|
Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
د. عمر القراى :- اتفق فى جملة الكلام ولكن هناك تفاصيل ضرورية , نحن الان فى السودان فى حالة فشل , والاعتراف بالفشل من اجل احداث التغيير , الفشل لا يُقاس بامريكا , انما يُقاس بنا نحن فى السودان , ودستور 1973 افضل من القوانين التى تحكمنا الان , المحكمة التى اسقطت الحكم عن الأستاذ محمود محمد طه سنة 1986 وقالت ان ليس من حق انسان تكفير انسان آخر , كانت افضل من المحكمة الدستورية الان التى اقرت الرقابة على الصحف . نحن فى حالة فشل ذريع وهو فشل له أسبابه ويجب مقاومة هذه الاسباب , نحن عندما كنا فى جامعة الخرطوم فى السبيعنات كان هناك وهابى واحد فى الجامعة الان اصبح الوهابيين يكسبون الإنتخابات فى الجامعات . حول منظمات المجتمع المدنى انا لا ارفض نقد دكتور النعيم للمنظمات وأجندة الممولين لكن هناك حقائق وهى ان هذه المنظمات بوضعها هذا استطاعت ان تُحدث تغيير حقيقى فى مناطق فى أطراف بعيدة فى السودان , وفكرة ان الناس التى تملك النقود يتعاملون مع من يحتاج هى فكرة رفيعة , والنقود التى يمنحونها لن هى فى النهاية ليست نقودهم هى اُخذت منا نحن بالاستعمار وبوسائل كثيرة . واعتقد بنقدنا لمنظمات المجتمع المدنى علينا ان لا نغفل التغيير الذى احدثته رغم صفويتها وبعدها عن مناطق كثيرة , وليس لدينا خيار غيرها ونحتاج لشخص من الخارج ان يُعطى منظمات محددة لتعمل عمل محدد يوعى الشعب حتى يمتلك الشعب مصيره . * د. عبد الباسط ميرغنى :- الدكتور تطرق لاشياء موجودة فينا لكنه نظرة لها بنظرة جديدة . مفهوم المواطنة يجب التركيز عليه وان يتم تعميقه ويجب ان لا يُخلط بينه وبين مفهوم الهوية لان المواطنة هى الاصل فى العملية السياسية والاجتماعية والثقافية ولكن عندما نتحدث عن الهوية ندخل فى مطبات كثيرة جداً . التبعية فى المنظمات ليست هى علاقة التمويل مع الممول , واعتقد ان التحول الاجتماعى وبناء قدرات المجتمع المدنى التى اكتسبها لم تكن بالضرورة هى جزء من عملية الارتباط بالتمويل . * رد البروف عبدالله النعيم على المداخلات :-
ملاحظة دكتور حيدر حول ان المجتمعات الاسلامية تُقاوم التغيير , انا لا اعتقد ان هذا الكلام صحيح ولا يمكن تخصيص المجتمعات الاسلامية بهذه الصفة بشكل علمى , كل مجتمع يفهم فى أطاره ولو قلت ان المجتمعات الاسلامية تٌقاوم التغيير فهذا يعنى حتماً ان الاسلام يُقاوم التغيير وانا لا اتفق مع هذا الطرح . فى الغايات والوسائل انا غايتى ليست دولة المدنية اطلاقاً , نحن جزيرة غير معزولة عن العالم هذا صحيح ونحن جزء من الكل الكوكبى , وصحيح ان المجتمعات التى تقوم بتمويلنا لديها أرضية مُشتركة معنا هذا كله صحيح ولكنى مشغول بدورنا نحن فى هذه الصورة شنو ؟ نحن نُريد ان نُصبح جزء من الكوكبية وان لا تكون العولمة خصماً على حسابنا فى الحريات واستقلالنا الاقتصادى . وحتى نُصبح ارادة فاعلة فى هذه القيم الكوكبية نحتاج الى بناء داخليتنا وان نقلل من تعبيتنا ببذر بذرة التقليل من التبعية , انا مثلاً لا اقبل ان اكون تابعاً لعطا البطحاني رغم انه صديقى وانا احبه واحترمه واثق فيه لكن تبعيتى له انتقاص من أنسانيتى , فمهما كانت المفهومات الدعامة التى تقوم بتمويلنا من منطلق ورؤية أنسانية وتقدمية ففى النهاية التبعية تنتقص من ارادتنا ومن كياننا الانسانى وهذا ما اقصده وليس بمعنى ان لا فرصة للتعاون ولكن التعاون يكون على أساس اننى جهة جديرة بالتعاون معها .. وهناك علاقة اليد العليا واليد الدنيا ونحن اليد الدنيا لو شاءنا هذا او ابينا وهذه هى علاقات القوى ويجب ان نكون صرحاء مع أنفسنا . حول حديث عمر القراى اننا الان فى وضع اسوأ من دستور 73 .. انا ذكرت فى حدثيى حكاية (بابور الزلط) التى ذكرها الأستاذ محمود وعلى المجتمعات ان تسير مثل (بابور الزلط) ان لا تترك فقاقيع , ولو تركت فقاقيع ستعود لاصلاح هذه الفقاقيع , ودستور 73 اننا فى وضع اسوأ منه يكون بسبب اننا لم نستحقه عندما كان عندنا , او اننا لم نقوم بالبناء عليه لتأمينه , دستور 73 ليس غاية فى ذاته لكنه كان فرصة لتأسيس عمل دستورى صحيح وانتكسنا لاننا قصرنا فى ان نستغل فرصة دستور 73 لاخذه لابعاده البعيدة .
|
|
|
|
|
|