مصطفي البطل :أوراق شوقى ملاسى: نُقد فناناً وأمين الهنيدى أستاذا (١-٣)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-12-2024, 03:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-18-2010, 08:37 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مصطفي البطل :أوراق شوقى ملاسى: نُقد فناناً وأمين الهنيدى أستاذا (١-٣)

    Quote: غربا باتجاه الشرق


    أوراق شوقى ملاسى: نُقد فناناً وأمين الهنيدى أستاذا (&#1633;-&#1635;)
    مصطفى عبد العزيز البطل

    [email protected]
    (1)

    غفرت للموسوعة الامدرمانية الفذة شوقى بدرى ما تقدم من ذنبه فى حقى وما تأخر. وكان شوقى قد انتاشنى عدة مرات بسهامه التى تشبه سهام الهنود الحمر، يرمى بها من أقاصى اسكندنافيا فتثخننى فى برارى الشمال الامريكى. فأما مسوّغ الغفران ومدعاة الإسماح فهو المبدأ القرآنى العظيم "الحسنات يُذهبن السيئات"، اذ جاء فى محكم التنزيل:(أقم الصلاة طرفى النهار وزلفاً من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات). ومن حسنات شوقى وأفضاله علىَ انه عرفنى مؤخراً، وأحسن تعريفى، بسميّه السياسى السودانى الرفيع والقيادى البعثى المخضرم الاستاذ شوقى ملاسى. والاخير كما هو فى علم الكافة من أبرز قادة ثورة اكتوبر 1964 ، ومن رموز المعارضة السياسية لنظام الرئيس السابق جعفر نميرى. وقد ازددت، بحول الله، غنىً على غنى، اذ انضاف الى قائمة أصدقائى ومعارفى من الرجال الأفذاذ الناهضين فى دروب العمل العام رجلٌٌ من طرازٍ فريد، لعب دوراً مشهوداً فى صناعة أحداثٍ كبرى شكلت خارطة السودان السياسية فى منعطفات دقيقة من تاريخه. وفى المثل العربى الشعبى الذى اؤمن فقط بشطره الاول، ولكن لا بأس من إيراده كاملاً: (معرفة الرجال كنز ومعرفة النساء فلس). وقد كان من أول قطوف الصداقة الجديدة أن أهدانى الاستاذ شوقى ملاسى نسخة من مذكراته الموسومة (أوراق سودانية)، فجاءتى متهادية عبر المحيط ومعها تحاياه الزاكيات وإهداءٌ كريم.

    (2)

    حين مررت من فوق السطور على الذكريات الباكرة لحياة شوقى ملاسى المصطخبة البالغة التعقيد، حلوها ومرّها، وصولا الى مرحلة الدراسة بثانوية حنتوب، خطر لى فجأةً أن جميع من تولوا حكم السودان وجميع من عارضوا اولئك الحكام وجالدوهم على صولجان الحكم، خلال ربع القرن الممتد من منتصف الستينيات 1964 وحتى نهاية الثمانينات، كانوا من الدارسين والمتخرجين من تلك المدرسة بالذات، دوناً عن المدارس الثانوية الاخرى فى ذلك العهد. وفى المذكرات تقرأ أسماء جميع من سيصبحون سياسيين بارزين وعسكريين نافذين، حاكمين ومعارضين، وتكاد تراهم وتعيش معهم حياتهم وهم جلوسٌ على مقاعد الدراسة وموائد الطعام، ووقوفٌ يعلقون الصحف الحائطية، او متقافزين متنافسين فى ميادين كرة القدم.

    لفت نظرى ما ذكره ملاسى عن زميل دراسته بحنتوب القائد الشيوعى محمد ابراهيم نقد، فقد أشار الى ان نقد كان يتمتع بصوتٍ رائقٍ بديع وكان غناؤه شجياً. وقد عدّد صاحبنا بعض الاغنيات التى كان نقد يغنيها. وإفادات ملاسى عن ملكات نقد الغنائية تعضدها عندى أسانيد قوية. فأنا اذكر جيداً أن خالتى الاستاذة سعاد ابراهيم أحمد كانت قد ذكرت لى شخصياً قبل ما يقرب من عقد ونصف من الزمان أنها، وزوجها الراحل المرحوم حامد الانصارى، قضيا شهر العسل بعد زواجهما فى منتصف الستينات بفندق ملحق بنادى الجزيرة بمدينة مدنى. وأضافت سعاد أن الاستاذ محمد ابراهيم نقد زارهما فى منتجعهما العسلى، وكانت هديته للعروسين ان غنى لهما على مدى ليلة كاملة، بصوته العذب المتفرد، عدداً من أغنيات الحقيبة. وكانت بعض المصادر قد اذاعت فى زمنٍ مضى أن الاستاذ نقد كان إبان أسره عقب انقلاب الانقاذ فى العام 1989 قد أمّ للصلاة داخل سجن كوبر فى عددٍ من المرات السيدين الامام الصادق المهدى والمرشد محمد عثمان الميرغنى. ولكن الذى لم تذكره المصادر هو انه غنى لهما أيضاً، من قبيل دفع الغم وتفريج الهم، وهم حبوسٌ بغرفتهم المشتركة الخاصة داخل السجن. وبذا يكون نقُد أول إمامٍ فى الاسلام يؤم المصلين ثم يغنى لهم، فاستحق عن جدارة لقب "الامام المغنّى". ويقال ان السيدين طربا لاغنية " قدلة يا مولاى حافى حالق / بالطريق الشاقيه الترام" أيما طرب، وان السيد الصادق المهدى، كان يؤازره باعادة ترديد المقطع الاخير من كل كوبليه، بينما اكتفى الميرغنى بالاستحسان.

    وأنا آخذ على الاستاذ نقد انه التوى على شعبه بموهبته فخصّ بها النخبة دون العوام، وقصرها على البرجوازية دون البروليتاريا. وقد عجبت اننى على طول سنوات متابعتى للاقنية التلفزيونية السودانية، وعلى تعدد اللقاءات التى شهدت فيها الاستاذ نقد على الشاشة الفضية، لم الحظ قط من المذيعين ومقدمى البرامج من ناقش الرجل عن ميوله الفنية ومهاراته الموسيقية ومواهبه فى الغناء. وكنت أود – وما زلت - ان أرى السكرتير العام للحزب الشيوعى وهو يمسك بالعود ويعزف ويغنى للكادحين ويطربهم، تماماً مثلما غنى لعلية القوم وأطربهم. وانْ لم تكن الماركسية، التى جاهد الرجل ستون عاماً تحت راية شعارها العتيق " يا عمال العالم اتحدوا" قد جلبت الهناء لشعب السودان، فلا أقل من أن يلتمس نقد سعادة شعبه بأن يضرب له الأوتار والمزامير ويغنى له، تحت الشعار الانيق " يا عمال العالم غنوا"!

    (3)

    كذلك وقفت عند واقعة فصل صاحبنا، فى معية آخرين من الطلاب الناشطين سياسياً، من مدرسة حنتوب فى العام 1950، واستغلاق سبل التعليم العالى عليه. فقد ذكر المؤلف أن عضو مجلس قيادة الثورة المصرى الصاغ صلاح سالم زار عمه المرحوم على ملاسى، أحد رموز ثورة 1924، وسأله فى نهاية الزيارة ان كان بوسع الصاغ ان يقدم له أية خدمة يحتاجها، فرد المرحوم على ملاسى بأنه يطلب منه قبول ابن اخيه المفصول شوقى ملاسى طالبا بمدرسة فاروق الثانوية بالخرطوم (جمال عبد الناصر الثانوية لاحقاَ)، فوافق الصاغ صلاح سالم وأمر من فوره بقبول صاحبنا بالمدرسة الثانوية المصرية. يا لجلال الواسطة! فلا غرو اذن ان اصبح ملاسي اشتراكياً عروبياً. وقد فاجأنى المؤلف عند رصده أسماء الاساتذة الذين تلقى العلم على أياديهم، إذ كان من بينهم نجم الشاشة الممثل الكوميدى الشهير الراحل أمين الهنيدى. ولم أكن قد علمت قبلها ان الفنان الذى أسعدتنا افلامه الضاحكة الماتعة على عهد الصبا والشباب الاول كان مدرساً فى المدارس المصرية بالخرطوم.

    لم يتردد ملاسى فى رصد ووصف حياة الشظف والمعاناة التى عاشها عبر مراحل مختلفة، فحدثنا عن حياته وهو طالب بكلية حقوق عين شمس بالقاهرة، بعد أن أحال الانجليز والده الى التقاعد، وقررت الحكومة المصرية فى ذات الوقت ايقاف المنح الدراسية عن الطلبة الجدد. ولم يستنكف عن تقديم صورة قلمية لسكنه البائس فى بدروم عمارة قديمة بحدائق القبة، وقد قضى أغلب أيام الشتاء ينزح مياه الأمطار التى كانت تغمر الغرفة. وهو شظف لازمه حتى تخرجه، ثم بداية انخراطه فى سلك المحاماه، اذ كان له ولرفيقيه المحاميين عبدالعزيز صفوت وكامل عبد الرازق ربطة عنق واحدة، يتبادلونها فيما بينهم فيرتديها من الثلاثة من يتطلب الأمر ظهوره امام المحكمة. وقد أعادت قصة المحامين الثلاثة وربطة العنق الواحدة الى ذهنى ما كنت قرأته عن بعض الطلاب الازهريين فى مصر، حيث كان لطالبين يعيشان ظروفاً قاسية، جلباباً واحداً، يرتديه احدهما كل يوم بالتراتب بينما يبقى الآخر بالمنزل، فاذا جاء يوم غسل الجلباب أغلقا الباب عليهما بالمزلاج وأوصداه بالمفتاح، ثم غسلا الثوب الوحيد وعلقاه على الحبل. وقد كتب فيهما شاعرّ أزهرى قصيدةً عصماء يصف حالهما يقول بيتها الاول: (قومٌ اذا غسلوا الثياب رأيتهم / لبسوا البيوت وزرّروا الأبوابا)!

    ومن جملة ما سرد صاحبنا عن المحروسة وحياته ومعارفه فيها، وقفت للمرة الاولى على معلومة، لم اكن قد سمعت بها قبلاً عن الرئيس السابق جعفر نميرى، وهى ان النميرى الذى التقاه المؤلف إبان دراسته فى القاهرة كان مبتعثاً هناك من القوات المسلحة مع مجموعة اخرى من الضباط للتدريب على الطيران، بغرض تكوين النواة الاولى لسلاح الطيران السودانى. وبينما أكمل الآخرون مثل الضابط الطيار الشهيد اسماعيل مراد مهمتهم بنجاح، فان النميرى أخفق فى مهمته وأعيد الى الخرطوم قبل انتهاء الدورات الدراسية والتدريبية بعد ان رسب فى معظم الاختبارات. وأعجب لشخصٍ يرسب فى امتحان لضباط الطيران وينجح فى قيادة دولة بحجم السودان لمدة ستة عشر عاماً. ولكننا نحمد الله ونحن له من الشاكرين أن قائدنا الحالى ورئيسنا المفدى المشير عمر البشير، أدام الله ظله ونفعنا بحكمته، نجح نجاحاً منقطع النظير فى كل الدورات الدراسية التى ابتعث اليها. وعندما ارسلته القوات المسلحة لدورة دراسات عسكرية مطولة بدولة ماليزيا عام 1982 فانه أكملها ناجحاً بتوفيق المولى، وحصل على درجاتٍ بزّ بها رفقائه من المبعوثين الأفارقة والعُربان، ثم عاد مظفراً الى بلاده، فحقّ له ان يحكمها عقدين من الزمان.. ويزيد!

    (4)

    لعل من أبرز القيم الايجابية لكتاب (اوراق سودانية) للاستاذ شوقى ملاسى أنه يؤرخ تأريخاً دقيقاً لنشأة وبدايات الحركات "القومية العربية" و"الاشتراكية العربية" والبعث فى السودان. وفى حالة شوقى الخصوصية فان أول لقاء له مع العقيدة البعثية تم فى العام 1950 بمدينة بورتسودان، حين ذهب فى معية صديقه الشاعر حسين بازرعة الى مكتب شقيق الأخير المحامى على بازرعة، ووجد على الطاولة رسالة كتبها القائد القومى السورى صلاح الدين البيطار عن فكرة البعث. وقد تركت تلك الرسالة أثرا وجدانياً عميقاً فى نفس ملاسى فكتب من فوره رسالة الى صلاح الدين البيطار يطلب الانضمام الى حركة البعث العربى. وقد لاطفت الاقدار صاحبنا فشاءت له ان يكون بالفعل من مؤسسى حركة البعث العربى فى السودان. اشتعلت الشمعة الاولى لحركة البعث السودانى بجامعة القاهرة فرع الخرطوم حوالى العام 1955 وما تلاها من أعوام. وعند عودة الطالبين ابوبكر مزمل وعاطف محمود من زيارة لدمشق وعرضهما على زملائهما نتائج لقاءاتهما بالاستاذين ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار، ثم الاطلاع على الكتابين الذين أتيا بهما من سوريا وهما "فى سبيل البعث" و"معركة المصير الواحد"، تبلورت الفكرة البعثية واختمرت تماماً فى رؤوس الشبيبة المتطلعة لتلعب دورها فى حياة امة يعرب. ومع بدايات التحول التدريجى الى تنظيم سياسى باسم "حزب البعث"، ثم "الجبهة المتحدة للطلاب العرب"، وأخيراً "الطليعة التقدمية العربية"، صدرت صحيفة "البعث" الحائطية بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، والتى حررها ملاسى وابوبكر مزمل وآخرون. وقد أكبرت لصاحبنا أمانته الفائقة فى تسجيل التاريخ، وإقراره بأنه حين احتدمت المناقشات بين التيار العروبى وخصومهم من الشيوعيين والاسلاميين وجد ملاسى وشيعته دعماً خفياً من بعض أساتذة الجامعة المصريين الذين كانوا يزودون الطلاب العروبيين بالافكار التى تساعدهم على مناطحة الخصوم. ومن هؤلاء الاساتذة الدكتور لبيب شقير الذى تولى فيما بعد منصب الامين الاول للاتحاد الاشتراكى العربى فى مصر تحت ظل حكم جمال عبد الناصر، والدكتور رفعت المحجوب الذى تولى رئاسة البرلمان المصرى فى عهد الرئيس انور السادات. وقد اغتيل الدكتور رفعت المحجوب رمياً بالرصاص ابان رئاسته للبرلمان، كما هو معلوم، على يد جماعة أيمن الظواهرى الارهابية، التى كمنت لموكبه فى قلب مدينة القاهرة وقتلته وقتلت معه عدداً من الأبرياء.

    وتلقائيا وتدريجيا بدأ طلاب الثانويات من أهل الميول العربية فى تشكيل حلقات موازية متصلة بتنظيم جامعة القاهرة الفرع. ومن هؤلاء بدرالدين مدثر والراحل محمد سليمان الخليفة والطاهر عوض الله الذين كانوا وقتها طلاباً بمدرسة فاروق (جمال عبد الناصر) الثانوية. كما ظهرت تنظيمات بعثية وقومية عربية فى مدرسة بورتسودان الثانوية ووادى سيدنا ومدرسة النهضة بمدينة الابيض. أما فى جامعة الخرطوم فقد قامت فى نهاية الخمسينات، مجموعة من الطلاب ذات توجه قومى عربى واضح باصدار صحيفة حائطية باسم "الرائد"، ومن أبرز رموز هذه المجموعة الاستاذ محمد بشير احمد، الذى يعرف على نطاق واسع باسمه المستعار: عبد العزيز حسين الصاوى.

    وكنت قد ناقشت قبل عدة اسابيع فى مقال من جزئين، بعنوان "الخمول العقلى وجدب الخيال"، مسألة انتحال الصحف السودانية لأسماء الصحف القديمة المحلية والاجنبية عوضاً عن الخلق والابتكار والتجديد. وكدت وقتها ان امنح صحيفة حزب المؤتمر الوطنى شهادة تقديرية، كونها اختارت لنفسها اسم "الرائد". اذ كنت اظن انها تفردت به واتخذت اليه طريقاً يتجانف الانتحال والتقليد الذى أدمنه الآخرون. وها هى الايام تزودنى بنبأ جديد مفاده ان "الرائد" كان فى الاصل اسماً لصحيفة حائطية سودانية معروفة بجامعة الخرطوم، أسسها الاستاذ عبد العزيز حسين الصاوى وزملائه قبل نصف قرن من الزمان. القيادات الاعلامية لحزب المؤتمر الوطنى اذن، وخلافاً لمعتقدى الاول، لم تخلق ولم تبدع ولم تتفرد، وانما هى مثل غيرها منتحلة ومقلدة وفاقدة للأصالة!



                  

03-18-2010, 08:54 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفي البطل :أوراق شوقى ملاسى: نُقد فناناً وأمين الهنيدى أستاذا (١-٣) (Re: abubakr)

    في مشوار تنميط عشوائي ومغالاة و مبالغة في تنافس انتخابي كان يجب ان يعكس عن وجه حليم حضاري وقاد يستحق معاناة شعب موجوع باحث عن ديمقراطية او شوري وعدل وحق نجد انفسنا وقد اصدرنا صكوكا للغفران واخري فرمانات بان هذا "يصلي وذلك لا يصلي وهذا كافر ..الخ " قبل يوميين في هذا المنبر كتابات عن محمد ابراهيم نقد بانه لا يصلي او نسب اليه ذلك واليوم يكتب صديقي وقريبي البطل وهو عندي صادق ليس بسبب قرابة ولكن معايشة ومعرفة في مراحل حياة مختلفة ونشأة عن الاستاذ المناضل شوقي ملاسي وياتي ذكر نقد فيقول عنه :

    Quote: . وكانت بعض المصادر قد اذاعت فى زمنٍ مضى أن الاستاذ نقد كان إبان أسره عقب انقلاب الانقاذ فى العام 1989 قد أمّ للصلاة داخل سجن كوبر فى عددٍ من المرات السيدين الامام الصادق المهدى والمرشد محمد عثمان الميرغنى. ولكن الذى لم تذكره المصادر هو انه غنى لهما أيضاً، من قبيل دفع الغم وتفريج الهم، وهم حبوسٌ بغرفتهم المشتركة الخاصة داخل السجن. وبذا يكون نقُد أول إمامٍ فى الاسلام يؤم المصلين ثم يغنى لهم، فاستحق عن جدارة لقب "الامام المغنّى". ويقال ان السيدين طربا لاغنية " قدلة يا مولاى حافى حالق / بالطريق الشاقيه الترام" أيما طرب، وان السيد الصادق المهدى، كان يؤازره باعادة ترديد المقطع الاخير من كل كوبليه، بينما اكتفى الميرغنى بالاستحسان.


    فكيف لا يصلي وقد ام قادة اكبر طائفتيين دينيتيين سياسيتيين في السودان.. ام امام الانصار و ام مرشد الختمية .....

    وعموما فامر صلاته وايمانه امر خاص به ولكن هلا تبصرنا قليلا فيما نكتب ونقول فلا يعقل ان نكون كما نقول او ندعي باحثيين عن ديمقراطية وشوري وعدل واننا اعلم من في منطقتنا بها واننا واننا واننا وفي ذات الوقت نلف حول اعناقنا حبل عصبية جهوية وتطرف في القول والفعل لنكتم انفاسنا
                  

03-24-2010, 06:23 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفي البطل :أوراق شوقى ملاسى: نُقد فناناً وأمين الهنيدى أستاذا (١-٣) (Re: abubakr)

    أوراق شوقى ملاسى(2)
    قضاة متآمرون وصحافيون مرتشون
    مصطفى عبد العزيز البطل

    [email protected]

    (1)

    نعود لنسير مسارنا فنضرب فى فلوات مذكرات السياسى البارز، وأحد مؤسسى حزب البعث فى السودان، الاستاذ شوقى ملاسى المعنونة (أوراق سودانية)، والتى نهض بمهمة تحريرها والتقديم لها القيادى البعثى الآخر الاستاذ محمد سيدأحمد عتيق. ولعلنا نتوقف هنا وقفةٌ عجلى فنشيد ببادرة، ولا بأس من ان نقول شجاعة، ملاسى بتدوين مذكراته إبتداءً. وعن ضرورة كتابة صناع الاحداث الكبرى والشخصيات الفاعلة فى الحياة العامة ونشرها لمذكراتها يقول الاستاذ عبد العزيز حسين الصاوى:(أحد معايير قدرة المجتمعات على تفحص دواخلها هو عدد ونوعية المذكرات التى تصدر عن شخصياتها العامة، لأن هذا الجنس الكتابى يوفر اكثر المواد صلاحية للبحث فيها). ومن رسالة خاصة، تطورت الى مقال كتبه الصديق الاستاذ عبدالله الفكى البشير، المقيم بدولة قطر، بشأن كتابة المذكرات فى الحالة السودانية، تنشره الاحداث خلال اليومين القادمين، أنقل: (( لقد كتب قليل من القادة والمثقفين السودانيين مذكراتهم، وضَن الكثيرون منهم بكتابتها، وعاف بعضهم توثيق حياته وتجاربه، وعَبّر البعض عن خشيته من كتابة مذكراته. ذكرت الدكتورة فدوى عبدالرحمن على طه في مقدمة كتابها "أستاذ الأجيال: عبدالرحمن على طه 1901م-1969م، بين التعليم والسياسة وأربجي"، الذي نشرته دار عزة للنشر والتوزيع، عام 2004م: (... إن عبدالرحمن على طه لم يترك مذكرات مكتوبة، وقد سأله أخي الدكتور فيصل إن كان يزمع كتابة مذكراته، فأجاب بالنفي؛ لأنه إن فعل، فلن يقول غير الحق، وقول الحق، لن يترك له صديق). ويستطرد الاستاذ عبد الله الفكى البشير:( فالمذكرات كما يقول الدكتور أحمد أبو شوك في تقديمه لكتاب: "مذكرات يوسف ميخائيل عن التركية والمهدية والحكم الثنائي في السودان"، هي ضرب من ضروب السيرة الذاتية، وتعد مصدراً مهماً من مصادر التاريخ. وأشار الدكتور محمد سعيد القدال في بحث له بعنوان: "ملاحظات حول بعض كتب السيرة الذاتية السودانية وقيمتها كمصدر لدراسة التاريخ"، إلى أن: السيرة الذاتية لها دور أساسي في دراسة التاريخ، فهي تملأ فجوات لا تتوفر في المصادر الأخرى. فكاتب السيرة الذاتية قد يذكر جوانب خاصة من تجربته تكون فتحاً لفهم تاريخي تقف المصادر الأخرى دون جلائه. ولذلك نحن نبحث في السيرة الذاتية بجانب المتعة الفنية، عن تلك الأحداث الصغيرة التي تساعدنا في فهم الماضي. لقد استند القدال - وقد أشار لذلك - في الاطار النظري لبحثه على طرح الدكتور إحسان عباس في كتابه "فن السيرة")).

    (2)

    كنا قد تعرضنا الى النشأة الاولى للتنظيمات العروبية فى الجامعات والمدارس الثانوية، وتطورها داخل الحياة العامة، ويجمل بنا أن نكمل تلك الجزئية فنشير الى ربط تلك التنظيمات وتوحيدها تحت مسمى منظمات الاشتراكيين العرب. كان ملاسى من ضمن مجموعة صغيرة تعتنق البعث فكراً، وقد تكونت اول خلية بعثية فى السودان عام 1961 باشراف حسن عبد الهادى، طالب الطب بجامعة بغداد ثم القاهرة. وكان الاخير قد جاء برسالة من القيادة القومية لحزب البعث وعقد سلسلة اجتماعات مع البعثيين السودانيين بغرض التأسيس والتنظيم، وذلك بمكتب احد المحاسبين القانونيين بجوار زنك الخضار بشارع الجمهورية بالخرطوم. وقد أدى البعثيون الجدد القسم الحزبى امام حسن عبد الهادى. وتم انتخاب سعيد حمور أمينا لسر حزب البعث فى الدورة الاولى، وانتخب صاحبنا ملاسى أمينا للسر فى الدورة التالية مباشرةً. وبعد انتفاضة اكتوبر 1964 حدث الانقسام الاول حيث انفصلت بعض الكوادر من تنظيم الطليعة التقدمية لتؤسس تنظيما ناصرياً. وقد تزامن ذلك مع التطور الايجابى وقتها للعلاقات بين البعث وجمال عبد الناصر. وقد قام اللواء مصطفى عبد العزيز وكيل وزارة الداخلية المصرية، بتكليف من وزير الداخلية زكريا محى الدين بزيارة السودان حيث التقى بقادة التنظيم الناصرى الجديد، وقد حضر اللقاء بابكر عوض الله نائب رئيس القضاء.

    ونقف هنا لبرهة قصيرة مع سيرة بابكر عوض الله، اذ أدهشنا، وأزعجنا غاية الازعاج، أن تقوم شخصية رسمية سودانية فى مقام رئيس القضاء المناوب بالمشاركة فى تأسيس تنظيمات سياسية عقائدية وحضور اجتماعات مع مسئولين من دولة اجنبية ترعى مثل هذه التنظيمات بدوافع ومنطلقات استراتيجية تتصل بطموحاتها السياسية الاقليمية ومقتضيات أمنها القومى، وهو أمر يمس فى تقديرنا، مساساً مباشراً، أمانة القضاء وشرفه كسلطة سيادية مستقلة. وأنا افهم تورط بابكر عوض الله فى التدبير لانقلاب مايو فى مرحلة لاحقة، بالتنسيق مع مكتب الشئون العربية برئاسة الجمهورية المصرية، باعتبار أنه كان وقتها رئيسا سابقا متقاعدا للقضاء ومرشحا لرئاسة الجمهورية. بيد انه لم يكن ليخطر ببالى أن الرجل كان ضالعاً قبلها فى التخطيط السياسى العقائدى بينما هو جالسٌ فعلياً على منصة القضاء، اذ أكد ملاسى فى موقع آخر، بما لا يدع مجالاً للشك، ان بابكر كان ناشطاً فى حركة الناصريين أثناء اضطلاعه بالتكليف القضائى. وقد أفاض صاحبنا فى القاء الضوء على علاقة القاضى بابكر عوض الله والتنظيم الناصرى بالقيادة المصرية ودورها فى تخطيط و تنفيذ انقلاب مايو. ومن ذلك ان الاشتراكيين العرب والناصريين السودانيين كانوا على اتصال منتظم بمكتب وزير الرئاسة فى مصر سامى شرف، عن طريق مسئول الشئون العربية برئاسة الجمهورية المدعو فتحى الديب. وهى الصلة التى أفضت الى الانقلاب. وكان يمثل الطرف السودانى الناصرى بابكر عوض الله والعميد احمد عبد الحليم والطاهر عوض الله، وقد قامت السلطات المصرية من جانبها بتعيين محمد عبد الحليم (شقيق احمد عبد الحليم) بدرجة مدير ببنك مصر بالخرطوم، وكان هو المسئول عن تمويل الانقلاب. وقد منح هذا الشخص عدداً كبيراً من ضباط القوات المسلحة عقود سلفيات وقروض بدون ضمانات كان الهدف من ورائها أساساً تقريب الضباط. وبعد تأميم بنك مصر فى العام 1970 عثر أحد البعثيين من أعضاء لجنة جرد وحصر الموجودات، بحسب ملاسى، على قائمة بأسماء أعضاء مجلس قيادة الثورة وبعض الزعماء الدينيين والسياسيين الذين تسلموا مدفوعات مالية كبيرة من البنك تحت صيغ ومسميات مختلفة.

    وكان المؤرخ الدكتور عبد الماجد على بوب قد كتب سلسلة ثرّة نشرتها "الاحداث" العام الماضى بعنوان "الصعود والهبوط فى سيرة القاضى بابكر عوض الله"، تناول فيها بالنقد، صراحةً وتلميحاً، مواقف بابكر المناقضة لروح المنصب الذى تولى أمانته، فضلاً عن مواقفه السياسية الشاطحة بعد تقلده رئاسة الوزارة عقب انقلاب 1969 . وفى مذكرات ملاسى نقطة اضافية ربما يقع عليها الدكتور بوب فيدرجها ضمن قوس الهبوط فى سيرة القاضى بابكر، اذ أورد ملاسى واقعة مشادة عارمة دارت بين عضو المحكمة العليا القاضى عبد المجيد أمام ونائب رئيس القضاء بابكر عوض الله قبيل انتفاضة اكتوبر 1964 . وسبب المشادة ان بابكر عوض الله كان قد ابدى احتقاره لشعب الجنوب أمام عدد من الناس فى حفل دبلوماسى دُعى له، تطرق فيه الموجودون الى معارك القوات المسلحة الدائره عهدئذٍ مع جيش الانانيا فى جنوبى السودان، فقال: (لو كان الامر بيدى لقمت بإبادة جميع الجنوبيين). وقد غضب القاضى عبد المجيد إمام غضبة مضرية عند سماعه تلك المقولة، التى ما كان لها ان تصدر عن قاضٍ يفترض انه يعرف للعدالة مبناها ومعناها، وكانت هى دافع مشادته مع بابكر. وذكر ملاسى انه، ومعه نقيب المحامين عابدين اسماعيل، بذلا مجهودا مشتركاً لتهدئة ثورة القاضى عبدالمجيد.

    (3)

    فى كتاب الدكتورة فدوى عبد الرحمن على طه المشار اليه آنفاً إشارة الى ان كتابة المذكرات تتطلب قدراً من الشجاعة والاصرار على قول الحق حتى وان كان من مؤدى ذلك فقدان الاحباب والاصدقاء. ويبدو لى ان شوقى ملاسى قد آنس فى نفسه الشجاعة الكافية ليدون عن أحبابٍ له واصدقاء مواقف ومشاهد يعلم ان روايته لها لن ترضيهم أحياءً ولن ترضيهم أمواتاً. ومن أقرب الناس الى قلبه الراحل الشريف حسين الهندى، الذى عمل معه جنباً الى جنب، فى معركة المعارضة الوطنية لنظام جعفر نميرى. وبحسب ملاسى فان الشريف كان هو المروج الاعظم لاطروحة أن الامام الهادى المهدى لم يمت وانما هو حىٌّ يرزق. وبتدبير من الهندى كان ولى الدين الهادى يمتطى ليلاً امام بعض الانصار حصاناً مطلياً بمادة الفوسفور المضيئة، فيظهر ويختفى، موحياً اليهم انه الامام الهادى. وعندما ناقش احد السياسيين فى لندن الشريف حسين الهندى فى الأمر مقترحاً عليه التخلى عن هذه المزاعم ثار الشريف فى وجهه ورد عليه: (من قال لك أن الامام الهادى مات؟ الامام حى ويعيش فى جبل طارق، وقد تزوج هناك ورزق بولدين اسماهما الحسن والحسين)!

    الا ان مجاهرة ملاسى بما يعرف من حقائق كانت اكثر وضوحاً وانطلاقاً عند سرده لوقائع اعمال لجنة التطهير الشهيرة التى شكلتها حكومة انتفاضة اكتوبر 1964. وكان هو عضواً قياديا فى تلك اللجنة التى ترأسها الاستاذ احمد سليمان، عن الحزب الشيوعى، وضمت فى عضويتها الدكتور محمد صالح عمر، عن الاخوان المسلمين، والدكتور احمد السيد حمد، عن الحزب الاتحادى، وازبونى منديرى عن الاحزاب الجنوبية. واقف بك، ايها الاعز الاكرم، عند رواية مثيرة، ربما اهتم بها الشيوعيون من قرائى اكثر من غيرهم. كان صاحبنا مسئولا عن جانب من التحقيقات بعيد الانتفاضة الاكتوبرية، وكان ممن حقق معهم اللواء احمد عبد الله ابّارو مدير عام جهاز الامن خلال العهد العسكرى. ويقول ان اللواء ابارو كان إبان حبسه بسجن كوبر منهاراً ويبكى بتشنج. وقد قدم أبارو عندما جلس امام شوقى ملاسى عرضاً محدداً للجنة التحقيق. ومحتوى العرض هو ان يقوم اللواء أبارو بكشف اسم عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسى للحزب الشيوعى السودانى الذى كان يتعاون مع جهاز الامن ويمده بالمعلومات عن نشاط الحزب، والذى بفضل معلوماته تمكن جهاز الامن من مداهمة عدد كبير من اوكار الحزب فى اخريات العهد العسكرى. وأن يمد اللجنة أيضا بتفصيلات علاقة جهاز الامن بالسفارة الامريكية بالخرطوم، وفى مقابل ذلك تطلق اللجنة سراح اللواء المعتقل وتسمح له بالانتقال الى منزله.

    إنطلق ملاسى من فوره لمقابلة أحمد سليمان رئيس اللجنة وممثل الحزب الشيوعى فى الوزارة لينقل اليه ما سمع وهو يظن ان الرجل سيحتفى بالعرض، كونه عضوا فى الحزب المعنى واول المستفيدين من معلومات المسئول الامنى للنظام المندحر. ولكن ملاسى فوجئ بموقف مغاير اذ انزعج احمد سليمان عند سماعه بالامر ولم يوافق على ذلك العرض. ولاحقا نشر الصحافى المصرى يوسف الشريف الرواية بكاملها دون اشارة الى دور احمد سليمان فى اجهاض الاتفاق، وذكر يوسف الشريف أسماً لرجل، لمع اسمه بعد انقلاب مايو، ولم يكن معروفاً قبلها، كما لم تكن له قط صفة قيادية فى الحزب الشيوعى، على أساس انه هو الشيوعى المعنى فى عرض اللواء أبارو. ورغم ان ملاسى ترك الامر معلقاً، الا اننى قرأت من بين السطور، ما يوحى بأن شخصاً ما، لعله احمد سليمان نفسه، ربما كان وراء تزويد يوسف الشريف بتلك المعلومة الخاطئة عمداً بغرض التعمية وذر الرماد حول الشخصية الحقيقية التى عناها اللواء احمد عبد الله أبارو.

    ولكن ملاسى، فى محورٍ آخر، ينصف أحمد سليمان إنصافاً، اذ يرد عنه غائلة الاتهامات بأنه كان وراء المظالم التى ارتبطت بلجنة التطهير المنبثقة حكومة اكتوبر الاولى، ويقرر أن معظم القرارت المتطرفة التى اتخذتها اللجنة لم يكن وراءها احمد سليمان كما ساد الاعتقاد واستشرى، بل كان مبتدرها ومحركها والرابض من رائها هو الدكتور محمد صالح عمر، ممثل الاخوان المسلمين. وقدم ملاسى نماذج وامثلة محددة لممارسات محمد صالح عمر، التى دمغها بالظلم والتطرف فى مواجهة الاشخاص المستهدفين. وأعقب ملاسى تقويمه لاعمال تلك اللجنة التاريخية بحكم شامل اعلن فيه ان معظم قضايا الثراء الحرام وصور التطهير، وهو التعبير الذى كان شائعاً عهدذاك للدلالة على الفصل من الخدمة المدنية او العسكرية، التى انغمست فيها اللجنة كانت فى واقع الامر قائمة على أحقاد شخصية وتصفية حسابات بين موظفى الدولة، ونتج عنها خسارة أجهزة الخدمة العامة لعدد من القياديين المتمرسين.

    (4)

    لم يحاول صاحبنا أن يلتزم جانب الحذر، أو أن يتخذ لنفسه سواتر من اى نوع وهو يدلف الى سيرة الاموال التى كشفت التحقيقات التى تمت بحضوره واشرافه، ان الحكومة دفعتها لعدد من الصحافيين والشخصيات النافذة بغرض دعم النظام العسكرى وتحسين صورته، وذلك بموجب مستندات رسمية، فأورد الاسماء، بل وأورد تفصيلات المبالغ المستلمة فى حالات بعينها، وهى مبالغ مهولة بمقاييس ذلك الزمان. من الاسماء اللامعة الاستاذ عبد الرحمن مختار مؤسس ورئيس تحرير جريدة "الصحافة"، والصحافيين الكبيرين رحمى سليمان وصالح عرابى، وقد استلم كل منهم مبلغ عشرة الف جنيه، وهو ما يعادل حوالى اربعين الف دولار امريكى لكل واحد. كما دوّن أسماء بعض الصحافيين الذين كانوا يتلقون مبالغ شهرية منتظمة كان يسلمها لهم سراً وكيل وزارة الداخلية، ومنهم الصحافى المعروف الاستاذ ابراهيم عبد القيوم، الذى ترأس تحرير صحيفة " الاحرار" وهى اول صحيفة تصدر بعد انقلاب مايو، ثم صحيفة "الايام" فى وقتٍ لاحق. وكذلك الصحافى حسين عثمان منصور، والد مرشح الرئاسة السابق الملياردير السموأل حسين عثمان منصور، الذى يبدو انه أدمن تسلم الاموال الحكومية، فقد جاء ذكر نفس الرجل فى موقع آخر من المذكرات مع اشارة الى انه أصدر صحيفة باسم " الصباح الجديد" أثناء وجوده فى لندن ضمن قوى المعارضة لنظام مايو فى منتصف السبعينات، ثم قام ذات يوم بطلب مقابلة السفير العراقى فى لندن، وهناك قدم نفسه على انه آخر وزير اعلام فى الحكومة الديمقراطية التى اطاح بها انقلاب النميرى، وهى معلومة غير صحيحة بطبيعة الحال اذ ان ذلك الصحافى لم يتولّ منصبا وزارياً طوال حياته، وطلب الرجل معونات مالية من السفارة، التى تحققت من شخصيته وكشفتها ثم أهملته.

    وقد اضحكنى، حتى بدت نواجذى، ما جاء فى المذكرات من ان الاستاذ عبد الرحمن مختار عندما ووجه بالمبالغ التى تسلمها امام لجنة التحقيق لم ينكرها، وانما دافع عن نفسه بالقول انه تسلمها تحت تهديد السلاح، وأن وزير الاعلام اللواء طلعت فريد وضع المسدس على رأسه واجبره على استلام المبلغ. (انا شخصيا، وصديقى عادل الباز، رئيس تحرير هذه الصحيفة، على اكمل استعداد لاستلام اى مبالغ تقدم الينا من اى جهة، دون حاجة الى وضع المسدسات فوق رأسينا).

    وقد أشار ملاسى الى قضية منفصلة ضد عبد الرحمن مختار بشأن تسلمه أموالاً من حكومة اثيوبيا عن طريق البنك الاثيوبى بالخرطوم بغرض مساعدته على تأسيس جريدة "الصحافة". وقد استدعى ذلك الى ذاكرتى مقالاً لصديقنا الاستاذ كمال الجزولى أشار فيه الى قوة نفوذ السفارة الاثيوبية، والملحق العسكرى الاثيوبى تخصيصاً خلال تلك الحقبة، وتدخل اثيوبيا على عهد الامبراطور هيلاسلاسى فى الشئون السودانية. كما استدعى الى ذاكرتى فصلاً من كتاب "بين الصحافة والسياسة" للاستاذ محمد حسنين هيكل جاءت فيه إشارات صريحة ومستفيضة الى حقائب مكتظة بأوراق اليانكى الخضراء كانت ترسلها جهات امريكية وتوضع على مكتب الاخوين على ومصطفى أمين فى مرحلة تأسيس صحيفة "اخبار اليوم". [ نواصل ]

    الرائد الذى كذب اهله

    الفضل من بعد الله للصديق الدكتور عبد الوهاب الافندى، والصديق الآخر الكاتب الاستاذ عبدالله الفكى البشير، أن نبهانى الى خطأ اشتملت عليه الفقرة الاخيرة من حلقة الاربعاء الماضية، حيث كتبت ما يوحى بأن لفظة "الرائد" التى اتخذها حزب المؤتمر الوطنى اسماً للصحيفة الناطقة بلسانه، ربما كان اول من استخدمها هم الطلاب البعثيون فى بداية الستينات عندما اصدروا صحيفة حائطية تحت ذلك المسمى بجامعة الخرطوم. لفت نظرى الصديقان الى ان هناك صحيفة سودانية صدرت فى الخرطوم باسم "الرائد" فى بدايات القرن العشرين وتحديدا خلال الفترة من ١٩١٣ الى ١٩١٨. وقد استفاض بعد ذلك الاستاذ عبد الله الفكى البشير فكتب مقالاً من ثلاثة الف وثلاثمائة وثلاثون كلمة، بعنوان (اسم الرائد فى الفضاء الصحافى السودانى) ما ترك فيها ولا أبقى عن صحيفة "الرائد" السودانية، تعقب فيه أصلها وفصلها و تاريخها فى سياق بحث شامل ومتكامل ما رأيت أجود ولا اقيم منه فى معظم الكتابات التى قرأتها فى هذا المضمار. وقد بدت لى مقالة استاذنا عبدالله الفكى البشير، لولا اشاراته الى كتاباتى وتقريظه لشخصى، أقرب الى ان تكون بحثا دقيقا وممنهجاً لرسالة ماجستير او دكتوراه عن تاريخ الصحافة السودانية.

    مزمل سلمان غندور

    وجدت فى مذكرات الاستاذ شوقى ملاسى نصاً لحديث دار بينه وبين المغفور له الرائد فاروق عثمان حمد الله، عضو مجلس قيادة الثورة عند الانقلاب المايوى عام ١٩٦٩ وعضو مجلس انقلاب يوليو ١٩٧١. وفى ذلك النص يرد على لسان الرائد فاروق حمد الله ان اسم العميد (م) مزمل سلمان غندور كان مطروحا ضمن المرشحين لرئاسة مجلس قيادة الثورة عند التحضير لانقلاب مايو، وانه شخصيا اعترض عليه على اساس ان مزمل (رجل طموح وتصعب السيطرة عليه). وكنت قد كتبت من قبل متشككاً فى الاقاويل التى ترددت عن ترشيح العميد غندور، على اساس ان الاسمين المطروحين كانا هما فقط اللواء احمد الشريف الحبيب والعقيد جعفر نميرى كما ورد فى العديد من الروايات التى اطلعت عليها. وها قد قطعت جهيزة قول كل خطيب. لا املك اذن الا ان اعتذر للقارئ عن تنطعى وافتئاتى على التاريخ بغير علمٍ ولا هدىً ولا كتابٍ منير، واعتذر قبل ذلك لسعادة العميد مزمل سلمان غندور، فله العتبى حتى يرضى.



    نقلا عن صحيفة "الاحداث" – 24 مارس 2010
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de