|
Re: مسارب الضي ........الحاج وراق ( الشيخ أزرق طيبة شيوعيآ!!!) (Re: khalid abuahmed)
|
أحبابي ... وكم أنعم بكم
لست سلطانا على الفكر ولاعلى الضمير الانساني لأذنب هذا وأبرئ ذاك , فهذا لا يستقيم مع ما وهبني ربي ( وليس الطبيعة ) من وجدان , ولا ينبت فى تربتي ولما أخترتها آهلة بالآخر يخصب أقوالي وأفعالي , ويخلق لحياتي معنى , فأنا لا ( ألحد ) الناس , لكني أقول بأن الماركسية تقودهم إلى الإلحاد , وهنا فرق جلي , لا يستدعي الشرح بقدرما يتطلب الإطلاع على الماركسية إن لم تتوفر الثقة فيما أقول , وتجدوني وقد كررت هذه الفكرة لأكثر من مرة , وإن كان هذا غير حميد من الناحية الفنية , لكن للمعرفة أحكام .
وهناك من يوحي من طرف خفي بطقس فكري , يجعل الناس يختارون ما يشاؤون من الماركسية ومن خلافها , بالطبع هذا إختيار الناس ولست على هذا بمأذون , لكن أمانتي الفكري وهي مستصوبة الماركسية تشي بإحتمال وطيئ لمصافحة هذا الخيار , ليس لأني كذلك , لكن لأنها كذلك. طيب , ولأخرج بكم من هذه الزوايا النظرية المتبادلة , فقط أذكركم بداعيات البروسترويكا والقلاسونست على كامل التجربة الاشتراكية , فمجرد إصلاح الهيئة وترتيب الهندام كانا كفيلين بتقويض كل البناء , فهذه أطروحة لا تحتمل إلا نفسها ولا تقبل القسمة ولا على نفسها , فالتجربة فى الاساس ليس فيها آخر , حتى يحملنا على قبول أخريات الماركسية . مع هذا أحترم هذه التوصية بموجب إحترامي للآخر , وبموجب نسبية معارفي كذلك .
فقط أخشى أن يكون فى ( تلبب ) الماركسية , منذ أن كانت كاملة الدسم وإلى مشروع تشطيرها الراهن , إيحاءآت لا تسر , كأن أتخيل أن فى منهاج الاختيار الجزئي هذا , محاولة لإعادة تأهيل الماركسية فى كلياتها على أسس جزئية هذه المرة , خاصة وقد خاب أمر الدفع الشمولي المستطرد فى الاحادية , وإلى هنا تتولى الموضوعية كفالة الامر , لكن ثمة إعتبارات أدفع بها إلى متن الحوار :
فأولا : ما أزال أعتقد أن أقصر الطرق للمخارجة من موضوع الالحاد , ومن التبعات القسرية الاخر التي تلتحق بالماركسية , وما أكثرها , فهو الانصراف الفردي , لأن إنتظار الجماعة يستوجب ما تقصر عنه رغائب الذات , وإنتظار توقيع ديمقراطي لشأن فكري فى إطار شمولي , يقصر عنه يوم القيامة , وبكل قياساته الاستثنائية , هذا غير الكلفة المعنوية والنفسية , وغير التناقضات التي تفترس المرء وتشوه معالمه وسجيته وتقدح فى فطرته , أسلفت فى هذا الامر , وأستطيب الاستذكار عن التكرار .
وثانيا : من من الشيوعيين ينكر مسلمات الماركسية , فى الدعوة للإلحاد وللتفسير المادي وقفا على ( المنظور ) من دواعي المجتمع ومن تراكيب الطبيعة , وذلك من خلال منهاجها المادي الجدلي , كماالدعوة إلى تجييش أو قل ( تثوير ) الطبقة العاملة , وإستفرادها بالسلطة على أجداث الطبقات الاخرى من خلال ترتيبها المادي التاريخي , والدعوة إلى الاشتراكية من خلال مفاعلاتها الاقتصادية , وإلى المجتمع الشيوعي كمحصلة نهائية لكل هذا وذاك , وهذه فى إختصار ناجز كل الشيوعية .
وثالثا : فإن أخذت من الماركسية جزء , وبالطبع لا عم ولا تبارك , لكنه مجازا جزء , فأنت بهذا لم تعد ماركسيا , وأعتقد أن هذا أوفى حكما مما تتحراه الدقة, لكونها تصتبغ حامل هذه الراية بالماركسي ( الجزئي ) , فهذا أقرب للعبث من المنطق .
ورابعا : من يود أن يسقط أجفالا ماركسية كالالحاد مثلا , فأخاله يستأبط أفضالا ماركسية أخر كالعدالة الاجتماعية مثلا , وربما ثائبة تنادي الاخر , فهل يظل الامر يتحلق فى الاطر الماركسية وحسب , أم أن منهاج التجزئة هذا يتوغل فى العوالم الاخر ليصطفيها أفضالها كذلك ؟ عموما , سأقيد الامر وفق تداعياته , لكن أنتظر منهم ( إعترافا ) بأن الديمقراطية , على أقل تقدير , وإن كانت لا تحمل فصيلة دمهم ( الثوري ) , وهي بالمقابل ليست نبتا عشوائيا , وإنما من أفضال الرأسمالية , ومن الاجزاء ( الحميدة ) فى معسكر الخصم , فهذا إن حدث فسوف يحرز إستهلالا منظورا لنظرية التجزئة هذه .
خامسا : وإلى الآن يجفو الحزب الشيوعي السوداني كل هذه الاحتمالات , وعلى نحو يتساوق وتاريخه وممارسته , فراية التجزئة يعليها أفراد وليس الحزب , فالحزب ما يزال ماركسي لينيني , وما أفضى به سكرتيره على إثر كل هذه الوحساء , وبعد كل هذا الانتظار والترقب هو تمسك ( حزبه ) بالماركسية , ولا أظنه إنتقص منها شيئا , غير اللينينية والتي فى حد ذاتها العملية لم تكن إلا ( تمامة جرتق ) فى إحدي المؤتمرات الجامعة للأحزاب الشيوعية آنها. على خلفية آنفه أدفع بأقوالي على صدر مفكرتي الشيوعية , لأدون على سطورها أنهم إجتاحوني بكمال الماركسية وجمالها , وينبغي لهم أن يكونوا صادقين فى مناولة ما أبديت , لم يستثنوني ولا غيري مكونا ماركسيا , ما قالوا هذا صالح ولا ذاك طالح , وما قالوا بأننا نصطفي هذا الجزء ونترك الاخر , وحتى عندما تطورت بي السنون الحزبية وإنضويت إلى مدرسة الكادر الحزبي , فقد درست الماركسية ولقنتها لإيفاع الشيوعيين كما توخاها المنهاج الحزبي , وقد كانت الماركسية وكما هي , ما تغير فى الامر شيئ , ولا أدري أين ينتمي منهاج التجزئة هذا , ليس بحال لرواق حزبي , لكنها ربما عصبة ( النوايا الحسنة ) ... لهم الله .
وأواصل .... لأختم
|
|
|
|
|
|