|
بعد ملف الفساد ... ملف الكذب ...1
|
لعل المتتبع لمسيرة الجبهة الاسلامية طوال سنين حكمها يلحظ وبدرجة عالية فقدانها للمصداقية من قبل الشارع السوداني , فمنذ وصولها بقناع الانقاذ الوطني وبوجوه كريكاتورية تمثلت بثلة من فاقدي القبول والاهلية الكاريزمية من أعضاء مجلس قيادة الثورة وعلى رأس أؤلئك العميد أنذاك عمرالبشير رئيس حكومة الانقاذ, وخداعهم الكبير للوصول الي القبول العالمي من قبل البوابة المصرية مرورآ بالزج بشيخ وعراب الانقاذ أنذاك (الترابي)الدكتور حسن عبدالله في السجن مع من أعتقلوا من قيادات الشعب ونوابه المنتخبون من قبل الشعب السوداني في انتخابات ديمقراطية بإرادة شعبية قد تكون بمقاييس تلكم الفترة ربما خلت من الشوائب الكبرى بإستثناء مرواغات وألاعيب الاسلامويون حينها وفي عدد من الدوائر توجد في مضابط تلك الحقبة النيرة في تاريخ السودان منذ إعلان إستقلال البلاد في 1/1/1956م مرورآ بهل هؤلاء الرجال جبهة وتواصلآ حتى آخر حبل الكذب الذي أسقط مقولة أن حبل الكذب قصيرولكل حبل كذب الانقاذ طويل ليس له أخر وربما خفي كان أعظم فمن يحصي لنا كذبات الانقاذ ومعربيها ومنظريها. ولما كان ديدن الانقاذ وأدبها السياسي وفقها التبريري وفق ضرورات المحظورات والميكافيلية التي كانت متلازمة طبيعية في سلوك اؤلئك النفر النشاز وبطباع لم يألفها ذلك الشعب المرهف الوجدان العفيف اليد واللسان , ولما تلازمت لهم كذلك مقادير ساعدت وفق مشيئة تاريخية أن تعينهم في البقاء على دست الحكم ستة عشر عامآ ونيفآ , كانت كافية حقآ في كشف المستور وحتمآ هو غلوب الطبع للتطبع مما ادخل كثير ممن انتسبوا او ينتسبون للتنظيم الاسلامي الحركي في الساحة السياسي أن يعيشوا في نزاع داخلي مرير بين تعاليم البيئة السودانية السمحة الخصال المنتسبة تأصيلآ لتربية محافظة ومتمسكة بكل قيم التدين الصوفي النبيل فمنهم من هجر والتزم العزلة حفاظآ على ماتبقى من ماء وجه ومنهم من أعلن التمرد والوقوف في بوابة الناصحين وأخرون بين هذا وذاك مذبذبون لا الى هؤلاء ولا هؤلاء وكل اؤلئك وهؤلاء من اصحاب المواقف التي تحسب لهم بمقدار أنها جيدة,وربما كانت فطرتهم صحيحة فإلتزموا بمواقف قد تكون في نظرهم متوافقة وبيئة السوداني النفسية الطيبة غير أن هناك نفر من أبناء هذا الشعب جحد بتربية وخلق شعبه فآثر الوقوف في صف الباطل الانقاذي وكان من الصفوف التي أعتمدت الإنقاذ كليآ في الإستمرار عليها هم انتهازيوا السلطة أؤلئك ربابيب النزعة الاجرامية من رواد الساديات الذين نالوا من كوادر الشعب النشطة وأنزلوا بهم ؟أشد العذاب حد التقتيل في بيوت الاشباح والترهيب الذي مارسوا على الطلاب والجيران والنقابات وكل جزئية مسوها أؤلئك لا غفر الله لهم ولا الشعب حين البأس القادم وقريبآ جيدآ , أؤلئك أرباب التربية المنحرفة المنعدمة القيم والخلق المفسدون في الارض الطيبة أرض السودان لهم الخزي والعار , أؤلئك ولو بصيص الانفراج الذي تشهده الحياة السودانية وبنضال وصبر الشعب السوداني بكافة فئاته وقطاعاته المختلفة وأحزابه الوطنية والتأريخية أؤلئك برغم إنهزامهم أمام صبر ومثابرة ومصابرة هذا الشعب العظيم إلا أنهم تركوا إسقاطاتهم المنتنة في سلوك الاسوياء وحملوا فوق أثامهم وودناياتهم دنيئة وعار الشعار السوداني اليوم وهو ذميمة الكذب , فصار وصمة عار في جبين السوداني وماكانت تلك خصالنا البتة الا عندما حكم هؤلاء وبإسم الاسلام والاسلام براءة منهم فصار الكذب ديبلوماسية والخداع فضيلة وعند الضرورة ينحجب المحظور والتدليس أكل عيش والفقر عار والغنى محمدة دونما معلومية المصدر او التأهيل واللعب على المتناقضات حرفة, والدنيئة في الدنيأ , والشاطر من يملئ كيسه والعفاف بوار , والمحسوبية عزة , أؤلئك الذين باعوا أخلاقهم في سوق الكذب الكيزاني الضليل ما كان لهم أن يهنوا بسلطة وهم قد شبعوا قطاع كبير بتلك الخصال الدنيئة وباعوا ذممهم للشيطان آنا لهم الهناءة بسلطة او مال او منصب . نحن اليوم أمام ملف يعنينأ كشف مرتزقيه فتجارة المخدرات ربما أهون من فعل هؤلاء الذين خربوا فطرة هذا الشعب الطيب فلتنتظم صفوفنا في نقد هذه المسالك الشائنة وتبني هذا الملف فساد الانقاذ الاخلاقي وتتبع فضيلة الصدق في الشارع السوداني وتغذيتها بمكارم الخلق والشيم السودانية النبيلة قبل قدوم حكومة المشروع الحضاري الكاذب فالسؤال المطروح ( من يحصي لنا حبل كذب الانقاذ وحدوده؟؟؟ والله المستعان.
|
|
|
|
|
|