|
خادم الله طلقوها .... يا ساتر !!!!
|
أرسلتنى أمى لدكان يوسف البحارى ( هكذا كنا نناديه نسبةً لأنه قادم من جهة البحر ) .. وككل الصبيان فى زمنى .. كنا نتلصص الرؤيا والسمع فى طريقنا لأى مكان .. فى الطريق الى الدكان نما الى سمعى صوت بعض نساء الحى وهن يشربن البن فى راكوبة بت بشر ( لا أعرف أسمها الحقيقى فقط ينادونها هكذا الى أن ماتت ) .. ويتناولن سيرة نساء الحى .... صوت حواء زوجه الحاج كان أوضح وهى تتحدث عن بعض النساء بشىء من السخرية و التشفى من البعض ... تحدثت عن كل شىء وعن كل التفاصيل ... إبتداءاً من عواسة الكسرى الرهيفة و أنتهاءاً بفراش الزوجية ... وفى رحلتها تلك من أشباع المعدة وحتى أشباع الجسد ( لم أقل الروح ) كانت هناك تفاصيل أكبر من وعيى وإدراكى فى ذلك الحين ... لم أحفل بها .. ولأكون أميناً لم أدرك كنهها أبداً ... لم يطل وقوفى و حين هممت بمتابعة السير سمعت أن خادم الله طلقوها ... وكان ذلك صوت خالتى سعدية أم محمد صاحبى ... سألتها خالتى زينب : ومالها طلقوها ؟ ... والله قالوا لقوها ما شريفة .. هكذا ردت سعدية .. يعنى شنو ما شريفة سألت نفسى وغادرت .. لم يفارق صوت خالتى سعدية أذنى أبداً ... فالكلام فى حد ذاته لم يكن يعنى لى شيئاً ... بقدر ما كانت خادم الله هى التى تعنينى ... هى ليست فى عمرى .. تكبرنى بعشرات السنين ... لكنها جميلة جداً .. وجميله هذى على حسب معرفتى بالمرأة فى ذلك العمر ... لكننى حين كبرت إستعضت عن جميلة جداً ... بفاتنة جداً و أنثى جداً جداً .... لم تكن كبنات الحى ... هادئه خجولة ... حتى أن أم سلمة زوجة الصول أحمد تمنت أن لو كانت خادم الله بتها رغم أن نساء الحى يصفن أم سلمة هذى بطولة اللسان وعجب الروح ومافى زول زيها ... يعنى أيه ما شريفة ...ما بتعرف تعوس يعنى ؟ ولا ما بتعرف تسوى الملاح ؟ ولا ؟ ولا؟ كل الإحتمالات مرت بذهنى إلا المعنى الحقيقى المقصود ... سألت عن المعنى ... والله يخبتوك خبت أكان سألت جنس السؤال دا .. أنت مالك شليق كدا .. هكذا كانت أجابت شقيقى الذى يكبرنى بثمانيه سنين ... خفت ... إذن الموضوع اكبر من سوات الأكل ... ولم يزعفنى عقلى فى ذلك العمر ... و أصبح الموضوع اكثر التصاقاً بذهنى ... بل أصبح تساؤلاً لم تسلم منه كل النساء فى محيطى بلا إستثناء ... والذى أشعل الأمر أنها خادم الله ولا أحد سواها ... مرت الأيام و السنين ... تغيرت أفكارى وبيولوجيتى و تكوينى الجسمانى ... صارت المرأة عندى فاتنة و أنثى ... ليست جميلة وسمحة .. و أختلف إحتياجى للمرأة ... وبدأ إدراكى ومداركى ووعيى بالأمور يكبر شيئاً فشيئا .. ولا زال السؤال قائماً .. كيف يعنى ما شريفة ؟ على الرغم من أنى بدات افهم و أدرك المعنى أو المقصود بهذه العبارة ... ورغم ان رجالات الحى و فى جودية فى بيت ناس خادم الله رجعوها لى بيتها ... وعرفنا حينها أن سبب الخلاف عدم إلتزام الزوج بوعود ما قبل الزواج بأن يكون لخادم الله بيت منفصل و بعد أن تم الزواج حاول تسكينها مع أسرته و هذا ما رفضته تماماً ... و حكاية ما شريفة دى طلعت كلام نسوان ساكت ... وهنا برز السؤال الأهم ... كيف يعنى تكون المرأة ما شريفة ؟ وما هو المقياس والمعيار الذى يقاس به الشرف من عدمه ؟ وهل للشرف علاقة بهذا المعيار ؟ وهذا هو الأهم وما سنحاول مناقشته ونواصل ......
|
|
|
|
|
|