" عقوق الوالدين "، قصة الشاعر الغنائي السوداني الكبير: كمال حسيب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-29-2024, 09:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-16-2009, 01:14 AM

wedzayneb
<awedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 1848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
" عقوق الوالدين "، قصة الشاعر الغنائي السوداني الكبير: كمال حسيب

    عقوق الوالدين



    يحكى أنه في قديم الزمان كان هنالك ملك حكيم عادل، جاءه ذات يوم رجل من رعاياه يشكو ابنه الوحيد الذي بلغ نضو الشباب و صار لا يعير أمه احتراما و لا يسمع لوالده نصحا، بعد ان كانا قد اغدقا عليه كل نفيس و غال، كما يفعل كل اب و ام تجاه اولادهما، سيما اذا لم يكن لها من الولدان سواه .

    استمع الحاكم لشكوى الاب و ارسل في البلاد – رغم يقينه بان لا أب يمكن أن يشكو ابنه ظلما و بهتانا - يستقصي حقيقة الامر .. فجاءه ما يؤكد شكوى الاب .

    في اليوم التالي أرسل الحاكم في طلب الابن ، فجاء رسوله للإبن ينبئه ان الملك يريد أن يراك غدا في منتصف النهار .. سر الفتى ايما سرور .. فلبس أجمل ما عنده من الثياب و احسن هندامه بعباءة وقميص وسروال، وانتعل حذاءا من الجلد الفاخر ، و خرج في الموعد المحدد لمقابلة الملك و هو في تيه بما يرتدي، و فخار بفتوته و طلب الدخول علي الملك .. فلما وصل حضرة الملك في عرشه بادره الإبن بتقديم أجمل عبارات التحايا، و أعظم ايات الامتنان، و أجل فروض الولاء والطاعة.

    رد الملك برفع يده اشعارا بقبول التحية، و كفى.. و لم يلبث أن قال للفتي: ماشاء الله .. ما شاء الله!! ما احسنك من فتى مكتمل الشباب حسن الهندام! فابتسم الفتى .. فواصل الملك قوله، بعد ان قام من كرسي عرشه ، وهو يمشي خارج القصره و يتبعه حاجبه، والفتى يمشي في اّذيالهما:" بلغني انك معتد بشبابك و قادر على تقدير و تصريف أمرك ". فاجاب الفتي :" نعم ياحضرة الملك، بل و اكثر " .

    أشار الملك لحاجبه بتحضير فرسه ، فجيء بالحصان و ركبه الملك ، و سار به يتبعه حاجبه والفتي ، فما زال الملك يطيل في الحديث الى الفتى وهو يسير بحصانه ، حتى خرجا، و الحاجب بجانبهما، عن حدود المدينة. فبلغوا جبلا فاعتلوه ، و وردوا الجانب الآخر من الجبل .. نزل الملك عن جواده وقال للفتى: " ما أحسن حذاءك! هل لك أن تخلعه و تعطيه للحاجب ؟" فقال الفتى : " بكل سرور يا حضرة الملك المفدي " .. خلع الفتي حذاءه وسلمه للحاجب .. ثم قال الملك للفتي: " ما افخم عباءتك و قميصك ، فهلا تخلهما و تعطيهما للحاجب ؟ ".. احتار الفتى من طلب الملك و كادت قدماه ان تنخرما اشتعالا من شدة الحر، لكنه لم يتردد برهة في ان يلبي ما طلبه الملك ظنا بان الملك يريد أن يختبر طاعته أو أن يري فتوته .. تبسم الملك لحاجبه و قال: " هات الملابس " .. فاخذها الملك .

    استدار الملك ثانية للفتى و قال : "الآن اريدك منازلة حاجبي لنرى هل تصرعه ام يصرعك، وقتها ساصدر حكمي " ..زاد الامر من حيرة الفتى و أخذ الحاجب في حين غرة. و لم يكن أمامهما الا ان يصطرعا .. فدارت بينهما منازلة قوية . الفتى يريد ان يثبت للملك فتوته املا ان ينال اعجابه و ربما منصبا او شيئا من هذا القبيل . والحاجب رغم يقينه من قوته وثقة الملك فيه ، الا انه لن يتهاون لحظة في تنفيذ الأمر .. فاقبل الفتى نحو الحارس في تسرع و لهفة و اقبل الحاجب في ثقة وعنف. فطرح الحاجب الفتى أرضا ، فنهض الفتى . ثم تلقاه الحاجب بعنف أكثر وطرحه للمرة الثانية، فالثالثة: التي داس فيها الحاجب على عنق الفتى بقدمه فما استطاع الفتى نهوضا . عندها تقدم الملك و خلع عن الفتى سرواله و الفتي يتململ من شدة الحر في الارض. و ترك الملك الفتي مستلقيا علي الأرض عاريا، كما ولدته امه . ثم اشار الملك الى حاجبه ان يتبعه عائدين الى القصر فخلى الحاجب عن عنق الفتى .



    جن جنون الفتى و صار يستر عورته بيديه وهو يتصايح و يطلب الرحمة والعطف، فلم يعبأبه الملك .. فمازال الفتى يركض خلفهما و يبالغ في الخضوع و التوسل لكي يرد عليه الملك ثيابه و حذاءه .. فالتفت الملك اليه و قال :" لا عطف عندي عليك، اذ لم تعطف على امك التي حملتك وهنا على وهن ، وابوك الذي سهر الليالي لراحتك .. و لا عشم التمسه فيك، فقد جحدت بفضل من عطف و انعم عليك .. و لا عهد آمل في وفائه منك، و انت لم ترد دين من بذل الغالي والنفيس من اجلك .. و عصيت ربك، فكيف ارجو طاعتك لي .. ليس لك عندي شيء .!! فالثياب و الحذاء لأمك و أبيك ، هي لهما و ساردها لهما .. و لو لا اني خشيت أن يسوء صنيعي لشعور والديك ، فقد كان في حكمي أن انزع لحمك و عظمك عنك وارده لوالديك . ولولا خشيتي أن يسالني ربي :" لماذا لم تترك بعضا من أمره لي لاعاقبه عن عقوق والديه ؟؟"، لاثخنت في عقوبتك.. فهذا حكمي و قضائي ، و قد تركت لحمك و عظمك لقضاء و قصاص رب العالمين .
                  

العنوان الكاتب Date
" عقوق الوالدين "، قصة الشاعر الغنائي السوداني الكبير: كمال حسيب wedzayneb12-16-09, 01:14 AM
  Re: " عقوق الوالدين "، قصة الشاعر الغنائي السوداني الكبير: كمال حسيب munswor almophtah12-16-09, 01:36 AM
  Re: " عقوق الوالدين "، قصة الشاعر الغنائي السوداني الكبير: كمال حسيب wedzayneb12-16-09, 01:57 AM
    Re: " عقوق الوالدين "، قصة الشاعر الغنائي السوداني الكبير: كمال حسيب wedzayneb12-16-09, 02:05 AM
      Re: " عقوق الوالدين "، قصة الشاعر الغنائي السوداني الكبير: كمال حسيب wedzayneb12-16-09, 02:14 AM
      Re: " عقوق الوالدين "، قصة الشاعر الغنائي السوداني الكبير: كمال حسيب wedzayneb12-16-09, 02:15 AM
      Re: " عقوق الوالدين "، قصة الشاعر الغنائي السوداني الكبير: كمال حسيب wedzayneb12-16-09, 02:15 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de