اين يكمن الداء فى تدهور كرة القدم بالسودان .. دعوة للنقاش !

Quote: وقبل المتابعة فى إستعراض بعض الفنيات والإمكانات ، لبعض اللاعبين .. كنماذج يمكن أن تقرب الصورة للأذهان ..... وعلى ذكر الساحر الفنان المقاتل الماهر ! المرحوم ( إبراهيم الكوارتي ) ،، الذى ووري جثمانه الطاهر الثري منذ أيام ، ( رحمه الله رحمة واسعة ... ووسع مرقده وجعله فى أعلى الجنان ) .. وعلى ذكراه العطرة ،،،، أتناول فى هذا الجزء ،، ميزة من ميزات السبق الكروي للكرة السودانية حينذاك ! فقبل تحول الكرة من تقليدية إلى كرة شاملة ، فى كأس العالم 1974 م . حينما غيرت هولندا بقيادة النجم العالمي ( يوهان كرويف ) ، المفاهيم ، وطبقت طريق جديدة لأول مرة فى تاريخ العالم .. عرفت فيما بعد بالكرة الشاملة أو اللامركزية ! والغريب أن الكرة السودانية ، كانت قد عرفت ( اللامركزيه ) منذ زمن بعيد !. وخاصة فى فترتي الستينات والسبعينات ! ... فكانت ظاهرة ( الباك الماشى ) حاجة عادية فى ميادين السودان ! ومن الأمثلة على ذلك : سمير صالح ،، نوح ،، فيصل الكوري ، حافظ ، وكثيرين ! ومن الشواهد على ( لامركزية الكرة السودانية ) فى ذاك الوقت : ( المرحوم/ إبراهيم الكوارتي ) ! . فلقد كان كوارتي مثالاً نادراً لللاعب اللامركزي ! فهو لاعب وسط ،، ولكنه قلما كان يثبت فى منطقة واحدة ! فتارة تجده فى اليمين ،، وتارة فى الشمال ! وتارة فى الدفاع ،، وتارة فى الهجوم !! وكان هدافاً بارعاً ومدافعاً جسوراً فى ذات الوقت ! وأذكر من اللاعبين اللامركزيين الذين كانوا يجيدون اللعب فى جميع الخانات ، اللاعب الفذ ( نصر جبارة ) رحمه الله .. عزالدين العاتي .. عصبة .. عبده مصطفى ..عزالدين الدحيش .. وبشارة ! وما أدراك ما بشارة ! ... وكثيرين . وكتير من الناس قد لايعلمون أن ( عزالدين الدحيش ) المهاجم الساحر الذى أثر بفنه الجماهير والمدربين والنقاد على مستوى القارة !! قد كان ( Third Back ) .. بل هو كان قد بدأ مع الهلال ، فى خانة ( السيرد باك ! ) ،، ثم تحول فيما بعد للهجوم ! وهنالك قصة معروفة جداً : وهى بالتحديد قصة إحترافه فى الكويت : فحينما قدم فريق القادسية الكويتي إلى السودان فى منتصف السبعينات ، لملاقاة الهلال . وكان القادسية فى أوج قوته ولمعانه ! وهو ذاك الفريق الذى مثل أفراده الكويت ، فى كأس العالم ! بقيادة النجم الكبير ( جاسم يعقوب ) ! . جاء القادسية مكتملاً بكل نجومه إلى السودان ،، وحالما إنتهى الشوط الأول ،،،،، طلب جاسم يعقوب الإستبدال وهو فى فترة ال ( Half Time ) ، بيما كان فى كامل لياقته وأحسن حالاته! ولكنه حينما سُئل بعد المباراة عن سبب طلبه الإستبدال ،، ،أجاب بأنه أراد أن يتفرج على الدحيش ! .. قال جاسم يعقوب لمن سأله ( عاوز أشوف الدحيش ده بلعب الكورة دى كيف ؟! ) يومها كان الهلال كعادته حينذاك كبيرا ! فقدم مباراة ( تاريخية ) ، وفاز على القادسية 2/4 ، مع الرأفة ! جن جنون ( الكوايته ) ، وتمسكوا بالدحيش ،، وركضوا وراءه ! ... إلى أن تم التعاقد معه . كان ذلك فى أواخر السبعينات . إحترف عزالدين الدحيش بالكويت لفترة من الزمن ، لم تك طويلة ! وأرجو أن أواصل دمتم بألف خير .