|
|
|
 Re: كلمة الإمام الصادق المهدي في بيت الفنون...العلاقة بين الدين والفن والسياسة (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الإمام الصادق المهدي في بيت الفنون
14 مارس 2010م
أخواني وأخواتي أبنائي وبناتي السلام عليكم ورحمة الله
وابدأ بالشكر الجزيل لبيت الفنون أن أتاحوا لنا هذه الفرصة لكي نتحدث عن رؤانا حول الثقافة والفنون وقبل أن أبدا يجب أن نتداول بعض الشيء حول بعض المصطلحات: ما هي السياسة ؟
ويوجد أكثر من مفهوم للسياسة:
السياسة الميكيافلية:
كثير من الساسة يعتبرون أن السياسة هي عملية متعلقة بالتنافس على السلطة القبض على السلطة أو اقتناص السلطة وهي إذن قضية محصورة جدا في ذات مفهوم السياسة الميكافيلية التي تعمل كل شيء لتحصل على السلطة وتعمل كل شيء للمحافظة على السلطة.
سياسة نساء ورجال الدولة:
هناك مفهوم آخر للسياسة يتعلق بالسلطة أيضا ولكن بمقاصد أخرى فيها مصلحة الناس والسعي لتحقيق تلك المصلحة وهذا ما يسمى صاحبه رجل دولة يعمل بالسياسة ولكن همه مصلحة الدولة ومصلحة المجتمع ولذلك هنا ليست مجرد الحفاظ على السلطة أو الحصول عليها ولكن كذلك مصلحة المجتمع هذه سياسة رجال ونساء الدولة.
السياسة النبوية:
هناك مفهوم أكثر اتساعا من السابق ليس فقط السعي لتحقيق السلطة والمحافظة عليها والمحافظة على المجتمع ومصلحته ولكن أيضا المحافظة على قيم أخلاقية والمحافظة على حقوق الإنسان وهي سياسة نعم عندها الهم الخاص بالحصول على السلطة وعدم ضياع السلطة ولكن في هذه الحالة عندها الاهتمام بالبعد الأخلاقي فهذه سياسة الأنبياء. فهم نعم ساسة ورجال دولة ولكن أيضا يضعون في مقدمة الأهداف أهداف أخلاقية وأهداف إنسانية.
إذن (ما كل ذوات المخلب السبع) وليس كل الساسة متشابهون فمنهم الفأر ومنهم الأسد.
الثقافة تتعلق بالموروثات المادية والمعنوية للمجتمعات تتداخل فيها الانتماءات الدينية واللغوية والعادات والتقاليد ولا شك أنها تتقاطع مع السياسة لأن العاملين بالسياسة إن كانوا من الصنف ذو النظرة المحيطة لا بد أن يأخذ ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه في الحسبان وللثقافة اعتباران اعتبار: أفقي وراسي باعتبار أن الثقافة نفسها تتطور في اتجاه التحديث واتجاه العولمة...الخ للأسف الشديد الساسة المحصورين في أمر السياسة بمفهومها الضيق غير مشغولين ولا معنيين بالقضية الثقافية وليست مهمة بالنسبة لهم.
أما الساسة المعنيين بالسياسة ومصلحة المجتمع كرجال الدولة ونساء الدولة هؤلاء طبعا سيكونون معنيين لأن الثقافة هي هموم المجتمع:
أما السياسة التي اسميها نبوية التي تأخذ في الحسبان القيم الخلقية والإنسانية فلا شك أن أهلها مهتمون جدا بالثقافة لأنها تشكل قيم المجتمع الذي تعيش به ولذلك هم معنيون جدا بالثقافة.
ويدخل في الثقافة الدين واللغة والفن ولا يوجد مجتمع ليس فيه هذه الاعتبارات اعتقاد ديني ما، لغة، عادات وتقاليد، قيم، فن، ولا يوجد مجتمع خالي من تلك الاعتبارات إلا إذا انقرض الإنسان.
الفنون واسعة جدا وكلها تدخل في الثقافة وكلها مهمة جدا في الشأن الاجتماعي وحياة المجتمع وحاضره ومستقبله. كثيرون ضيعوا وقتهم دون جدوى في السؤال عن هل الموسيقى حلال أم حرام !مما لا معنى له.قال الإمام الغزالي: أن الموسيقى جمع لأنغام موجودة في الطبيعة أصوات الطير والحيوان وحفيف الأشجار وخرير المياه كلها تغرد وتغريدها أنغام" الموسيقى جمعت هذه الأنغام لأنه جزء من فطرة الإنسان والنبات والحيوان وقد وجد أن النبات يتجاوب مع الموسيقى . وهذا واضح عند تلاوة القرآن المجودة وفيها درجة عالية من التنغيم فالإدغام وكل حركات التجويد تؤكد هذا فإذن الموسيقى جزء من الفطرة وكون هذا الجزء من الفطرة يمكن أن يستخدم في أهداف خاطئة صحيح ولكن كل شيء يمكن تسخيره لأهداف خاطئة (مثلا اللغة- فهل نترك استعمال اللغة بسبب هذه الحجة؟)، نفس الشيء الغناء ففيه ما هو عذب ومطرب وفيه الهابط .
أيضا الرقص أي إنسان طبيعي يهتز للموسيقى ويتجاوب معها وإلا يكون كجلمود الصخر ليس الإنسان فقط بل حتى الحيوان يهتز للموسيقى في قول البنا:
الــدار يؤثر أن يقول الصدق لا يبغي به بدلا ولا يتـخوف
في موقف فيه الخليفة غائب والخيل ترقص والأسنة ترعف
وهو يقول هنا أن الخيل ترقص لأنها تسمع النحاس وتتجاوب معه وكذلك كل الطبيعة الطاؤوس يرقص والغرنوق والبوم يرقص والحمامة ترقص وتتجاوب مع الأنغام وفي السودان توجد عندنا من أنواع الرقص: الصقرية وهي من أمتع الرقص المعبر صحيح هناك رقص "مائع" وهذا يقاومه الناس ككل الانحرافات الأخرى ولكن الرقص الذي يعبر بتجاوب مع هذه الأنغام هو تنظيم لميول فطرية لأن الدين هو تنظيم للفطرة.
الشعر: يقولون الرسول "صلى" لا يقول الشعر تفسيرا ضيقا للآية "وما علمناه الشعر" التي فيها استثناء فليس كل الشعراء غاوون والرسول صلى قال لحسان بن ثابت قل ومعك جبريل، قل ومعك روح القدس. ولما جاءه كعب بن زهير وقدم قصيدته :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم أثرها لم يفد مكبول
كان في مسجده وأهداه بردته.
المسرح: صحيح لم يكن موجود قديما ولكنه فن عظيم جدا لان فيه تناول لقضايا اجتماعية وفيه نزهة ذهنية ممتعة.
النحت والرسم: هناك من يقول أنها حرام ليس صحيحا الحرمة إن كان مقصود به عبادة أوثان ولكن إذا كانت لدرس أو صورة جميلة فالجمال جزء من أرادة الكون" لكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون"و " قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق"
هناك أنواع من الفن جديد مثل الرواية: الرواية ممتعة جدا وشيء جديد وكذلك السينما .هذه وجوه من الفن فيها المتعة والجمال والإبداع وهي ضرورية وتنظم الفطرة ولكن ككل أنشطة الإنسان قابلة لان تستغل في أشياء سيئة فالشعر ممكن أن يكون سيئا والنثر يستغل لأغراض سيئة لكن الفن فيه معاني عظيمة جدا لأنه ليس فقط معني بالإبداع ولكن هو أيضا يتجاوز ذلك لأنه يخرج مكنونات الوجدان كما قال الهادي آدم:
لك يا صاحب الروائع آي تجعل الفن في الخلود جميلا
ريشة كلما جرت فوق قرطاس أنارت للناس ليلا ضريرا
لكشف معاني في النفس الإنسانية. إذن الفن كجزء من الثقافة مسألة ضرورية جدا فطرية ولا بد من الاهتمام بها.
الفكر: هو تناول محيط بكل هذه الأشياء من يريد أن يجعل القيمة الأساسية في الدنيا مادي هذا فكره مادي ومن أراد أن يجعل الأشياء في الدنيا مثالية فكره مثالي، وليس بوسع مجتمع جاد أن يستغني عن الفكر لأن الفكر للإنسان مثل قرون الاستشعار للحشرة لا غنى عنها.
السياسي المستحق لهذا الاسم لا بد أن يحيط بهذه الأشياء ويأخذ منها وإلا يبقى سياسي "بليلة- ممكن للإنسان أن يشبع بطبخة ممتازة جدا وممكن يشبع ببليلة"وفي هذه الحالة فان فاقد الشيء لا يعطيه، وانتم عندما تجلسوا الآخرين في هذا المقعد ستواجهون بساسة لا يهتمون بهذه القضايا ولكن لا بد من دعوتهم حتى يهتموا بهذه الجوانب ولا يحصروا همهم في السلطة فقط.
أقدم لكم برنامجنا فيما يتعلق بالثقافة والفنون للنظر فيه ولكن لن أتحدث في (كلام بايت) وأمامكم برنامج حزب الأمة الذي صدر في المؤتمر السابع – الفصل الخاص بالثقافة والفنون يمكن أن تطلعوا عليه، وأيضا برنامج حزب الأمة للانتخابات يمكن الاطلاع عليه ولكني سأحدثكم عن شيء آخر ليس منفصلا عنها هو:مسألة أن نبحث في العمل السياسي عن ما سميته التحالفات الذكية، بمعنى نحن لدينا تصور لما نراه من برامج مثلا للثقافة ومقترحين أن نتفق لكتابة ميثاقا ثقافيا يحترم التعددية الثقافية والبعد الثقافي وكل هذه الأشياء ويكون شيء مشترك بين القوى السياسية كلها ونحن معنيين في المرحلة الحالية بما ينبغي أن نهتم به وهو بناء الدولة الوطنية. نعتقد أن للأحزاب المختلفة برامجها الخاصة ولكن لكي نستطيع أن نسوق هذه البرامج بإستراتيجية موحدة نقترح الآتي:
ميثاق وطني أو قومي يؤكد الحد الأدنى المطلوب لبناء الدولة الوطنية.
ميثاق ديني لكي نستطيع أن نتحدث بوضوح عن الحقوق والواجبات ضمن اعترافنا بالتعددية الدينية.
ميثاق ثقافي
ميثاق فني
ميثاق رياضي
ميثاق اجتماعي لكي ينظم عملية توزيع الدخل في المجتمع.
و نحن في حزب الأمة مستعدون أن نتبنى هذا الطرح ولكن هذا الطرح لا يمكن أن يكون من جانب واحد(مونولوج) لا بد أن يكون في شكل فيه أخذ وعطاء(دايلوج) ومن هذه الزاوية فاللقاء في بيت الفنون مهم. تحدثت مع السيد راشد دياب ليرتب هو اللقاء لكي نناقش قضية الميثاق الثقافي ليدخل فيه الفن وهذه الاعتبارات وسوف نطرح رؤانا وهو و الأخ علي مهدي وآخرين اتفقوا على أنهم سيحضرون لكي نتكلم عن الميثاق الثقافي ونحاول أن نسوق هذا الميثاق لأخوانا "النايمين في العسل" وما مشغولين بهذه القضايا باعتبارنا نحن عارفين أنهم قد لا يكونون مشغولون بها ولكنهم معنيون بها لأنهم هم النواب ومعنيون لأنهم وزراء وسوف يكون لديهم سلطات فالشيء الجديد المهم في لبنات بناء الوطن هو أننا سنعمل هذا.
وهذه آلية الميثاق الثقافي ولكن المواثيق الأخرى لا بد أن تذهب في مجالاتها مثلا التنظيمات النقابية (ليس المسيطر عليها المؤتمر الوطني) ولكن الحرة لكي نناقش معها قضية الميثاق الاجتماعي وأيضا مع فرق الرياضة المختلفة الميثاق الرياضي وهكذا،ميثاق قومي مع الأحزاب ميثاق بيئي للبيئة الآن البيئة الطبيعية في خطر شديد جدا ولا بد أن نعمل ميثاق بيئي نجمع كل المنظمات المعنية بالبيئة ومخاطر البيئة وتطوير البيئة، وأيضا ميثاق صحافي لأنها السلطة الرابعة في المجتمع صحيح أن الفكرة في هذه المواثيق منطلقة من برامجنا ولكن نطورها في إطار الحديث مع المعنيين ونعتبر المعنيين هم كل أصحاب الشأن وهذا ما نسميه الشراكة الذكية لأن من يدخل معنا فيها لا يتوجب عليه الانضمام لحزبنا ولا أن ننتمي نحن إليهم ولكن نعمل معا لتسويق الفكرة حول هذه القضايا المشتركة.
هذه المواثيق هي لبنات لبناء الوطن وضرورية لبنائه نحن في برنامجنا مذكور هذا الكلام وما سنفعله فيها. لكن لكي نطوره في إطار ما أقوله وهو بناء الوطن لا بد أن نذهب في هذا الخط .
نحن محتاجون لبناء الوطن لأن وطننا (الذي كان) حقيقة كاد يموت وهو ما تلخصه أبيات قصيرة من أحد شعرائنا كتب فيه مرثية للسودان:
الذين اغتصبوا عرضك مرة حملوا عارك
رقصوا فوق رفاته
شوهوا تاريخك العالي المهيب الكبرياء
أغرقوه بالدماء
سرقوا أثمن ما يحمله صدرك يا بلادي
سرقوا تاجك ثم اضطهدوك
سرقوا سيفك ثم اغتصبوك
إنما لم يقتلوك لكن كادوا
لماذا نعتبر أن لدينا رسالة خاصة؟
نفكر بهذا المنطق لأننا نعتبر:
- أن عندنا شرعية تاريخية.
- ولأن عندنا شرعية شعبية.
صحيح أبعدنا من السلطة لكن أبعدنا بطريقة غير شرعية ولذلك عندنا هذا الموقع، - عندنا شرعية نضالية لأننا تصدينا لهذه الفرية بكل أبعادها تصدينا لدعواها الإسلامية وتصدينا لمصادرتها للحريات ولذلك عندنا هذه الشرعية النضالية، ولكن وهذا شيء مهم لماذا في تاريخنا كان بارز حتى في قياداتنا التقليدية اهتمام بهذه الأبعاد؟
السبب أنه عندما قامت الحركة الاستقلالية كان هناك من أصحاب الحركة الاتحادية من يعتبرون أن السودان هو امتداد لمصر ولا خصوصية له. في المقابل اهتم الاستقلاليون بالخصوصية السودانية ولذلك الشعراء والفنانون وغنا الحقيبة وناس المسرح والكورة كلها نبعت من هذا المحيط الذي يقول أن السودان لديه كينونة وذاتية وهوية مختلفة ومنفصلة عن مصر. الإمام عبد الرحمن مع أنه كان رجل دين في وقت ينظر فيه رجال الدين للفنانين باعتبارهم (صيع) كان الإمام معني بهم يهتم جدا بقضاياهم ومطالبهم كما قال عبيد عبد الرحمن له:
آويتنا ودنيتنا وناديتنا بي أسمانا
وكان يحل مشاكلهم الاجتماعية والأمنية مثلا عندما قبض علي جقود أيام الحكم الثنائي لأنه قال شعرا يمدح به ألمانيا أيام الحرب :
عيونك يا بخيتة كزي مدافع ألمانيا
هدن حصون برلين في أقل من ثانية
روسيا تبخرت وتخاذلت بريطانيا
النمسا اختفت وفرنسا أضحت فانية
فاتصل أهله بالإمام عبد الرحمن ليتوسط له وهذا معروف عنه فقبل المفتش الانجليزي وساطة الإمام عبد الرحمن ولكنه قال لجقود: أنا مستعد افكك بواسطة الإمام عبد الرحمن لكن لازم تقول لينا قصيدة في مدح بريطانيا كما فعلت عندما بمدحك ألمانيا.
قال جقود :
تسلم يا الفريع الجيتنا من رومانيا
شوف يا خي شوف عاين شلوخها ثمانية
كل شلخ يحطم دولة زي ألمانيا
فقبل المفتش البريطاني أن يطلق سراحه ولكنه أخبره بأن مدحه لألمانيا كان أجود.
كذلك كان سرور قبضوه لأن لديه سلاح غير مرخص والإمام فكاه ثم قال القصيدة المشهورة الممتازة:
سليل المهدي لا شك ربــنا مصفيـك
غفران الإله بالجلال والنصر حافيك
قصيدة ألفها هو وغناها، المهم كانت له علاقة معهم ومع كل الشعراء تقريبا ومع كل المسرحين وكان يشجعهم أمثال خالد أبو الروس والعبادي يشجعهم في هذه المجالات ليؤكد أن السودان لديه ثقافته الخاصة به وهو ليس عالة على غيره وهذه حقيقة فاخوتنا للمصريين ليس معناها أن نسقط هويتنا وكينونتنا لتكون ثمنا لتلك الأخوة، ولذلك الاهتمام بهذه المسائل لم أبدأه أنا وهو في تاريخنا وكل ما أفعله هو محاولة تطوير ذلك لكي نواجه التحديات الحالية.
نحن الآن نواجه موقفا خطيرا للغاية الخطر أن لدينا آليتين متفق عليهما:
آلية الانتخاب لحسم الخلاف على السلطة.
وآلية تقرير المصير لإقامة الوحدة الجاذبة أو الجوار الأخوي عبر تقرير المصير هذان الموضوعان وارد أن ينجحا وإذا نجحا نكون قد أفلحنا في منطقتنا لأن منطقتنا عموما في العالم العربي إذا ما تابعتم الأحداث فيها تطلع للتغيير و الشعوب تشعر بأن حقوقها صودرت، وصودرت كرامتها وصودرت حرياتها وبدأت تتحرك نحو الفعل. نحن ممكن أن نكون قدوة إذا أجرينا انتخابات نزيهة في منطقة الآن مشرئبة الأعناق للتحول الديمقراطي وأصبحت هناك ضرورة لهذا التحول الديمقراطي، ولكي نكون قدوة هناك استحقاقات فالانتخابات لها استحقاقات: ما في شك الآن هذه الاستحقاقات ناقصة والآن نحن بصدد مشكلة كبيرة في كيفية تحقيق وضمان نزاهة الانتخابات لكي يكون هناك تبادل سلمي على السلطة حقيقي هذا تحدي، كيف نعمل انتخابات حرة نزيهة وحتى الآن ليس هناك ما يضمن تحقيق هذا بل توجد مؤشرات في الاتجاه الآخر.
للأسف إذا لم تكن الانتخابات نزيهة سنعيد السيناريو الكيني تجرى انتخابات لا يعترف بنتائجها ويدخل الناس في صراعات لا أول لها ولا آخر.
بالنسبة لآلية تقرير المصير، هناك 12 مشكلة معلقة إذا لم تحسم هذه المشاكل ستتحول إلى قنابل موقوتة تتفجر وحيثما تفجرت ستؤدي إلى حروب والحرب القادمة ستكون حربا بين دولتين لهما حلفاء إقليميين ولهما حلفاء دوليين وفي الحقيقة دمار لا أول له ولا آخر لأنها ستكون حربا متسعة، لا بد أن نتجنب هذا فلا بد لتقرير المصير أن يتجنب السيناريو الإثيوبي الإريتري الذي أعقب تقرير المصير في هذين البلدين،بين حرب نشطة أو في حالة استعداد لحرب قادمة وهذا مؤكد أنه مصير يمكن أن نحشر أنفسنا فيه، وللأسف الشديد إن من في السلطة يتعاملون مع الآخر كأعداء وباعتبار أنهم ليس لديهم غير الإقصاء و بالعناد والانفراد لن تحل مشكلة لا في موضوع الانتخابات ولا في موضوع تقرير المصير ولا بد من الانطلاق من مفهوم قومي لمعالجة مشاكل الانتخاب ولمعالجة مشاكل تقرير المصير لأن هذين الآليتين الجيدتين تؤديان لحل فيما يتعلق ببناء الوطن ممكن إن كان على أسس قومية، ولكنه غير وارد في حال التفريط.
أختم كلامي: أقول إننا نعتقد الآن توجد فرصة ذهبية لبناء الوطن السوداني عبر اللبنات المعنية "المواثيق المقصودة" ولكنها تحتاج استعدادا من كل الأطراف وليس لأحد من الأطراف أن يدعي أنه المعني الوحيد بأمر الوطن بينما الآخرين متطفلين لا بد من الاعتراف بالآخر وببعض، لنقيم بذلك بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة فنصبح قدوة في المنطقة لشعوب كثيرة متطلعة لهذا التغير والسلام عليكم ورحمة الله.
| |
 
|
|
|
|
|
| |
عمر عبد الله فضل المولى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست