|
بيع البصل بما حصل ،،،،،،، و الإنتخابات بمن حضر
|
زراعة البصل عملية شاقة قليلا و بها درجة من التعقيد ذلك أن "المسمس" أو تيراب البصل يتم زراعته أولا في منطقة ظليلة جوار البحر أو أحد مصادر المياه و يفضل أن يكون تحت منطقة يغطيها الشجر كما في جزيرة أم جر مثلا في بحر أبيض ،،، و بعد أن ينمو و يذهر يتم إقتلاعه بعناية و خبرة ليتم شتله في الحواشات المخصصة لزراعته و من ثم متابعته و مراقبته و العناية به باستمرار ،،، و بعد حصاده لا يمكن تأجيل بيعه فالبصل محصول سريع التلف و يصعب تخزينه ،،، و مجرد تلف بصلة واحدة صغيرة كافيا لتلف المحصول بأكمله ،،، لذلك أهلنا المزارعين قالوا "بيع البصل بما حصل" أي بسعر السوق حتي لو كان بأقل من التكلفة ف "المال تِلتُو و لا كتِلتُو" و علي الرغم من وجود بعض البذور المحسنة التي تروجها الهيئة العربية بالسودان و التي تعطي محصولا محسنا و له القدرة علي البقاء لفترة أطول نسبيا إلا أن المزارعين لا يميلون إليه و يفضلون مسمسهم البلدي كما أن كل السودانيين تتجه أزواقهم نحو البصل البلدي ،،، و هنالك بعض أوجه للشبه بين البصل البلدي و الإنتخابات فقد كانت تكلفتها مرتفعة من نواحي عدة الأولي: أن الأمم المتحدة يصعب عليها تمويل الإنتخابات مرة أخري إذا تم تأجيلها و من الصعب إيجاد جهة ممولة أخري ،،، و الثانية: أن فاتورة المؤتمر الوطني حتي الآن في حملته الإنتخابية قد بلغت أرقاما فلكية استنفذت خزينة الدولة و يمكن أن تؤدي إلي إفلاسها في حال تأجيلها ،،، و الثالثة: أن الأموال التي صرفت في شراء الذمم و جر الناس لمواقع التسجيل للإنتخابات كانت أموالا طائلة و تأجيل الإنتخابات و إعادة السجل مرة أخري ستتطلب مبالغ أضخم مما صرف فالصوت أصبح سلعة و شأنه شأن أي سلعة خاضع لقانون العرض و الطلب و يتأثر بعوامل التضخم ،،، كما أن قوائم التسجيل التي حشدوها من الصعب المحافظة عليها لفترات طويلة فالبشر تتبدل قناعاتهم و تتغير أمزجتهم بمرور الأيام خاصة كلما إذدادت حياة الناس سوءا و كلما تكشفت عيوب النظام لهم ،،، فضلا عن أن مئات الآلاف منها ستسقط عند قبول الطعون أو عند إعادة السجل الإنتخابي من جديد ،،، هذا بجانب ما حدث فعلا من إنقسامات و صراعات في داخل المؤتمر الوطني في ترشيحات بعض الدوائر الإنتخابية و في ترشيحات حكام الولايات و هي صراعات قابلة للتطور و سيكون لها مردودا سلبيا عليهم ،،، كما أن هنالك مناطق ستعود للعملية الإنتخابية بعد إنسحابها مثل جنوب كردفان و أخري ستتاح لها فرصة المشاركة مثل دارفور علي ضوء التعديلات الجديدة علي إجراءات الإنتخابات برمتها بعد تأجيلها ،،، و سيقوم مئات الآلاف من الذين لم يسجلوا إما بفعل الإحباط أو بفعل العزل المنظم بالذات ناس الخارج بالتسجيل ،،، هذا فضلا عن فقدهم للعناصر المؤيدة لهم داخل المفوضية و التي سيعاد تشكيلها علي أسس جديدة و ستتوفر بها كفاءات و شخصيات وطنية قادرة علي التعامل مع البشير و مرشحي المؤتمر الوطني كمرشحين فقط و ليسوا كسلطة حاكمة و علي مساواة كل المرشحين في الحقوق و الواجبات ،،، و كل ذلك سيفسد لهم بصلهم أقصد سجلهم و هو لا يحتمل التخزين لفترات طويلة لذلك فهم لا يجدون أمامهم من حل إلا الإنتخابات بمن حضر
|
|
|
|
|
|
|
|
|