|
Re: مسارب الضي ........الحاج وراق ( الشيخ أزرق طيبة شيوعيآ!!!) (Re: Bashasha)
|
أحبابي ... وسائر الاعزاء
لما حزمت أمري بإخلاء طرفي من الشيوعية , فقد إخترت أن تكون الآلية المعبرة عن هذا الموقف , هي الاستقالة الشخصية والفردية من الحزب الشيوعي , وهذا بالضبط ما فعلت , رغم أن الاجواء آنها كانت تحمل مقادير فعل جماعي , قبالة الخروج , أو البقاء فى الحزب لتفعيل رؤى التغيير , لم تقنعني أيهما من الافكار , فإخترت طريقي وعلى هدي ما أسلفت , فقد دخلت الحزب لمفردي وبموجب قناعاتي الشخصية , ولا بد وأن أخرجه على ذات السياق , فالخروج الجماعي يشيي بتكتل لم أكن أرغب فيه , لأنه حراك يشترع نطاقا سياسي , بينما دوافع خروجي عن الحزب فكرية فى المقام الاول , أما المكوث بغرض الاصلاح , فلم أكن لأقبله لأنه يستدعي دفاعي عن الشيوعية ( بموجب تواصل الالتزام لمؤسستها السياسية ) , فما كان في مقدوري هذا , إذ لايمكن أن أدافع عن شئ فقدت القناعة به , كما لا يمكن أن أدافع وأهاجم فى آن , والاهم أن لا يمكن أن أسمح للعامل السياسي , ومهما تبدت عظائم مقاديره , بتخنيس رؤاي الفكرية , فهذا كسب وضيع قبالة خسارة باهظة , فقناعتي وهيئتي الفكريتين أعظم ما فى دنياي , ولا يمكن أن أهدرهما لطارئ ولا حتى مستفحل .
وفى صلة بما تقدم , فقد كنت بالمقابل أعتقد أن رحلتي مع الشيوعية قد إنتهت , وإن لم ندرك المقصد , فمغادرتي لهذه المركب كانت علامة فارقة وضرورية فى حياتي , لا لأستنفض أعلاق غبارها ولا لأستجمم من أخضام معاناتها وشقاواتها وحسب , لكن لأتأهل لرحلة جديدة , بأنفاس وقيدة , وهذا ما قد كان , ولا أحسب من يبتدأ من خلاء يقصد الراحة , عموما أراني الان أنعم بما إخترت لنفسي من آلية للأنفضاض عن الحزب الشيوعي , فقد أستبصرت ومبكرا , أن المركب المصمم للوصول إلى الشيوعية , لا يمكن أن يكون هو نفس المركب الذي سيقلنا للعالم الحر , وحمد لله أن فارقته , إذ توفرت لي وعلى أقل تقدير , فرصة رؤية الماركسية من خارجها , من مقاعد المتفرجين , أستطيع الآن أن أفرز ( الدواس ) من اللعبة الحلوة , بل إستطعت التحرر من القيد العاطفي المحمول على وشائج الالتزام , لأرى ( التيم ) الذي كنت أشجعه وأنتمي إليه من زاوية أخرى وجديدة , أداء لا يسر الخاطر , ولا يتماثل وما يبذله المتفرجون من وقت ومن مصروف , فالشيوعية تقيد الناس من الانصراف إلى عصرهم وترتيب أحوالهم بمقتضاه , والتعرف على كنه الديمقراطية ومؤسساتها , لتسترجعهم إلى مقاربات ومقارنات نصية فى حوارات آفلة بين تروتسكي وروزا لوكسمبرج , مع أن كليهما كان مغضوب عليه من الآفلة ( البلشفية ) وحيث ينتمي حزبنا الشيوعي السوداني , مد الله ظله .
نعم ... أرى المركب فى خلاط لا يحتمل , فثمة شيوعي يفصح بلسان ليبرالى , وليبرالي يستفيض شيوعية , وشيوعي يأنس فى كفاءة ديمقراطية , وديموقراطيى يستدعي أسلابا شيوعية , وإصولي يقلب الطاولة فى وجه الكل , وصابر يحادث نفسه وأخر ينتظر حزبه , وما أزال أعتقد فى صحة ما زعمت آنفا , إذ يستوون على ليل شيوعي ويصبحون على نهار ليبرالي , إفادتي هنا تفي بحشر التناقضات على معول واحد , لا تتناسب وقوامه التاريخي ولا تأتلف والهدف الذي كان , فهذا جسد موعود بالتهتك لا محالة , وإن بسط الاقدمون ذراعهم الثقيلة على مجالهم الشيوعي , ونعيش نشوف .
|
|
|
|
|
|