|
نظرة يا أبو هاشم
|
الوصية المعروفة ، " الفتة كان حاره ما تدخلوا أيدكم فيها " أصبحت تلقى بظلالها على الموقف السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي ، فالحزب حتى الآن لا مؤتمر ولا حتى اجتماع شورى . وكضاب من يعرف رأي السيد ، كما كان يفعل والده رضى الله عنه ، حيث لا يمكن أن تتحصل منه على إجابة معينة أو رأي أو موقف . وذكرني ذلك المشهد الذي رواه الاستاذ محمد حسنين هيكل في برنامجه تجربة حياة حيث أشار إلى أنه جاء موفداً من قبل ثورة يوليو لتلمس آراء السودانيين حول بعض المسائل المتعلقة بالوحدة والاستقلال والمصير المشترك (والذي مِنّهُ) فذهب إلى السيد عبد الرحمن فكان موقفه واضحاً ، ولما ذهب إلى السيد علي بدأ يحدثه عن سورة النمل وكان يريد رأيه فيما طرحه عليه فلم يجبه وتوقف خوفاً من أن يدلف للحديث عن سورة البقرة .
المهم أننا يمكن أن نستشف موقف السيد محمد عثمان وذلك بعد أن فارق الحليف الاستراتيجي (الحركة الشعبية) وامتنع من الذهاب إلى مؤتمر جوبا أو الظهور علناً في أي اجتماعات للتحالف ، في حين صعب على الزميل علي محمود حسنين المتمرد ألا يشارك في مؤتمر جوبا ، فذهب وزاد عليه ذلك غضباً على غضب ، فالواضح أن الحسيب النسيب قد حسب الأمر بدقة وتأكد له أن خوض سباق الرئاسة أمر لا يحمد عقباه وقد يعرض سمعته للأذى بين أتباعه ولذلك ترك باب التحالفات موارباً . ويبدو أن التوجه نحو المؤتمر الوطني بات وشيكاً خاصة أن في ذلك رداً للحركة الصاع صاعين وقفل الباب أمام الإمام الصادق في أن يفوز في الانتخابات القادمة حتى ولو في دورة ثانية . وإذا صح ما ذهبنا إليه فالسناريو سيكون كالتالي :
السيد محمد عثمان يدعم مرشح المؤتمر الوطني البشير بالشروط التالية : أ – أن يكون أحد نواب الرئيس من الحزب الاتحادي الديمقراطي غير السيد محمد عثمان مع احتمال تعيين إبنه العائد من أمريكا . ب – أن يمنح الحزب الاتحادي وزارتين خدميتين على أن تكون وزارة " التجارة الداخلية " واحدة منهما . ج – وزارة سيادية – الاعلام – الخارجية – العدل . د – عدم المنافسة في 30 دائرة على الأقل يختارها زعيم الحزب الاتحادي .
وبهذا السناريو يكون الاتحادي والمؤتمر قد وجها ضربة قوية للحركة لن تشفى منها إلا بتحالف واضح مع عدوٍ ما من صداقته بد وهو حزب الأمة الصادق ومبارك الفاضل متحدين . أو أن يقوم تكتل بين الحركة الشعبية وجبهة الشرق ومسلحي دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان ، وهنا مربط الفرس حيث يقود هذا التوجه إلى قيام جناحين متصارعين العرب والزرقة ، وهنا يدخل السودان في جحر ضب .
والله إكضب الشينة .
|
|
|
|
|
|