|
.. هكذا كانت الليالى السياسية ........( كما شهدناها أيام زمان ..!! )
|
الى زمان مضى ... حيث كان فصحاء اللسان وبلاغة التعبير ، وجمال اللفظ وعمق المعنى ... كانت الليالى السياسية .. وكان أهل الساسة فى فن الكلمة المرتجلة من على المنابر التى كانت تهتز إضطرابا وتتمايل جماهيرها طربا وتصفيقا لمحدثها ، فى ليال لازالت آثارها باقية فى أذهاننا.. وتعلمنا منها بعضا من جمال التعبير ..
تلك كانت دائرة بحرى يحدثك ( عز الدين السيد)... وترى غبار يعلو عنان السماء ، تظن أن عاصفة هوجاء قادمة ولكنها من حركة أرجل القادمين والواقفين فى تلك الليلة السياسية العارمة
وذاك هو فاروق أبو عيسى يجلجل بصوته الجهورى يخاطب الأمة ببدلته الأنيقة والناس مزهوة معجبة ، لايهم إن كان شيوعيا أو إتحاديا المهم الصدق ، وهذه الدرر من سلاسة الخطابة وجمال تكوين الكلمات وعمق معناها وصدقها ..
وكان لنا يوم أمس الخميس فى ميدان الأهلية موعد مع الشيخ على عبد الرحمن ... زعيم حزب الشعب الذى لا يشق له غبار ، كان يعتلى المنصة بهيبة القضاة ، ويقول : ( أيها السادة قبل أن أصعد الى هذه المنصة قال لى أحد الإخوان ، يجب أن تختصر فى الحديث لأن البرد شديد فقلت له ( وهو يشير بأصبعه إليهم والى حشودهم المكتظة ) فقلت له إن هؤلاء رجال لا يهابون سموم الصيف ولا زمهرير الشتاء ) وهنا تدوى النوبات والنحاس وتقرع الطبول لتصم الأذان ، ..
ونحن نشهد هذا والبرد يقتلع أنوفنا الصغيرة وترتج سيقاننا النحيفة من لفح الزمهرير غير عابئين بسهر أو عشاء ، .... وغدا يوم آخر بساحة السجانة حيث يكون( يحى الفضلى) وكأنك فى آخر يوم ( للمولد) من شدة التزاحم ورائحة التراب غير الضار ترى رجل ذو قامة ممتلئة بيضاء تسر الناظرين به شيء من ملامح الكابلى أيام شبابه .... يعتلى المنصة ونحن طلاب فنون أتينا لتونا من معهد الخرطوم الفنى حيث تقبع كلية الفنون لنشهد فنا من نوع آخر فن الخطابة وبلاغة التعبير ، ويبدأ كلامه بالإثارة والإشارة ، ولغة الإثارة لا يعرفهاإلا صناع الكلام ويقول : ( أنتم خير من أتى وخير من استمع وخير من أختار وخير من قال نعم ) ... أقول ، نعم فأنتم أهل للنعم ( بكسر النون ) ويرترسل فى خطبته والناس لا تكل ولا تمل ولا تعرف تأخرا لزمن والحديث يطول ويطول فى هذا المقام ... وأتابع بعد قليل وتحيتى .. محمد مختار جعفر
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: .. هكذا كانت الليالى السياسية ........( كما شهدناها أيام زمان ..!! ) (Re: محمد مختار جعفر)
|
** أُستاذى محمد مُختار .. ** صباحك خير .. ## أنه الزمن الردئ الذى نعيشه ,, ويتحكم فينا الجُهلاء ,, والفاقد التربوى ,, وشُذاذ الأفاق ,, واصحاب الخُطب العنتريه بتقطيع الاوصال .. ## نحن الشعب الوحيد من بين شعوب المعموره :- العشنا الحضاره بأثر رجعى .. ** الليالى السياسيه فى الزمن الجميل يحضرها الخصوم قبل المُناصرين ويجدون كل التقدير والإحترام من مُنظمى الليله السياسيه. ** الرحمه والمغفره للسياسين الذين كانوا يعرفون أدب الإختلاف ويفهمون فنون السياسه ومتى يكون الصمت كلاماً!!!!! ** ولاعزاء لاثرياء التعاسه الذين يدعون السياسه . (ودام الود بيننا) (ابو محمد فؤاد)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: .. هكذا كانت الليالى السياسية ........( كما شهدناها أيام زمان ..!! ) (Re: عبدالكريم أحمد الامين)
|
Quote: ** أُستاذى محمد مُختار .. ** صباحك خير .. ## أنه الزمن الردئ الذى نعيشه ,, ويتحكم فينا الجُهلاء ,, والفاقد التربوى ,, وشُذاذ الأفاق ,, واصحاب الخُطب العنتريه بتقطيع الاوصال .. ## نحن الشعب الوحيد من بين شعوب المعموره :- العشنا الحضاره بأثر رجعى .. ** الليالى السياسيه فى الزمن الجميل يحضرها الخصوم قبل المُناصرين ويجدون كل التقدير والإحترام من مُنظمى الليله السياسيه. ** الرحمه والمغفره للسياسين الذين كانوا يعرفون أدب الإختلاف ويفهمون فنون السياسه ومتى يكون الصمت كلاماً!!!!! ** ولاعزاء لاثرياء التعاسه الذين يدعون السياسه . (ودام الود بيننا) (ابو محمد فؤاد) |
الأستاذ المستشار القانونى / أبو محمدفؤآد أشكر لك تعقيبك
وأعجبنى تعبيرك ( ** الليالى السياسيه فى الزمن الجميل يحضرها الخصوم قبل المُناصرين ويجدون كل التقدير والإحترام من مُنظمى الليله السياسيه.)
وكنت قد قرأت فى بوست لأحد الإخوة هنا بالمنبر ذكر فيه أن الإمام عبد الرحمن المهدى إستدعى عبد الخالق محجوب رئيس الحزب الشيوعى عندما علم أن وفدا سوفيتيا قدم الى الخرطوم فى زيارة للحزب ، فسأله إن كان لديهم قدرة فى إكرامهم وعندما علم من عبد الخالق أنهم سوف يكرمونهم بدعوة حفل شاى فقط ، قال له عبد الرحمن المهدى لا.. نحن أهل كرم وضيافة وهذا واجبنا كسودانيين عامة فليأتوا لساحتنا وسوف نقيم لهم حفل عشاء يليق بضيوفكم كما هم وضيوفنا أيضا ..
هكذا أخى / عبد الكريم كما قلت هى صفات وأخلاق زعمائنا كانت ، .... شكرا ، وسوف آتى الى فقرة أخرى من حديثك ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: .. هكذا كانت الليالى السياسية ........( كما شهدناها أيام زمان ..!! ) (Re: محمد مختار جعفر)
|
**Quote: الرحمه والمغفره للسياسين الذين كانوا يعرفون أدب الإختلاف ويفهمون فنون السياسه ومتى يكون الصمت كلاماً!!!!! ** ولاعزاء لاثرياء التعاسه الذين يدعون السياسه |
حقيقة أخى أبو محمد ، أن أناس ذلك الزمن الجميل تستشعر فيهم فيض من التواضع ونبض بالمشاعر الجياشة .. قلوبهم عامرة بحب الآخرين طاهرة نقية من الرياء والحقد والتشفى ، ... كانوا ينامون ملء جفونهم فى أمن ويقين ، ويكفى أن بأزهاننا ذلك المشهد الذى تم فيه إعتقال الزعيم الأزهرى وهو يتهيأ لصلاة الصبح يبحث عن أبريقه للوضوء ليصلى فجره ظهرا بكوبر .. ألا رحمه الله رحمة واسعة .. ويتواصل الكلام السمح لأهل السماحة والوداعة ..
محمد مختار جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: .. هكذا كانت الليالى السياسية ........( كما شهدناها أيام زمان ..!! ) (Re: محمد مختار جعفر)
|
أخي الحبيب محمد مختار جعفر شكرا جزيلا لبدء هذا البوست الهام يذكرني هذا البوست تلك الفترة الحلوة التي كنت أتابع فيها الليالي السياسية احمل مسجلي (Grundig) لأسجل ما يدور في تلك الليالي من لغة مهذبة تبهج الآذان قبل القلوب ، إضافة إلى الاستماع إلى نقل جلسات البرلمان لاستمتع بالأدب الرفيع للأساتذة محمد احمد محجوب ، مبارك زروق ، حسين شريف الهندي ، الشيخ علي عبدالرحمن ، عبدالماجد ابو حسبو ، الزعيم الأزهري وكوكبة من رجال السياسة الذين كانت مساجلاتهم مدرسة راقية قائمة بذاتها قي حسن الخطاب وأدب الحوار.. نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة بقدر ما أثروا الحياة السياسية والأدبية وأضاءوا امسياتنا بالخلق الجميل النبيل.
تحياتي ومودتي ووافر احترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: .. هكذا كانت الليالى السياسية ........( كما شهدناها أيام زمان ..!! ) (Re: Gaafar Ismail)
|
Quote: أخي الحبيب محمد مختار جعفر شكرا جزيلا لبدء هذا البوست الهام يذكرني هذا البوست تلك الفترة الحلوة التي كنت أتابع فيها الليالي السياسية احمل مسجلي (Grundig) لأسجل ما يدور في تلك الليالي من لغة مهذبة تبهج الآذان قبل القلوب ، إضافة إلى الاستماع إلى نقل جلسات البرلمان لاستمتع بالأدب الرفيع للأساتذة محمد احمد محجوب ، مبارك زروق ، حسين شريف الهندي ، الشيخ علي عبدالرحمن ، عبدالماجد ابو حسبو ، الزعيم الأزهري وكوكبة من رجال السياسة الذين كانت مساجلاتهم مدرسة راقية قائمة بذاتها قي حسن الخطاب وأدب الحوار.. نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة بقدر ما أثروا الحياة السياسية والأدبية وأضاءوا امسياتنا بالخلق الجميل النبيل.
تحياتي ومودتي ووافر احترامي |
أخى المحترم / جعفر عبد الرحمن إسماعيل ..
أشكر لك مداخلتك القيمة وكل ما ذكرته يظل نبراسا نعتز به فى كيف يكون نهج الديمقراطية وخلقها وآدابها وأن جيل اليوم لايعلم عن ذلك شيئا ، لذلك نرى أن لابد من الرجوع الى ذلك التاريخ الحافل بأهله من الساسة العظماء بحق .. أشكرك كثيرا وفى إنتظار المزيد من ذكرياتك فى تلك الفترة .. ولك تحيتى .. محمد مختار جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: .. هكذا كانت الليالى السياسية ........( كما شهدناها أيام زمان ..!! ) (Re: محمد مختار جعفر)
|
.. كان خطباء الساسة أيام الزمن الجميل بأهله ، يقفون على المنصات الخطابية الحزبية حتى ولوج الفجر يتحدث كل ناخب من كل حزب يشاركون فى تلك الليلة الجامعة التى يدعى لها حزب معين ويشاركه فيها حزب آخر بمرشحيه حيث إستحالت رائحة التراب فى تلك الليلة الى دعاش وابلا هطالا كسى كل تلك الوجوه إخضرارا نضرا فأحالها الى رياض يانعة إستعصمت عفرا وقفرا ..
كان الكل يرغب زعيم الحزب وهو يعتلى المنصة هاشا بفيض من التواضع .. هالة من الحياء ونكران الذات تزيده قربا من القلوب العامرة بحب الحزب كانوا يتحدثون بحرا من الإبداع ، الى أن تستمع الى مسك ختام تلك الليلة من مقدمها أو ( عريفها ) فتنساب طربا وأنت تخطو منتشيا خارج ساحة اللقاء .. وتحيتى ... محمد مختار جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
|