عبد القادر محمد أمام ود حبوبة قائد ثورة 1908 بمنطقة الحلاوين ، ضد المستعمر ، وقد كان وقتها عائدا من مصر أثر أسره في معركة توشكي ، فوجد أن الشعب السوداني وقد تركه متمتعا بكامل الحرية ، يرسف في أغلال الذل والإستعباد والهوان ، فعز عليه ذلك وقد رأي ما حاق بوطنه وشعبه من ظلم وتحقير وأستكبار المستعمر.
في قرية التقر(3/4كلم شمال غرب المحيريبا) تجمع حوله فرسان من شتي القبائل تحركهم نخوة الوطنية وهمة الشهامة وعقيدة لا ترضي بالظلم والضيم والأستحقار، وكانت حادثة ذبح المفتش والمامور نقطة تحول في ثورة ود حبوبة ، وأدرك المستعمر ما ينطوي عليه مثل هذا العمل مستقبلا علي المستعمر وقواته ، ولم تنقض أكثر من (10) سنوات علي معركة كرري وأمدبيكرات،.
قرر المستعمر القضاء علي ثورة ودحبوبة عسكريا ، ولهذا جهز أكثر من أورطة تحركت صوب منطقة الحلاوين ، حيث عسكروا ليلاً بمنطقة كتفية، ولكن عيون ود حبوبة وفطنته العسكرية أشارت عليه بالهجوم ليلا مباغتا العدو وهو نائم، وقد كانت معركة غير متكافئة ، ومع ذلك في البداية كانت الغلبة لود حبوبة وفرسانه، فأعملوا سيوفهم وسكاكينهم ذبحا في جيش المستعمر ، ولكن نشوة الأنتصار ، قادت أحد الفرسان الى الجهر بالصياح : الدين منصور، وعندها تحركت الماكينة العسكرية لجيش المستعمر عن طريق مدفع المكسيم وحصدت الجانبين ، وما تلي ذلك معروف في بطون كتب التاريخ ، الى أن كانت لحظة أعدام الشهيد البطل في سوق الحلاوين بقرية مصطفي قرشي في (17/5/1908) ، وقد كانت لحظات الأعدام شنقا ملحمة بطولية في حد ذاتها، و أبرسوة طامح فوق ويوصي أهله علي الجهاد ضد المستعمر الغاصب، وعندها جادت قريحة شقيقته رقية بتلك الأبيات التي سيخلدها التاريخ الى أن يرث ألله الأرض ومن عليها:
بتريد اللطام أسد الكداد الزام هزيت البلد من اليمن للشام سيفك للفِقر قلام ديما في التقر أنصاره منذربين بالصفاء واليقين حقيقة أنصار دين العمد الكبار الليهم نقر سنو الهوج والشرق طار المنام منو الكفرة النجوس ما بخشو من اللوم كتلت الرجال خليت جمالوم تحوم عبد القادر قام رتب الأنصار في كتفية ديك كم شبعت للصقار الإعلان صدر وأتلمت المخلوق وبعيني بشوف أبرسوة طامح فوق كان جات بالمراد واليمين مطلوق ما كان ينشنق ود ابكريق في السوق
أمام مشهد الموت ولحظة الشنق صبيحة يوم الأحد السابع عشر من مايو 1908 بسوق حلة مصطفي وهو سوق الحلاوين انذاك في رثاء شقيقها المجاهد البطل عبد القادر ود حبوبة قائد الثورة الأولي في شمال السودان بعد سقوط الدولة المهدية في يد المستعمر.
وقد دفن الجثمان الطاهر للبطل ود حبوبة بالقرب من قرية الحلاوين– مصطفى قرشي .
المصدر : جريدة الأيام السودانية و موقع الحلاوين علي الشبكة العنكبوتية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة