امال كنه ... النداء والصدى ... على سبيل الموت
قتلها السرطان وهو المفتون بالجسد حتى تفويض الروح, فيما سوف تقتلنا التفاصيل ما شئنا أن نسير في رحلة بحثنا عن الكفاءة الإنسانية في إقترانها بحالة الشعور. إجتمعت من زمن في حوصلة منى بعض تفاصيل, وقلت أتركها لزمن أفضل ... خاصة ولما صارت أحوال آمال عصيبة... فإنسربت في رحلة الحياة الجرارة حتى صفعنا الخبر بحول لا حول لي به. الآن تحط مقادير عظمى من الشجون على كل من يعرف آمال, لكنه شجن من نوع الحزن الشديد الذي لا مفر من إجتياحه بالدموع الهتون ... لكن كيف يبكي الرجال؟ فيما الفوهة المعدة فيهم للأحزان لا تسيل, لكنها وعلى أية حال تخرج شيئا للتاريخ ... أشبه بإعتصار دهن من شئ يبدو للوهلة جامدا ... فتخليوا... مثل هذا الزهق المبين. في ناحية من دينانا الصغيرة كنا كبارا, نحلم بإسعاد البشرية ونولى خواطرنا شطر الفال الحسن والكبير... فإندغمت التفاصيل الصغيرة في المشروع العريض... إستحالت الخطى الجوالة في التسيار بين المالية والتخطيط إلى روافد لتجذير الهم المشترك ولتعضيد إفتهام معاني الحياة والمنشأ الإنساني لفكرة التقدم. امال كنه إمرأة عظيمة ... مرت بتجارب صعبة ... لكنها كانت دوما تبتسم ... تمارس الحياة بنور ... وتداريها بنوار. في قسم المؤسسات بوزارة المالية, وعلى منضدة حديدية متواضعة مطلية باللون الرمادي وقد فسخ منها الزمن ما شاء, ونقش عليها البشر في تدوارهم ما عنت بهم مشاعرهم ... كانت تجلس آمال كنه ... بكامل هيئتها الصبوحة وتواضعها العالي ... وحين أمر من هناك لم أكن أعلم أنها أحوال لن تعود, ولكن كنت أدري أننى منها أتعلم ... فشكرا حزينا ... أمال. في ذلك الزمان الذي كنا نعتقده عسيرا, كانت أمال أيسرنا ... وصدقوني... فحينها مرت بمشكلين عظيمين, أحدهما خاص والآخر في مقتضى العام ... مع ذلك ... فلم تجزع ولم تنتهر الظروف ولم تبتضع في عالم الأحكام... بل حافظت على أنساقها بموجب معلوم وعشم الناس فيها { كقيادة إجتماعية } ... فخرجت كما الشعرة من العجين... فأي إمرئ ... كانت أمال. وفي غمرة إحتشادها بأثقالها الخاصة والعامة, كان عقلها في مرساه الراجح وكانت نفسها حوامة في دوال دائم حول هموم الناس وأحوال الأصدقاء... وهي تلك اللحظة التي أعلمتني فيها كيف أتزوج بما يسعدني ومن حولي, وبما لا يرهق كاهلي المادي ... وللعلم ... فأمال لا تأنس إفتراع الأفكار الجيدة وحسب, إنما تطابق معينها في العون الفكري بآخر ميداني ... وكله خالص لوجه الإنسان وهو يتحرى الإشراق وينظر للحياة بأمل... فشكرا ... أمال ... في مثواك الأخير على كل ما قدمتيه لعوني. امال ... كانت ... عمدا ضالعا في مشئونية القيم الرمزية, فمن توغلها هناك ... فهنا قصة قصيرة تحكي برغبتها في الظهور في عرسها بنفس فستان زفاف عروستي { أم أولادي حاليا } ولم تنتبه إلى أن الفستان أقصر من قامتها الفارعة إلا في اللحظات الأخيرة جدا. فما جعلها لا تنتبه لطول أو قصر الفستان هو حبها لنا, وهو يتقدم على واقعها العضواني طولا وعرضا ... أليست هذه لمحة صوفية ترقى لمصاف القيم الرمزية؟ في تحوامنا الشقي بين المالية والتخطيط والصحافة والحاج يوسف وإجتماعات وين ما تعرف, وتكليفات بقدر صبرنا على مكاره الناس وميلاد فاطمة بشير في عز النضال ... وأخريات مهنية ... لجان متابعة ودراسات ورحلات عمل وتفاصيل لا أعلم أين تلتحق اليوم ولما فقدت أمها الرءوم. الزمن الإجتماعي في حضور أمال كنه ... هو من طبعه كثيف ومستبد بالذاكرة ومستنفر لدواعي التألق وإعادة الإصطفاف على طريق الحياة ... لكنها اليوم صدى على سبيل الموت ... فليرجع النداء. الدوام لله ... ولكل أجل كتاب

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]