|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: Saifelyazal Elmaki)
|
الاخوة الافاضل شمس الدين ساتي والاخ سيف اليزل
حياكم الله
شكرا جزيلا علي المداخلات الطيبة واكيد لن ابحر الي الجوانب الحسية في الرواية فالحياء شعب من شعب الايمان وانا اختلف مع الاديب الطيب صالح في شخصية بطل الرواية وناقشت الاديب الطيب صالح كثيرا في الدوحة عن روايته موسم الهجرة الي الشمال وكثرة الصور الحسية في الرواية ولربما لهذا السبب كانت سبب شهرة الاديب الطيب صالح لكن دار اللغط حول شخصية بطل الرواية مصطفي سعيد في اطار ادبي وليس ترويجا للرواية فالرواية مشهورة للجميع وبتغطية الصور الحسية بدهان اسود مع بقاء المضمون لابدع الاديب الطيب صالح
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
مصطفي سعيد :-
شخصية مصطفي سعيد شخصية هلامية المنطق تشبعت بالمكان والزمان حتي عادت الي السودان بعنفوان الغربة وطقوس المستعمر البغيض ، غادر السودان يافعا وعاش في الارض الفساد ، يشهق الزفر ويسب الحديد بذكاء متقد ذلكم هو مصطفي سعيد
نص الرواية:--
عدت إلى أهلي يا سادتي بعد غيبة طويلة ، سبعة أعوام على وجه التحديد ، كنت خلالها أتعلم في أوربا . تعلمت الكثير ، وغاب عني الكثير ، ولكن تلك قصة أخرى . المهم أنني عدت وبي شوق عظيم إلى أهلي في تلك القرية الصغيرة عند منحنى النيل . سبعة أعوام وأنا أحن إليهم وأحلم بهم ، ولما جئتهم كانت لحظة عجيبة أن وجدتني حقيقة قائماً بينهم ، فرحوا بي وضجوا حولي ، ولم يمض وقت طويل حتى أحسست كأن ثلجاً يذوب في دخيلتي ، فكأنني مقرور طلعت عليه الشمس . ذاك دفء الحياة في العشيرة ، فقدته زماناً في بلاد " تموت من البرد حيتانها " . تعودت أذناي أصواتهم ، وألفت عيناي أشكالهم من كثرة ما فكرت فيهم في الغيبة ، قام بيني وبينهم شيء مثل الضباب ، أول وهلة رأيتهم . لكن الضباب راح ، واستيقظت ثاني يوم وصولي ، في فراشي الذي أعرفه في الغرفة التي تشهد جدرانها على ترهات حياتي في طفولتها ومطلع شبابها وأرخيت أذني للريح . ذاك لعمري صوت أعرفه ، له في بلدنا وشوشة مرحة . صوت الريح وهي تمر بالنخل غيره وهي تمر بحقول القمح . وسمعت هديل القمري ، نظرت خلال النافذة إلى النخلة القائمة في فناء دارنا ، فعلمت أن الحياة لا تزال بخير ، أنظر إلى جذعها القوي المعتدل ، وإلى عروقها الضاربة في الأرض ، وإلى الجريد الأخضر المنهدل فوق هامتها فأحس بالطمأنينة . أحس أنني لست ريشة في مهب الريح ، ولكني مثل تلك النخلة ، مخلوق له أصل ، له جذور له هدف . وجاءت أمي تحمل الشاي . فرغ أبي من صلاته وأوراده فجاء . وجاءت أختي، وجاء أخواي ، وجلسنا نشرب الشاي ونتحدث ، شأننا منذ تفتحت عيناي على الحياة . نعم ، الحياة طيبة ، والدنيا كحالها لم تتغير . فجأة تذكرت وجها رأيته بين المستقبلين لم أعرفه . سألتهم عنه ، ووصفته لهم . رجل ربعة القامة ، في نحو الخمسين أو يزيد قليلا ، شعر رأسه كثيف مبيض ، ليست له لحية وشاربه أصغر قليلا من شوارب الرجال في البلد . رجل وسيم . وقال أبي : " هذا مصطفى "
مع خالص الود
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
عذرا اخوتي
مازالت الهواتف تنهال علي من بقاع الارض الي ابوظبي الجميـــع ابدي اعجابه بالبوست والبعض انتقد ولن نختلف ما دام الحديث طلق وصدق من قال ان الاديب الطيب صالح رقم في عالم الادب لكن الاختلاف في الجوانب الحسية في الرواية واليكم هذه المداخلة التي تم نشرها مرارا واستجابة لبعض الاخوة
المداخلة :-
لقاء مع الاديب السوداني الطيب صالح في الدوحة
اذكر مرة وانا نازل الي السودان في اجازة سنوية انني مكثت كثيرا في مطار الدوحة لمدة اكثر من ست ساعات ، وده حصل معاي في مطار جدة في السعودية حيث دخلت المطار ووجدت الطائرة اقلعت الي ابوظبي ، وكان موقف حرج انني جاري الي الدوام ومضحك انني ودعت الاهل بمكة المكرمة وخرجت من فندق ابراج زمزم مقابل الحرم ، نرجع الي مطار الدوحة والانتظار الممل فما كان مني الا ان تناولت جهاز الهاتف المعلق علي الحائط في مطار الدوحة واتصلت بالبدالة لاسال عن ابناء الشعبية جنوب ( الاخ لطفي طه ، واخيه محمد طه ) وكل المحاولات باءت بالفشل فما كان مني الا ان طلبت رقم الاديب السوداني الطيب صالح ، وبالفعل ضربت رقم الاديب الطيب صالح ، ورد علي بصوته الجهور المميز كاني اعرفه من زمان وعرفته بنفسي وقلت له انا معجب بكتبك ودخلت معه في نقاش طويــــل عن شخصية مصطفي سعيد في كتاب موسم الهجرة الي الشمال والحوار كان ممتع للغاية ودسم ، وفجاءة عرف الاديب الرائع انني في مطار الدوحة وذلك من خلال مكبرات الصوت فما كان منه الا ان دعاني ان ادخل الي داخل المدينة( الدوحة ) وهو سوف يقوم بالاجراءات الازمة ، واخبرته انني ذاهب الي السودان في اجازة سنوية من وعثاء مرارة الغربة ولو لا ذلك لدخلت الي الدوحة ، واستمر معي في النقاش الادبي البحت لمسافات طويلة عبر تلال الخيال ، وسالت الاديب الطيب صالح هل شخصية مصطفي سعيد هي انطباع وصورة كربون لشخصية الطيب صالح ؟ فضحك الراجل كثيرا حتي كدته سقط من كرسيه ، ثم سالني كم مرة قرات رواية موسم الهجرة الي الشمال ؟ قلت له كثيرا رغم ما بها من صور حسية ما كانت تعجبني كرجل غيور علي ديني . وسالته هل مصطفي سعيدهل هو رد فعل مر علي عاتق الاستعمار الانجليزي البغيض ؟ ودار الحوار الخجل عن الصور الحسية في الرواية ، وممارسات الفحول في البوادي كالرعاع ، وتجي الاجابة عبر الاثير المزكوم بالفضائيات المريضــة ، افعــل ولا حـــرج ..
عزالدين عباس الفحل ابــوظبــي
- اخي الغالي وليد عبد اللطيف ، اكاد اتفق معك ان جل ما كتبه الاديب الطيب صالح ، وبروح ســـودانية في قمة الروعة ، وسبق للاديب والشاعر اسـامة الخواض ان عقد مقارنة بين شخصية مصطفي سعيد ، ودومة ود حامد ، وصدق اخي الحاج حمد الحاج ، حين قال انه من تواضع رقم من اعلام الادب ان يتحدث ويحاور قارئ
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: Saifelyazal Elmaki)
|
[red]يبحر بنا الراوي عبر دهاليز الغربة والشجن بين سولجان الزمن ودقائقه تسرع و تمخر كاسنة الرماح بين امواج الدهن الساخن تسلب العقل الولهان ، والبرد القارص في بلاد الانجليز
نص الرواية :-
مصطفى من ؟ هل هو أحد المغتربين من أبناء البلد عاد ؟ وقال أبي أن مصطفى ليس من أهل البلد ، لكنه غريب جاء منذ خمسة أعوام ، أشترى مزرعة وبنى بيتاً وتزوج بنت محمود .. رجل في حاله ، لا يعلمون عنه الكثير . لا أعلم تماما ماذا أثار فضولي ، لكنني تذكرت أنه يوم وصولي كان صامتاً . كل أحد سألني وسألته .وسألوني عن أوربا . هل الناس مثلنا أم يختلفون عنا ؟ المعيشة غالية أم رخيصة ؟ ماذا يفعل الناس في الشتاء ؟ يقولون أن النساء سافرات يرقصن علانية مع الرجال . وسألني ود الريس : "هل صحيح أنهم لا يتزوجون ولكن الرجل منهم يعيش مع المرأة بالحرام ؟ " أسئلة كثيرة رددت عليها حسب علمي . دهشوا حين قلت لهم أن الأوربيين ، إذا استثنينا فوراق ضئيلة ، مثلنا تماماً ، يتزوجون ويربون أولادهم حسب التقاليد والأصول ، ولهم أخلاق حسنة ، وهم عموماً قوم طيبون . وسألني محجوب . "هل بينهم مزارعون ؟"
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عبد العظيم احمد)
|
في مكالمة هاتفية من الدكتور عبدالرحمن محمد يدي النور من ابناء القولد - السودان ويعمل في دائرة القضاء ابوظبي مترجم اصدر كتابا نقدي باللغة العربية والانجليزية عن رواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) تقويم عقدي - ادبي هذا الكتاب موجود الان في المكتبات في ابوظبي مكتبة المتنبي - ابوظبي ومكتبة كل المطبوعات - ابوظبي ورغم ضغط الشغل الكثيف هممت بهذا الكتاب وتصفحت اوراقه واعجبني نقده البناء لكن لي رؤية خاصة من اجدي الزوايا وبعد نظري متميز في الاستنباط ودخول الدهاليز كل التحايا للدكتور عبدالرحمن محمد يدي النور والشكر موصول للاخ سيف اليزل بابوظبي
مع خالص الود
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: هاشم نوريت)
|
سبحت بنا الرواية الي عالم الاغتراب ، والبعد عن الاوطان ، والاحباب ، حتي نسينا المقابر والشواهد ، في غربة طال جلادها المال او العلم وطقوس الزغاريد في عفة الفاتن البتول وتناول قراطيس الشاي في الصباح البكر مع الهجة وعفوية الوجوه ، والاطفال والقناديل والطيور والاعشاش والثلج والبرد القارص في بلاد الانجليز
نص الرواية :-
وسألني محجوب . "هل بينهم مزارعون ؟" وقلت له : " نعم بينهم مزارعون وبينهم كل شيء . منهم العامل والطبيب والمزارع والمعلم ، مثلنا تماماً " . وآثرت ألا أقول بقية ما خطر على بالي : " مثلنا تماماً. يولدون ويموتون وفي الرحلة من المهد إلى اللحد يحلمون أحلاما بعضها يصدق وبعضها يخيب . يخافون من المجهول ، وينشدون الحب ، ويبحثون عن الطمأنينة في الزوج والولد.فيهم أقوياء ، وبينهم مستضعفون ، بعضهم أعطته الحياة أكثر مما يستحق ، وبعضهم حرمته الحياة . ولكن الفروق تضيق وأغلب الضعفاء لم يعودوا ضعفاء " . لم أقل لمحجوب هذا ، وليتني قلت ، فقد كان ذكياً . خفت ، من غروري ، ألا يفهم . وقالت بنت مجذوب ضاحكة : " خفنا أن تعود إلينا بنصرانية غلفاء "
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عبدالغني كرم الله)
|
رواية موسم الهجرة الي الشمال :-
موسم الهجرة إلى الشمال رواية كتبها الطيب صالح ونشرت في البداية في مجلة حوار (ع 5-6, ص 5-87)في سبتمبر عام 1966, ثم نشرت بعد ذلك في كتاب مستقل عن دار العودة في بيروت في نفس العام. في هذه الرواية يزور مصطفى سعيد، وهو طالب عربي، الغرب. مصطفى يصل من الجنوب، من أفريقيا، بعيدا عن الثقافة الغربية إلى الغرب بصفة طالب. يحصل على وظيفة كمحاضر في إحدى الجامعات البريطانية ويتبنى قيم المجتمع البريطاني. هناك يتعرف إلى زوجته، جين موريس، وهي امرأة بريطانية ترفض قبول املاءات زوجها. بعد سبعة أعوام يعود مصطفى إلى بلاده، حيث يلتقي هناك بصورة مفاجئة براوي القصة الذي عاش أيضا في بريطانيا. القصة نفسها تروى عن طريق قصص يرويها الراوي والبطل.
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عبدالغني كرم الله)
|
رواية موسم الهجرة الي الشمال :-
القيمة الأدبية :-
اختيرت رواية موسم الهجرة إلى الشمال كواحدة من أفضل مائة رواية في القرن العشرين وذلك على مستوى العالم العربي, ونالت استحسانا وقبولاً عالميا وحولت إلى فلم سينمائي. إجمالاً تتناول الرواية في مضمونها مسألة العلاقة بين الشرق والغرب. وتعد "موسم الهجرة إلى الشمال" من الاعمال العربية الأولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها وصورة الاخر الغربي بعيون الشرقي والغربي بعيون الاخر الشرقي الذي ينظر اليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه الغموض.
وقد تطرق الطيب صالح في روايته إلى هذه العلاقة من خلال شخصية بطلها السوداني الذي يذهب ليدرس في العاصمة البريطانية لندن. وهناك يضيف إلى جانب تميزه وذكائه العقلي وتحصيله الجامعي العالى رصيدا كبيرا في اثبات فحولته مع نساء بريطانيا الذين احتلوا بلاده مع تقديم صورة ساحرة عن الحياة في المجتمع الريفي السوداني.
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: walid taha)
|
طفح الهم بالغرور واستباحت ظلمة النفوس شرف الشروق ظلمة النفس الظما الي حقول العاهرات ا بامتزاج غربة الوعي بغربة الوطن البرئ واللا وعي بدموع الوداع الصامت والعيون ثكلا مترنحة باهات الامهات والقطار الصبي يمخر عباب الصحاري والطفل الوهن يشرئب بطموح القدر والعقل الذكي يتقد بشرارة النبوغ والطل والاشراق الي ظباء الانجليز
نص الرواية :-
وقلت له : " نعم بينهم مزارعون وبينهم كل شيء . منهم العامل والطبيب والمزارع والمعلم ، مثلنا تماماً " . وآثرت ألا أقول بقية ما خطر على بالي : " مثلنا تماماً. يولدون ويموتون وفي الرحلة من المهد إلى اللحد يحلمون أحلاما بعضها يصدق وبعضها يخيب . يخافون من المجهول ، وينشدون الحب ، ويبحثون عن الطمأنينة في الزوج والولد.فيهم أقوياء ، وبينهم مستضعفون ، بعضهم أعطته الحياة أكثر مما يستحق ، وبعضهم حرمته الحياة . ولكن الفروق تضيق وأغلب الضعفاء لم يعودوا ضعفاء " . لم أقل لمحجوب هذا ، وليتني قلت ، فقد كان ذكياً . خفت ، من غروري ، ألا يفهم . وقالت بنت مجذوب ضاحكة : " خفنا أن تعود إلينا بنصرانية غلفاء " . لكن مصطفى لم يقل شيئاً . ظل يستمع في صمت ، يبتسم أحياناً ، ابتسامة أذكر الآن كانت غامضة ، مثل شخص يحدث نفسه . نسيت مصطفى بعد ذلك ، فقد بدأت أعيد صلتي بالناس والأشياء في القرية . كنت سعيداً تلك الأيام ، كطفل يرى وجهه في المرآة لأول مرة . وكانت أمي لي بالمرصاد، تذكرني بمن مات ، لأذهب وأعزي ، وتذكرني بمن تزوج ، لأذهب وأهنئ . جبت البلد طولاً وعرضاً معزياً ومهنئاً . ويوماً ذهبت إلى مكاني الأثير ، عند جذع شجرة على ضفة النهر . كم عدد الساعات التي قضيتها في طفولتي تحت تلك الشجرة ، أرمي الحجارة في النهر وأحلم ، ويشرد خيالي في الأفق البعيد ؟ أسمع أنين السواقي على النهر ، وتصايح الناس في الحقول ، وخوار ثور أو نهيق حمار . كان الحظ يسعدني أحياناً ، فتمر الباخرة أمامي صاعدة أو نازلة . من مكاني تحت الشجرة ، رأيت البلد يتغير في بطء . راحت السواقي . وقامت على ضفة النيل طلمبات لضخ الماء ،
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
تفوهت بنت مجذوب وليتها سكتت ليتها خرست ما كان حديثا يفتري ولكن تصديق الثلوج وانهيار الجليد والموقد الحي يفزع الوتر والقوس الحنين يابي الانطلاق بين قداسة الوهن وموت الهمم ما كانت بنت مجذوب بامراة فرعون ولا امراة العزيز ربي ابني لي بيتا في الجنة ونجني من فرعون وقومه ونجني من القوم الظالمين
Quote:
وقالت بنت مجذوب ضاحكة : " خفنا أن تعود إلينا بنصرانية غلفاء " . لكن مصطفى لم يقل شيئاً . ظل يستمع في صمت ، يبتسم أحياناً ، ابتسامة أذكر الآن كانت غامضة ، مثل شخص يحدث نفسه .
|
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
سالت الخيال يوما هل مصطفي سعيد ضرب من الوهم ؟ ام نرجس مفصول عن الزمن ؟ ام عالم مجنون مذكوم بحمي الفضائيات ؟ ام نكران الجميل علي قارعة توم اند جيري ؟ ام شهيق قصير بين الحفر ؟ ام ترهات من الماضي بين المهازل والعولمة ؟ بين المدارج والمصاعد وقبح النساء بين المساحيق والدهان الممقوت وصفر الزمن ؟ ام الماكولات الملوثة بطمس القرود وبلاهة القطعان في طقوس زمردها العفن وياقوتها الحصباء تاه بي الظنون وامتطيت وسادة الضحي وفي مقلتي اسي في عالم الظباء الثكلي بالوهم
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
الحبيب عبد العظيم احمد
حياك الله
عذرا لتاخري عن ردك لضغط الشغل الكثير بين الاجتماعات وقراطيس الاوراق لك عذري
Quote:
ايضا فى هذة الرواية لم يخرج الطيب من المحددات البيئية وهذة المحددات هى التى تخلق احداث لا تخرج عن ايطارها البيئ. وهنا يطول الحديث عن هذة الرواية فلابد ان يكون النقد عبر مصادر ادبية اكاديمية واضحة وذات ومنهج علمى واضح ايضا.. |
سبق ان حضرت في ابوظبي محاضرة للاديب الطيب صالح في المجمع الثقافي في ابوظبي كان الطيب صالح يرد بادب جم كل المداخلات بصوته الجهور المميز وهذا الرواية احدثت ضجة في عالم الادب بين مؤيد وناقد وان كان النقد يدور في محور الحسيات الكثيرة والصور الفاضحة فابدع الطيب في رسم صورة مصطفي سعيد النرجسية الوهمية وربما اراد الكاتب ان يقول لنا ان شخصية مصطفي سعيد مازالت عائشة وسطنا بعقليتة الحادة واحاسيسه الجامدة كالصخر لكنه كان فاسدا رغم عبقريته الفذه حتي شعوره تجاه والدته كان جامدا ولاننسي انه ادخل نفسه المدرسة واتقن الانجليزية بكل يسر كان عبقريا كان فذا كان خيالا وكان وهما
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
كنت اتنفس تحت اقواس الشجن وحنين السواقي الي الديار الصوت الشجي عبر اهات الزمن يصدح بعيون الوجن واشراقة الفجر البتول في البوادي والقري بين ماض ارقه حرقة الاسي وحاضر ببرق الضحي
نص الرواية :-
ويوماً ذهبت إلى مكاني الأثير ، عند جذع شجرة على ضفة النهر . كم عدد الساعات التي قضيتها في طفولتي تحت تلك الشجرة ، أرمي الحجارة في النهر وأحلم ، ويشرد خيالي في الأفق البعيد ؟ أسمع أنين السواقي على النهر ، وتصايح الناس في الحقول ، وخوار ثور أو نهيق حمار . كان الحظ يسعدني أحياناً ، فتمر الباخرة أمامي صاعدة أو نازلة . من مكاني تحت الشجرة ، رأيت البلد يتغير في بطء . راحت السواقي . وقامت على ضفة النيل طلمبات لضخ الماء ، كل مكنة تؤدي عمل مائة ساقية . ورأيت الضفة تتقهقر عاماً بعد عام أمام لطمات الماء ، وفي جانب آخر يتقهقر الماء أمامها . وكانت تخطر في ذهني أحياناً أفكار غريبة . كنت أفكر ، وأنا أرى الشاطئ يضيق في مكان ، ويتسع في مكان ، وأن ذلك شأن الحياة ، تعطي بيد وتأخـذ باليد الأخرى . لكن لعلني أدركت ذلك فيما بعد . أنا الآن ، على أي حال ، أدرك هذه الحكمة ، لكن بذهني فقط ، إذ أن عضلاتي تحت جلدي مرنة مطواعة وقلبي متفائل . أنني أريد أن يفيض الحب من قلبي فينبع ويثمر . ثمة آفاق كثيرة لابد أن تُزار ، ثمة ثمار يجب أن تُقطف ، كتب كثيرة تقرأ ، وصفحات بيضاء في سجل العمر ، سأكتب فيها جملاً واضحة بخط جرئ . وأنظر إلى النهر بدأ ماؤه يربد بالطمي – لابد أن المطر هطـل في هضاب الحبشة – وإلى الرجال قاماتهم متكئة على المحاريث ، أو منحنية على المعاول . وتمتلئ عيناي بالحقول المنبسطة كراحة اليد إلى طرف الصحراء حيث تقوم البيوت . أسمع طائراً يغرد ، أو كلباً ينبح ، أو صوت فأس في الحطب – وأحس بالاستقرار .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
اصدق الراوي حين ربط الاولاد بالاجداد في سمة سودانية عميقة المعاني ذلك ( الجد ) منبع الخبرات عركتهم الحياة فعرفوا متكا الاهداف وادركوا معني الحياة بين شقشقة الاوهام وصدق المرامي في ربوع البوادي
نص الرواية :-
وأنظر إلى النهر بدأ ماؤه يربد بالطمي – لابد أن المطر هطـل في هضاب الحبشة – وإلى الرجال قاماتهم متكئة على المحاريث ، أو منحنية على المعاول . وتمتلئ عيناي بالحقول المنبسطة كراحة اليد إلى طرف الصحراء حيث تقوم البيوت . أسمع طائراً يغرد ، أو كلباً ينبح ، أو صوت فأس في الحطب – وأحس بالاستقرار . وأحس أنني مهم ، وأنني مستمر ، ومتكامل . " لا .. لست أنا الحجر يلقى في الماء ، لكنني البذرة تبذر في الحقل " . ,اذهب إلى جدي ، فيحدثني عن الحياة قبل أربعين عاماً ، قبل خمسين عاماً لا بل ثمانين ، فيقوى إحساسي بالأمن . كنت أحب جدي ، ويبدو أنه كان يؤثرني . ولعل أحد أسباب صداقتي معه ، أنني كنت منذ صغري تشحذ خيالي حكايات الماضي ، وكان جدي يحب أن يحكي ، لما سافرت خفت أن يموت في غيبتي . وكنت حين يلم بي الحنين إلى أهلي ، أراه في منامي . قلت له ذلك ، فضحك وقال : " حدثني عراف وأنا شاب ، أنني إذا جاوزت عمر النبوة – يعني الستين – فأنني سأصل المائة " . وحسبنا عمره ، أنا وهو فوجدنا أنه بقي له نحو اثني عشر عاماً .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
اخوتي الافاضل
انا استرق الثواني لامخر في عباب الفيض الدافئ والنهر العميق بالمعني وهذا مصطفي سعيد يشدني الي عالمه الوهم بعقليته الفذة والمدية الثكلي والقوس والوتر والصحاري الظما بين محطة فكتوريا في انجلترا والعزاري الانجليزيات وزوجاته الاربعة :- 1 - ان همند ( ابنة الاثرياء ) 2 - وشيلا غرينود ( خادمة في مطعم سوهو ) 3 - ايزابيلا سيمور 4 - جين مورس وقصائده الاربعة:- ذكر البوفيسور ماكسول فستر حين رافع عنه في قضية مقتل زوجته جين مورس قال البروف :- ( هذا مصطفي سعيد لا وجود له ، انه وهم ، اكذوبة ، وانني اطلب منكم ان تحكموا بقتل الاكذوبة )
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
قول مصطفي سعيد عن نفسه :-
( سرعان ما اكتشفت في عقلي مقدرة عجيبة علي الحفظ والاستيعاب والفهم . اقرا الكتاب فيرسخ جملة في ذهني . ما البث ان اركز عقلي في مشكلة الحساب حتي تتفتح لي مغالقها ، تذوب بين يدي كانها قطعة ملح وضعتها في الماء ، تعلمت الكتابة في اسبوعين ، وانطلقت بعد ذلك لا الوي علي شئ ، عقلي كانه مدية حادة ، تقطع في برودة وفعالية ، لم ابال بدهشة المعلمين واعجاب رفقائي او حسدهم . كان المعلمون ينظرون الي كاني معجزة ، وبدا التلاميذ يطلبون ودي . لكنني كنت مشغولا بهذه الالة العجيبة التي اتيحت لي . وكنت باردا كحقل جليد ، لا يوجد في العالم شئ يهزني .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
يتابع السيد :- مصطفي سعيد حين يتحدث عن نفسه وطموحه التواق الي المعالي ابن الخرطوم وفارس افريقيا الي بلاد الاستعمار البغيض
طويت المرحلة الاولي في عامين ، وفي المرحلة الوسطي اكتشفت الغازا اخري ، منها الانجليزية ، فمضي عقلي يعض ويقطع كاسنان محراث . الكلمات والجمل تتراءي لي كانها معادلات رياضية ، والجبر والهندسة كانها ابيات شعر . العالم الواسع اراه في دروس الجغرافيا ، كانه رقعة شطرنج ، كانت المرحلة الوسطي اقصي غاية يصل اليها المرء في التعليم تلك الايام . وبعد ثلاثة اعوام ، قال لي ناظر المدرسة ، وكان انجليزيا : ( هذه البلد لا تتسع لذهنك ، فسافر ، اذهب الي مصر او لبنان او انكلترا ، ليس عندنا شئ نعطيك اياه بعد الان ) ,
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
لم يعشق مصطفي سعيد جين مورس التي ركض وراءها ثلاثة اعوام حتي قالت له:- ( تزوجني ) فعلاقته الاستغلالية عديمة الروح بظباء الانجليز وطقوس الاستعمار ورائحة السنط وعتق البخور عشق النيل والسواقي ونياح الكلاب لكنه لم يعشق جين مورس الفاتنة وبت المجذوب وود الريس ومحجوب والحاج احمد عرفوا ذلك الرجل العميق مصطفي سعيد
نص الرواية :-
كنت أحب جدي ، ويبدو أنه كان يؤثرني . ولعل أحد أسباب صداقتي معه ، أنني كنت منذ صغري تشحذ خيالي حكايات الماضي ، وكان جدي يحب أن يحكي ، لما سافرت خفت أن يموت في غيبتي . وكنت حين يلم بي الحنين إلى أهلي ، أراه في منامي . قلت له ذلك ، فضحك وقال : " حدثني عراف وأنا شاب ، أنني إذا جاوزت عمر النبوة – يعني الستين – فأنني سأصل المائة " . وحسبنا عمره ، أنا وهو فوجدنا أنه بقي له نحو اثني عشر عاماً . كان جدي يحدثني عن حاكم غاشم ، حكم ذلك الإقليم أيام الأتراك . ولست أعلم ما الذي دفع بمصطفى إلى ذهني ، لكني تذكرته بغتة ، فقلت أسأل عنه جدي ، فهو عليم بحسب كل أحد في البلد ونسبه ، بل بأحساب وأنساب مبعثرة قبلي وبحري ، أعلى النهـر وأسفله لكن جدي هز رأسه وقـال أنه لا يعلم عنه سوى أنه من نواحي الخرطوم ، وأنه جاء إلى البلد منذ نحو خمسة أعوام ، واشترى أرضاً تفرق وارثوها ، ولم تبقي منهم الا امراة ، فاغراها الرجل بالمال واشتراها منها . ثم قبل أربعة أعوام زوجه محمود إحدى بناته . قلت لجدي : " أي بناته .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
مصطفي سعيد عاد الي السودان الوطن لفه الحنين ويمزجه دمع البخور والسنط عاد الي الاوطان وتزوج بنت محمود ترك طرهات الاستعمار وصامت حاسته الحسية واستوت نفسه الماسوشية والسادية فوزع المياه بالتساوي بين الحقول
Quote:
لكن جدي هز رأسه وقـال أنه لا يعلم عنه سوى أنه من نواحي الخرطوم ، وأنه جاء إلى البلد منذ نحو خمسة أعوام ، واشترى أرضاً تفرق وارثوها ، ولم تبقي منهم الا امراة ، فاغراها الرجل بالمال واشتراها منها . ثم قبل أربعة أعوام زوجه محمود إحدى بناته . قلت لجدي : " أي بناته .
|
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
مصطفي سعيد تنبا له ناظر المدرسة الانجليزي ان يسافر خارج الوطن عرف نبوغه الفذ وعقليته المستنيرة وهي علاقة المستعمر للوطن ياخذ كل ثمين حتي العقول وهذه نظرة الاخر الي افريقيا لكن لم يدرك ذلك الناظر الانجليزي بمعالجة عقلية مصطفي سعيد الي دول الاستعمار والا لادرك عاطفية مصطفي سعيد الباهته تجاء ظباء الانجليز
Quote: وبعد ثلاثة اعوام ، قال لي ناظر المدرسة ، وكان انجليزيا : ( هذه البلد لا تتسع لذهنك ، فسافر ، اذهب الي مصر او لبنان او انكلترا ، ليس عندنا شئ نعطيك اياه بعد الان ) ,
|
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
أخي العزيز الصديق عزالدين سلامي وتحياتي العطرة ..
علي ما اعتقد أني قرأت موسم الهجرة إلي الشمال عندما كنت في الثانوي العام .. وربما في نفس الفترة قرأت رواية عرس الزين .. وللأمانة لا أذكر أنه علقت في ذهني أي مشاهد جنسية ، بل كنت مشدوداً بتصويره للقرية وحوارها البلدي الذي كان ينقلني لقريتنا في الشمالية .. فالكتابين كنت اعتبرهما زي بعض وكنت استمتع بالحوار البلدي الذي كان ينقلني لقريتي التي كنت اشتاق إليها .. وذلك عكس الكتب الأخري المثيرة مثل روايات إحسان عبدالقدوس والسباعي وغيرهم من الروايات العربية والغربية التي تثير الغرائز .. ولربما لهذا السبب لم تلفت انتباهي الإثارة عند الطيب صالح مقارنة بهؤلاء الرواة ..
وفي ذاك الحين لم أكن أعلم كثيراً عن الطيب صالح ولا شهرة رواياته ، وقد وددت أن أقرأ الرواية مرة أخري بعد قراءتي الكلام الكثير حولها، وإلي الآن لم أجد لها وقتاَ .. إلاّ أني علي أي حال لن اندهش إذا وجدت فيها توصيف جنسي يزين الفكرة الأساسية لشخصية مصطفي سعيد التي يدور حولها النقد .. فإن كانت الشخصية هي لسوداني إنطلق في بلاد الانجليز يتمتع بنسائهن فأقول أن الطيب صالح - رحمه الله - قد سبق الناس بإخراج هذه الذهنية للعلن .. أعني ذهنية السودانيين المكبوتين في السودان - وهي ذهنية ليست محصورة في السودانيين ، بل كل شعوب العالم المكبوت في افريقيا والشرق الأوسط وآسيا - ويحلمون بالهجرة لأوروبا للإستمتاع بإباحيتها التي ظللنا نسمع بها منذ عهود مبكرة وزادت اشواق الشباب ليكونوا مصطفين سعيدين مع حسان أوروبا البيض .. التي طالما تحدث العائدون منها بمغامراتهم وبطولاتهم الجنسية وسهولة انجذاب الافرنجيات لهم .. والإنطلاقة دي ليست مقرونة بالهجرة لأوروبا فقط، فأهلنا كانوا يرون أي سفر لبلاد فيها قدر من الحرية والإنعتاق من قيود التقاليد ، يعتبرونه إنطلاقة وقلة حياء .. حتي أن سفر الأولاد من القرية للخرطوم ذاتها كان منه خوف .. واستشهد بأبيات شاعرنا اسماعيل حسن حين يقول علي لسان أم معاتبة إبنها حين سافر للبندر وانقطعت مراسيله (.. إنت اتاريك في بلد الترك ولداُ مطيليق ووا خسارة عيشنا .. أكله الجراد والحكمة متيق) وبلد الترك المعنية هي الخرطوم عاصمة التركية السابقة.. وحينما رد علي الأم قائلاً (في درب البنات يا يمة أنا اتغربت وابهدلت دابي .. أنا توكرت في بلداَ بناتها بلا الخيول الجامحة فوق الريح تشابي ..إلخ) .. إذن الهجرة سواءاَ كانت للشمال أو للمدن غالباً تتبعها الانطلاقة والانعتاق من رقابة المجتمع، ولسان حال المهاجر يقول (بلداَ ما بلدك انطلق فيها عريان) ..فما بالك بهجرة ما وراء البحار !! ..
وهذه الذهنية لفتت انتباه المواطن الافرنجي ولذلك احتفي برواية الطيب صالح التي فضحت أحلام كل المتشوقين للهجرة إلي الشمال.. فتسابق في نشرها للعالم ليري كيف يفكر المهاجرون بشهادة شاهد من أهلهم .. فشهرة الرواية وعالميتها في تقديري ليست بسبب البلاغة اللغوية ومقتطفاتها الجنسية أو غير الجنسية، بل في فكرتها الاساسية الفاضحة للذهنية العالمثالثية !!..
. .
هذه إنطباعات واستنتاجات عن الرواية من وحي الجدل المثار حولها رغم أني حينما قرأتها - في قديم الزمان - ما كنت فاهم حاجة .. وأتمني ما أكون لسة مسطح ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
كتب الاخ :-
منير عبد الرحيم
Quote:
والإنطلاقة دي ليست مقرونة بالهجرة لأوروبا فقط، فأهلنا كانوا يرون أي سفر لبلاد فيها قدر من الحرية والإنعتاق من قيود التقاليد ، يعتبرونه إنطلاقة وقلة حياء .. حتي أن سفر الأولاد من القرية للخرطوم ذاتها كان منه خوف .. واستشهد بأبيات شاعرنا اسماعيل حسن حين يقول علي لسان أم معاتبة إبنها حين سافر للبندر وانقطعت مراسيله (.. إنت اتاريك في بلد الترك ولداُ مطيليق ووا خسارة عيشنا .. أكله الجراد والحكمة متيق) وبلد الترك المعنية هي الخرطوم عاصمة التركية السابقة.. وحينما رد علي الأم قائلاً (في درب البنات يا يمة أنا اتغربت وابهدلت دابي .. أنا توكرت في بلداَ بناتها بلا الخيول الجامحة فوق الريح تشابي ..إلخ) .. إذن الهجرة سواءاَ كانت للشمال أو للمدن غالباً تتبعها الانطلاقة والانعتاق من رقابة المجتمع، ولسان حال المهاجر يقول (بلداَ ما بلدك انطلق فيها عريان) ..فما بالك بهجرة ما وراء البحار !! |
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
الاديب الطيب صالح :-
قدم الاديب الطيب صالح ( رواية موسم الهجرة الي الشمال ) ، التي دار حول خصرها الجدل الكثير ، وقد ترجمت هذه الرواية الي اكثر من 25 لغة عالمية ، واستطاع الاديب الطيب صالح ان يدخل عنوة عالم الادب العالمي وبذلك كانت اول نقلة لاديب سوداني الي محيط العالمية من السوق الاقليمي ، تناول ببساطته الريف السوداني ونقلنا بحنكة الي الاخر الي بلاد الانجليز وجعل من بطلها شخصية ( مصطفي سعيد ) عجينة ساحرة بكل القيم والدهاء والذكاء والفساد حتي غضبنا منه وهو في كنف الرزيلة ، وشخصية ( بت مجذوب ) التي نزع منها الراوي الحياء والبسها لباس الجراءة وهي في سن السبعين عاما ، ممسكة بذيل ( السجارة ) بين اصبعيها ، وعند سؤالها عن ازواجها الثمانية ايهم احب اليها ؟ ، نفضت اعقاب السجارة بحركة مسرحية وانتفضت ، وقالت ( ود البشير ) . وشخصية ( ود الريس ) ، الرجل الطاعن في السن ، يمشي علي ثلاث ، بعد ان تقوس ظهره ، ابدع الاديب الطيب صالح في تحديد معالم كل شخصية وبوضوح شديد ، ودار الجدل الكثير في حسية الرواية المفرطه ، وشخصية ( مصطفي سعيد ) ، العميقــة ،،،،
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
الراوي يدخلنا الي عالم مصطفي سعيد ، ويبحث عن اغواره ودهاليزه عبر ذكاء متقد في معالجة البطئ في السرد كشخصية مصطفي سعيد العميقة ، وصهوتها الكاس السادسة من بيت الداء وبعد ان يشرد عقله في افاق بعيدة المدارك ،،
نص الروايــة :-
بعــد هــذا بيومين ، كنت وحدي اقرا وقت القيلولة . كانت امي واختي تلغطان مع بعض النسوة في اقصي البيت ، وكان ابي نائما ، وقد خرج اخواي لشان ما ، فخلوت بنفسي . سمعت نحنحة خارج البيت ، فقمت ، فاذا هـــو مصطـــــفــــي ، يحمل بطيخة كبيرة ، وزنبيلا مملوءا برتقالا . ولعله راي الدهشة علي وجهي ، فقال : ( ارجو الا اكون ايقظتك من نوم . لكنني قلت اجيئك بعينة من ثمر الحقل ، تذوقه . كذلك احب ان اتعرف اليك . وقت الظهيرة ليس وقت زيارة . اعذرني ) . لم يغب عني ادبه الجم ، فاهل بلدنا لا يبالون بعبارات المجاملة . يدخلون في الموضوع دفعة واحدة ، يزورونك ظهرا كان او عصرا ، لا يهمهم ان يقدموا المعاذير . رددت الود بالود ، ثم جئ بالشاي .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
مصطفي سعيد يرد في المحكمة في لندن وعلي مشهد من الجراءة ومنطقه المعهود،
نص الرواية :-
يقول عن انتحار السيدات البريطانيات بسببه: "..وأنا فوق كل شئ مستعمر، إنني الدخيل الذي يجب ان يبت في أمره. إنني أسمع في هذه المحكمة صليل سيوف الرومان في قرطاجة، وقعقعة سنابك خيل اللنبي وهي تطأ أرض القدس. إنهم جلبوا إلينا جرثومة العنف الأوروبي الكبير الذي لم يشهد العالم مثيله من قبل، نعم يا سادتي، إنني جئتكم غازيا في عقر داركم. قطرة من السم الذي حقنتم به شرايين التاريخ". ويؤكد قائلا:"..إلى أن يرث المستضعفون الأرض، وتُسَرّح الجيوش، ويرعى الحَمَل آمناً بجوار الذئب، ويلعب الصبي كرة الماء مع التمساح في النهر، إلى أن يأتي زمن السعادة هذا، سأظلّ أعبّر عن نفسي بهذه الطرق الملتوية".
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
ادب الطيب صالح في روايته ( موسم الهجرة الي الشمال ) ادخلت القارئ وسرقته الي فلسفة دخيلة علي المجتمع المحافظ البدوي والقروي مجتمع مترابط بخيوط متينة من الفضيلة والحشمة الخلقية مجتمع نسيجه قوي بالوعي الديني ،، فلا توجد شخصية العجوزة التي تنتهك الحياء وتخدش الاحاسيس الحسية ، القارئ الفطن يكاد يلفظ هذه الرعونة بوساويس اعمق من بوابة الجراءة المفرطة ليس من مجتمعنا شخصية بت مجذوب
نص الرواية :-
ود البشير الرجل الكحيان التعبان ؟ كانت العنز تاكل عشاءه ؟ ونفضت بت مجذوب رماد السيجارة علي الارض بحركة مسرحية باصابعها ،،،
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
عندما ودع مصطفي سعيد امه ، كان وداعا جافا ، رغم انه كان اخر اللقاء ، الي دنيا ظباء الانجليز ، في بحر النسيان وبعنفوان الشباب الي دنيا اللاوعي ، دنيا صهوتها الحسية المفرطة ، فكان اللقاء حارا في قاهرة المعز ، مع مسز روبنسن ، كان لقاءا مفعم بالحيوية ، واما ودع امه كان وداع الجفوة والبرود ،
نص الرواية :-
ويروي مصطفى لحظة إخباره لأمه بسفره ووداعه لها قائلا: "..كان ذلك وداعنا. لا دموع ولا قبل ولا ضوضاء. مخلوقان سارا شطرا من الطريق معا، ثم سلك كل منهما سبيله".
*** يحدثنا صديق الراوي الانجليزي عن مصطفي سعيد ذلك العبقري الخالي من المرح الذي لا ينسي عقله ومدية دماغه الحاده ،
قال الراوي :-
نص الرواية :-
قال الشاب المحاضر في انجلترا وكان بين الحضور رجل انجليزي يعمل في وزارة المالية ، قال الشاب :- ( مصطفي سعيد كان اول سوداني تزوج انجليزية ، بل انه اول سوداني تزوج اوربية اطلاقا ، اظن انكم لم تسمعوا به فقد تزوج من زمن ، تزوج في انجلترا وتجنس بالجنسية الانجليزية ، غريب ان احدا هنا لا يذكره ، مع انه قام بدور خطير في مؤتمرات الانجليز في السودان في اواخر الثلاثينيات ، انه من اخلص اعوانهم ، وقد استخدمته وزارة الخارجية البريطانية في سفرات مريبة في الشرق الاوسط ، وكان من سكرتيري المؤتمر الذي انعقد في لندن سنة 1936 م ، انه الان مليونيرا ، ويعيش باللوردات في الريف الانجليزي . ) ،
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
رواية موسم الهجرة الي الشمال للاديب الطيب صالح ، وقد ترجمت الرواية الي اللغة الانجليزية للمترجم (دينس جونسون ديفيز) والذي نجح الي حد كبير في المحافظة علي قالب النسخة العربية الاصلية للرواية ، Season of Migration to the Northوهذه الرواية التي اعجبت النخب السياسية والادبية والفكرية ، ومغزاها في زمن ظهور ادب المستعمر والحركات التحررية في القارة الافريقية ، وتلالا نجم البطل ( مصطفي سعيد ) ، الرجل الاقتصادي المحاضر في جامعة لندن ، والعقلية الفذة ، والطموح البسه الراوي تاج النبوغ واجج افكاره الهوجاء بنيران المستعمر فاستخدم ، ظباءه وانكل بهن ، في صراع بين الشرق والغرب ، والقارة السمراء ، فاظهرت الرواية عدة انواع من الهجرات ، اعظمها هجرة الذات وانفكاكها من العبودية ، لكن هجرة العقول المستنيرة مازال نهرها يتدفق الي بلاد الانجليز ، وفي دراسة مستفيضة للرواية نجد الاديب الطيب صالح شخص ابطال الرواية بواقعهم وحتي غرفة ( مصطفي سعيد ) ، والتي رسمت بعناية صرخ البعض بانها ليست وهما، وكذلك حيقة الراوي ونهاية مصطفي سعيد الماساوية ، ودون الخوض السريع تركت رواية موسم الهجرة الي الشمال جدلا واسعا وبحرا من الدراسات ،،،
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
Quote: نص الروايــة :-
بعــد هــذا بيومين ، كنت وحدي اقرا وقت القيلولة . كانت امي واختي تلغطان مع بعض النسوة في اقصي البيت ، وكان ابي نائما ، وقد خرج اخواي لشان ما ، فخلوت بنفسي . سمعت نحنحة خارج البيت ، فقمت ، فاذا هـــو مصطـــــفــــي ، يحمل بطيخة كبيرة ، وزنبيلا مملوءا برتقالا . ولعله راي الدهشة علي وجهي ، فقال : ( ارجو الا اكون ايقظتك من نوم . لكنني قلت اجيئك بعينة من ثمر الحقل ، تذوقه . كذلك احب ان اتعرف اليك . وقت الظهيرة ليس وقت زيارة . اعذرني ) . لم يغب عني ادبه الجم ، فاهل بلدنا لا يبالون بعبارات المجاملة . يدخلون في الموضوع دفعة واحدة ، يزورونك ظهرا كان او عصرا ، لا يهمهم ان يقدموا المعاذير . رددت الود بالود ، ثم جئ بالشاي .
|
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
تعابير الاديب الطيب صالح مفعمة بالدقة كانه ينسج بساطا من الحرير ، فيخوض بسايكلوجية المغذي ، وعبارات المجاملة ضرب خفي باباليس النفاق الاجتماعي ،،
نص الروايــة :-
فاهل بلدنا لا يبالون بعبارات المجاملة . يدخلون في الموضوع دفعة واحدة ، يزورونك ظهرا كان او عصرا ، لا يهمهم ان يقدموا المعاذير . رددت الود بالود ، ثم جئ بالشاي . دققت النظر في وجهه ، وهو مطرق . انه رجل وسيم دون شك ، جبهته عريضة رحبه ، وحاجباه متباعدان ، يقومان اهلة فوق عينيه ، وراسه بشعره الغزير الاسيب متناسق تاما مع رقبته وكتفه ، وانفه حادة منخاراه مليئان بالشعر . ولما رفع وجهه اثناء الحديث ، نظرت الي فمه وعينيه ، فاحسست بالمزيج الغريب من القوة والضعف في وجه الرجل . كان فمه رخوا ، وكانت عيناه ناعستين ، تجعلان وجهه اقرب الي الجمال منه الي الوسامة . ويتحدث بهدوء ، لكن صوته واضح قاطع . حين يسكن وجهه يقوي . وحين يضحك يغلب الضعف علي القوة . ونظرت الي ذراعيه ، فكانتا قويتين ، عروقهما نافرة ، لكن اصابعه كانت طويلة رشيقة ، حين يصل النظر اليهما بعد تامل الذراع واليد ، تحس بغتة كانك انحدرت من الجبل الي الوادي .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
الراوي يتحدث مع العبقرية مصطفي سعيد ، بوصفه الدقيق ، ذلك الرجل المعلب في قالب الانجليز ، الرجل الوسيم ، يتمعن فيه الراوي ليدخل دهاليز وممرات مصطفي سعيد ، بسحر السرد الوديع الخفي ، مصطفي سعيد الرجل العميق ، الساحر ، تلالا نجمه مع ظباء الانجليز ،،،
نص الرواية :-
انه رجل وسيم دون شك ، جبهته عريضة رحبه ، وحاجباه متباعدان ، يقومان اهلة فوق عينيه ، وراسه بشعره الغزير الاسيب متناسق تاما مع رقبته وكتفه ، وانفه حادة منخاراه مليئان بالشعر . ولما رفع وجهه اثناء الحديث ، نظرت الي فمه وعينيه ، فاحسست بالمزيج الغريب من القوة والضعف في وجه الرجل . كان فمه رخوا ، وكانت عيناه ناعستين ، تجعلان وجهه اقرب الي الجمال منه الي الوسامة . ويتحدث بهدوء ، لكن صوته واضح قاطع . حين يسكن وجهه يقوي . وحين يضحك يغلب الضعف علي القوة . ونظرت الي ذراعيه ، فكانتا قويتين ، عروقهما نافرة ، لكن اصابعه كانت طويلة رشيقة ، حين يصل النظر اليهما بعد تامل الذراع واليد ، تحس بغتة كانك انحدرت من الجبل الي الوادي . قلت ادعه يتحدث ، فهو لم يجئ الي في حماة الغيظ ، الا ليقول لي شيئا . ولعله من ناحية اخري جاء بوازع من جسن النية . لكنه قطع علي حدسي . فقال : ( لعلك الوحيد من اهل البلد ، الذي لم اسعد بالتعرف عليه من قبل ) . لماذا لا يترك هذا الادب ، ونحن في بلد اذا غضب فيها الرجال ، قال بعضهم لبعض : يا ابن الكلب . ( سمعت كثيرا عنك من اهلك واصدقائك ، - لا غــرور ، فقد كنت اعد نفسي زينة الشباب في البلد . ) . ( قالوا انك نلت شهادة كبيرة - ماذا تسمونها ؟ الدكتـــوراة ؟ ) يقول لي ماذا تسمونها ؟ لم يعجبني ذلك ، فقد كنت احسب ان الملايين العشرة في القطر كلهم سمعوا بانتصاري . ( يقولون انك لامع منذ صغرك ) . ( العفو ) – هكذا قلت ، لكنني ، والحق يقال ، كنت ذلك الزمان مزهوا بنفسي ، حسن الظن بها . ( دكتــــــــوراة . هــــــذا شـــــــئ كبيــــــــر . ) .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
جد الراوي ذلك نبض ذلك الزمن العجيب ، يقفز فوق ظهر الحمار وقد قارب التسعون عاما ، ونظره حادا ، واسنانه قوية ، يذهب في عتمة الليل الي صلاة الفجر ، انه خلاصة دهر تولي لن يعود ، واطفال الاتاري ، اطفال الشبس والاقراص المضغوطة ، وحبات الفلاش موموري ، اطفال من رحيق العولمة ، اطفال النت ، اطفال توم اند جيري اطفال النبوغ ،،
نص الرواية :-
( سمعت كثيرا عنك من اهلك واصدقائك ، - لا غــرور ، فقد كنت اعد نفسي زينة الشباب في البلد . ) . ( قالوا انك نلت شهادة كبيرة - ماذا تسمونها ؟ الدكتـــوراة ؟ ) يقول لي ماذا تسمونها ؟ لم يعجبني ذلك ، فقد كنت احسب ان الملايين العشرة في القطر كلهم سمعوا بانتصاري . ( يقولون انك لامع منذ صغرك ) . ( العفو ) – هكذا قلت ، لكنني ، والحق يقال ، كنت ذلك الزمان مزهوا بنفسي ، حسن الظن بها . ( دكتــــــــوراة . هــــــذا شـــــــئ كبيــــــــر . ) . فقلت له ، وانا اتصنع التواضع ، ان الامر لا يعدو انني قضيت ثلاثة اعوام ، انقب في حياة شاعر مغمور من شعراء الانكليز . لا اخفي عليكم انني اغتظت ، حين ضحك الرجل ملء وجهه ، وقال :- ( نحن هنا لا حاجة لنا بالشعر . لو انك درست علم الزراعة او الهندسة او الطب ، لكان خيرا ) . انظر كيف يقول ( نحن ) ولا يشملني بها ، مع العلم بان البلد بلدي ، وهو - لا انا - الغريب . لكنه ابتسم في وجهي برقة ، ولاحظت كيف طغي الضعف في وجهه علي القوة ، وكيف ان عينيه في الواقع جميلتان كعيني انثي ، وقال :- ( لكن نحن مزارعون نفكر فيما يعنينا ، انما العلم ، مهما كان ، ضروري لرفعة الوطن ) . صمت برهة ، فازدحمت اسئلة كثيرة في راسي : من اين هو ؟ ولماذا استقر في هذا البلد ؟ وما هي قصته ؟ لكنني اثر التريث ، واسعفني هو فقال :- ( الحياة في هذا البلد هينة خيرة . الناس طيبون عشرتهم سهلة ) فقلت له :- ( انهم يذكرونك بالخير . جدي يقول انك رجل فاضل ) ضحك حينئذ ، ربما تذكر مقابلة له مع جدي ، وبدا كانه سر من قولي ، وقال :- ( جدك .. ذاك رجل . ذاك رجل .. تسعون عاما وقامته منتصبة ، ونظره حاد ، وكل سن في فمه . يقفز فوق الحمار خفيفا ، ويمشي من بيته للمسجد في الفجر . هاه ذاك رجل . ) كان مخلصا وهو يقول هذا . ولم لا ؟ وجدي ، في واقع الامر ، اعجـــــوبة . وخفت ان يفلت الرجل قبل ان اعلم عنه شيئا - الي هذا الحد بلغ فضولي - فجري السؤال علي لساني قبل ان افكر :- ( هل صحيح انك من الخرطوم ؟ ) .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
وظف الاديب الطيب صالح في روايته ( موسم الهجرة الي الشمال ) والتي ذكرنا انها تحوي عدة هجرات لا يلاحظها الا القارئ الفطن ، ودون الولوج الي الحسيات الطاغية علي الرواية ، في سرد بهيج جعل الاديب الطيب صالح شخصية الراوي وهو البطل الخفي الذي ينسج بلطف خيوط الرواية ، وجعل جد الراوي ذلك الرجل الوقور الذي وصف مصطفي سعيد بانه رجل فاضل ، وهي حقيقة حيث عاد لـ مصطفي سعيد رشدة القويم ، بعد ان عاد الي ارض الوطن ، وتزوج من ( حسنة بنت محمود ) وانجب منها( ولدين ) هما ضفاف الاستقرار العاطفي ، بعيد عن الحوس الحسي ، الذي ادخله السجون الانجليزية ، والستقار العاطفي الاول هو ( اليزابيث ) زوجة المستشرق الانجليزي بعد ان هدي الي الاسلام واعتنق الدين الاسلامي ، ولنا وقفة مع عاطفة مصطفي سعيد الاولي مع ( اليزابيث ) ,[ /red]
Quote:
وقال :- ( جدك .. ذاك رجل . ذاك رجل .. تسعون عاما وقامته منتصبة ، ونظره حاد ، وكل سن في فمه . يقفز فوق الحمار خفيفا ، ويمشي من بيته للمسجد في الفجر . هاه ذاك رجل . ) كان مخلصا وهو يقول هذا . ولم لا ؟ وجدي ، في واقع الامر ، اعجـــــوبة . وخفت ان يفلت الرجل قبل ان اعلم عنه شيئا - الي هذا الحد بلغ فضولي - فجري السؤال علي لساني قبل ان افكر :- ( هل صحيح انك من الخرطوم ؟ )
|
Quote:
وقال :- ( جدك .. ذاك رجل . ذاك رجل .. تسعون عاما وقامته منتصبة ، ونظره حاد ، وكل سن في فمه . يقفز فوق الحمار خفيفا ، ويمشي من بيته للمسجد في الفجر . هاه ذاك رجل . )
|
Quote:
وخفت ان يفلت الرجل قبل ان اعلم عنه شيئا - الي هذا الحد بلغ فضولي - فجري السؤال علي لساني قبل ان افكر :- ( هل صحيح انك من الخرطوم ؟ )
|
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
ذكرنا سابقا احتواء رواية ( موسم الهجرة الي الشمال ) علي عدة هجرات ، وهنا نري الهجرة العكسية للمستشرق الانجليزي مستر روبنس ، والذي اعتنق دين الاسلام ، واجاد اللغة العربية في قاهرة المعز ، وراي الوجه المشرق للشرق وحضارته الاسلامية ، فكان يجوب كل المعالم الاسلامية في مدينة القاهرة مع زوجته ( اليزابيث ) ، وهي محطة العاطفة الاولي لشخصية مصطفي سعيد ، وجد فيه ضالته ، وكانت عاطفية صافية طغي عليها عاطفة الامومة ، رات في مصطفي سعيد الوجه المشرق للشرق ، اعجبت بذكائه المفرط ، وعقليته الفذة ، وهي عاطفة ناضجة لاختلاف عامل العمر بين مصطفي سعيد وزوجة مستر روبنس ( اليزابيث ) . وهنا لا نري اي اصدام بين الشرق والعالم الاخر ، لمجئ مستر روبنس الي العالم الجميل بالقيم الفاضلة ، وبراءة مصطفي سعيد منذ نعومة اظافرة ، رغما ان وداعه لامه كان جافا لا دموع فيه ولا حرارة البته ، ولنا عودة ،،،،
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
الراوي يبحر في عالم مصطفي سعيد ، ذلك الرجل العميق ، الصامت دائما ، وهجرته الي دنيا الانجليز ، تربي علي طينة الخواجة ، فانبهر به الاخر ، واعجبت به الظباء ، وتدرج بمقاعد جامعة لندن ، استاذا في علم الاقتصاد ، لكن ، كان وهما عبقريا ،
نص الرواية :-
صمت برهة ، فازدحمت اسئلة كثيرة في راسي : من اين هو ؟ ولماذا استقر في هذا البلد ؟ وما هي قصته ؟ لكنني اثر التريث ، واسعفني هو فقال :- ( الحياة في هذا البلد هينة خيرة . الناس طيبون عشرتهم سهلة ) . فقلت له :- ( انهم يذكرونك بالخير . جدي يقول انك رجل فاضل ) ضحك حينئذ ، ربما تذكر مقابلة له مع جدي ، وبدا كانه سر من قولي ، وقال :- ( جدك .. ذاك رجل . ذاك رجل .. تسعون عاما وقامته منتصبة ، ونظره حاد ، وكل سن في فمه . يقفز فوق الحمار خفيفا ، ويمشي من بيته للمسجد في الفجر . هاه ذاك رجل . ) كان مخلصا وهو يقول هذا . ولم لا ؟ وجدي ، في واقع الامر ، اعجـــــوبة . وخفت ان يفلت الرجل قبل ان اعلم عنه شيئا - الي هذا الحد بلغ فضولي - فجري السؤال علي لساني قبل ان افكر : ( هل صحيح انك من الخرطوم ؟ ) . وفوجئ الرجل قليلا وخيل لي ان ما بين عينيه قد تعكر ، لكنه بسرعـة ومهارة عاد الي هدوئه ، قال لي وهو يتعمد ان يبتسم : ( من ضواحي الخرطوم ، في الواقع . قل الخرطوم ) . وصمت برهة قصيرة ، وكانه يناقش بينه وبين نفسه ، هل يصمت ام يعطيني المزيد ثم رايت الطيف الساحر يحوم حول عينيه ، تماما كما رايت اول يوم ، وقال وهو ينظر الي وجها قبالة وجه : ( كنت في الخرطوم اعمل في التجارة ، ثم لاسباب عديدة ، قررت ان اتحول للزراعة . كنت طول حياتي اشتاق للاستقرار في هذا الجزء من القطر ، لا اعلم السبب . وركبت الباخرة ، وان لا اعلم وجهتي . ولما رست في هذا البلد ، اعجبتني هيئتها . وهجس هاجسا في قلبي : هذا هو المكان . وهكذا كان ، كما تري . لم يخب ظني في البلد ولا اهله ) . ثم صمت ، وقام قائلا انه ذاهب للحقل ، ودعاني للعشاء في بيته بعد يومين . ولما اوصلته للباب ، قال لي وهو يودعني ، والطيف الساحر اكثر وضوحا حول عينيه : ( جدك يعرف السر ) . ولم يمهلني حتي اساله : ( اي سر يعرفه جدي ؟ جدي ليس له اسرار ) . ولكنه مضي مبتعدا بخطوات نشيطة متحفزة ، راسه يميل قليلا الي اليسار .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
اقر الراوي ان شخصية مصطفي سعيد من الخرطوم ، وذلك لتوظيفة ابجديا لصراع الشرق والغرب ، وكفاح القارة السمراء ضد الاستعمار البغيض ، رغما ان دواخل مصطفي سعيد تحمل عقدة الخواجة ، ليتفرس القارئ بين سرد الخيال وجنح الحسية ، دهاليز سبك الرواية ، التي تحتوي علي بطلين خفيين هما :- مصطفي سعيد وشخص الراوي الذي يقترب ثم يبتعد تاركا مسرح الرواية لـ مصطفي سعيد، الذي قضي نحبه بين فجاج فيضانات النيل ، في صورة ماساوية تراجيدية المقطع ، ولنا وقفة ،،،،
Quote:
( هل صحيح انك من الخرطوم ؟ ) . وفوجئ الرجل قليلا وخيل لي ان ما بين عينيه قد تعكر ، لكنه بسرعـة ومهارة عاد الي هدوئه ، قال لي وهو يتعمد ان يبتسم : ( من ضواحي الخرطوم ، في الواقع . قل الخرطوم ) . وصمت برهة قصيرة ، وكانه يناقش بينه وبين نفسه ، هل يصمت ام يعطيني المزيد ثم رايت الطيف الساحر يحوم حول عينيه ، تماما كما رايت اول يوم ، وقال وهو ينظر الي وجها قبالة وجه : ( كنت في الخرطوم اعمل في التجارة ، ثم لاسباب عديدة ، قررت ان اتحول للزراعة . كنت طول حياتي اشتاق للاستقرار في هذا الجزء من القطر ، لا اعلم السبب . وركبت الباخرة ، وان لا اعلم وجهتي . ولما رست في هذا البلد ، اعجبتني هيئتها . وهجس هاجسا في قلبي : هذا هو المكان . وهكذا كان ، كما تري . لم يخب ظني في البلد ولا اهله ) . ثم صمت ، وقام قائلا انه ذاهب للحقل ، ودعاني للعشاء في بيته بعد يومين . ولما اوصلته للباب ، قال لي وهو يودعني ، والطيف الساحر اكثر وضوحا حول عينيه : ( جدك يعرف السر ) . ولم يمهلني حتي اساله : ( اي سر يعرفه جدي ؟ جدي ليس له اسرار ) . ولكنه مضي مبتعدا بخطوات نشيطة متحفزة ، راسه يميل قليلا الي اليسار .
|
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قــراءة متانيــة لــرواية ( مــوســم الهـجـــرة الـــي الشـمــــال ) ، و مصطــفي سعــيد ا (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
الاديب الطيب صالح ابدع في دقيق الوصف ، بسحر اخاذ وسرد جميل للمعني ، فالراوي يمتلك قوة في جذب القاري ، واخاله عنوة في دوامة التفكير وفق ما يريد الراوي ، فيرسم هالات حول شخصية مصطفي سعيد ، البطل ، بخطواته النشيطة المتحفزة ، و راسه يميل قليلا الي اليسار ،
Quote:
ولما اوصلته للباب ، قال لي وهو يودعني ، والطيف الساحر اكثر وضوحا حول عينيه : ( جدك يعرف السر ) . ولم يمهلني حتي اساله : ( اي سر يعرفه جدي ؟ جدي ليس له اسرار ) . ولكنه مضي مبتعدا بخطوات نشيطة متحفزة ، راسه يميل قليلا الي اليسار .
|
Quote:
ولم يمهلني حتي اساله : ( اي سر يعرفه جدي ؟ جدي ليس له اسرار ) . ولكنه مضي مبتعدا بخطوات نشيطة متحفزة ، راسه يميل قليلا الي اليسار .
|
Quote:
ولكنه مضي مبتعدا بخطوات نشيطة متحفزة ، راسه يميل قليلا الي اليسار .
|
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
|