|
Re: فتوى متوقعة من هيئة علماء الحكومة (Re: Mohamed fageer)
|
الأخ نصر الدين
التهنئة لجميع النصارى بأعيادهم سبق أن تناولنا هذا الأمر في مقال وأعيد نشره على منبرك
الأثر السياسي للفتوى بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي وبارك على سيدنا محمد وآله
الأثر السياسي للفتوى نشر بتاريخ12/1/2009أجراس الحرية عبد الرحيم حسب الرسول عبد الله
تظل جدلية العلاقة بين الدين والدولة قائمة ما لم يحسم أمر التحول الديمقراطي بالبلاد بكل جوانبه من تعديل القوانين الذي يراعي التعايش المشترك لأهل السودان وقضية حرية التعبير وكافة الحريات الأخرى واعتماد أن المواطنة هي الأساس الذي يجب أن يتصالح عليه الناس بمختلف مللهم ونحلهم . كما يظل وهم الدولة الدينية كما يسميه البروفيسور عبد الله النعيم قائماً ما لم تتقدم الدولة خطوات نحو الدولة المدنية ولا يتأتى ذلك حتى تُرمم الدولة أجهزتها و سياساتها التعليمية ممثلة في وزارتي التعليم والتعليم العالي والجامعات المنضوية تحت الأخيرة ومناهجها وممارسات بعض إداراتها بما يتوائم مع العهود والمواثيق التي قطعتها الدولة على نفسها بتوقيعها على اتفاقيات السلام المتعددة والالتزام بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ولا يتأتى هذا وهناك ممن يمسكون بمقاليد السلطة لا يزالون يديرون أمور العباد بعقلية تلك الدولة الدينية وكعادتهم مع اقتراب أعياد الميلاد المجيد تظهر منشوراتهم وفتاواهم في حكم من يهنئ اخوتنا النصارى بأعيادهم !!!؟ ومن يدخل الكنيسة أو يتعامل معهم !!!؟ وزع في الأيام الماضية منشور صادر من جامعة القرآن الكريم لجنة الفتوى والبحوث وتتلخص فحواه في أن طالب الفتوى يسأل لجنة الفتوى والبحوث (1)في حكم من يعتقد بأن النصارى مؤمنون !!!؟ والإجابة من لجنة البحوث والفتوى كــــــــــــــــــــافر!!!؟(2)و من يهنئ الأخوة النصارى بعيدهم !!!!؟ والإجابة حرام !!!؟ (3) أن يأكل من ذبائحهم التي تذبح في كنائسهم!!!؟ والإجابة حرام أيضاً (4) هل يجوز للمسلم أن يبيع داره للنصارى إذا علم أنها ستتخذ وكراً !!!!!؟ الإجابة حرام !!!؟ وهل يا ترى حلال على غير النصراني!!!!؟ وإن كان ذلك حكم عام فلماذا هذا التخصيص في طلب الفتوى وما الغرض منه !!!!!؟ وواضح من التاريخ الذي تحمله الفتوى أنه قديم وواضح أيضاً أن من يهتم بتوزيعها ما أن تأتي مناسبة للنصارى حتى يقوم بنسخها وتوزيعها !!!؟ ولنا أن نسأل وزارة التعليم العالي وعبرها الجامعة المعنية أولاً من الذي منح الجهة المعنية حق الفتوى !!!؟ أم أن الأمر مفتوح لكل من التحى وقصر !!!؟ وعلى أي مذهب من المذاهب الإسلامية يعتمدون في إصدار فتواهم !!!!؟ وهل يدرك من يطلق مثل هذه الفتاوى خطورتها على الدولة التي يستمتعون بمخصصاتها !!!!!؟ ناهيك عن خطورة مثل هذه الفتاوى على الدين والأمة و تشويه صورة الرسالة الخاتمة التي امتدح الله جل وعلا رسولها صلى الله وبارك عليه وآله بحسن الخلق بقرآن يتلى !!!!؟ وما هو رأي مجلس الإفتاء في مثل هذه الفتاوى وصمته عليها !!!؟ وهل لنا أن نفسر هذا الصمت بحقه أم له رأي مخالف والسؤال موجه أيضاً لمستشارية التأصيل !!!؟. إن فداحة الأمر لا تكمن في سذاجة الأسئلة ولا غثاثة الأجوبة الواردة في الفتوى وانما تكمن في المناهج التي تدرس في هذه الجامعات والمراجع المقدسة جداً لديها التي تعج بمثل هذه الفتاوى التي لا تحترم حتى عقول أطفالنا بما لمسوه بالفطرة من التسامح الديني الذي بثه الحبيب صلى الله وبارك عليه وآله في أمته, يقف صلى الله وبارك عليه وآله لجنازة يهودي فيقول له أصحابه انها ليهودي!!! فيقول لهم المعصوم أليست نفس !!!!؟ يدخل عليه عدي بن حاتم وهو يضع الصليب على صدره فيقوم له صلى الله وبارك عليه وآله ويفرش له رداءه ليجلسه عليه !!!!؟ قمة التسامح الديني والذي هو امتداد للتسامح الذي أرساه السيد المسيح والرسل السابقين عليهم السلام حيث يقول المعصوم صاحب الرسالة والمشرع الأوحد لها (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) ولا علاقة للأخلاق بما ورد من المستفتي أو المفتي في فتواهم تلك .ويكفي التوقيت العجيب لتوزيعها لندلل به على الذي نقول ويقول صلى الله وبارك عليه وآله (أقربكم مني منزلاً أحاسنكم أخلاقاً) كما يقول (من آذى ذمياً فأنا خصيمه يوم القيامة ) والويل لمن كان خصمه الشفيع المشفع صلى الله وبارك عليه وآله الذي يتطاول لشفاعته حتى ابليس !!!!؟ وهل هناك أذىً أكثر من مثل هذه الفتاوى وفي هذا التوقيت العجيب !!!!؟ كفى وصاية على العباد ودين الله دونما حق , وكفى إرهاباً للخلق بدعاوى التكفير وحرق معارض الكتب لكل من خالفهم الدين والمذهب !!!!؟ لقد دفعت الدولة نظير صمتها تجاه أفعال وأقوال هذه الثقافة التكفيرية في مجتمعنا السوداني الكثير من عزلة واتهام وسوء سمعة ولا تزال ولا فكاك لها فالعالم القرية والعولمة القائمة لا تتيح لمثل هذه الممارسات بأن تحدث في أي رقعة في العالم اللهم إلا رقعة خارج التاريخ والجغرافيا كالتي يريدونها لنا !!!؟ لابد للدولة من مراجعة أمر الفتوى التي صارت تصدر من كل من هب ودب, جامعات, وبرامج إذاعية وتلفزيونية وهيئات وروابط شرعية وغير شرعية لمن يسمون أنفسهم بالعلماء وغيرها!!!!؟ والتي في رأينا أي الفتوى لمثل هذه المواضيع التي تدخل في الشأن السياسي والعيش المشترك للمواطنين أنها أمر سيادي بفهمنا للدولة المدنية ويجب أن تكون كذلك (بفهمهم للدولة الدينية طالما كان هناك ولي أمر ) اللهم إلا إن كان لهم رأي في ولايته أو هم يعتبرونه طاغوتاً!!!!!؟ولو صدرت مثل هذه الفتوى من أحد أئمة المساجد لن نحرك لها ساكناً لكن أن تصدر من جامعة تتبع للتعليم العالي الذي ينفذ سياسات الدولة التعليمية فهذه هي الطامة الكبرى !!!!!؟ مثلها مثل تلك الفتوى التي صدرت من أحدهم عبر جهاز رسمي تحرم على المسلم التصويت في الانتخابات لمسيحي!!!!؟ والبلاد مقدمة على عملية انتخابية يأمل المراقبون أن تسير بشفافية ونزاهة !!!؟ وهل تترك مثل هذه الفتاوى أملاً لتحقيق ذلك !!!!؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|