محاضرة حسن موسى و الحسنيين

Quote: دائماً تحس بأن للدكتور عبدالله على أبراهيم مأخذ على القانونيين المشتغلين بمهنة المحاماة فى السودان فى كل مناسبة يستعرضها متى ماجاءت سيرة القانون ولعل لدكتور عبدالله أبعاده الفكرية والنظرية التى يستند عليها ومنها أن الأشتغال بالقانون تم حصره فى حدود المشورة التى تقدم لطالبيها من الموكلين وتوابع ذلك الأجرائية دون أن يتم زرع جدل قانونى فكرى بين متون تلك النصوص يكون هدفه تحقيق وزيادة وعى البسطاء بحقوقهم ولعل دكتور عبدالله على أبراهيم يأخذ على اهل تلك المهنة أنهم أعتقدوا أن المهنة وحده وبساطها المرصوف بالنصوص هو وحده يحمل عنهم عبء صفة التأهيل والمعرفة السياسية والثقافية التى تؤهل صاحبها للتصدى للقضايا العامة فقط بصفة (قانونى) وأنا أتفق مع دكتور عبدالله فى ذلك وأتفق أيضاً معه فى أن أهل القانون أعطوا الأزمة السودانية صفة قانونية تقف فقط بين حدود الواجبات والحقوق على وجاهة ذلك فى بعض تجلياتها الدستورية والقانونية ولكن ليس بالقانون وحده يحيا الأنسان وهذا الكلام له أمتداداته هنا سأتى لها لاحقاً. فى ندوة حسن موسى بدار أتحاد الكتاب السودانيين والتى سميت (مؤانسة) ذكرت واقعة كان الأستاذ كمال الجزولى أحد ابطالها حقاً حيث أن الأستاذ كمال الجزولى كان برفقة صحفيين يقاضيهم أحد وجهاء المجتمع المحروس بترسانة سلط تاريخية وحديثة تجعله يمشى على روؤس الناس كما يمشى على درب محاط بالزهور فى حديقة منزله الواسع ويبدو أن أولئك الصحفيين قد نشروا فى صحيفة يومية مالايسر هذا العزيز الفخيم..وأنا أصعد سلم المحكمة رأيت أبناء مهنة الصحافة محاطين بكائن ضخم يتحرش بهم فى سلم ضيق وعلى أعينهم زرزره وخوف ولسان حاله يقول البلد بلدنا ونحن أسيادها..فى تلك اللحظة ياملاسى لم أرى كمال الجزولى الكاتب والمفكر والمحامى متاع السياسة والثقافة والتنظير بل رايت كمال الجزولى أبن البلد الشجاع وهو يدافع عن من وكله بفكره وبيده أن دعى الأمر فى شراسة لم يرمش لها جفن....ذلك الوقت أخذتنى النعرة المهنية وأحببت مهنتى جداً لأننى عرفت أنها مهنة ......فرسان ذلك ماكان من أمر سؤالى فى مؤانسة حسن موسى