|
انه السودان الجديد يتخَلّق - أمل هباني
|
انه السودان الجديد يتخَلّق أشياء صغيرة: أمل هباني Saturday, 20 March 2010 لا يفوت على ملاحظ ولا على مراقب أن مرشح حملة الأمل والتغيير ياسر سعيد عرمان هو المرشح الأكثر عمقاً والأوضح رؤية في برنامجه الانتخابي ......وبالتأكيد ذلك لم يتأتى من الفراغ ولم يولد من العدم ،لأن عرمان ابن مشروع لحلحلة مشاكل السودان تخلق من النطفة إلى الجنين الذي ينتظر أن يولد إن فاز في انتخابات الرئاسة القادمة ، وهو مشروع السودان الجديد .....الذي يمكن ان نلخصه بأنه مشروع دولة المواطنة والحقوق المدنية بدلا عن دولة القبيلة والحقوق العشائرية ، والدولة العشائرية هي دولة تمايزية لا مساواة بين رعاياها في مواثيق الحقوق والواجبات لأنها لا تستند على مبدأ المواطنة بقدر ما تعتمد على أوضاع وتراكيب اجتماعية أسرية وعرقية وأثنية ونوعية ودينية.
بينما دولة المواطنة هي التي يعتبر كل فرد فيها اسود أم ابيض بائع تسالي أم طبيب أصحاب حقوق متساوية في الوطن وواجبات مواطنة متساوية أيضا ، ولذلك جاءت خطابات ياسر عرمان تجاه قضايا هامة وحساسة وفاصلة في رؤيته للدولة السودانية واقعية وقوية وواضحة ..... ومن بين تلك المسائل التي عالجها عرمان سأكتب عن أهم ثلاث قضايا استوقفتني في خطاباته وهي ابتدار حملته من منزل البطل الوطني على عبد اللطيف ، وخطابه لقضايا النساء والثالثة خطابه حول قضايا الثقافة والإبداع الذي وجهه من البجراوية في دلالة تاريخية وثقافية لا تفوت على مطلّع على تاريخ السودان وحضارته المروية الأثرية والتي يفوق عمره السبعة آلاف عام ، وهذا الخطاب من أهم الخطابات التي قدمها عرمان كونه ربط رؤيته للتغيير (بإعادة كتابة التاريخ) وإعادة كتابة التاريخ في واقع اجتماعي مثل واقعنا الذي نحيا فيه على فترتين الأولى الواقع الاجتماعي ما قبل انقلاب الإنقاذ ، والواقع الاجتماعي ما بعد انقلاب الإنقاذ الذي نفذ أكبر حملة منظمة لتدمير المجتمع السوداني بمسمى المشروع الحضاري الديني ، فحتى قيام الإنقاذ كان هناك كثير من المشكلات الاجتماعية والمجتمعية المستعصية تمثلت في حالة عدم اتزان الذات الاجتماعية للمواطن السوداني والمتمثلة في قطيعته التامة مع تاريخه بل تزييفه لهذا التاريخ وتجريمه بالانحياز لجزء من مكونه الثقافي على حساب الجزء الأكبر وهو الجزء الأفريقي الأكثر أصالة والأكبر نسبة في التركيبة الاجتماعية للمجتمع السوداني ، والمتمثل في اضطهادنا لنصف ذاتنا الإثنى بدسدسة وإنكار هذه التركيبة كما أشار الخطاب أن عبارة (الزول ده فيه عرق) و(الزولة دي فيها عرق) والتي مازالت عبارة سائدة ورائجة في المجتمع السوداني (الشمالي) دون أدنى حساسية أخلاقية أو قومية أو دينية، هي قمة الإحساس بتخاذل الذات من العبارة التي قد يطلقها الجعلي وهو حفيد لجدة خالصة الإفريقية ، وكذلك الشايقي والكاهلي وكل القبائل الشمالية في سذاجة وسطحية أخرت البناء الاجتماعي في السودان ....فإن لم نظهر هذا العرق المخفي ونعيد إليه اعتباره لن نخرج من تلك الدائرة والتي يضحك فيها اب سن على اب سنين ....ونواصل بإذن الله
http://alakhbar.sd/sd/index.php?option=com_content&task...&id=11533&Itemid=206
|
|
|
|
|
|