|
Re: ثقافة حقوق الإنسان الثقافة المنسية مسئولية من؟ (Re: حاتم الفاضل)
|
إن ثقافة حقوق الإنسان، تستند إلى مرجعية مقننة ومحددة ومعترف بها من الغالبية العظمى من الدول وهي المواثيق والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي صدرت عن الأمم المتحدة وهي تتضمن أحكاما خاصة بحقوق الإنسان وحمايتها في كافة المجالات. وهذه المرجعية بدأت من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتطورت وشملت كافة المواثيق والعهود والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي صدرت تباعاً، هذه الثقافة أي ثقافة حقوق الإنسان أصبحت من الأهمية بمكان يمكن الإستغناء عنها في وقتنا الحاضر وأصبحت مهمة نشرها والوعي بها ذات أهمية قصوى حيث أنها لم تعد ترفاً بحيث يمكننا القرار بأن نأخذ به ولم تعد قاصرة على النخب المثقفة أو فطاحلة السياسة والقانونيين بل أصبح أمر التبشير بها ضرورة اجتماعية وسياسية وقانونية وليست فرض كفاية غذا قام به البعض سقط عن الآخرين، إذ أننا كلنا معنيون بالأمر،
ويبقى السؤال وهو كيفية التعامل في مجتمعنا السوداني مع هذه المواثيق الدولية التي صادقنا عليها أم لم نصادق؟ وما هي القيمة القانونية التي تكتسبها هذه الأحكام الدولية داخل قوانينا المحلية والدستور؟ هل هي ملزمة داخلياً؟ وهل يأخذ المشرع في الإعتبار في حالة الشروع في إصدار أي قانون محلي وداخلي؟ هل يمكن للقضاء السوداني أن يطبق ويستند على هذه المواثيق الدولية في أي نزاع داخلي؟ وماهي قيمتها في الواقع القانوني والقضائي والسياسي السوداني؟ هل لها قيمة فعلية أم أنها مجرد ثقافة وشعارات براقة ترفعها المعارضة ضد الحكومة وتنادي بها الحكومة في حالات الحراك الدولي ضد مسألة ما؟
من المؤكد أن هنالك تساؤلات كثيرة مطروحة كما سبق وهي مشروعة ولابد من مجابهتها والتصدى لها، وفي هذه المساحة نحاول أن نضع لها إجابات فلربما تشكل مدخل يفتح الباب لنقاشات وآراء ورؤي حولها رغم إيماننا التام أنها مازالت وليدة في طور النمو وتحتاج إلى جهود مضنية ومخلصة من كافة القطاعات مع ابتداع أشكال وآليات جديدة للتعامل معها.
هنا يجب أن نؤكد على أهمية مؤسسات المجتمع المدني الناشطة في مجال ثقافة وحماية حقوق الإنسان إذ أنها يقع عليها عليها العبء الأكبر في مجال نشر وتنمية ثقافة حقوق الإنسان عبر آليات التدريب والتطبيق والرصد والتوثيق وهي منظمات أهلية وغير حكومية إذ لا يعتد هنا بمنظمات حقوق الإنسان الحكومية خاصة في الدول النامية وذلك لعدم حياديتها ولـتاثير الحكومات المباشر علي تمويلها وسياستها وقراراتها وتقاريرها.
وسنواصل .....
|
|
|
|
|
|
|
|
|