الآن شعب الإنتفاضة في أستاد الخرطوم و سيخرج في مسيرة حاشدة بعد 45 دقيقة

Quote: محمد عبد القادر فاز الهلال... وخسرت المعارضة ليس من باب التحريض على العنف، ولكن على المعارضة البحث عن طرائق أكثر ذكاءً للوصول إلى الجماهير، وحينما أقول المعارضة، فإن هذا التحديد لا يستوعب الحركة التي استخدمت - بذكاءٍ تحسد عليه - المعارضة في تمرير قوانين وتحقيق أجندة لا صلة لها بأحزاب الإجماع الوطني قوانين (الاستفتاء، المشورة الشعبية للنيل الأزرق وجنوب كردفان واستفتاء أبيي). نعم - فالمعارضة القوية ضمان لنظام سياسي قوي، وحالة الاضمحلال التي تُعاني منها المعارضة الشمالية تحديداً لا تَسر، وعلى أحزابنا الوطنية اجتراح برنامج للتصالح مع الجماهير التي تَركت المسيرة أمس، واختارت استاد الخرطوم لمشاهدة لقاء القمة المثير بين قطبي الكرة السودانية - الهلال والمريخ. فارتباط المواطن السوداني بالأحزاب بَات ضعيفاً لدرجة صعدت بجماهيرية (سادومبا، هيثم مصطفى، كليتشي ووراغو) على حساب القيادات التقليدية في القوى السياسية. وقد كان لافتاً أن الاتفاق الذي توصّل إليه الشريكان أمس الأول انعكس سلباً على مستوى الحشد الذى دعت إليه المعارضة، وبدا واضحاً أنّ اهتمام المواطنين والدولة بأمر المعارضة لم يكن بالقدر الذى يشي بوجود خطورة ترفع درجة التأهب الأمني للحد الذي تعلن فيه عطلة رسمية مثلاً، كما أنّ اهتمام القنوات الفضائية بالحشد لم يكن بالقدر الذي تعاملت به مع الحدث الاثنين قبل الماضي. إذن هي الحركة تمارس (براغميتها) المعهودة وتستخدم القوى السياسية لتنفيذ أجندتها ثم تعتزلها لتعيش أيام العسل مع المؤتمر الوطني دون أن يطرف لها جَفَنٌ أو تتذكّر (عُشْرَة الأيام) بأريتريا ومصر وغياهب المنافي البعيدة في سنوات التجمع المسكونة بالمواثيق والمواقف. ومن مفارقات وغرائب السياسة في بلادي أن ياسر عرمان القيادي البارز بالحركة الشعبية الذي دخل القسم الأوسط بأم درمان مُعتقلاً وخرج بأورنيك (8) الأسبوع الماضي هو من توسّط لإطلاق سراح قيادات من المعارضة تم توقيفها أثناء مشاركتها في مسيرة الأمس. ولا أرى أنّ في سلوك الحركة الشعبية ما يشين، إذ أنّ لعبة السياسة تبيح لك توظيف من تشاء لخدمة أجندتك، ولكن حزني كبير على معارضة فشلت في الصعود بأجندتها مع تغيب قيادات الحركة العليا الذين كانوا مشغولين حينها بحضور مراسم حفل الاتفاق مع المؤتمر الوطني في جلسة برلمانية (ما منظور مثيلا). ولابد من التأكيد على أن زهد الجماهير البائن في السياسة والساسة لا يحتاج الى كثير برهان، فالنشاط الحزبي ممارسة فوقية محكومة بصفقة الحكم وغبينة المعارضة، ودور الأحزاب خاوية مثل برامجها، لذا فإنّ قمة كأس السودان غطت على الاهتمام بحشد المعارضة التي كانت ستكون (البرنس) وتفعل (العجب) إذا وجدت في حشدها ما يملأ واحداً من مدرجات استاد الخرطوم. لا أشك مطلقاً في أنّ الهلال هو سيد الساحة اليوم، وأنّ المريخ الذي نازله بشرف فريق يستحق الاحترام، وأنّ الفريقين تفوقا على الأحزاب السودانية مُجتمعةً وأصابا جماهيريتها في مقتل وهما يتحولان إلى ملاذين آمنين لصناعة الفرح المستحيل في سودان المواجهات والغبائن!! أعزائي (الميرغني، الترابي، الصادق ونقد)، أثبت حشد الأمس أن المعارضة بدون الحركة عاجزة عن تسجيل أي هدف في مرمى المؤتمر الوطني، وتأكد لي تماماً أن (الهلال والمريخ)، هما أكبر حزبين في السودان، خاصةً بعد أن حَقَّقَا ما عجز عنه المؤتمر الوطني والأجهزة الأمنية وحوّلا هتاف الشارع من الدعوة لسقوط الحكومة إلى (سا سا سا.. سادومبا) و(دوري وكأس ... حرام يا ناس).!! الراي العام