالى : (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ) وقال تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) فانظروا إلى هذه الأفعالِ الثلاثةِ المُضَارِعةِ التي تفيد التَجدُّدَ والدَّوامَ والإستمراريةَ لكلِّ آلِ البيتِ الكِرامِ دونَ تقييدٍ بالزَّمانيةِ فقد صَحَّ طُهرُهُم من غيرِ ماءٍ فما أعلى هذه المقاماتِ الطاهرةِ المطهرةِ الطُهْريةِ ۩ نسألُ اللهَ تعالى أن يملأَ قلوبَنَا بحبِّ هذه البِضْعةِ النَّبويةِ وأن لا نحسدَ آلَ بيتِ نبينَا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحالٍ من الأحوالِ لِمَا خَصَّهُم اللهَ بهِ من فضلٍ ومَزيَّةٍ فَينطبقْ علينا قولهُ تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) اللهُمُّ أرزْقنا حُبَّهم واجعلْنا ممن يُوقرونَهم ويناصرونهم دُنيا وأُخرَويّةً ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
17]
وقد مدحهم جدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الأحاديث المروية فقال : (آل بيتي كسفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق) وقال صلى الله عليه وسلم : (سألت الله لكم ثلاثا يا آل بيتي أن يعلم جاهلكم وأن يرد غائبكم وأن يهدي ضالكم) وقال صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي) على رواية مسلم وغير ذلك من الأحاديث النبوية وقد أجمع العلماء على أن سب الصحابة فسق وسب آل البيت كفر نعوذ بالله من الكفر والضلال والفسق وسائر العقائد الشركية ۩ ولننظر معا أيها الأحباب ونتفكر كيف أن الهداية في القرآن الكريم وفي أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم على السوية وهذا الكلام ورد بنص كتاب الله العظيم وسنة جدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الأخلاق المرضية الذي كان خلقه القرآن الكريم بل كان قرآناً يمشي بين الناس كما جاء في الآثار المروية ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
18]
فلا غَرْو ولا غرابةَ في أنَّ آلَ البيتِ الأطهارِ هم عَدْلُ القرآنُ والقرآنٌ هو كلامُ اللهِ المُنزَّلُ على رسولِه محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المتعبدُ بتلاوتِه المتحدَّى بأقصرِ سورةٍ منه مرويِّةٍ وقد وردَ أنَّ للقرآن الكريمِ ظاهراً وباطناً وحداً ومَطْلَعاً وبطْناً إلى سبعةِ بطونِ إلى سبعينَ بطناً فما أعظمَ تلك المعارفَ المبشِّرِيةِ فياليتَ شعري كم من البطونِ نَدْرِي نَحنُ في الأزمنةِ الأخِيريةِ فو اللهِ حقاً هنيئاً لنا بهذا القرآنِ الكريمِ وبهذه البضعةِ النبويةِ ۩ فقد وردَ عن أبي الحسنين عليٍ الكرارِ رَضِيَ اللهُ عنه بابِ مدينةِ العِلم للحضرةِ المحموديةِ عندما سألُه بعضُ الصحابةِ الكرامِ حرصاً منهم على إكرامِ أهلِ البيتِ والقُربيةِ هل خَصَّكُمْ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشيءٍ من بيننا يا أهلَ البِضَعةِ النبويةِ فقالَ رَضِيَ اللهُ عنه مجيباً: نعَم خصَّنا بفهمٍ خاصٍ في كتابِ اللهِ ذي الآياتِ المكنونيةِ فانْظُروا أيُّها الكرامُ الأماجدُ إلى هذه الخصوصيةِ، نسألُ اللهَ أن نكونَ من مُحبِّيهِم ومَوَاليهم دنياً وبرزخاً وأُخْرَويةً ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
19]
وَبَعدُ تأكيدِ الثوابتِ الشَّرعيةِ بتوحيدِ اللهِ عزَ وجلَّ وإفرادِهِ بالعبوديةِ وحُبِّ رسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وآلِ بيتِه والأصحابيةِ فنقولُ : إنَّ مولدَهُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما صحَّ عندَنا في الأخبارِ المَرْويةِ يومُ الإثنين الثاني عَشَرْ من ربيعٍ الأولِ من شهورِ السنةِ القمريةِ لثلاثِ وخمسين سنةً قبلَ الهجرةِ النبويةِ وكانَ مفتاحُ المحرَّمِ لتلك السنةِ العجيبيةِ على مائةٍ وثمانيةٍ وخمسين يوماً بالتَّمامِ والكماليةِ وهذا العددُ يجمعُ اسميَ اللهَ ومحمدٍ مقرونيةً كما في عِلم الجُمَّلِ الحسابيةِ ۩ وكانَ ميلادهُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يوافقُ يومَ الخامسِ والعشرينَ من الشهرِ الخامسِ لسنةِ خمسمائةٍ وواحدٍ وسبعينَ وهو المشهورُ بعامِ الفيلِ من السنينِ الميلاديةِ للمسيحِ عيسى عليهِ علي نبيِّنَا الصلاةُ والسلامُ والتحيةُ وهو الشاهدُ علىَ هذا المقامِ الفاتحِ آخرِ الزمانِ فينزلُ ولياً خَاتماً بشرعِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما جاءَ في السنُّةِ النبويةِ وأخبرَتْ بِه الآياتُ القرآنيةُ فحسبُنا كلامُ اللهِ ورسولِهِ وتِلكَ الشَّهادِيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
20]
ويوافقُ ميلادُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كذلك من تقويمِ السنينِ الشمسيةِ الثاني عَشَرْ من شهرِ نيسانٍ سنةِ خمْسٍ وعشرين وثلاثمائةٍ وألفٍ منَ السنينِ الرُّوميةِ والشمسُ على درجتَينِ من منزلةِ البُطينِ الثَّوريةِ وعلى ثلاثِ درجاتٍ من الثَّورِ بوجهِ فَلَكِ الدائرةِ البُّرْجِيةِ والقمرُ إذاكَ على منزلةِ السِّماكِ وبه خمسٌ وعشرون ساعةً وثلاثٌ وأربعون دقيقةً مَطْلَعيةً وفي الوجهِ الرابعِ من الميزانِ وفيه ثمانٌ وأربعون ساعةُ فلكيةً بوسطِ الدورةِ البُّرجيةِ التي تغيَّرتْ الآنَ من الميزانِ إلى السُّنْبلةِ العزراويةِ ۩ وما ذكرناه هو الحقُ وليس تنجيماً يا أصحابَ الغفلةِ والبطالةِ والجاهليةِ ويكفي فيه قولُه تعالىَ : (لِتَعْلمُوا عددَ السنينَ والحساب) فهي آيةٌ إلهيةٌ فيا أحبابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسَائرَ الأُمَمِ والصَّحبيةِ فباللهِ عليكم ما أعظمَ تلك المشاهداتِ السَّماويةَ حيثُ تدلَّتْ تلك المجراتُ والكواكبُ النَّجْمِيّةُ عند ولادتِه وكانتْ بأعلى مُوافقةٍ مطْلعيةٍ وبأزهى صورةٍ نَجْميَّةٍ لأعظمَ طوالعٍ وقتيةٍ إختارها ربُّ الأرْضِينَ والسمواتِ العَليّةِ لميلادِ رسولِه محمد صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو خيرُ البريةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
21]
وأمَّا نسبُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : فهو سيدنا محمدُ بنُ سيدِنا عبدِ اللهِ بنُ سيدِنا عبدِ المطلبِ بنُ سيدِنا هاشمِ بنُ سيدِنا عبدِ منافٍ بنُ سيدِنا قُصَّي بنُ سيدِنا كلابٍ بنُ سيدِنا مُرَّةٍ بنُ سيدِنا كَعْبٍ بنُ سيدِنا لؤيٍّ بنُ سيدِنا غالبٍ بنُ سيدِنا فِهْرٍ بنُ سيدِنا مالكِ بنُ سيدِنا النَّضْرِ بنُ سيدِنا كنانةٍ بنُ سيدِنا خزيمةٍ بنُ سيدِنا مُدْرِكةٍ بنُ سيدِنا إلياسَ بنُ سيدِنا مُضَرٍ بنُ سيدِنا نِزَارٍ بنُ سيدِنا مَعَد بنُ سيدِنا عَدنانَ وإلى هنا إنتهى بنا تحريرُ تلكَ النسبةِ النبويةِ ۩ وأمَّا حَمْلُ والدتِه سيدتِنا آمنةَ بنتِ وَهْبٍ به عليه الصلاةُ والسلامُ والتحيةُ فكان في أوَّل يومٍ من شهرِ اللهِ رجبٍ الأصبِّ من والدِه سيدِنا عبدِ اللهِ بنُ عبدِ المطلبِ صاحبِ الهيئةِ الجماليةِ وأمَّا إرهاصاتُ ليلةِ وضُوعِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فمنها انصداعُ إيوانِ كِسْرى وسقوطُ أربعَ عَشْرَةَ شرفةً من شُرفِه ذاتِ اللَّدائنِ الأُخْدُوديةِ وخُمودُ النارِ الفارسيةِ وغيضُ بُحيرةِ طَبَريةِ وفَيضُ وادي سماوةِ بالمياهِ الغزيريةِ وأمَّا وضوعُه صلَّى اللهُ عليه وسلمَ فقد وُضِعَ مَخْتُوناً ورافعاً رأسَه إلى السماواتِ العليةِ وأمَّا رِضَاعتُه صلَّى اللهُ عليه وسلمَ فقد أرضَعَتْهُ أمَّهُ ثم ثُويبةُ الأسلميةُ ثم بعدَ ذلك حليمةُ السَّعْدِيةُ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
22]
وَأمَّا وَفاةُ سيِّدِنا عَبْدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ والدِ سيدنا رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ فقد كانَ بعدَ شهرينِ من حَملِه حيثُ تُوُفِّيَ بدارِ الهجرةِ النبويةِ عندَ أخوالِه بني النجارِ أهلِ المكارم والرِّفْدِيَّةِ وأمَّا وفاةُ سيدتِنا آمنةَ بنتِ وهْبٍ أمِّ سيدِنَا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقد كانَتْ بعدَ وضوعه صلَّى اللهَ عليه وسلَّمَ بمدةٍ من الزمانِ يَسيريِّةٍ وبعدَ ذلكَ كفلَهُ جدُّهُ عبدُ المطلبِ صاحبِ المكانةِ القُرشِّيةِ وبعدَ وفاتِه كفلَهُ عمُّهُ أبو طالبِ فنعَم تلكَ الكفاليةِ ۩ وأمَّا رعـيُهُ للأغنامِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقد كان من صِغَرِه حيثُ أتاهُ الملكانِ فشقَّا صدرَهُ الشريفَ بأمرٍ من الحضرةِ الإلهيةِ واسْتَرْجَعَا المُضْغَةَ النَّوريةَ بعدَ غسْلِهَا بالمياهِ الّثلْجِيَّةِ الغَيْبيةِ وَمَلآها أسراراً وأنواراً حِكْمِيةً وأمَّا تِجارتُه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقد كانتْ وعمُرُه خمسٌ وعشرون سنة قَسمية حيث سافر إلى الشام في تجارةٍ لخديجة بنت خويلد وسافر معه غلامها ميسرة الذي رأى ملكان يظلانه من حر الأشعة الشمسية فذكر ذلك إلى خديجة فكانت معجبة به وبأمانته القريحية وبعد مدة من الزمان قليلية تم زواجه منها عليه أفضل الصلاة والسلام والتحية وذلك بعد خُطبةٍ جامعة شهيرية ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
23]
وأمَّا نزولٌ الوحْيِ على رسولنا عليه الصلاةُ والسلامُ والتحيةُ فقدْ كانَ في السابعِ والعشرين من رمضانَ بعدَ بُلوغِهِ سنَّ الأربعينِ العِقْدِيةِ فجاءَهُ المَلكُ حيثُ كانَ يتعبدُ في غارِ حِراءٍ في المغارةِ الجبليةِ وقالَ لهُ إقرأْ فقالَ مَا أنَاَ بقاريءٍ فَغَطَّهُ ثلاثَ مراتٍ عدَدِيةٍ حتي أجهدَهُ بأمرٍ من الحضرةِ العليةِ ثم قالَ لهُ في الثالثةِ إقرأْ بِاسْمِ ربِّكَ الذي خلقَ وكانَ ذلكَ بَدْءَ الوَحْيِ للحضرةِ المُصْطَفويةِ ۩ ثم تتابعَ حتى آمنَ من الرجالِ أبُو بكرٍ ومن النِّساءِ خديجةِ ومن الصبيانِ عليٌّ صاحبِ التكريميةِ ثمَّ زيدُ بنُ حارثةِ وبلالُ بنُ رباحٍ وباقي الأصحابيةِ وأمَّا إسراؤه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقدْ كان مِن المسجدِ الحرامِ زادَه اللهُ مهابةً وتشريفيةً إلى المسجدِ الأقصى أوّلِّ قبلةٍ نبويةٍ حيثُ أمّ الأنبياءَ والرُّسْليةَ وسائرَ الملائكةَ والروحانية وجاءَ في الآياتِ القرآنيةِ قوله تعالى :(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِالأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) فيا لها من آية سُبْحانية إسرائية بركاتية ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
24]
ثم عُرج به صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى السمواتِ العُلاَ فَلقِيَ في الأولى سيدَنا آدمَ عليهِ السلامُ وفي الثانيةِ إبنيَ الخالةِ سيَّدَيْنا يحيى وعيسى عليهما السلامُ والتحيةُ وفي الثالثةِ سيدَنا يُوسُف بنَ يعقوبَ عليهما السلامُ وفي الرابعةِ سيدَنا إدريسَ عليهِ السلامُ الذي قالَ اللهُ فيه : (وَرَفَعْناهُ مكاناً عَلِياً ) وهِيَ آيةٌ إلهيةٌ وفي الخامسةِ سيدَنا هارونَ عليه السلامُ وفي السادسةِ سيدنا مُوسى عليه السلام صاحبُ الفَهْوَانِيَةِ وفي السابعةِ سيدَنا إبراهيمَ خليلَ الرحمنِ عليهِ السلامُ فَيا لهَا مِن مَقاماتٍ سَمَاويةٍ ۩ وبعدَها فارقَ جبريلَ عند سدرةِ المُنْتَهى الفِيلِيَّةِ وَرقَى إلى الحضرةِ العرشيةِ حيثُ رَأى اللهَ عياناً كمَا جاءَ في الأحاديثِ المرويةِ وتنزَّلَ عليهِ من مولاهُ السلامُ والرحمةُ والتحيةُ وغشيتْهُ مِن اللهِ سَحائِبُ الأنوارِ البركاتيةًِ المُنزَّهةِ عن صورةِ الشابِ الأمْرَديةِ وفُرِضَتْ عليه الصلواتُ خمسونَ وقتاً كتابية فصارَتْ بمراجعةِ الكليمِ لهُ عُشْرَاً من الكليةِ فيا عَجباً لقبُولِ رَسولِنَا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بمراجعةِ الحَضْرةِ المُوسَوِيَّةِ في طلبِ التخفيفِ من ربِّ البريَّةِ وما ذاكَ إلا تواضعاً منه وتعليمٌ ورحمةٌ بأمتِهِ خير الأُمَمِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
25]
وأما هجرتهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقدْ كانَتْ إلى طيبةَ دارِ الهجرةِ النبويةِ وَهِيَ المدينةُ المنورةُ أدامَ اللهَ عُمْرانَها حيثُ أقامَ بها عَشْرَ سنينَ فتلَّقاهُ الأنْصارُ بالتأييدِ والطاعةِ والسَّمْعِيةِ فأظهرَ الدينَ فيها حتىَّ عمَّ سائرِ بقاعِ الدنيا وأسلمَتِ البلادُ الفارسيةُ والحَبشيةُ والروميةُ وتمَّ بحمدِ اللهِ إعلاءُ كلمةِ اللهِ تعالى وانتشرَ نورُ الإسلامِ وعَمَّ سائرَ البَريَّةِ ۩ وأمَّا جمالُ خُلُقِهِ وأخْلاقَهُ وشَمائِلِه فيكفي فيها قولهُ تعالى : (وإنَّكَ لَعَلى خلقٍ عَظِيمٍ ) فيا لها من آيةٍ إلهيةٍ وقولهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ (أدّبَنِي رَبيِّ فأحسنَ تَأْدِيِبِي) وعلى تَفنُنِ وَاصفِيه له بالجمالِ و الحُسْنِيةِ يَفْني الدَّهرَ دونَ أن يكتملَ حرفُ من عنوانِ فصلٍ من كتابِ نعتِ صفاتِه الخُلُقِيةِ فقد استوفى باطِنُه لدينا الجمالَ والجلالَ والكمالَ بالكليةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
26]
وأمَّا جمالُ خِلقَتِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصُورتُهُ الظاهريةُ فهي لَوحةٌ بديعيةٌ ليسَ قبلَها أو معَها أو بعدَها مِثْلِيةٌ فهو عينُ أصلِ ذاتِ إنسانِ الجمالِ والجلالِ والكمالِ والحُسْنِيةِ وحقيقةُ هذا الوَصْفِ بعيدةُ الدَّرْكِ والمنالِ لسائرِ الخلائقِ البشريةِ وحتى أويسٌ القَرَنِيُ كلّ عن ذاكَ الوصفِ وكذاكَ الصَّحْبُ والتابعينَ ومَنْ تَبِعَهُمْ بالإحْسانيةِ لأنهم لم يرَوَا منه جميعاً غيرَ تقريبِ أنوارٍ في مَرَابطِ مظاهرٍعُمُوميةٍ لذا تَرى كلَ مُحِبٍّ فيه تائهاً ومبهور ومبهوت بالكليةِ ۩ فماذا يقولُ الواصِفُ لهذه الدرةِ اليتيمةِ النبويةِ وكيفَ يَقْدَرُ على وصفِ مَنْ كانَ بعضُ حُسنِه يُسْكِرُ كل الحسنِ في الوجودِ والجماليةِ وكلَّ مَنْ سَبقَنِي من الكرامِ في وصْفِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما بلغَ عُشَْر مِعْشَارِ وَصْفِ مكنوزاتِ هذه الجوهرةِ النبويةِ ومَا جَاءُوا به فهو مثالُ النُّجومِ على المائيةِ فثبَتَ عندَ هذا الْمَحْتَدِ عجزُ الجَمْعِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
27]
فيَا إخوانِي إلى كَمْ تُحِيلُوا الوقتَ عنكم لغيرِ نبِّيكُمْ وَرسولِكمْ وشَفِيعِكُمْ صاحبِ الرأفةِ والرحيميةِ وتَتَشاغلُوا عنه بشِئونِكُمْ وأمورِكُمْ الدنيويةِ وحظوظِكُمْ و لحوظِكُمْ الوقتيةِ ولا تدْرُون فقد أبعدَكُمْ سلطانُ الحضرةِ العليةِ وحكمَ عليكم قاضي الغيرةِ الإلهيةِ بمنعِكم من الإطلاعِ على مخبوءِ مكنوناتِ تلك الحضرةِ النبويةِ وأصدافِ أنوارِ هاتِيكَ الشمائلِ المُصْطَفوِيةِ ۩ فشمِّرُوا الآنَ يا أحبابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمّ خيرِ البريةِ عن ساعدِ الجدِّ والعَزْمِيةِ وتَنافسُوا في حبِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شافعِ البريةِ بِكَثْرةِ الصلاةِ عليه عسى أنْ تَنَالُوا الأمنيةِ بفيضِ هاتيكَ المواهبِ السندسيةِ وَيحْظَى سِرُّكُم ببريقِ هاتِيكُم الأنوارِ المحمديةِ فتشرَبوا من رَحِيقِ مختومِ مسكِ حبِّ تلك الجوهرةِ المصطفويةِ وتفوزُوا بسرِّ التَّدانِي والتَّدلِّي و القُربيةِ وتَحْظُوا برؤيةِ أنوارِ تلكَ الجواهرِ المكنوزةِ المحموديةِ في اليقْظَةِ والمناميَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
28]
وأمَّا إنتقالُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى الرفيقِ الأعلَى فهو أعزُّ عندَنا من فقدِ حبيبٍ وأم ٍ ووالدٍ وولدٍ وبنتٍ وأخٍ وأختٍ رضيةٍ وعمٍّ وعمَّةٍ وخالٍ وخالةٍ وذِيْ قُرْبيةٍ وصديقٍ وعزيزٍ وسميرٍ وجميعِ الخَلقِية فمصيبتُنا فيه كبيرةٌ جليةُ وحزنُنا عليه صلَّى اللهُ عليه وسلم شديدُ الكَظْميةُ وخطبُنا جَللٌ ومُصَابُنا فيه عظيمُ الفَدْحِيةِ وفراشُنا عليه قائمٌ فلا ولم ولن يرفعَ وهو باقٍ عندنا إلى آخرِ الدهريةِ ۩ ولا ندري كيفَ حَوَى هذا القبرُ جسدَه الشريفَ الطاهر النَّسَبِيةِ وكيفَ هانَ على الأمةِ تَحَمُّلُ هذا المشهدِ العظيمِ الوقْعيةِ ونحنُ من عجْزِنا وضعفِنا تحتَ قهرِ القدرةِ الإلهيةِ لا نملكُ غيرَ التسليمِ والتفويضِ وذرفِ الدموعِ الغزيريةِ فالقلبُ يحزنُ والعينُ تدمعُ ولا نقولُ إلا ما يُرْضِي ربُّ البريةِ كما جاءَتْ به الأخبارُ المرويةِ فما صبرُنا إلا باللهِ لِمَا نَعتَقِدُه في الوعودِ الإلهيةِ بالبعثِ لنا طُرَّاً في الأخرويةِ فعسى أنَّ نكونَ أوَّلَ من يَلحَقُ به من سائرَ الخلقيةَ وأن ندخلَ معه لأعلى الجنانِ الخُلدِيةِ وما ذاك على اللهِ بعزيزٍ فهو صاحبُ الشَّفقةِ الرَّحيميةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
29]
وأمَّا معجزاتهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فلا يحيطُها الإحصاءُ بحالةٍ كليةٍ فمَا منْ معجزةٍ أُعْطِيَها نبيٌّ إلا ّوأُعْطِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مثلَها وأبلَغ منها في الإفْحَامِيةِ وأنوارُ آياتهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لم تزلْ قائمةً باقيةً من أَزَلِ أَزَلِ الأزَليةِ إلى أَبَدِ أَبَدِ الأبديةِ وإلى ما لا نهايةَ له من الآزالِ والآبادِ في علم اللهِ من الآنِ والديموميةِ ومنها هذا القرآنُ الكريمًُ فيا لهُ من مُعجزةٍ خالدةٍ أزليةٍ أبديةٍ آنيةٍ سَرْمَدِية ۩ اللَّهمَّ إنيِّ أسألُكَ بحقِ وجهِ اللهِ الحق ِّأن تُصَلِّي على سيدِنا ومولانا محمدٍ الحقِّ صلاةَ حقٍّ لحقٍّ وأنْ تُسلِّمَ على سيدِنا ومولانا محمدٍ الحقِّ سلامَ حقٍّ لحقٍّ وأنْ تُباركَ على سيدِنا ومولانا محمدٍ الحقِّ بركةَ حقٍّ لحقٍّ وعلى آلِه عددَ ما وَسِعَهُ علمُ اللهِ الحقِّ وأسألُكَ بحقِّ وجهِ اللهِ الحقِّ أن تُرِينِي وجهَ سيدِنا ومولانا محمدٍ الحقِّ كما هو عندَكَ يا اللهُ يا حقُّ بعظمةِ هذه الصلاةِ الحقيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
30]
والآنَ قولُوا مَعِي وَأمِّنُوا جميعاً عَسَى أنَ تكونَ هذه ساعةَ إجابةٍ فَنسعدُ جميعنَا بالكليةِ اللَّهمَّ إنِّي أستغفرُكَ لِمَا تبتُ إليكَ منهُ ثم عُدْتُ فيهِ وأسْتَغفِرُكَ لِمَا وَعَدْتُكَ من نَفْسِي ثم أَخلفتُكَ فيهِ وأستغفِرُكَ لِمَا أَردْتُ به وجْهَكَ فخَالطنِي فيهِ ما ليسَ لكَ وأستغفِرُكَ للنِّعم التي أنْعمتَ بِهَا عَليَّ فتقوَّيْتَ بها على معاصِيكَ وأستغفِرُ اللهَ الذي لا الهَ إلاَّ هو الحيَّ القيومَ عالمَ الغيبِ والشَهادةِ هو الرحمنُ الرحيمُ لكِلِّ ذنبٍ أذنبتَه ولكلِّ معصيةٍ ارتكبتُها ولكلِّ ذنبٍ أحاطَ به علمُ اللهِ في الشئونِِ الكَنْزِيِّةِ ۩ اللَّهمَّ عليك مُعَوَّلِي وبكَ مَلاذِي وإليكَ التِجَائِي وعليكَ تَوَكُّلِي وبكَ ثِقتي وعلى حولِكَ وقوَّتِكَ اعتمادِي وبجميعِ مَجَاري أحْكامكَ رضَاي وبإقرارِي بسَرَيانِ قيومِيَّتِكَ في كلِّ شيءٍ وعدمِ احتمالِ خروجِ شيءٍ دَقَّ أو جلَّ عن عِلْمِكَ وقَهرِكَ حتَّى لحظةَ سكوُنِي في العَمَائِيّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
31]
اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بعظمةِ الأُلوهيةِ وبأسرارِ الربوبيةِ وبالقدرةِ الأزليةِ وبالقوةِ والعِزَّةِ السَّرمديةِ وبحقِ ذاتِكَ المنزَّهةِ عن الكيفيةِ والشَبْهيةِ وبحقِّ النُّورِ المُطْلَقِ والبيانِ المُحَقَّقِ والحضرةِ الأحديةِ والحضرةِ السَّرمدِيَّةِ والحضرةِ الإلهيةِ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بسطوةِ الألوهيةِ وبثبوتِ الربوبيةِ وبعزَّةِ الوَحْدانيةِ وبِقِدَمِ الكَينونيَّةِ وبقُدَوسِ الجَبَروتيةِ وبدوامِ الصَّمَديةِ ۩ وبحقِّ ملائكتِكَ أهلِ الصِّفَةِ الجَوهريةِ وبحقِّ عَرْشِكَ الذي تَغشاهُ الأنوارُ وبما فيه مِنَ الأسرارِ أسألُكَ اللَّهمَّ باسْمِكَ القديمِ الأزَليِّ وهُوَ اللهُ اللهُ اللهُ أنتَ اللهُ العظيمُ الأعْظمُ الذي خضعَتْ لهُ السمواتُ والأرضُ والمُلكُ والمَلكُوتُ والجبروتُ أن تُعِينَنِي وتَمُدَّنِي بعزةٍ من قَهْرَمانِ جَبروتِكَ وأسألُكَ اللهمَّ باسمِكَ الفردِ الجامعِ لمعاني الأسماءِ كُلِّها أسماءِ الذاتِ وأسماءِ الصفاتِ الذي لايَشْبَهُهُ كلُّ اسْمٍ في تأثيرِه وَهُوَ اللهُ اللهُ اللهُ سرُّ تنزُّلاتِ الأحديةِ والوَاحِديَّة ِ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
32]
اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ باسْمِكَ اللهُ اللهُ اللهُ الذي سمَّيْتَ به ذاتَكَ ولم يُسمِّ به أحدٌ غيرَكَ أمِدَّني بقوةٍ منه نأخذُ به الأرواحَ والأنفاسَ ونتصرَّفُ به في المعاني والحواسِّ اللهمَّ إنِّي أسألُكَ باسمِكَ اللهُ اللهُ اللهُ ، العظيمُ الأعظمُ ، الكبيرُ الأكبرُ الذي من دَعاكَ به أجبْتَهُ ومَنْ سألَكَ به أعطَيْتَهُ وأسألُكَ باسْمِكَ اللهُ اللهُ اللهُ الذي لا الهَ إلا هو ربُّ العَرشِ العظيمِ إلاَّ ما قَضَيْتَ حَاجتِي بحقِّ الهُويَّةِ ۩ يَا قََدوسُ قَدَّسْنِي من العيوبِ والآفاتِ وطهِّرْنِي من الذُّنوبِ والسيئاتِ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ نَوِّرْنِي بِنوركَ ولا تَجْعَلْنِي مِمَّنْ تَغشَى قلوبَهُمْ بظلامِ الظلماتِ يا ربَّ العالمينَ اللهمَّ إنِّي أسألكَ بثباتِ اسمِكَ وهو اللهُ الذي لا الهَ إلا هو له الأسماءُ الحُسنى، الذي هذه الأسماءُ منهُ وهُوَ منها اللهمَّ يا مَنْ هُوَ هكذا ولا يكونُ هكذا أحدٌ غيرَكَ اجْعلْنِي من المتقينَ ومِن عبادِكَ الصالحينَ وأوليائِكَ المُحْسنينَ بحقِّ الأنِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
33]
إلهي هذا ذُلِّي ظاهرٌ بينَ يديْكَ وهذا حَالي لا يَخْفَى عليكَ مِنكَ أطلبُ الوَصْلَ إليكَ وبكَ أسْتَدِلُّ فاهدِني بنورِكَ إليكَ وأقِمْنِي بصِدْقِ العبوديةِ بينَ يديكَ أسألُكَ بِخَفِيِّ خَفِيِّ لطفكَ ، بلطيفِ لطيفِ صُنْعِكَ بجميلِ جميلِ سِتْرِكَ بعظيمِ عظيمِ عَظَمتِكَ بسرِّ سرِّ أسرارِ قُدْرَتِكِ بمكنونِ غيبِكَ تَحصَّنْتُ باسمِكَ تشفعْتُ بمحمدٍ رسولِكَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مَجْلَى الأحْمَدِيةِ والمُحمديةِ ۩ اللهمَّ اجْذُبْنــِي إليــكَ يا سيــِّدِي ويا مَــولايَ وارْزُقْنـِي الفنـاءَ فيــكَ عنِّي ولا تَجْـعلْنِي مَفْتونـاً بنفْسـِـي مَحْجُوبــاً بِحِسِّــي واعْصِمْنــِي فــي القــولِ والفعـــلِ اللهمَّ يا مَن كـَسَا قلـوبَ العَارفيـنَ من نــورِ الإلوهـيــةِ فلــم تسـتطعِ المـلائكـةُ رفــعَ رُؤوسِـهِـــمْ مِـــنْ سَـــطْــوةِ الجَـبَرُوتيــَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
34]
يـَا مَــنْ قـَـالَ فــي مُـحـْكـَـــمِ كتابِه العزيزِ وكلمـاتِه الأزليةِ : (اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) اللهمَّ استجِبْ لنا ما ذَكرْنَا وَمَا نَسِينَا استَجبْ لنا دُعاءَنا فضلا ًمنكَ آمين آمين آمين يا مَنْ يقولُ للشيءِ كُنْ فيكونُ : ( اللهُ نورُ السماواتِ والأرضِ مَثَلُ نُورِه كمشكاةٍ فيها مصباحٌ المصباحُ في زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كأنَّها كوكبٌ دُرِّيٌّ يُوقََدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكََََََةٍ زَيْتُونةٍ لا شَْرقِيةٍ ولا غَرْبِيةٍ يَكادُ زيتُها يُضيءُ وَلَو لَمْ تْمسَسْهُ نارٌ نورٌ على نورٍ يَهدِي اللهُ لنورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأمثالَ للنَاسِ واللهُ بكلِّ شيءٍ عليمٌ في بُيُوتٍ أَذنَ اللهُ أنْ تُرْفَعَ ) وَهو إشارةٌ إلى البََرَكاتيةِ ۩ اللهمَّ صلِّي على سيدِنا محمدٍ وعلى آلِ سيدِنا محمدٍ وأن تفعلَ بنَا يا ربَّ العالمينَ ما أنتَ له أهلٌ إنكَ أهلُ التقوى وأهلُ المغفرةِ وإنَكَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ يا ربَّ العالمينَ وصلَّى اللهُ على سيدِنا محمدٍ كثيرًا إلى يومِ الدينِ وأن تمنحَنا معارفَ الحَضْرَتينِ الكَتْمَيّةِ والخَتْمِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
35]
اللهمَّ إنِّي أسألُكَ بسرِّ ذاتِكَ المخزونِ المكنونِ في باطنِ كتابِكَ الذي خَصَصْتَ بِه أفضلَ أنبيائِكَ من خلقِكَ سيدَنا ومَوْلانا محمداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ والذي أَسْريْتَ به فترَقَّى إلى أن كانَ قابَ قوسِينِ أو أدنَى مِنْ ذلكَ في أزلِكَ ولم يطَّلِعْ عليه أحدٌ من خلقِكَ وهو اسمُكَ العظيمُ الأعظمُ الخفِيُّ في غيبِ غيبِكَ سرُّ بلوغِ القُطبانيةِ والفَرْدَانيةِ ۩ احتَجبْتُ بنورِ وجهِ اللهِ القديمِ الكاملِ وتَحصَّنْتُ بحصَنِ اللهِ القويِّ الشاملِ وَرَميتُ مَنْ بَغَى عَلَيَّ بسَهْمِ اللهِ وسيفِهِ القاتِلِ اللَهمَّ يا غالباً على أمِرِهِ ويا قائماً فوقَ خلقِهِ ويا حَائِلاً بينَ المرءِ وقلبِهِ حُلْ بينِيَ وبينَ الشِيَطَانِ وَنَزْغِهِ وبينَ مَالاَ طَاقَةَ لي بهِ مِن أحدٍ من خلقِكَ كُفَّ ألسنتَهُمْ واغلُلْ أيدِيَهُمْ وأرْجُلَهُم واجَعلْ بينِي وبينَهُمْ سَدَّاً مِنْ نورِ عَظمتِكَ وحِجَاباً من قُدرتِكَ وجُنْداً من سُلْطانِكَ إنَّكَ حَيٌّ قادِرٌ عَلى جميعِ مخلوقاتِكَ العُلْوِيَّةِ والسُّفْلِيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
36]
اللهم اعْشُ عَنِّي أبصارَ الناظرينَ حتى أَردَ الموارِدَ وأعشُ عنِّي أبصارَ النّوِر والظلماتِ حتىَّ لا أُبالِي بإبْصاَرِهِمْ يكادُ سَنَا بَرقِهِ يَذْهبُ بالأَبْصارِ يُقلِّبُ اللهُ الليلَ والنهارَ . ( بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ قلْ هو اللهُ أحدٌ اللهُ الصَّمدُ لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكنْ له كفواً أحدٌ ) بحقِّهَا ارزقْنا إخَلاصَ النيةِ ۩ اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ على عينِ ذاتِكَ العَليةِ بأنواعِ كمالاتِكَ البهيةِ في حضرة ذاتك الأبدية على عبدك القائم بك منك لك إليك بأتم الصلوات الزكية المصلي في محرابِ عينِ هاءِ الهُوِيَّةِ التَّالِي السَّبْعَ المَثَانَي بصفاتِكَ النّفْسِيَّةِ المخَاطَبِ بقوِلكَ لهُ اسْجُدْ واقتَرِبْ الدَاعِي لكَ بإذَنِكََ لكافَّةِ شؤونِكَ العِِلْمِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
37]
فَمَنْ أَجَابَ اصْطَفَى وَقَرُبَ المُفِيضِ على كافةِ من أوجدتَهُ بقيوميةِ سرِّكَ المَدَدُ السَّارِي في كليةِ أجزاءِ موهبةِ فضلِكَ المتَجَلِّى عليه في مِِحْرابِ قُدْسِكَ وأُنْسِكَ بكمالاتِ ألوهَيتِكَ في عوالمِكَ وبرِّكَ وبَحْركَ فَصِلِّ اللهمَّ عليه صلاةً كاملةًًًً تامةً بِكَ ومْنِكَ وإليكَ وعليكَ وسلِّمْ عليهِ سلاماً تَاماً عاماً شامِلاً لأنواعِ كمالاتِ قُدْسِكَ البَّهِيَّةِ ۩ دَائمينِ ُمتصِليْن على خليلِكَ وحبيبِكَ مِنْ خَلقِكَ عَدَدَ ما في علمِكَ القديمِ وعَميمِ فضَلِكَ العظيمِ وَنُبْ عَنَّا بمحضِ فضلِكَ الكريمِ في الصلاةِ عليهِ صلاتِكَ التي صليَّتَ عليهِ في محرابِ قُدْسِكَ وهُوِيَّة أُُنْسِكَ وعلى آلِه وَصَحَابةِ رسولِكَ ونبيكَ وَسلِّمْ عليهِمْ تسليماً عَدَدَ إحاطةِ علمِكَ يا اللهُ , الَلهمَّ صلِّ على سيدِنا محمدٍ الفاتحِ لِمَا أُغْلِقَ والخَاتِم لِمَا سَبَقَ نَاصِرِ الحَقِّ بالحَقِّ والهادِي إلى صِراطِكَ المستقيمِ وعَلى آلِهِ حَــقَّ قـَـــــدْرِهِ وَمِقْدَارِهِ العظيمِ صلاةً تُرقِّينَا بِهَا مِنَ الصَّلْصَاليةِ إلى النَّورَانيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
38]
الَّلهمَّ بجِاهِ الفاتحِ لمَا أُغْلِقَ افتَحْ لنَا مِنْ كُلِّ خيرٍ فَتحَتهُ لسيدِنا ومولاَنا مُحمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّمَ وبجاهِ الخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ اختُمْ لنا بخَاتِمةِ النَّاجينَ والرَّاجينَ الذينَ قِيلَ لهُمْ قلْ يا عِباديَ الذين أَسْرَفُوا على أَنَفسِهِمْ لا تقنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذنوبَ جميعًا فيَا لهَا مِن نَفْحةٍ رَحْمُوتِيةٍ ۩ وبجاهِ نَاَصِرِ الحقِّ بالحقِّ انصُرْنا على أعدَائِنَا نصَر الذينَ قيلَ لهُمْ أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قَالَ أعُوذُ باللهِ أنْ أكَونَ من الجَاهلينَ وبجاهِ الهادِي إلى صراطِكَ المستقيم اهدِنَا الصراطَ المستقيمَ صرَاطَ الذينَ أنعمتَ عليهمْ في قولِكَ ( وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا ) فَمَا أَسْعدَ وأهنا تلك الرِّفْقِية ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
39]
اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ عَلى عينِ الرَّحمةِ الرَّبَّانيةِ واليَاقُوتَةِ الُمُتَحَقِّقَةِ الحَائِطَة بِمركَزِ الفُهُومِ والمعانِي ونُورِ الأكْوانِ المُتَكَوْنَةِ الآدمِيِّ صَاحبِ الحَقِّ الرَّبَّانِي البَرقِ الأسْطعِ بمُزُونَ الأرْبَاحِ المَالِئَةِ لكلِّ مُتَعَرِّضٍ مِنَ البُحُورِ والأَوَاني وَنُورِكَ اللَّامِعِ الذي مَلأْتَ بِهِ كَونَكَ الحائِطَ بأمكنَةِ المَكانِي اللَّهمَّ صلِّ وسلِّمْ على عَينِ الحقِّ التي تَتَجَلَّى منها عُرُوشُ الحقائِقِ عينِ المعَارفِ الأَقْوَمِ صَراطِكَ التَّامِ الأَسْقمِ اللَّهمَ صلِّ وسلِّمْ على طَلْعةِ الحقِّ بالحَقِّ الكنزَ الأعَظمِ إِفاضَتِكَ مِنْكَ إليَكَ إحَاطَةِ النَوُّرِ المُطَلسَم صَلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ صلاةً تُعرِّفُنا بِهَا ِإيَّاهُ مَعْرِفَةًً هَاهُوتَيَّةً ۩ وأَشهدُ أنْ لا الَهَ إلاَّ اللهُ الملك الفتَّاحُ الرزاقُ الكريمُ الوهابُ وأشَهدُ أَنْ لاَ الهَ إلاَّ اللهُ الملكُ الحيُّ القيومُ وأشهدُ أنْ لاَ الهَ إلاَّ اللهُ الملكُ العزيزُ الرحيمُ العُلِيُّ الكبيرٌ المتعالُ شهادةً تَملأ الفَرْشَ والعَرْشَ بالنُّورِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
40]
اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بهَاءِ الهُوِيَّةِ خَاتِمِكَ ذي الأركانِ الخَمْسةِ والشَّكْلِ المُعظَّمِ صورةُ الذاتِ المحمديةِ في كنوزِ هَا المحيطة بالكلِّ وبسرِّ بروزِ ثلاثِ عِصِيِّ وسَهْمِهَا القائِم بهِ سِرُّ الكلِّ في مظهرِ ميمِ مُلْككَ القديمِ والسُلَّمِ الأعظمِ وحروفِ التعظيمِ الأربعةِ التي قامَ بهَا الكلُّ الهاءُ هُلَلَّهُ كُنْ يا عظيمُ الكَوْنِ كُنْ بحقِّ طلعةِ الحقِّ في الكلِّ هُوَ أنْتَ أنْتَ هُوَ عَيْنُ الحقِّ في كلِّ الكلِّ بكلِّ الكلِّ بواوِ المُلكِ والمَلَكُوتِ (مُحَمَّدُ هُوتٍ أحْمَدُ هُوتٍ) وبحقِّ هذا الخَاتِم الذي قامَ بهِ مُلْكُ سليمانَ الذي لا يُدْرَكُ إلاَّ بتقريبِ الجَبَرُوتِ صورةُ اسْمِكَ العظيمِ الأعظمِ في الحَضْرتيْنِ الغَيْبيَّةِ والشَّهَادَّيةِ ۩ يا الهَ الآلهةِ وإلهُكُمْ الهٌ واحدٌ لا الهَ إلا هُوَ الرحمنُ الرحيمُ بالأسماءِ الرَّبانيَّةِ اَلَمَ اللهُ لا الهَ إلاَّ هُوَ الحيُّ القيومُ بالإرِادةِ الأزَليَّةِ إنَّمَا قولُنا لشيءٍ إذا أرَدْنَاهُ أنْ نَقولُ لهُ كُنْ فيكونُ بالأَقْسَامِ السِّرْيانِيَّةِ كَهَيَعَصَ طَهَ طَسِمَ طَسِ يَسِ وأسألُكَ القَبَولَ بحقِّ جبريلَ ومِيكائيلَ وإسرافَيلَ وعِزْرائيلَ والعَالِينَ والكُرُوبيينَ وسائِرِ ملائِكتِكَ وجنودِكَ أصحابِ الهَياكِل النُّوراَنيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
41]
وأسألُكَ يَا اللهُ بالإشارةِ الرَّبَّانيَّةِ النورانية في قولِكَ حَمَ عَسِقَ ليسَ كَمِثِلهِ شَيءٌ وهُوَ السميعُ البصيرُ وبِالصَّمَدانِيَّةِ الوَحْدَانِيَّةِ في قولِكَ قلْ هو اللهُ أحدٌ اللهُ الصَّمدُ لم يلدْ ولم يولدْ ولَمْ يكنْ لَهُ كفواً أحدٌ يا رَبِّ بالنِّورِ المكنونِ ثمَّ باللَّوحِ المَصُونِ ثمَّ بالسِّرِّ المخزونِ ثم بالقلمِ والنونِ ثُمَّ بأسماءِ الرَّحمنِ باختلافِ الألوانِ بلطفِ الرِّضْوانِ بسَعَةِ الغفرانِ بمُتَشابِه القرآنِ بهيبَةِ المنَّانِ بِعْدلِ الدَّيانِ يا حَنانُ يا مَنَّانُ يا كَرِيمُ يا رَحيمُ يا رحمنُ أسألُكَ أنْ تْصَلَّي وتُسَلِّمَ على سيدِنَا محمدٍ رسولِكَ وعَلى آلِهِ وسَائِرِ الصَّحْبِيَّةِ ۩ إلـهِي وسيـِّدِي ومَوْلاَيَ هــذا مَقـَـامُ المُعْتـَرِفِ بِكَثْرةِ ذنوبِهِ وعِصْيَاَنِهِ وَسُوءِ فِعْلِهِ وعَدمِ مُراعاةِ أدَبِهِ ، حَالِي لاَ يَخْفَى عليكَ وهذا ذُليِّ ظاهرٌ بينَ يَديْكَ ولا عُذْرَ لِي فَأُبْدِيهِ لَدْيكَ ولاَ حُجَّةَ لِي في دَفْعِ مَا ارْتكبتُهُ من منَاهِيْكَ وَعَدمِ طَاعَتِكَ وَقَدِ ارْتَكَبْتُ مَا ارْتَكَبْتُهُ غيرَ جَاهلٍ بعَظَمتِكَ وجَلاَلِكَ وَسَطْوةِ كِبْريائِكَ ولا غافلاً عن شِدَّةِ عِقَابِكَ وعَذابِكَ ولقد عَلمتُ أنِّي مُتعرِّضٌ بِذَلكَ لسَخَطِكَ وغَضبِكَ وعِقابِكَ والطَّرْدِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
42]
ولَستُ في ذَلِكَ مُضَاداً لَكَ ولا مُعَانداً وَلاَ مُتَصَاغِراً بعظَمتِكَ وجَلالِكَ ولاَ مُتَهَاوِناً بِعزِّكَ وَكِبريَائِكَ ولكنْ غَلَبَتْ عَليَّ شِقْوَتي وأحْدَقَتْ بِي شَهْوتِي فارْتكبْتُ مَا ارْتَكَبتُه عَجْزاً عَنْ مُدافعةِ شهواتِي البَهيميَّةِ فإنَّكَ أكرمُ مَنْ وقَفَ ببَابِه السائِلُونَ وأنتَ أوسعًُ مَجْدًا وفَضْلاً مِنْ جميعِ مَنْ مُدَّتْ إليهِ أيدِي الفقراءِ المحتاجين وكرمُكَ أوسعُ ومجدُكَ أكبُر وأعْظمُ مِنْ أنْ يَمُدَّ إليكَ فقيرٌ يَدَهُ يَسْتَمطِرُ عَفْوَكَ وحِلمَكَ عَنْ ُذنوبِهِ ومَعَاصيهِ فَتَردَّهُ خَائِباً فاغْفِرْ لِي وارْحَمْنِي واعْفُ عنِّي في سَائِرِ التَّحوُّلاتِ السَّلْبيَّةِ والإيجابيَّةِ ۩ فإنَّما سَألتُكَ من حيثُ أنتَ لاتصِّافِكَ بعُلُوِّ الكَرمِ والمَجْدِ وعُلُوِّ العَفْوِ والحِلْمِ والحَمْدِ , إلهي لو كانَ سُؤَالِي من حيثُ أنَا لمْ أتوجَّهْ إليك ولم أقِفْ ببابِكَ لعِلْمِي بمَا أنَا علَيهِ منْ كَثْرَةِ المَسَاوىءِ والمُخَالفَاتِ فلَم يكنْ جَزَائِي في ذلِكَ إلاَّ الطَّردُ واللَّعْنُ والحِرْمانُ والبُّعْدِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
43]
فَحُجَّتُكَ عَلَيَّ ظَاهِرةٌ وحُكمُكَ فِيَّ نَافِذٌ وليسَ لضَعْفِي مَنْ يَنْصُرُنِي مِنْكَ غيرُكَ وأنْتَ العَفُوُّ الكريمُ والبرُ الرَّحيمُ الذي لاتُخَيِّبُ سَائِلاً ولا ترُدُّ قاصِدَاً وأنَا مِتَذَلِّلٌ لكَ مُتَضَرّعٌ لِجَلالِكَ مُسْتَمطِرٌ جُودَكَ وَنَوالَكَ مُسْتَعطِفاً لعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ فأسألُكَ بِمَا أحَاطَ بِهِ عِلمُكَ مِنْ عَظَمتِكَ وَجَلالِكَ وكرمِكَ ومجدِكَ وبمرتَبةِ أُلوُهيتِكَ الجامعَةِ لجميعِ صفاتِكَ وأسمائِكَ أنْ ترحَمَ ذُليِّ وفقرِي وتبسُطَ رداءَ عفوِكَ وحِلمِكَ وكرمِكَ ومجدِكَ على كلِّ ما أحاطَ بهِ علمُكَ مِمَّا أنا متصِفٌ بهِ مِنَ المَسَاوِئِ والمخالفاتِ وعَلى كلِّ مافرَّطْتُ فيهِ مِن حقوقِكَ الفَرْضِيَّةِ ۩ ولكن سألتُكَ من حيثُ أنتَ معتمِدَاً عَلَى ما أنتَ عليهِ من صفــةِ المجــدِ والكــرمِ والعفــوِ والحلـــمِ ولِمـَا وسَـمْتَ بــهِ نفسـَـكَ مـن الحيــاءِ علــى لســانِ رســولِكَ صــلَّى اللهُ عليــه وسلَّـــمَ أن تُمـَـدَّ إليــكَ يـَـدُ فقيـــرٍ فتــردَّهَا خائبةً صِفْـــرِيّةً ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
44]
وإنَ ذُنوبـِـي وإنْ عَظُمَــتْ وَأرْبــَتْ علــى الحصــرِ والعَــدِّ فــــلا نسبــةَ لهَا في سَعةِ كرمِكَ وعفوِكَ ولا تكونُ نسبتُها في كرمِكَ مِقْدَارَ مَا تبلُغُ هَبْأةٌ من عظمةِ كورةِ العالمِ فبحقِّ كرمِكَ ومجدِكَ وعفوِكَ وحلمِكَ اللَّواتِي جَعلتــَها وسيلــةً في استمطارِي لعــفوِكَ وغــفرانِكَ اعـْـفُ عني واغفِرْ لي بفضــلِكَ وعفـــوكَ وإن كُنــْتُ لَسْــتُ أهـــلاً لتلك العَفَويةِ ۩ فإنــَّكَ أهـــلٌ أن تــعـفــو عَمّنْ ليسَ أهلاً لعفوٍكَ وكرمِكَ وأنتَ أهلُ أن تمحُوَ في كلِّ طَرفَةِ عينٍ جميعَ ما لمخلوقاتِكَ من جميعِ المعاصِي والذنوبِ يا مَجيدُ يا كريمُ يا عَفوُّ يا رحيمُ يا ذا الفضلِ العظيمِ والطَّوْلِ الجسيمِ والسَّطْوِيّةِ اللهمَّ حَقَّقْنِي بِكَ تحقيقاً يُسْقِطُ النِّسَبَ والرُّتَبَ والتَّعَيناتِ والتعقلاتِ والإعتباراتِ والتَّوهُّماتِ والتَّخيلاتِ حيثُ لا أيْنَ ولا كََيفَ ولا رَسْمَ ولا عِلمَ ولا وصفَ ولا مُساكنةً ولا ملاحظةً مستغرِقاً فيكَ بِمحْقِ الغَيْرِ والغَيْرِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
45]
بتحقيقي بِكَ من حيثُ أنتَ بِما أنتَ وكيفَ أنتَ حيثُ لاحسَّ ولا اعتبارَ إلا أنتَ بكَ لَكَ عنكَ منكَ لأكونَ لكَ خالصاً وبكَ قائماً وإليكً آيِباً وفيكَ ذاهباً بإسْقاطِ الضَّمائِرِ والإضَافاتِ واجْعلنِي في جميعِ ذلكَ مَصُوناً بعنايتِكَ بي وتولِّيكَ لِي واصطِفائِكَ لي ونَصْرِكَ لِي في سائِرِ الأوقاتِ الصُّبْحِيَّةِ والظُّهْرِيَّةِ والعَصْريَّةِ والمَغْرِبيَّةِ والعِشَائيةِ ۩ اللَّهمَّ اجْذُبْنِي إليكَ قلبُا وقالباً بجواذِبِ عنايتِكَ وألبِسْنِي خِلعْةَ استغراقِ أوقاتِي في الإشتغالِ بكَ وأمْلأْ قلبِي وجَوارِحِي بذكرِكَ وحبِّكَ والشوقِ إليكَ امتلاءً لا يُبْقِى فِيَّ مُتَسعاً لغيرِكَ واسْقِني كأسَ انقطَاعِي إليكَ ، بتكميلِ البراءَةِ من غيرِكَ وعدمِ التفاتِ قلبي لسِوَاكَ أوالغَيْرِيَّةِ واجْعلنِي بكَ لكَ قائماً وعنكَ آخذاً ومنكَ مستمعاً واليكَ ناظراً وراجعاً وعليكَ مَُعوَّلاً وفيكَ مُتحَّركاً وساكِناً مُطهِّراً بفيوضِ تجلياتِكَ مِنْ جميعِ الحُظوظِ والبقايا ومن جميعِ المُسَاكناتِ والملاحَظاتِ لغيرِكَ وَحُلْ بينِي وبينَ النفسِ وهَواهَا والشيطانِ بِسُرَادِقاتِ عِصْمتِكَ لِي مِنهُمْ وسَائِر الإغْوائِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
46]
وَأدِمْ لِي صَفاءَ الوقوفِ بينَ يِديْكَ بِكَ لَكَ مِنْ حَيثُ تَرْضَى بِمَا تَرْضَى كَما تَرْضَى مثلَ أكَابرِ الصِّدِّيقينَ بينَ يديكَ وحُفَّنِي بجنودِ نَصركَ لِي وتأييدِكَ لي وعونِكَ لي بكمالِ توليكَ لي بعنايتِكَ لي ومحبتِكَ لي واصطفائِكَ لي وحُلْ بيني وبينَ غيركَ من أوَّل الأمرِ إلى آخرهِ حتَّى تُمِيتَنِي على تلكَ العُبوديَّةِ ۩ واجْعلنِي في الدنيا والآخَرةِ من أهَلِ ولايتِكَ الخَاصَّةِ الكاملةِ الصِّرْفَةِ التي لا شَائَبةَ فيها لغيرِكَ إنكَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وصلَّى اللهُ على سيدِنَا محمَّدٍ وعلى آلِه وصَحْبِه وسلَّمَ تسليماً تَفوحُ منهُ رَوائحُ العطورِ المِسْكِيةِ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بما وَارَتْهُ حُجُبُ جلالِكَ من سُبُحاتِ وجهكَ التي لو ظَهَرتْ للوجودِ لتَدكْدكَ الوجودُ وانحرقَ وصارَ مَحضَ العدمِ نسألُكَ بتلكَ السُّبُحَاتِ وجَلالتِهَا وعظمتِهَا أن تُصلِّي وتسلَّمَ على سيدِنَا محمَّدٍ وعلى آلِ سيدِّنا محمَّدٍ وأسألُكَ أن تجمعَ بينِي وبينَه يا اللهُ دنيا وَبْرزَخاً وأُخْرَويَّةً ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
47]
اللَّهمَّ أنتَ المُحَرِّكُ والمُسَكِّنُ لكلِّ ما وَقَع في الوجودِ من الخيراتِ والشرورِ وفي حكمك الحل والعقد لجميع الأمور وبيدك وعن مشيئتك تصاريف الأقدار والقضاء المقدور وأنت أعلم بعجزنا وضعفنا وذهاب حولنا وقوتنا عن تباعدنا مما يحل بنا من الشرور وعَن اتصالِنَا بما نريدُ الوقوعَ فيهِ من الخيراتِ أو مَا يُلائِمُ أغْراضَنَا من جميعِ الأمورِ الحِسيَّةِ والمَعنويَّةِ ۩ وقد وَقَفْنا ببابِكَ والتَجأنَا لجنابِكَ ووَقَفْنا على أعتابِِكَ مُستغيثينَ بِكَ في صَرْفِ ما يَحِلُّ بنَا من الشرورِ وما يَنْزلُ بِنَا من الهَلاكِ مِمَّا يَجرِي به تَعاقبُ الأمورِ ممَّا لا قدرةَ لنا على تَحمُّله ولا قُوَّةَ بنا على طَلَه فَضْلاً عَنْ وابِلِه وأنتَ العفوُّ الكريمُ والمجيدُ الرحيمُ الذي مَا اسْتغاثَ بكَ مُستغيثٌ إلاَّ أغَثْتَهُ ولا تَوَجَّهَ إليكَ مَكْروبٌ يشكُـو كَرْبَهُ إلا فَرَّجْتَهُ ولاَ نَاداكَ ضِرِّيرٌ من أليمِ بلائِه إلاَّ عَافيتَهُ وَرَحِمْتهُ أعظمَ رَحِيميَّةٍ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
48]
وَهَذا مَقامُ المُستَغيثِ بِكَ والمُلْتَجِئَ إليكَ فارحَمْ ذُليِّ وَتَضَرُّعِي بينَ يديك وَكُنْ لي عَوْناً َونَاصِراً ودافِعاً لكلِّ ما يَحِلُّ بي من المَصائِبِ والأحزانِ ولا تَجعلْ عَظائِمَ ذُنوبي حَاجِبةً لِمَا يَنْزِلُ إلينا من فضلِكَ ولا مَانعةً لِمَا تُتْحِفُنَا به من طَولِكَ وعَامِلْنا في جميعِ ذُنوبِنَا بعفوكَ وغفرانِكَ وفي جميعِ زلاتِنَا وعَثَراتِنا برحمتِكَ وإحسانِكَ وفُيوضَاتِكَ العِرْفَانيةِ ۩ فَإنَّا لفضلِكَ رَاجُون وعَلى كرمِكَ مُعَوِّلونَ ولنوالِكَ سائِلونَ ولكمالِ عِزِّكَ وجَلالِكَ متَضَرِّعُونَ فلا تجعْل حظَّنا منكَ الخيبةَ والحِرْمان ولا تُنِلْنَا من فضلِكَ الطَّردَ والخُذلانَ فإنَّكَ أكرمُ من وَقَف ببابِهِ السَّائِلونَ وأوسَعُ مَجداً مِنْ كلِّ من طَمِعَ فيه الطَّامعونَ فإنَّه لك المَنُّ الأعظمُ والجَنابُ الأكرمُ وأنتَ أعظمُ كَرماً وأعلى مَجداً من أنْ يَستغيثَ بكَ مُستغيثٌ فَتَردَّهُ خائِباً أو يَسْتعطِفَ أحدٌ نَوالكَ مُتضرِّعاً إليكَ فيكونَ حظُّهُ مِنكَ الحِرمانُ والمَنْعِيَّةُ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
49]
اللهمَّ لكَ الحمدُ على قَدْرِ عظمتِكَ وَمَبْلَغِ عِلمِكَ ومُنتَهى رِضَاكَ اللَّهمَّ لكَ الحمدُ كََمَا يَنْبغِي لكرمِ وجهِكَ وعِزِّ جَلالِكَ اللَّهمَّ لكَ الحَمدُ على قَدْرِ نِعَمِكَ وجَزيلِ عَطائِكَ اللهمَّ لكَ الحمدُ على مُداومةِ إحسانِكَ وَحُسْنِ عبادَتِكَ أسألُكَ بالقرآنِ العظيمِ وبنورِ وجهِكَ الكريمِ الذي أَشْرَقَتْ به سَمَاؤكَ وأرضُك وأسألكَ باسمِكَ الذي تُنزِلُ به الرحمةَ والمطرَ على منَ تشاءُ من عبادِكَ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ، إنَّكَ على كل شيءٍ قديرٌ أن تَكْرِمَنِي بالمُشَاهَداتِ القُدْسِيَّةِ ۩ وأسألُكَ يا اللهُ أن تُعِينَنِيِ وإخْوانِي على تِلاوَةِ هذهِ السِّيرةِ النبويةِ على الدَّوامِ وألاَّ تَحْرِمْنِي وإيَّاهُمْ مِن بَركَتِها بذنوبِنَا وتقصيرِنَا وغفلتِنَا عنكَ يا اللهُ وأن تقبلَهَا مِنّا على أيِّ حالةٍ كانتْ وأنْ تقبلَنا على أيِّ حالةٍ كُنّا فأنتَ أعلمُ بنَا فتجَاوزْ عنّا يا كريمُ وعن سيئاتِنا وعِلَلِنَا النَّفْسِيَّةِ والرُّوحيةِ والقلبيّةِ والعَقليةِ والسِّريةِ يا اللهُ واغفرْ لناَ ولجميعِ المسلمِينَ والمُسلماتِ والمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُُمْ والأمْواتِ يا باعِثَ الصُّورِ في أُمَّ الهُيُولِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
50]
اللهمَّ إنِّي أستخيرُكََ بعلمِكَ و أسْتَقدِرُكَ بقدرتك وأسألُكَ مِن فضلِكَ العظيمِ فإنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أقْدِرُ وَتعلمُ ولا أعلمُ وأنتَ علاَّمُ الغيوبِ اللهمَّ إنْ كنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمرَ خيرٌ لي في دِيني ودُنيايَ ومَعَاشي وعاقِبةِ أمرِي وعَاجِلِهِ و آجِلِهِ فاقْدُرْهُ لي وَيسِّرْهُ لي ثم بَارِكْ لي فيه وإنْ كنتَ تعلمُ أن هذا الأمرَ شرٌّ لي في دِيني ودُنيايَ ومَعاشِي وعاقبَةِ أمرِي وعاجِلِهِ وآجِلِهِ فاصْرِفهُ عنِّي واصْرِفْنِي عنهُ واقدُرْ لِيَ الخيرَ حيثُ كانَ ثم رَضِّنِي بهِ في الدين والدنيا والأُخْروِيَّةِ ۩ اللهمَّ اجمعْ جميعَ أذكارِ الذاكرينَ وجميعَ صلواتِ المصلينَ واجعل جميعَ الأذكارِ ذِكْرِي وجميعَ الصَّلواتِ صلاتِي على سيدَذِنَا محمَّدٍ شفِيعُ المذنبينَ وعَلى آلهِ الأبْحُر الكاملينَ عَددَ ما في علمِكَ يا ربَّ العالمينَ وبحقِّ البِضْعَة ِالنبويةِ أسألُكَ أن تَرْزُقْنِي رُؤْيةِ وَجْهِ نبيِّكَ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عَلى حَالتِهِ التي كانَ عليها فِي دَارِ الدُّنيا إنَّك عَلى كلِّ شيءٍ قديرٌ يا أرحَم الراحمينَ يا ربَّ العالمينَ بسرِّ قابَ قَوْسَينِ أوأدْني في القُرْبِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
51]
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ في الختامِ والبَدْئِيَّةِ القائِلِ في مُحْكم التَّنزيلِ أعوذُ باللهِ مِن الشيطانِ الرجيمِ * بِسْمِ اللهِ الَّرحْمَنِ الَّرحِيمِ * (اََلَمَ * اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القيومُ) فيا لَها من آيةٍ قَيُّومِيةِ ۩ ويتَلُوهُ شاهدٌ منّا بإذنِهِ تعالى على ألسنَتِنا وقلوبِنَا بعدَدِ مَا ذكرَهُ المُرسلونَ والنبيونَ وأهلُ بدْرٍ لا سَيَّما الخلفاءُ الأربعةُ أبوبكرٍ وعمرُ وعثمانُ وعليٌّ وباقِي العَشَرَةِ المُبشَّرِيَّةِ وقومُ طالوتَ وأصْحَابُ الختامِ والإمَاميةِ وكلُّ المسلمينَ والمؤمنينَ والمحسنينَ وسائَرُ الخَلقيةِ ونسأَلُ اللهَ أنْ تكونَ قِراءةُ هذا المولدِ الفَاتِحِ خِتاماً وَبَدْءاً علي عِيْدِيَّة في تِلاوةِ أنوارِ الحَمْدِ الإلهِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
52]
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ *
إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا * سبحانَ ربِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يّصِفُونَ وسَلاَمٌ على المُرسَلينَ والحمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ بِهَا نَخْتِمُ هذه السِّيرةَ المحمَّدِيَّةِ ۩ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ * مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ * آمين استَجِبْ لَناَ دُعاءَنا يا رَبَّ البَرِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[
53]
التعريف بصاحب هذه السيرة النبوية :
هو مولانا السيد الشــــريف الفاتح بن السيد الشريف يوسف من مدينة رفاعة وسط السودان بن السيد الشريف الطاهر بن السيد الشريف حمد الزين بن السيد طه بن السيد أحمد بن السيد مـــــراد بن السيد أبو القاسم بن السيد كرار بن السيد أبو بكـر بن السيد أبو القاســــــم بن السيد محمد دهاش بن السيد على بن السيد حج بن السيد مقامس بن السيد ثاقب بن السيد بركات بن السيد غالب المشهـور بأبي نما وكان أميرا لجدة سنة 974 م بن السيد عبد المطلب بن السيد هاشم بن السيد الحسـن بن السيد بساط بن السيد عــبد مناف بن السيد عجلان بن السيد عبدالمطلب بن السيد الحســـن المثنى بن السيد الحسن السبطى بن السيد الإمام على كرم الله وجهه زوج سيدة نساء العالمين السيـدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها بنت أكرم الخلق على الله سيدنا محمد رســـول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
اسماء بعض الكتب للمؤلــف
1- خزانة الجوامع في الأسرار اللوامع .
2- الدر النضيد في علم التوحيد .
3- الشرح المفيد للدر النضيد .
4- المختصر الوجيز في الفقه المالكي .
5- رسالة الأحاديث النبوية .
6- شرح دور الأنوار .
7- علم الوقت .
8- الجداول والأزياج الفاتحية لعلم الوقت .
9- النتائج السنوية وجداول علم الوقت .
10- التقويم الشمسي الفاتحي .
11- مطالع النيرين .
12- النتيجة السنوية الفاتحية.
13- علم الزايرجة .
14- الأخبار الجلية في ذكر السادة الصوفية .
15- الرسائل الشامية الأربع .
16- التعلق بالجناب المحمدي .
17- حظيرة القدس .
18- حضرات القرب .
19- الكنز والنون المكنون .
20- الكشف الصريح المعظم عن الأسم الأعظم .
21- إحصاء عدد حروف القرآن الكريم .
22- إحصاء سور القرآن الكريم بالجمل الكبير .
23- إحصاء سور القرآن الكريم بالجمل الصغير .
24- علم الأوفاق .
25- علم الحروف والأعداد .
26- علم البسط والتكسير.
27- الموافقات الرقمية للأجساد الحرفية .
28- الأحزاب والأوراد اللازمة والأختيارية .
29- ديوان الشراب المختوم .
30- قبسات أنوار آخر الزمان.
31- عمر أمة الإسلام مع سائر الأمم .
32- مولد الفاتح الخاتم.
33- أجوبة الحكيم الترمذي .
34- كتاب المفتاح في فقه المرأة .
35- آل البيت الكرام .
36- أعياد المسلمين والليالي الدينية .
37- أحكام الصيام عند السادة الأعلام .
مَوْلِدُ الفَاتحِ لِمَا أُغْلِقَ
المُسَمَّى
أَنْوَارُ الحَمْدِ الإِلهِيَّةِ فِي السِّيرَةِ المُحَمَّدِيةِ
تَأْليفُ العَارِفِ باللهِ تَعالى
الشريفُ الفاتحُ البركاتيُّ الحَسَنِيُّ السًّوْدَانِيُّ
إعْدادُ وَطباعةُ
أصْحَابِ الفاتحُ لِمَا أُغْلِقَ
الدَوحةَ – قَطر
حقوق الطبع
لكل المسلمين في أنحاء العالم