|
|
 التاريخ والمؤرخون (( تأليف د0 حسين مؤنس )) مقتطفات للفائدة العامة
|
دراسة فى علم التاريخ (( ما هيته وموضوعاته ومذاهبه ومدارسه عند أهل الغرب وأعلام كل مدرسة وبحث فى
فلسفة التاريخ ومدخل الى فقه التاريخ )) 0
الحكمة هى الفهم الصحيح للكون والحياة وتلك هى الغاية الاخيرة من الفلسفة والتفلسف 0
وتلك هى الغاية الاخيرة من كتابة التاريخ 0 ولكن للاسف الشديد نجد كثير من القادة وقعوا فى اخطاء
فادحة لم يستفيدوا من عبر التاريخ فمثلا معاوية بن أبى سفيان كان يقرأ عليه تاريخ الفرس، ولكن ما من
خطأ وقع فيه الاكاسرة الا وقع فيه 0 وهارون الرشيد قرأ تاريخ الامويين ولم يعجبه أن عبدالملك بن
ومروان أوصى لاولاده الاربعة بالخلافة من بعده على نسق ، ومع ذلك فهو نفسه أوصى لاولاده الثلاثة على
الترتيب ، فكانت حرب الامين والمأمون ، وقتل الثانى الاول وتضعضع ملك بنى العباس 0
فأين الاعتبار بالتاريخ والاتعاظ بما وقع فيه ؟
والسبب فى ذلك أن العربى لم يقرأ شيئا خارج نطاق القرآن والسنة وعلوم الدين قراءة جد واحتفال،انما
لقراءة عنده تسلية وازجاء فراغ ، ولا يكاد يدع الكتاب حتى ينساه وما فيه ، ولكن امما أخرى عرفت
فضل التاريخ بأكثر مما عرفه العرب 0 أخذوه مأخذ الجد واحترموه ودرسوه ودققوا فيه وحققوا ،
وحاولوا أن يتعرفوا مساره وما وراء حوادثه ، وبحثوا عن مادته ومغزاه ومعناه،
وحاولوا أن يكتشفوا قوانين وقواعد تحكم مساره زمجراه، وقد حاول ذلك ابن خلدون فى مقدمته ،
وسنعرض لبعض ارائه فيما يلى من صفحات هذا الكتاب، وغاية ما انتهوا اليه أن التاريخ لا تحكمه
قوانين بل منطق ، فتصاريف التاريخ لا تسير على قواعد ، بل على منطق ، لان الانسان - مادة التاريخ - لا
سير فى تصرفه على قواعد محددة ،
بل يتصرف بحسب المنطق الذى يتراءى له 0 قد يكون المنطق الذى يسير عليه خطأ ،
ولكن واجبنا - نحن المؤرخين - هو التعرف على هذا المنطق اولا ، ثم الحكم عليه بعد ذلك 0
وبعض اهل العلم يرون اننا اذا عرفنا منطق الماضى ، افادنا ذلك فى ادراك منطق الحاضر والمستقبل 0
وهذه قضية تحير فيها أولو الالباب 0
للعلم الكلام أعلاها للدكتور حسين مؤنس وهو استاذ بجامعة القاهرة اغسطس 1984 0
فالتحية له ولافادته للكل دون فرز 0 ونتمنى ان يستفيد اصحاب الشأن من هذا لكلام الواعى وتطبيقه
وانا قصدت الفائدة العامة لا غير والله الموفق 0
|
|
 
|
|
|
|
صديق مهدى على
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست