|
|
 Re: مدن من جنوب السودان (Re: أحمد أمين)
|
يامبيو
عاصمة ولاية غرب الاستوائيه، عدد سكانها يتراواح بين 40 الى 50 الف تقع على بعد 30 كيلو متر من حدود السودان الجنوبيه الغربيه مع الكنقو وتبعد حوالى 335 كيلومتر من جوبا و 1700 كيلومتر من الخرطوم، عبر الطيران يمكن الوصول لها عن طريق جوبا وعبر البر عن طريق يامبيو- طومبرا - واو (التى بدات عمليات بناء الكبارى والردميات فيه) و اويل – كادوقلى (رحلة تاخذ 3-4 ايام) . يامبيو مدينة ساحره تحفها اشجار المانقو الطويله الباذخه التى يصل ارتفاعاها الى اكثر من 35 متر، واشجار النخيل الزيتيه التى يرتفع طولها الى 20 مترا تنتشر فى كل مكان (والتى فى الامكان ان تكون مصدر دخل كبير للولاية). وغرب الاستوائية منطقة زراعيه ولها مستقبل باهر فى ذلك، حيث فى الامكان زراعة محاصيل نقدية كالارز والفاصوليا والقهوه بالاضافه الى صناعات مثل تعليب الفواكهة كالمانجو والانناس والبرتقال.
الطقس فى ديسمبر ويناير وفبراير حار وجاف الى حد ما. لكن امطار متفرقه بدأت فى الهطول فى فبراير وحيث يمتد فصل الخريف من مارس حتى اكتوبر.
منطقة غرب الاستوائيه الى حد كبير تجنبت الام و ويلات الحرب الاهليه التى دارت منذ 1983، حيث انسحبت قوات الحكومة السودانيه منذ منتصف التسعينات واصبحت تحت سيطرة الحركة الشعبيه حتى 2005، لكن المنطقه منذ 2007 تعانى من هجمات متفرقه من جيش الرب الذى اثار الرعب فى بعض القرى المجاوره ليامبيو عبر عمليات القتل العشوائى والاختطاف، يطلق سكان المدينة كلمة (توك توك) والتى تعنى قاطعى الاوصال على قوات جيش الرب.
اذاعة يامبيو FM تصدح باغانى الجالوه وبعض الاغانى المحليه من امثال الفنانه سويت جى، واغنيتها الرائعه (سويت مامى) وفرقة لاسو ايما و مدى لاقوي هى بعض اسماء الفرق والفنانين المشهورين هناك. تذاع الاخبار بعربى جوبا. تمتد يامبيو شرقا وغربا وبها احياء مثل ماسيه، نابرى، الملكيه، بازو،نادرى هى اسماء الاحياء الشهيره بالمدينة،
مرض الايدز منتشر بالمدنية وحملات التوعيه التى تقوم بها الولايه والسلطات المحليه اثرت بقدر كبير فى تحجيم انتشار المرض، كما ان العلاج متوفر والذى تقوم بتقديمه بعض المجمعات العلاجية التابعه للكنيسه والمنظمات الدوليه.
اكلات الكاسافا والبافرا هى الاكلات الشعبيه لدى سكان المدينة وفقراءها. لكن سوق يامبيو ايضا يعحج بالبضائع المستورده من كينيا يوغندا ومن شمال السودان لذلك اسعارها غاليه مقارنة بالخرطوم (ضعف السعر)، صغار التجار ومعظمهم من سكان المدنية او من بعض الشباب صغار السن المهاجرين من دارفور وكردفان يعملون فى تجارة الموبيلات، السجائر والملابس، ومطاعم لبيع الفول والعدس والكباب والشاى. الكثيرين منهم اشادوا بعلاقتهم الجيده باهل المدينة وانه لم تواجههم مشكله منذ حضورهم الى هنا، البعض اشار الى ان الانفصال يمكن ان يجعل من وضعهم هنا امر معقدا.
يامبيو مدينة تحت التشيد عبر شارعها الرئيس الذى يمر شرقا من المطار ثم مستشفى يامبيو الرئيسى، وبعض المؤسسات الحكوميه ثم سوق المدينة ومتجها غربا نحو انزارا، تشاهد حركة البناء فى المؤسسات الحكومية، متاجر حديثه تبنى بالطوب الاحمر، هوتيلات جديده تفتح مثل نيفاشا وتوريست هوتيل، مدارس ترمم مبانيها، سكان المدينة التى هجروها اثناء الحرب عادوا من مناطق نزوحهم او لجؤهم وبدأوا فى تشيد منازلهم من القش والطوب الاخضر أوالطوب الاحمر ويستخدم (قيبل رووف ذو الشكل المثلثى) فى عرش المنازل، بالاضافة الى القطيه.
.
يامبيو تستحق بجداره ان يطلق عليها مدينة (الدرجات) غالبية الناس يمتلكون درجات، رجال، نساء، شيب وشباب.
وسيلة المواصلات الاخرى هى (البودا بودا) وهى دراجة بخاريه تنقلك من مكان الى اخر داخل المدينه، حيث لا توجد وسائل مواصلات اخرى، كالمينى بص او البصات.
الزاندى هم سكان المدينه الاصلين لكن يوجد بها ايضا قبائل اخرى مثل الجور والكاكوا والماندى واالدينكا، الزاندى لغة لها رنين خاص (تنتمنى لمجموعة البانتو اللغويه)، عند التحيه استخدم كلمة (سنى) او قينى باى، للثناء او للشكر استخدم كلمة (تان بوى هر). تاريخيا الزاندى قبيلة زراعيه مسالمه، تدهشك البشاشه و الصدق، وعزة النفس (نادر ترى شحاد) رغم انتشار الفقر والمرض فيهم. بعضهم اصبح مسلم والاخر مسيحى واخرون لازالوا يؤمنون فى التقاليد القبيله مثل الكجور.
لكن ايضا محن الطامعين من العرب وتجار الرقيق أو الاوربين لم تتركهم فى سلام. حسب مذكرات الزبير باشا والذى اطلق عليهم فرية (نيام نيام) ( وهى كلمة يبدو انه اطلقها عليهم الدينكا- اعدائهم المحليين)اى اكلى لحوم البشر كان قد صاهر ملك الزاندى حيث تزوج بنته (رانبوه) واكرمه فى مملكته لكن الزبير غدر به 1865. وتلك قصة اخرى.
حسب رواية (زعيم الزاندى الحالى فى يامبيو الذى ينتمى الى سلالة الافانقارا الحاكمه) كان زعيم الزاندى الشهير (بيدوى) الذى اقامة حكومة الولايه ضريح حول قبره الذى شيد عام 1948 تكريما لشجاعته واستسبساله فى الدفاع عن المنطقه. ولد بيدوى بقرية بالقرب من نهر يسمى اليامب. وبيدوى تعنى بلغة الزاندى "الذى استقر". هو الذى اطلق كلمة يامبيو على المدينة حيث اعجبه جمال وخضرة المنطقه عندما اتى اليها اول مرة. حيث يعتبر الملك بيدوى هو زعيم الزاندى المطلق فى النصف الاخير من القرن التاسع عشر، حيث عمل على توحيد الزاندى فى افريقيا الوسطى، والكنقو، والسودان (قبل الحدود) وتوسعت دائرة مملكته حتى وصلت الى جوبا شرقا، وشمالا مع حدود بحر الغزال.
قاتل قوات تاجر العبيد الزبير باشا (الذى كان يعمل لصالح الدولة التركيه) بعد ان غدر به، لكن الاخير انتصر عليه بصعوبة فى حرب دامت 13 شهرا. واعتقله لمدة 3 سنوات واطلق سراحه بعدها عمل بيدوى على تجميع قواته مرة اخرى ولم تسطع قوات المهديه من السيطره على منطقته او البلجيك والفرنسيين، عند دخول الانجليز السودان قاوم بيدوى ايضا المستعمر الجديد ورفض التسليم لهم..وتمت محاصرته بقوات قادمه من الكنقو، وبقوات بريطانيه قادمه من الشمال، بالقرب من مدينة اوزى الحدوديه (مع الكنقو)، وتم اعتقاله بعض ان اصيب بجروح خطيره ادت الى وفاته فى عام 1905.
محاولة زعيم الزاندى فى بناء مملكة قويه مستقره تحالفت فيها بقسوه الظروف التاريخيه ضده، محليا كان يصارع تجار الرقيق من وكلاء الدوله التركيه والمهديه من بعدها، وهى نفس الفترة التى كانت تتربص بها دول اوربيه بالقاره الافريقيه، حيث تم تقسيم افريقيا بين الاوربين فى مؤتمر برلين عام 1984، وتفرق الزاندى بين ثلاثه دول الى هذا اليوم.
-----------------------------------------------------------------------
من مفارقات القدر ان عمر البشير فى زيارته الاخيره الى يامبيو (يبدو انها اعجبته) صرح بانه يريد منزلا تحت شجرة مانقو.........................ده لو كان عملوا زمان كان فعلا الوحده بقت جاذبه.
>> too late
|
|
  
|
|
|
|
أحمد أمين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست