|
رصيد سوارالذهب التاريخي تساوره الشكوك والتساؤلات / أحمد بدري
|
Quote:
رصيد سوارالذهب التاريخي تساوره الشكوك والتساؤلات
نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية يوم الأثنين 8 مارس تقريرا عنوانه " سوار الذهب يدشن من القاهرة حملة لدعم انتخاب البشير رئيسا للسودان". وحمل بريد المحرر في ذات الصحيفة عدد الثلاثاء 9 مارس تعقيبا من القارئ المحترم عادل أحمد القداتي بأن المشير سوار الذهب يعرف ما يفعله باعتبار البشير الرجل المناسب لقيادة السودان.
في 6 أبريل من عام 1985 أعلن القائد العام للقوات المسلحة آنذاك عبدالرحمن سوارالذهب انضمام قيادات الجيش الى انتفاضة الشعب التي سيطرت على شوارع العاصمة والمدن والأقاليم لقرابة الأسبوع. وتولي المشير سوارالذهب السلطة عقب الأعلان عن تنحية الرئيس جعفر محمد نميري من رئاسة الجمهورية والقيادة العليا للقوات المسلحة. واستمر سوار الذهب رئيسا للمجلس العسكري الأنتقالي عاما كاملا قبل تسليم السلطة لحكومة جاءت بانتخابات ديمقراطية. وعملا بمبدأ الظن الحسن نقول ان سوار الذهب لم يقدم على استلام السلطة في البلاد " مجبرا أخاك لا بطل " كما قال كثيرون اذ تناقلت المجالس حينها أن القائد الجديد دفع دفعا لأستلام السلطة من جانب قادة الأسلحة ثم لجأ سوار الذهب للصيام تكفيرا عن حنثه بالقسم وخروجه عن البيعة التي أعلنها على رؤوس الأشهاد للرئيس القائد النميري.
وبعد انتهاء فترة رئاسته الأنتقالية للسودان تقلد سوارالذهب رئاسة مجلس الأمناء لمنظمة الدعوة الأسلامية. ونحسن الظن مرة أخرى باعتبار رئيس سلطة الأنتفاضة الشعبية رجلا زاهدا سعى في خدمة الأسلام والمسلمين ابتغاء لوجه الله ومرضاته لا يريد جزاء دنيويا ولا شكورا. ويحق لنا أن نسأل الرجل الذي انقلب في عام 1985 على نظام عسكري شمولي تضامنا مع جمهوره السوداني من أجل استعادة الحريات الديمقراطية كيف أباح لنفسه تزكية حاكم تولى السلطة بانقلاب مسلح ادعي كذبا أنه بتخطيط من القيادة العامة ضد سلطة شرعية منتخبة . وهدذ سوارالذهب اذا أن يستمرالبشير هذا الحاكم الأنقلابي في صهوة الحكم عن طريق الأنتخاب؟!
ولو كانت لسوار الذهب رئيس منظمة الدعوة الأسلامية منطلقات دينية في تزكية البشير والأنخراط في حملة داخلية وخارجية لأنتخاب انقلابي رئيسا للجمهورية فمن الأحرى أن يفاضل بينه وبين مرشحين آخرين للرئاسة من حيث المؤهلات الفكرية والفقهية وشروط الأمامة. سنظلم مرشح حزب الأمة الصادق المهدي ظلما بينا عند التفضيل بينه وبين مرشح المؤتمر الوطني عمر البشير الذي يزكيه سوار الذهب مقامرا بموقعه على رأس منظمة اسلامية واسعة الرقعة متشعبة الأتباع وبسجله الشعبي في انتفاضة رجب/ أبريل. ولنترك تأهيل الصادق المهدي في هذا الحيز الفكري لما سجله هو قولا وكتابة ولما التزم به من زهد وعفة في اليد واللسان . ولنكتفي للبشير بما سفك من دماء بريئة لجهاديين ومقاتلين في حرب الجنوب وفي قرى آمنة في دارفور ومتهمين بحركات انقلابية ضد حكمه ولمواطنين أعدموا جورا في حيازة حفنة من الدولارات ومن تحد صفيق للمعارضين لقلع السلطة بالسلاح . ليس كبير القوم في تراث أهلنا من يحمل الحقدا !!
ولو ادعي سوار الذهب انحيازا لوحدة البلاد كما يقول لرمى بثقله من وراء مرشح الحركة الشعبية ياسرعرمان أو مرشح المؤتمر الشعبي عبدالله دينغ. وربما نتساءل لما عرف عن آل سوار الذهب من صلات وثيقة بالسادة الختمية والحزب الأتحادي الديمقراطي العريق لماذا لم يخص مرشحه حاتم السر بالتضامن والتشجيع. ولو كان سوارالذهب صادقا في التزامه بمبادئ الأتحاد الأشتراكي الذي بايع رئيسه جعفر نميري قائدا للمسيرة على مدى عقود لأفرد تزكيته للمرشحة الأشتراكية فاطمة عبدالمحمود . وان كان المشير عسكريا ثابتالجنان وعامر الولاء للمؤسسة القومية الأصيلة كما عرف عن رجال الجيش الأشاوس لكان العميد عبدالعزيز خالد المرشح الجدير بتزكيته. وان فضل رئيس فترة الأنتفاضة التعاطف مع قوى الهامش وتنمية الريف لآثر تعضيد المرشح القادم من جنوب كردفان منير شيخ الدين. ولو زعم المشير سوار الذهب لنفسه بعدا دوليا ورحابة فكرية بحكم انتمائه لمنظمة الدعوة الأسلامية ولدائرة العولمة الجديدة لتوقعنا أن يخص مرشح الرئاسة الدكتور كامل أدريس بالمؤازرة والتمييز.
لكن .. انضم سوارالذهب الى حملة سطان جائريلهث وراء السلطة وان كانت وبالا على مستقبل وطنه ووحدة أرضه ورفاهة مواطنيه. ضرب سوارالدهب عرض الحائط بالحكمة التي تقول الراعي واعي والرائد لا يكذب أهله . لماذا يا ترى وضع رئيس الأنتفاضة الشعبية رصيده التاريخي ذاك بخيره وشره في مهب الريح ؟! .
أحمد بدري |
|
|
|
|
|
|