|
يومين .. من سوق الحرامية
|
في ذلك الصباح .. كل شئ لا يبدو كما كان .. حتى شجر النيم في مدخل منزلنا كان قبيح المنظر والشارع يبدو أنه يتنازع الهواء جراء دفنه كل يوم .. أحياناً بماء آسن لفقراء لا يقوون على حفر الآبار وتارة لأغنياء خلعوا عنهم قبح بيوتهم القديمة وأبدلوها بتلك البنايات المشوهة ذات السعر المتدني والجدران العالية .. خرجت وأنا أمسك بكوب القهوة كعادتي كل يوم .. فلا أنا المتسابق مع الزمن للحاق بدفتر حضور وإنصراف ولم أعد ذلك الطالب الذي لا يحمل من هموم الدنيا سوى يومه ذاك وكيف سيقضيه .. هزل جسدي – الهزيل أصلا ً – واستمرأتني كل أمراض العالم الثالث .. الملاريا ليست مما أشكوه للطبيب ولكن ما يخشاه الطبيب كل ما رآني هو أن تغطي أدوية الملاريا على أعراض بقية الأمراض .. كل ما رشفت من كوب القهوة الصباحي تتبادر إلى ذهني تلك الفاتنة بضحكتها .. بلا مبالاتها لكل من يمشي على رجلين .. مغرورة .. مغرورة ليست ثقة بالنفس .. بل هو الغرور في أبشع وأروع صوره .. كانت في مشيتها تدق الأرض بحذائها العالي .. ينتهي الحذاء بالقرب من ركبتها .. لعدد من السنين .. لا أعلمه الآن كانت أميرتي .. في صحوي وهذياني في حلمي وأنا نائم أو مستيقظ .. لم أفتن من قبل كفتنتي بها ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يومين .. من سوق الحرامية (Re: محمد عمر جبريل)
|
أحببتها .. ولم تك تملك إلا أن تحبني .. قضينا سويا عاماً أو يزيد .. كنا نقطع جسر أمدرمان الجديد يوميا .. كل مساء ساعة المغيب .. في مشيتنا كنا نقطع الكبري ونحن نقرأ (سورة يس) ونحن عائدون تتشابك أيدينا ونغني أحتاج دوزنة .. وترا جديدا لا يضيف إلى النشيد سوى النشاز أتراه إبداع النّو الذي أختار أن يبدأ النص من هنا ليقدم لنا إحدى أجمل أغنيات عقد الجلاد أم هي عبقرية محمد مدني الذي أختارأن لا يبدأ النص من هنا ..! مضى العام سريعا .. وها أنا مغلول الأيدي لا أملك من أمري سوى الإنتظار .. إنتظار ما تخبئه لنا الأيام .. ومضى العام بعد العام ولا زلت أدمن الإنتظار .. هنا .. على حافة المنزل خلف هذه الأشجار البائسة .. مخطئون هم من ارتضوا الحياة على الحواف . عندما ناداني صوت من داخلي لأفعل أمرا ما عسى أن ألحق بتلك الفاتنة لم أكن أملك حتى البدايات .. أردت أن أقوم بأمر ما لأثبت لها أني – على ألأقل – أحاول .. عدت داخل المنزل لم يكن هناك سوى نسوة يتجاذبون أطراف الحديث مع أمي في الجزء الآخر من المنزل .. أخرجت كل ثيابي البالية منها والجديدة .. وكل ما في جيبي لا يكفي أن أذهب مرتين لأمدمان وأعود .. وضعت كل ثياب داخل شنطة ومحفظتي وورقة خلو الطرف من الخدمة الإلزامية وضعتها جميعا داخل الشنطة .. وخرجت من المنزل .. لا أدري إلى أين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يومين .. من سوق الحرامية (Re: محمد عمر جبريل)
|
بعد أن نزلنا من الحافلة أصر الرجل الغريب على أن نذهب للعشاء في أحد المطاعم المجاورة للموقف .. وأنا كل ما أمتلكه من حطام الدنيا لا يتجاوز الجنيهات الستة بعد دفعت ثمن تذكرة الحافلة من الخرطوم إلى القضارف ... وأوشك أن أقع مغشياً .. ونفسي تخبرني بمدى الإحراج الذي سيصيبني إن أنا وافقت ولم أدخل يدي في جيبي لأدفع .. رغم كل شئ لا زلت أربأ بنفسي أن أقع في مثل هذا مأزق .. أصرّ الرجل إصرارا عظيما على العشاء .. وجوعي أيضا يُصر .. حتى لو كان هذا آخر ما سأفعله في هذه الدنيا .. أكلنا .. حتى تهللت أسارير وجهي وعادت عروقي تنبض بالحياة مرة أخرى ... وبشهامة أهل تلك المدينة أبى الرجل إلا أن يدفع وحده .. برغم إلحاحي الشديد .. عندها سألني أين سأنام الليلة ؟ بعد ذلك بقليل كنت أنام مع هذا الرجل في منزلهم .. وفي الصباح الباكر أخبرني كيف أستقل أحدى اللاندروفرات المتجهة إلى القلابات .. سحنتي كانت مختلفة تماما عن بقية الراكبين مع على ظهر اللاندروفر.. ظللنا وقوفا طوال رحلتنا ... وصلنا أولا لدوكة وتقافز الرجال والصبية من ظهر العربة ليتناولوا طعامهم فقد إنتصف اليوم والجميع يشق عباب تلك المناطف منذ الصباح الباكر وأنا كل ما تبقى لي هو جنيه واحد فقط لا غير فقد كان ثمن هذه التوصيلة خمسة جنيهات .. تسابقت الجموع إلى المطاعم وأنا جلت ببصري أبحث عن زير ماء .. أغسل به وجهي ورأسي من أرتال الغبار .. ولأني أيضا لا أملك ثمن تلك الوجبة أي وجبة .. إتكأت بظهري على جذع أحدى الأشجار الضخمة الكثيرة المنتشرة هناك واضعا اللاندروفر نصب عيني .. أقاوم بشدة رغبتي في النوم .. لم أشعر بمثل هذا التعب من قبل .. ولأول مرة – وأنا صاحب الثلاث وعشرين ربيعا – في ذلك الوقت – أشعر بالخوف .. الخوف من المجهول ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يومين .. من سوق الحرامية (Re: محمد عمر جبريل)
|
أخرجت صورتها من الحقيبة .. تلك الفاتنة .. هي صورة إلتقطت في أحدى الرحلات الجامعية في زمن جميل .. في الصورة كانت تنظر إلي في تأمل شديد .. وأنا أشيح عنها بوجهي مربعا يداي على صدري .. كانت صورتي المحببة بدأت الجموع بالركوب مرة أخرى على ظهر العربة .. لتنزل وتطلع بنا على تلك التلال الصفراء .. كل المدى يبدو أصفر اللون .. والأصفر يكسو كل دواخلي .. حتى أني أشعر بدمائي قد أخدت نفس اللون غابت الشمس .. والعربة تواصل رحلتها طلوعا ونزولا .. ولا شئ يلوح في الأفق .. الساعة الآن العاشرة مساءا .. وصلنا لمنطقة تسمى كُـنّينَة .. يجب أن تتوقف الرحلة هنا .. ممنوع أن تدخل العربات لمنطقة القلابات ليلا .. كمٌ كبير من اللاندروفرات واللواري متوقفة .. والكل يتحلق حول ستات الشاي .. وأنا كنت الوحيد الذي يسير وحيدا الجوع والتعب هم رفاقي في هذه الرحلة .. غدا .. عند الصباح الباكر ستنطلق العربات جميعها في موكب واحد يحرسها الجيش .. سألت أحدهم كيف يقضي الناس ليلتهم هنا ؟؟ أخبرني .. يجب أن تذهب لإحدى ستات الشاي المنتشرات هناك وتشرب من أحدى مشروباتها الساخنة ثم تتفق معها على إيجار العنقريب للمبيت عليه حتى الصباح وقد .. تسمح لك بالمبيت بإحدى القطاطي .. كباية شاي وزلابية بجنيه عليك الله ... وأخذت العنقريب وإنزويت بعيدا من جلبة المسافرين ... كان من المستحيل أن أنام وأنا أضع هذه الحقيبة أسفل رأسي لأن أبعاد العنقريب لم تكن تسمح بذلك ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يومين .. من سوق الحرامية (Re: محمد عمر جبريل)
|
أشرقت الشمس ولم أجد الحقيبة تحت العنقريب كما وضعتها .. لم أجد إلا نفسي وحيدا مفلسا .. تتخبط خطواتي ولا أدري ماذا عساي أن أفعل .. انفض سامر القوم .. ولا أثر لست الشاي أو أي من زبائنها .. وتداخلت الألوان مرة أخرى أخبرت أحد المارين بأني قد سرقت هنا .. فلم يبالي .. ضحك وطلب مني أن أتعوض الله .. فخدمات الشرطة لم تصل هنا . الحقيبة كانت فارغة .. إلا من صورتها .. وشهادة الخدمة الإلزامية . تزداد الأوجاع الواحد تلو الآخر وتتوالى الضربات .. وأرفض أن أقع مغشيا علي . ذهبت إلى حيث كان جمع السيارات يقف .. فلم أجد اللاندروفر.. صرت أجري كالمجنون في كل الإتجاهات ولا أرى شئ .. حتى أشكال الذين كانوا معي على متن العربة لم أستطع أن أميز منهم أحدا .. أو ربما إختلطت علي العربات وأشكال الناس .. جميعهم يتشابهون في الملامح والملبس وكل شئ .. كل شئ.. أنفاسي تتقارب .. وسواد يهاجم عيناي كأن نور الشمس يخبو شيئا فشيئا أسماع دقات قلبي قوية .. عنيفة وسقطت ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يومين .. من سوق الحرامية (Re: محمد عمر جبريل)
|
فجأة .. وجدت نفسي جالسا على ذلك الجسر مرة أخرى نترنم بتلك الأغنية مرة أخرى .. ولأول مرة أخبرها بأن الأغنية مبتورة .. وأن محمد مدني لم تكن له نفس بدايات عثمان النّو .. وأن القصيدة حتى تغنّى يجب أن تتماشى مع الذوق العام كنا نضحك وتضحك معنا كل الأشياء .. حتى البحر بادلنا الإبتسام وتوقفت العربات عن رحلاتها التي لا تنتهي على الجسر .. فقط أنا وهي بلا رقيب أو حسيب ومحمد مدني يقول في قصيدته: أحتاج دوزنة ً تفك حبالكم عني وتربطني بكم كيف التقيتم… خلفَ نافذتي تجمهرتِ البنادقُ ناصبتني الشعرَ والخوفَ المسيجَ بالخمور قرّبت بين النساء وباعدت بين النساء وبيننا - نادوا الوصيفات الشهود وكل خدام البلاط - هذا النكوص يخيفني…. سأدس باطنَ راحتي في صدرها وأظل أعلن أنه _ قد قٌد من دبر _ فكيف ترونني ….؟! والمقطع الأخير في القصيدة أرتجف كل ما مررت به من فرط ما فيه من خيال .. عندما استيقظت كانت الشمس أقوى من يومنا السابق .. وأخبرني من معي على متن اللاندروفر بأني كنت أهذي بشئ من الشعر طوال الرحلة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يومين .. من سوق الحرامية (Re: محمد عمر جبريل)
|
كانت العربة قد إنطلقت بنا منذ الصباح الباكر بين تلك التلال الصفراء بعد أن وقعت مغشيا .. وعندما علموا بأني غريب عن تلك الديار لم يتردد صاحب اللاندروفر هذا في مد يد المساعدة .. وبكل شهامة قاموا بحملي على ظهر اللاندروفر ومحاولة إيصالي لمستشفى القضارف .. بعض الركاب العائدين إلى هناك كانوا أيضا على متن اللاندروفر وامرأة عجوز تقرأ على وجهها كل جغرافيا تلك الأمكنة .. تذر على وجهي قطرات ماء وتغطينى بطرف ثوبها من حرارة الشمس .. عند المساء كانت الممرضة في مستشفى القضارف تغرس في يدي إبرة الجلكوز وشمس ذلك اليوم أيضا غرست في جبيني بصمتها .. أحدق في القوم الذين إلتفو حولي داخل المستشفى .. وأخجل أن أسألهم من أنتم .. أنتم السودانيون .. ربي !! أغمضت عيني بلا نوم محاولا تفادي مدى الحرج الذي كنت أحس به .. وتلك السيدة الرأوم تفترش الأرض وكأن هذا الراقد على السرير هو إبنها وليس غريباً وضعته لحظة يأس على متن لاندروفر عائد من كُنينة وكانت تجلس بجواره وهو يهذي من الحمى .. سرت على جناح خيال .. هناك إلى امدرمان حيث تكمن الفتنة العظمى .. أعلم تماما في تلك اللحظة أن آخر شئ قد يخطر على بالها .. أنا .. ربما كانت تمسح على ظهر قطتها وهي مستلقية في فراش أبيض .. أيضا وتيارات المكيف البلازما تجبرها على جرّ غطائها فوق قدميها الصغيرتين .. وياللمفارقة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يومين .. من سوق الحرامية (Re: محمد عمر جبريل)
|
بعد أن إنتهت زجاجة الجلكوز الثانية كان هناك شاب بالقرب مني .. أخبرته بأني أريد الإتصال بأحد معارفي بالقضارف ولكن لا أملك له عنوان أو رقم هاتف .. وكل ما أذكره هو أن والده كان جزّارا في سوق القضارف القديم .. بالقرب من عمارة التأمينات الإسلامية أخبرته بالإسم كاملا .. كان ياسين زميلي في الجامعة وهو الشخص الوحيد الذي أعرفه بالقضارف .. بعد نصف ساعة فقط .. كان ياسين وأسرته كاملة معي داخل العنبر بالمستشفى أخبرته بما جرى لي .. وأضفت على مجريات القصة بأني كنت أملك مبلغا كبيرا من المال داخل الحقيبة وفي طريقي إلى بلاد الحبشة للمتجارة في البُن .. كان من غير المنطقي بأن أقول الحقيقة مجردة .. ومن ذا الذي يعقل بأني خرجت من منزلنا في ذلك الصباح بعد إرتشاف كوب القهوة مباشرة إلى سوق الحرامية ؟؟!! لم يكن سهلا أبدا أن أبوح بتلك الأشياء .. أصرت حاجة الشول – والدة ياسين – على أن أذهب معهم للمنزل للمبيت هناك حتى الصباح .. بعد أن استرددت جزءا من عافيتي .. وحاجة الشول – هذه الأم .. تستحق أن أملأ الدنيا كتابة عنها .. وعن كرمها .. وشهامتها وسودانيتها المتأصلة فيها حد الثمالة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يومين .. من سوق الحرامية (Re: محمد عمر جبريل)
|
في اليوم التالي كانت الحافلة على مشارف السوق الشعبي الخرطوم بعد أن أعطاني ياسين ثمن التذكرة .. ترجلت من الحافلة وعلى يميني كان محل الإتصالات الذي أجريت منه آخرمكالمة وسمعت آخر الأصوات التي آلفها .. حملتني خطواتي مباشرة إلى ذلك السوق ... سوق الحرامية .. ورحت أتأمل في بعض القادمين إليه يحملون على أكتافهم حقائب تشبه للحد البعيد تلك الحقيبة التي كنت أحملها .. أهو اليأس أيضا ؟؟ .. يا ترى أم هي وطأة الفقر .. ؟ الشاهد في الأمر أن كل الذين يحملون حقائبهم على أكتافهم ويدخلون هذا المكان يقتسمون نفس الملامح .. نفس الأعمار .. شباب في ريعان عمرهم حملهم اليأس .. أو الفاقة إلى هذا السوق .. كان صديقي ياسين قد أعطاني بعض الجنيهات الإضافية لتعينني على وعثاء السفر .. عدت أدراجي لنفس محل الإتصالات السابق ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يومين .. من سوق الحرامية (Re: محمد عمر جبريل)
|
كنت أتمنى ان اعاود الإتصال بها مرة أخرى ولكن هي تعتقد بأني هناك أراقب تحميل جوالات البن على ظهر الشاحنات وأنا أنفث دخان سجارتي ... أتصلت بصديقي أحمد .. - إنت وييييييييين يا زول ليك كم يوم مختفي .. تعذرت بمشاغل وهمية وتجاذبنا أطراف الحديث .. وسألته عن أحواله .. أحمد كان أكثر حظا منّا .. بعد التخرج .. كانت وظيفته جاهزة في أحدى شركات والده .. فتلك الطبقة لا تعرف الملاريا مثلنا .. لا يحملون هم الوظيفة أو المال .. فكل شيء مرتب منذ الأزل من لدن رب كريم .. - ياخ ما بتبارك لي ليه ؟؟ - مبروك والله .. خير ؟؟ إن شاء الله اتزوجت بعض الأخبار نتوقعها .. نتقبلها .. أو لا نبالي بها .. وبعضها وإن كان ممكناً وواقعا معاش لا نصدقه .. ولا نريد أن نقبله .. كموت شخص عزيز مثلا .. الموت مخلوق من مخلوقات الله .. حقيقة ظاهرة للعيان .. الكل يعلم بأننا في طريقنا إليه .. أو هو في طريقه إلينا .. ولكن عند سماعنا لخبر موت شخص نعرفه .. أو تربطه بنا صلة قرابة .. أو صديق .. يمتد وقت رفضنا للخبر حتى نصدقه .. ردحا من الزمن .. وحتى تلك اللحظة لم أكن أعرف بأن هناك ما هو مؤلم أكثر من الموت .. حتى موتي أنا ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يومين .. من سوق الحرامية (Re: محمد عمر جبريل)
|
من دون كل النساء أختارها أحمد ... لتكون شريكته ... أحمد خطبها لنفسه .. ولكن ليست هذه مأساتي في تلك اللحظة .. لماذا هي وافقت ؟؟ هي تعلم بأنه صديقي .. لا لم يعد كذلك بعد الآن ولكن لماذا ارتضت أن تزيد من أوجاع هذا الكائن العائد من أكثر التلال اصفرارا محمولا على ظهر لاندروفر مغطى بطرف ثوب امرأة عجوز .. لم اتذكر حتى أن أسألها عن اسمها .. آخر ما أذكره هو حذاء صاحب المحل كان قريبا من وجهي وعيني .. ولم استيقظ بعدها إلى داخل المستشفي وزجاجة الجلكوز معلّقة أمامي مرة أخرى .. الفرق الوحيد .. هذه المرة .. أن أمي كانت بجواري .
إنتهت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يومين .. من سوق الحرامية (Re: محمد عمر جبريل)
|
Quote: وامرأة عجوز تقرأ على وجهها كل جغرافيا تلك الأمكنة .. تذر على وجهي قطرات ماء وتغطينى بطرف ثوبها من حرارة الشمس .. |
Quote: عند المساء كانت الممرضة في مستشفى القضارف تغرس في يدي إبرة الجلكوز وشمس ذلك اليوم أيضا غرست في جبيني بصمتها .. |
أبوحميد يا مبدع .. عبثاً أحاول ابلاغك عن صدق اعجابي بما اكتحلت به عيناي .. لذا آثرت الصمت . والصمت أبلغ!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يومين .. من سوق الحرامية (Re: محمد عبدالله مختار)
|
Quote: ولكن لماذا ارتضت أن تزيد من أوجاع هذا الكائن العائد من أكثر التلال اصفرارا محمولا على ظهر لاندروفر مغطى بطرف ثوب امرأة عجوز .. لم اتذكر حتى أن أسألها عن اسمها .. آخر ما أذكره هو حذاء صاحب المحل كان قريبا من وجهي وعيني .. ولم استيقظ بعدها إلى داخل المستشفي وزجاجة الجلكوز معلّقة أمامي مرة أخرى .. |
أوجعتني يا أبوحميد .. أوجعتني .
__________________ أنت كاتبي المفضل في هذا البورد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يومين .. من سوق الحرامية (Re: محمد عبدالله مختار)
|
الأخ محمد عمر وزواره سلام
و الله مبدع، و بوستك هذا فيه راحه بالرغم من مرارة الأحداث، لكن السرد الجميل السلس جذبني لمتابعتها بالرغم أني ملول للقراءة.
فإن كانت حقيقية و صلت و إن كانت خيالية ف ايضاًوصلت كمالحقيقة
سير و وفقك الله و متابع لك إنشاء الله.
------------------------------------------------------------------ الخبير محمد عبدالله وينك فمنتظرين إبداعاتك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يومين .. من سوق الحرامية (Re: محمد عبدالله مختار)
|
Quote: أنت كاتبي المفضل في هذا البورد |
محمد عبدالله .. يعني هسي عليك الله أرد أقول ليك شنو ؟؟ في داعي ياخي تحملني ما لا طاقة لي به ياخ حد الشكر يا عزيزي وربنا يجبر بي خاطرك وتحياتي للوالد وإن شاء الله لا إنت ولا هو ما تشوفو شر
| |
|
|
|
|
|
|
|