|
التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة
|
في اعتقادي ان قناعات النظم الشمولية والتي جاءت للسلطة على ظهور الدبابات لن تتغير بهذه السهولة فمن الصعوبة ان يتغير توجه النظام فجأة وهكذا من الشمولية والسيطرة والتحكم واحتكار السلطة للديمقراطية وإتاحة مشاركة الشعب والأحزاب والقوى السياسية السلطة، ليقدمها على طبق من ذهب للأحزاب والقوى السودانية المعارضة ولذلك فان الانتخابات القادمة كل ما ستفعله هو تكريس لهذه السلطة بل وإكسابها شرعية كانت تفتقدها في السابق ، لأن مقومات التحول الديمقراطي كلها مفقودة من قوانين مقيدة للحريات وعدم حرية الصحافة وسيطرة النظام على موارد ومقدرات الدولة وعدم إتاحته الفرص المتساوية للأحزاب والتنظيمات السياسية لاستخدام وسائل الإعلام وهنا ينتفي مبدأ تكافؤ الفرص وستكون النتيجة محسومة للنظام الحاكم للفوز في الانتخابات واكتساب شرعيته المفقودة، أن الديمقراطية تعني ذلك النظام الذي تكون الحرية فيه هي القيمة العظمى والأساسية بما يحقق السيادة الفعلية للشعب الذي يحكم نفسه بنفسه من خلال التعددية السياسية التي تؤدي إلى تداول السلطة. وتقوم على احترام كافة الحقوق في الفكر والتنظيم والتعبير عن الرأي للجميع، مع وجود مؤسسات سياسية فعالة على رأسها المؤسسات التشريعية المنتخبة والقضاء المستقل والحكومة الخاضعة للمساءلة الدستورية والشعبية، والأحزاب السياسية بمختلف تنوعاتها الأيديولوجية ,والنقابات وكافة مؤسسات المجتمع المدني التي تمارس حقوقها الدستورية دون حسيب او رقيب ودون تجاوز لدستور الدولة وبهذه الطريقة فقط ينشأ النظام النظام الديمقراطي الحقيقي . فبين ديمقراطية عمياء مزعومة آتية على فوهة الدبابات، وأخرى داخلية عرجاء متواضعة في ظل قوانين مقيدة للحريات وغياب لكل مقومات التحول الديمقراطي الحقيقي .. تتأرجح أحلام الشعب السوداني متثاقلة الخطى.. فضلاً عن أوضاع معيشية متردية في بعضها يجعلها عرضة للمتاجرين بأحلامها واستغلالها من قبل الأنظمة الشمولية وذلك باجرائها لمسرحية وتمثيلية الانتخابات والتحول الديمقراطي وهي بلا شك مسرحية سيئة الاخراج تسعى من خلالها كل الانظمة الشمولية لإكساب نفسها شرعية دستورية تطيل أمد بقائها في السلطة، وتصديق هذه المسرحية هو ما ينعكس على مشاركتها السياسية لتأتي بطيئة أحياناً ومتخاذلة أحياناً وعازفة في كثير من الأحيان، وهو ما يدفع الجاهلين بحقيقة الشعوب، إلى وصفها بأنها غير ناضجة سياسياً ولم تؤهل بعد لممارسة الديمقراطية متجاهلين أن الصمت هو أحد أشكال الاحتجاج، والعزوف هو أحد أشكال الرفض، ولم يحدثنا التاريخ إلا قليلاً عن تحولات ديمقراطية حقيقية في ظل الأنظمة الشمولية.
لذلك الأمل في ان تحدث الانتخابات تغيراً في السودان يكاد يكون معدوما في المرحلة القادمة. مر السودان بأربع حقب ديمقراطية في تاريخه السابق لم تستطع النخب السياسية استثمارها الاستثمار الأمثل ودائما كانوا يعطون للجيش السوداني فرصة الانقضاض على السلطة الشرعية المنتخبة من الشعب ليدور السودان في حلقة مفرغة من عدم الاستقرار فمن نظام ديمقراطي الى انقلاب عسكري وهذا اعاق تقدم وتكوين الدولة السودانية فأصبحنا إلى اليوم نتكلم عن مسائل أساسية وجوهرية وتعتبر ركائز لأي حكم ديمقراطي وهي :
1.الهــــــــــوية الســــــــــودانية. 2. الدستور الدائم للسودان. 3. كيف يحكم السودان. 4. استقلالية القضاء. 5. كفالة الحريات وتساوي الفرص.
. وهذه بلا شك هي من عثرات هذا الجيل الحاكم في السودان والذي ما زال يحلم بحكم السودان ، فمع كل الفرص والتجارب التي اتيحت له في حكم السودان لم يستفد جيل البوربون السوداني من تجاربه ولم يستفد من قراءته للتاريخ وظل يرتكب نفس الأخطاء في كل مرة وسيكررها اليوم وغداً
ونواصل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | الامين موسى البشاري | 12-28-09, 12:23 PM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | الامين موسى البشاري | 12-28-09, 12:33 PM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | الامين موسى البشاري | 12-28-09, 12:36 PM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | الامين موسى البشاري | 12-28-09, 12:43 PM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | Hamid Sharif Abdelrasoul | 12-28-09, 05:03 PM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | الامين موسى البشاري | 12-28-09, 10:21 PM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | الامين موسى البشاري | 12-29-09, 11:15 AM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | سيف بخيت موسي | 12-29-09, 11:26 AM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | الامين موسى البشاري | 12-29-09, 02:43 PM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | Nasr | 12-29-09, 05:30 PM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | حاتم الفاضل | 12-29-09, 07:00 PM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | الامين موسى البشاري | 12-29-09, 11:42 PM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | الامين موسى البشاري | 12-29-09, 11:56 PM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | الامين موسى البشاري | 01-17-10, 02:41 PM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | الامين موسى البشاري | 01-17-10, 03:22 PM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | الامين موسى البشاري | 01-18-10, 10:39 AM |
Re: التحول الديمقراطي في ظل الأنظمة الشمولية مجرد سراب بل يكسبها شرعيتها المفقودة | الامين موسى البشاري | 01-30-10, 03:45 PM |
|
|
|