|
د. آمال جبرالله : من وراء الحيوانات المتوحشة .. وما هو الهدف ؟؟
|
د. آمال جبرالله : من وراء اليوانات المتوحشة .. وم هو الهدف ؟؟
المقال منقول عن صحيفة الميدان
يعيش المواطنون داخل العاصمة وفي أطرافها حالة من الخوف والرعب بسبب الحيوانات المتوحشة والتي اجتاحت مختلف المناطق واعتدت على الناس والحيوانات الأليفة حتى داخل المنازل . بل ورد في الاخبار أن هذه الحيوانات وصلت حتى منطقة الجزيرة بالتحديد البشاقرة والتكينة وأصبح هذا الموضوع الشغل الشاغل للمواطنين بسب حالة الهلع وعدم الأمان السائد لدرجة انعدام النوم الكافي مما أثر على استعداد الطلاب للامتحانات وفضل الناس عدم الخروج من المنازل ما أمكن. هذا وقد تعددت تصريحات المسؤولين من الشرطة ومن العاملين في مجال الحياة البرية والأكاديميين حول طبيعة هذه الحيوانات ، وبالمقابل عبر المواطنون عن هلعهم وضرورة معرفة الحقيقة لأن الآمر يتعلق بحياتهم . وفي هذا الإطار أفردت بعض الصحف صفحات كاملة عن هذه الحيوانات المتوحشة وصورها ونشرت القصص المثيرة حولها والتي وصلت حد أشبه بالأساطير، بل تفتخر بعض الصحف بارتفاع مبيعاتها من فرط الإثارة التي تطفح بها صفحاتها وتلهف المواطن لمعرفة الحقيقة . أن تصريحات المسؤولين المتضاربة والكتابة في الصحف والتي لاتقدم إجابات شافية لأسئلة المواطنين أسهمت في تعميق حالة الخوف وعدم الطمأنينة، وبالتالي الإحساس بالعجز في مواجهة هذه الوحوش . بل وأستمر مسلسل التضليل وتغييب الحقيقة بحملة قتل الكلاب الأليفة حتى وصلت إلي الآلاف، هذه الكلاب لاعلاقة لها بالموضوع البتة بل يستخدمها المواطنون لحماية المنازل والمنشآت وترافق الرعاة في السهول والمراعي وغيرها من الاستخدامات المعروفة بل أن بعض الدجالين والمشعوذين استغلوا هذه الفرصة وحوجة المواطنين للطمأنينة والسلام مقابل أثمان باهظة. كل ما تم حتى الآن لا يخرج عن إطالة الاستهتار بأرواح المواطنين والحيوانات بتحويل الأمر موضوع للإثارة أو العرض خارج الحلبة بهدف إخفاء الحقيقة والضحية هو المواطن . الحقيقة هي أن هذه الوحوش سواء كانت كلاب أو ذئاب أو هجين من الاثنين أو غيره شكلت خطراً على المواطنين، وهي حيوانات غير معروفة في السودان في مختلف مناطقه ومناخاته المتعددة، مما يطرح أسئلة مشروعة لابد من الإجابة عليها السؤال الأول : كيف دخلت هذه الوحوش للسودان سواء أن كان ذلك برا، بحرا أو جوا ؟ بالتأكيد أن ذلك تم بعلم كل أو بعض المسؤولين . إذا أن هذا العدد الضخم من الحيوانات لا يمكن إخفاؤه من هي الجهة أو الشخص أو المجموعة التي سمحت بدخول هذه الحيوانات .
السؤال الثاني: هل يمكن لأي شخص كان مسؤول حكومي أو تاجر أو حتى باحث أن يدخل أي حيوانات من والي البلاد أو حتى داخلها ناهيك عن حيوانات مفترسة ؟ فالدول المسؤولة لها من القوانين والضوابط والآليات فيما يتعلق بنقل وتربية وبيع واستيراد الحيوانات بما يكفل حماية الإنسان والبيئة .
السؤال الثالث: ماهو الهدف من استيراد هذه الحيوانات المتوحشة؟ ففي هذا الجانب ذكر البعض أنها استوردت بغرض حماية بعض المسؤولين والمباني، وذكر آخرون أنها استوردت وفق صفقة بين مسؤول (تاجر) والشرطة (جهة أمنية) ولكن اختلف الطرفان مما اضطر المسؤول التاجر لأن يطلق سراحها بهذه الطريقة المستهترة . مجموعة أخري أكدت بان هذه الوحوش قد استجلبت لفض المظاهرات وتخويف المواطنين أثناء فترة الانتخابات ، وذهبت مجموعات أخري أكثر فقالت أن ذلك تم بغرض الصيد، وقلة يعتقدون أن الأمر له علاقة بالبحث عن الذهب في منطقة نهر النيل وتمتد القائمة حسب المصدر وهدفه وتغييب الحقيقة.
السؤال الرابع: من هو الشخص المسؤول أو الأشخاص المسؤولين عن هذه الجريمة النكراء الممتدة ؟ لماذا التكتم عليه أو عليهم ؟ ولمصلحة من يتم هذا ؟ إن الجهات المسؤولة وعلى أعلي مستوي مطالبة بتوضيح الحقائق أمام المواطنين ، والضوابط التي تمت حتى الآن لاحتواء هذه الكارثة ووقف حملات الإثارة الإعلامية وقتل الكلاب الأليفة والتي لا علاقة لها بالموضوع . وذلك هو السبيل لاستعادة ثقة المواطن واستقطاب جهده للحد من الكارثة وإعادة الطمأنينة للجميع وهم نيام في منازلهم.
|
|
|
|
|
|