|
|
 المؤتمر الوطني لـ(حل الخلافات الزوجية) !!!!!!
|
هذا المقال كتبه صديقي العزيز وزميلي الخاتم محمد المهدي ونشره في موقعه الشخصي، وهو مقال جدير بالقراءة:
http://www.alkhatim.com/
المؤتمر الوطني... في غرف النوم!
الاثنين, 21 ديسمبر 2009 21:04
الخاتم محمد المهدي
وفقاً لعادة يومية، تجولت سريعاًُ في سودانيز أونلاين، عادة لا أكاد أنجح في التخلص منها. هذه المرة استوقفتني مشاركة نشرها عمر صديق، تفوح رائحة الدعاية الكثيفة منها للحزب الحاكم في الخرطوم، عدة وصلات لمواقع منوعة لحزب المؤتمر الوطني، تتدرج في تنوعها من العام إلى المحلي.موقع المؤتمر الوطني- ولاية الخرطوم
ويبدو أن عمر صديق من منسوبي المؤتمر الوطني، فهو يطرح بعدها مباشرة وصلة أخرى لمشاركة بعنوان: لماذا يبدو المؤتمر الوطني الإكثر جاذبية في كل الأحزاب ؟؟!! علاوة على أن صورة ملفه الشخصي عبارة عن علم دعائي للحزب.
ما علينا.
الفضول الصحافي، أو حب "الشمار" السوداني، دفعني للضغط على الوصلات الواردة في المشاركة، أملاً في استكناه جديد الحزب الذي عودنا على الشدائد منذ عشرينا عاماً. وللحقيقة، وجدت موقعاً مرتّباً وفق كلاسيكيات الانترنت، عدد معقول من الوصلات الداخلية المنوعة، فيها ماهو معتاد من التعريف بالحزب، وبرامجه وسياساته... الخ المطلوب في موقع حزب سياسي. وللدقة، فهو تجنب الوقوع في مصيدة الاستسهال التي درجت عليها سائر الأحزاب السودانية في توكيد وجودها في الانترنت. وهو موضوع سنعود له لاحقاً- إن شاء المولى عز وجل- ضمن قراءة أعم واشمل للوجود السوداني في الانترنت.
وللأمانة، لم يفاجئني ترتيب الموقع وكلاسيكيته. فهو شيء متوقع من ثلة قابضة على إمكانات البلد المنكوب من عقدين. فأقل ما أتوقعه منها أن تحترم سلطويتها، وتجيء بموقع يحترم المبحر في الشبكة.
صورة الموضوع
لكن ما أدهشني حقيقة كان الفقرة الأخيرة في الصفحة الأولى من موقع المؤتمر الوطني- ولاية الخرطوم. الفقرة التي تدل على قسم المرأة والأسرة، عنوانها الصارخ: آليات عملية لحل الخلافات الزوجية !! وهو مقال منشور بتاريخ: 2009-07-13، يحاول- وفقاً للعنوان- سبر اسباب، واقتراح حلول، للخلافات الزوجية!
ما شاء الله....
في غالب ظني أن الموضوع منقول من منبر الكتروني ما، بدلالة الفقرة التالية:
" ... سنتحدث بصورة عملية نابعة من واقع خبرة التعامل مع المشاكل الزوجية من خلال مركز الاستشارات النفسية والاجتماعية أو من خلال رسائل قراء صفحة المشاكل والحلول... "
فهل للحزب المسيطر في الخرطوم "مركز استشارات نفسية واجتماعية"؟ وهل يجهد قراء الموقع وزواره أنفسهم في مراسلته طمعاً في إيجاد حلول ناجزة لمشاكلهم المعقدة الواردة في صفحة "المشاكل والحلول"؟
لا أظن ذلك.
وعلى أية حال، وحتى لو صح ما سبق، فالحزب المسيطر في الخرطوم له- في ظننا الضعيف- ما يشغله عن استخبار أهل الرأي والمعرفة، وتلخيص زبدة رأيهم، ثم طرحها في موقعه.
وثمة سؤال ينازعني منذ أن رأيت الوصلة للوهلة الأولى: لم يقبل الحزب المسيطر في الخرطوم على ترك كل آلام العباد المتحكم في رقابهم، وداس على كل أحلامهم المنتهكة منذ سنين، ليلدلف إلى غرف نومهم، ويكشف ستر بيوتهم، آملاً تقديم خدمة نفسية واجتماعية...؟
المؤتمر الوطني وجيوش منسوبيه من باعة الأوهام، ومن سرق الظلم خياراتهم، هو في أفضل الأحوال ثلة بئيسة السياسة والبرامج والأهداف. لن نفصل كثيراً في الوطن الذي اهتبلوه بليل، ولا في السنين التي أهدروها وراء سراب "المشروع الحضاري"، ولا ملايين الأرواح التي أزهقت جنوباً وشمالاً وغرباً وراء حلم "الدولة الرسالية"، ولا الملايين الذين تلقفتهم المنافي هرباً من وطأة الظلم، وشدة الضنك المتولد عن سنين الحصار، وحملات الارهاب المدني- العسكري في سوق المساكين إلى (الخدمة الالزامية)، و... و... تلك وغيرها أهدر فيها حبر كثير.
على أن ما يطعن في صبر من هو مثلي أن الموضوع المنوه إليه بعاليه يهدر نحو 1,231 كلمة، أي 5,643 حرفاً ، في ست وعشرين فقرة، توزعت بين أربعة وسبعين سطراً في استكناه الاسباب الحقيقية للخلاف المعتاد بين الأزواج، ويتسبب للولوج في هذه المعمعة بأن:
" ... الخلاف بين البشر وارد والخلاف بين طرفي العلاقة الزوجية أمر لا مفر منه..."
ويسرد الموضوع سيناريوهات وحلولاً تحت عناوين فرعية كثيرة: من يغير من؟.. أو من يتغير؟!، وسيبقى الاختلاف ما بقيت الحياة، القبول بتوزيع الأدوار، الحوار المتبادل والتواصل المستمر، الخصام الشريف، الرصيد العاطفي، المسئولية المشتركة، التغافل...
على أن العنوان الفرعي "الخصام الشريف" حفل بتفريعات تقدم نصائح لحل الخلافات تبدأ من عند لا الناهية (لا للضرب تحت الحزام) مروراً بالتوكيد على أن (الانسحاب أفضل) تخيلوا!!- وتنتهي بالتشديد على النهي عن فعل والإتيان بمثله (لا لتدخل الآخرين)!
وهي عناوين واقتراحات كان أولى بها الحزب المسيطر في الخرطوم قبل غيره، وهو يقلب ظهر المجن لشريكه في اتفاق السلام الشامل، ولمخاديع الاحزاب المشاركة في "الحكومة الوطنية" التي استوجبها الاتفاق، ويوطد لنفسه مواكن كره متنامٍ عند الجيل الذي أفرغ في فؤاده سخطاً أفضى به إلى تشكيل حركة "قرفنا" غير المسبوقة. وهو جيل تعرضنا لمحنته في مقال سابق من ثلاث حلقات، وقد نعود للاطناب فيه وفق المتغيرات الجديدة.
ما يسوءني فعلاً ان يجد مثل عمر صديق مكاناً في منبر الكتروني مطروق مثل سودانيز أونلاين- كان قبلة المشردين في الاسافير- ثم يوغل في الازراء بمرتاديه بوصلات تمجد وتمدح سارقي البلد والكاتمين على أنفاسه.
لكن ما يزيدني حنقاً، أن يتجاهل الحزب المسيطر في الخرطوم أنه الفاعل الحقيقي وراء أزمات تتهدد المجتمع السوداني المتضعضع والمقبل على الانحلال التام. وأن يمعن الحزب في التملص من مسؤوليته- كالمعتاد- من الخراب الممنهج للدولة وللمجتمع، وسائر الآثار المتولدة عنها من انهيار رأسي لمنظومة الأخلاق التي كانت عماد المجتمع المنكوب، وتحلل طبقاته وتداغمها، وزوال بعضها كلية، وما يترتب على ذلك من ظواهر مجتمعية نتلمس الأقل من آثارها في "دار المايقوما" (وأحيلكم في شأن "المايقوما" على مقال مصمت للاستاذ فتحي الضو. هذا على سبيل المثال فقط) وتضج الصحف الخرطومية والمنابر الاسفيرية بعناوين فاضحة لحقيقة الوضع في المدينة المنتهكة: اغتصابات واغتيالات لأطفال (هنا، وهنا، كأمثلة)، وسرقات مسلحة، وهوس ديني يقيم إعوجاج الناس بالقنابل، وتصفية حسابات بالاسلحة الثقيلة، بل ومطاردة لصوص المنازل بالقذائف المحمولة على الأكتاف RPG والتي يتكشف لاحقاً انها مرخصة كسلاح شخصي!!
وينسى الفقر الذي أوصلنا إلى أن درك لا يتورع دونه مستشار الرئيس عن وصف الشعب عموماً بالشحاذين.
ينسى الحزب المسيطر في الخرطوم كل ذلك، وبلايا يخطئها الحصر والعد من دونها- وينشر على واجهة موقعه، بلا ادنى دكنة وجه تنبي عن خجل- موضوعاً عن الخلافات الزوجية، وهو موضوع يختمه بانه:
إذا كان بين البشر في علاقتهم العامة الأفضل هو من يبدأ بالسلام فإن بين الزوجين الأفضل هو من يبدأ بالاعتذار، وما أورع {هكذا في المصدر} أن يجد الطرفان أنفسهما وهما يعتذران في نفس الوقت؛ لأنهما أدركا أن المسئولية مشتركة في استمرار الحياة الزوجية؛ فالطرفان يجب أن يسعيا للتقارب وللتغيير من أنفسهما وليس طرفا واحدا تحت ادعاء أنه البادئ أو المسئول وحده أو أنه يستمرئ الخطأ ولن ينصلح حاله أو أن هذا دلالة على الإذلال أو القهر من جهة طرف نحو الطرف الآخر... مقولات كلها تزيد الأمور تعقيدا ويحلها أن ندرك أننا مسئولون عن الخلاف مثلما أننا مسئولون عن حله.
والحزب المسيطر في الخرطوم محتاج إلى أن يعيد النظر في حاله وفقاً للفقرة الأخيرة. لكنه إلى مثقال ذرة من خجل أحوج...
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني لـ(حل الخلافات الزوجية) !!!!!! (Re: خالد عويس)
|
تحياتي أخي خالد عويس
ومرحبا بعودتك
ومن زمن ما سمعنا صوتك في العربية
Quote:
وفقاً لعادة يومية، تجولت سريعاًُ في سودانيز أونلاين، عادة لا أكاد أنجح في التخلص منها |
لو كان هذا صحيحا لما قال مثل هذا:
| Quote: ما يسوءني فعلاً ان يجد مثل عمر صديق مكاناً في منبر الكتروني مطروق مثل سودانيز أونلاين- كان قبلة المشردين في الاسافير- ثم يوغل في الازراء بمرتاديه بوصلات تمجد وتمدح سارقي البلد والكاتمين على أنفاسه. |
ألا يعلم هذا الأخ -الإقصائي- أن إدارة المنبر المطروق تثبت مقالات الطيب مصطفى
وإسحق أحمد فضل الله على رؤوس المشردين في الأسافير
------------------------
| Quote: ألا يقرأ بكري ويرسل لمثل هذه كلمة مرور مجانية دون تزكية ؟؟؟ |
| Quote: الأخ الخاتم عضو بسودانيز أون لاين منذ سنوات لكنه (كسول) |
عشان تاني تروج للاستثناء المجاني يا عمران
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عمر عبد الله فضل المولى
عمران حسن صالح
Mohamed E. Seliaman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست