ضعف مقالات كوش وقوتها ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2024, 06:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-05-2009, 09:59 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ (Re: Al-Mansour Jaafar)

    ضعف مقالات كوش وقوتها ؟


    نقاط حركة الموضوع:

    1- مقدمة عن موقع وأبعاد الموضوع ونهجه وهدفه وإضافته
    2- مقالات كوش .. ومقولات بشاشا ؟
    3- ماهي النقاط الضعيفة في "مقولات بشاشا" طبيعة الضعف فيها ؟
    4- بعض الإمكانات التي يمكن ان تفيد في تنمية أفكار "كوش" والإرتقاء بها
    5- حركة تحرير كوش



    1-مقدمة:

    هنه محاولة نظر إنتقادي إلى مقالات كوشية عامة طرحها الأستاذ بشاشا في "المنبر العام" لموقع www.sudaneseonline.com عن طبيعة تاريخ السودان وسمات كتابته وقراءته وسمات حاضر السودان ومستقبله وهي جزء من نشاط ثقافي في جمهورية السودان ومايتصل بها من مناطق عامة في الإنترنت يهتم بالجذور الكوشية والنوبية للسودان وللرقي الإنساني الحاضر. وهذا الإنتقاد يحاول تبيين النقاط الضعيفة في مقولات بشاشا بفحص صلة إصطلاحاتها بالعوامل المادية وجدلها في التاريخ تلافياً للاموضوعية في إعتبار العوامل العرقية والدينية عواملاً مركزية في التاريخ. والهدف من الإنتقاد هو تقوية الطروح الكوشية وذلك بكشف وعلاج النقاط الضعيفة فيها وعرض إمكانات قد تفيد في تنميتها وتقويتها. وزيادة في خير الموضوع تشير الدراسة بصورة بسيطة مجملة إلى طرح حركة تحرير كوش كنقطة عملية مفيدة في التواشج القديم والحديث للصراع الطبقي و(الحضاري) في السودان.



    2-طرح بشاشا :

    في القرن الواحد وعشرين ظهرت في السودان ومايتصل به نشاطات ثقافية وسياسة طروح متنوعة تهتم بالجذور الكوشية والنوبية للسودان وللرقي الإنساني الحاضر بفهم التحرر من الكبت الداخلي في الثقافة السائدة على جمهورية السودان ولإعادة المجد التليد والزهو في حرية الإنسان وتركز تلك الكتابات على: 1- الأصل الأفريقي السوداني للحضارة البشرية، و2- أن هذا الأصل تعرض للزعزعة والإنحدار بفعل موجات التسلل والغزو الشمالي للحزام السوداني في جنوب الكرة الأرضية وواسطته وسرته في منطقة السودان الحاضر. و3- إنتهى ذلك بالمنطقة الأصيلة إلى تبعية ثقافية إلى أوهام ("السلالة" و"الثقافة" العربية) مما هدم بعض المكونات الباطنة للثقافة السودانية القديمة. و4- ان بداية الإنعتاق السوداني من هذا الإنحدار مركوزة لإقرار بالتاريخ الإستعماري للوجود الهندي-أوربي في حزام السودان العالمي ولوجود البيضان في السودان الأفريقي ولوجود العرب في السودان..و[تنقية*] السودان من [الآثار*] السالبة لهذا الوجود..


    * ملحوظة: كلمتي [تنقية] و[آثار] هما من عندي لإختصار أكثر ما يطرحه بشاشا بشكل مشوش على معناهما.




    3-النقاط الضعيفة:


    أ‌-ضعف نهج "الدورة التاريخية" في دراسة وقائع التاريخ :

    نهج "الدورة التاريخية" نهج لكتابة التاريخ ساد العالم الرأسمالي منذ عشرينيات القرن العشرين بكتابات شبيلنجر و توينبي وهو نهج قائم على ميكانيكا "الفعل والردفعل" وتشخصها في بدايات علم النفس وقد قام في نهج الدورة التاريخية بركوز على فهم (الحضارة) وعلى حركة إستدارة مكرورة بليدة لوجودها وفناءها قائمة على قوة "العامل الخارجي" في توليد تحدي البقاء في (الكيان محل التاريخ.. قبيلة أو دولة أو حضارة..إلخ ) وقوة العامل الداخلي في ذاك الكيان ومدى نجاحه في إجابة ذاك التحدي والتصدي له وبين الوجود والفناء تتشكل "قصة الحضارة" دون إعتبار لعناصر "التحدي" وعناصر "الإجابة" الكامنة في طبقات تنظيمها الإجتماعي والإقتصادي – السياسي الداخلي وفي جدل تطور وإرتقاء النظام الإقتصادي السياسي العالمي.. ((إرتقاء العالم من مرحلة الوحشية والبداوة والإستعباد إلى مرحلة القوة المنظمة والفتوح والإخضاع والإقطاع إلى مرحلة الرسملة والحروب الإستعمارية وجدل التحرر الوطني والإشتراكية والتعاون الدولي للأمن والسلم الدوليين ومعهم حالة الإستعمار الحديث والحروب الإمبريالية الأنجلو-أمريكية ثم صعود الصين والهند وأمريكا الجنوبية.))



    ب‌-ضعف بنية إصطلاح "الحضارة":

    التاريخ البشري كتبته المدينة وفيه تصور "الحضارة" بفخر أنها الزراعة الواسعة والأبنية الكبرى والجيوش الجرارة والمعارك ذات آلاف الضحايا والعبيد والسبايا وأن لها معالم في ثقافة الأذهان صور وحِكَم وأشعار وكتابات وقوانين ومدارس وعقائد ومذاهب! ولكن إذ تُقَدَم الحضارة للناس كهيئة منظومة لإجتماع البشر وإستثمارهم المستقر لعناصر الطبيعة حولهم ونشر السلام واالحكم والقيم الفضيلة فإنها تقدم كذلك خلاف تقديم أهل ذات المدينية وكتابها للبداوة كحالة وحشية (لله x لله) بإغفال متعمد لطبيعة "البداوة" كتجمع حري متحرك يأنف من زيف وزور وجبروت المدينة والسلطات المدينية ويتبع في حركته البدوية النفع بالموارد المتاحة في الطبيعة الحرة من تسلط بقية البشر. بيد أن أضعف ما في تقديم المدينيين لقصة الحضارة بالزور السائد فماثل في إخفاء أن الحضارات الكبرى في التاريخ المكتوب كانت جميعها حضارات إستعبادية وإقطاعية وأن نمط الإنتاج بالإستعباد ونمط الإنتاج بالإقطاع كان هو الميسم العام لها بكل ما في ذلك من مظالم وآلام .

    في كل العالم القديم لا توجد حضارة (جنة) مبنية بالحرية والإخاء والمساواة لا في جبل موية ولا في سنار، ولا في سوبا، ولا في الخرطوم (خرآتوم)، ولا في مروي، ولا في دنقلا، ولا في كرمة، ولا في دلقو وصاي وعمارة وعبري، ولا في بوهين وفرس وقسطل، ولا في دوبان وفيلة وأسوان ولا في كوبانــ(ية)، ولا في طيبة أو أشمون أو سيوة أو منف أو عدن أو بابل وسومر أو قرطاج أو كريت، فكل حضارة لها مركزها ولها هامش ومحيط من هذا المركز ومن عملية التركيز والإصطفاء وعملية الإزاحة والتهميش فإن لكل حضارة من الضحايا والآثام ما لايعد ولا يحصى .. لذا فان التصور المألوف بأن ("الحضارة" = موجب) مثل بعض ما يقدمه بشاشا في بعض كتاباته فلا يعدو ان يكون تصوراً فيه تعميم وأخطاء.

    مثقال شر الحضارات واضح في كلمات "عبد" و"عبيد" التي كتبت في "البقط" بلغتيه العربية والنوبية ..واللغة مسبار في تاريخ المجتمعات. وجود العبودية في كل الحضارات القديمة كان علامة على نمط الإنتاج والعيش فيها ، وفي الزمان الحاضر لا يمكن منطقاً رفض ذاك الإستعباد القديم للأجنبي العربي والسكوت عن ذلك الإستعباد في الداخل الوطني الكوشي حتى وإن كان ذلك بحجة الوطنية ؟ فسبب إنهدام النوبة وإنفتاح الطريق لتهشيمها بواسطة المهمشين في السودان لا ينحصر أصلاً في سبب واحد فحسب هو "العرب" بل في نظام التمركز والإستعلاء الداخلي الذي هدم كل الدول والحضارات .







    ت‌-ضعف بنية إصطلاح "السلالة ":

    قد تكون "السلالة" تصور خطي في الذهن لتناسل بعض البشر من أسلافهم ذكوراً أو إناث كالقول فلان بن فلان أو إبن فلانة ، خلف عن سلف، ميسماً ومسطرة لتسلسل الأبناء في شجرة تناسل بشري كبرى، هؤلاء أسباط يهوذا، وهؤلاء سلالة ابرهم وأولئك أبناء المسيح، وهؤلاء آل بيت النبي محمد (ص)، وآخرين قد يكونوا من سلالة غضب ربيعة يوم بعث الله نبيه في مضر ..إلخ لكن الأقوال المختلفة بوجود سلالات بشرية تعلمنت كثيراً من القول بالقصة الإلهية لآدم وحواء وبناتهن والقاتل هابيل الذي نسلت منه البشرية إلى قصة حديثة هي قصة الإنسان الأول في البحيرات الكبرى (زيمبابوي) وبحيرة (تشاد) وبحيرات (إثيوبيا) وهجرات الأقوام البشرية من تلك المناطق إلى أصقاع الأرض وقاراتها.

    وبالطبع تجاوز التاريخ (عِلم) السلالات القديم القائم على ميثيلوجيا "سفينة نوح" التي إجتمع فيها في مناخ واحد نباتات وحشرات وحيوانات البرد الجليدي ونباتات وحشرات وحيوانات الحر ومنها العقارب والثعابين وإبحار هذه القصة إلى إنسلال البشرية الحاضرة من أولاد نوح (ع) حام ويافث وسام من بنته أو بناته المجهول عددهن! ولكن مع حبور القصة بمعاني رمزية قويمة إلا انه ضد ما فيها من تشوش في قصة إنسال البشر من ذاك النبي (ع) الذي عاش حوالى ألف سنة لم تذكر عنها إلا محاسن سنينه الأخيرة، تبلورت قصة دراسة تطور الوجود البشري كتطور كل الكائنات اليابسة والحية من البسيط والأدنى إلى المعقد والأكثر رقيا. حيث وجد البحث العلمي الميداني في أفريقيا وغيرها جماجماً وهياكل عظمية يتطور قياسها وتناسقها بتوافق مع عدد ونوع الأدوات التي توجد قربها وبتوافق مع تطور أثار المقابر والمساكن التي خلفوها وجدوا الأقدم والأدنى في زيمبابوي وشمالها ثم وجدوا أحسن نباتها والقرون الأولى للتملك والمدينية والحضارة في شمال السودان حتى البحر الأبيض المتوسط وما بعد ذلك وجدوه في مناطق حمير وسومر وقرطاج وكريت ثم بلاد اليونان وكلها ضمن الحزام السوداني وهي ستة مدنيات كبرى أو 36 لا فرق فأكثر العالم كان يعيش عناء البداوة في الغابات أو في صحاري الثلج أو صحارى الحر.. ولكن الفرق الكبير بين تملك الأرض وحرية البشر بدأ مع تنافر عملية تملك الخيرات الحاضرة في هذه المناطق الحسنة المناخ عن عملية الجفاف والتصحر التي عاني منها أكثر العالم خارج حدود المدينيات، ثم زاد التنافر داخل هذه المدينيات بين الملوك الطغاة والفراعين في جهة الطبقة المتملكة والمالكة، والمستعبدين وأشباه المستعبدين وعموم الزراع والحرفيين وغيرهم من مكونات البروليتاريا وعموم الكادحين الموسويين.

    في هذا الأتون العالمي والدولي برز فهم (مفهومx ) السلالة النقية المقدسة ذات الوشائج الإلهية حكراً للحكم مما توالى ظهوره (بداية) من الفرعون إلى الإمبراطور الروماني المقدس إلى الخلفاء القرشيين فالسمو الإنساني لم يكن حقاً عاما لكل البشر سواء الذين عاشوا في هذه المملكة أو تلك، و كانت "السلالة" في نوبيتها أو في آريتها (الجنس الآري) مجرد إصطلاح طبقي عمدته علوم الأنساب والإناسة وكل الأنثربيولوجيا القديمة كعلامة فارقة لميز أحقيات التملك والإستعباد والإستعلاء والإستعمار ولجعلها قاعدة نظرية –بيولوجية للإقصاء وللإصطفاء تماماً كما فعلت الفاشية النازية في السنوات 1936-1945 حتى قضت عليها الأممية الشيوعية وحررت البشرية بالقوة العسكرية الضارية من خطرها القائم آنذاك.

    هل هناك سلالة نوبية صافية؟! الجواب : لا ، هل هناك سلالة عربية صافية؟ الجواب: لا،
    أهناك سلالة سامية أوحامية صافية؟ الجواب : لا ولا .

    إن كان (الساميين) من جذور أفريقية حسب نظرية التطور أو بحساب أن العرب هم أبناء المستعبدة هاجر النوبية فإن الذي يمنع عودتهم إلى بلاد جذورهم سواء في الماضي القديم أو في المستقبل القريب هو مجرد عامل إقتصادي سياسي بعضه مبلور في إصطلاح "وطنية" وهو أحدث الإصطلاحات السياسية وأشدها ضعفاً رغم بلايين أطنان الدماء التي ضمخته في التاريخ، أما الكلام عن ربط حقوق الإنسان بسمات بيولوجية معينة وسلالات وأجناس أو حتى بجنسية فهو كلام غير موضوعي خاصة مع كون ان بعض سكان وملوك السودان القدامى أتوا إليه من مناطق البحيرات الأفريقية... أي من خارجه.

    التواطن الحاضر في السودان بكافة سحناته لا يمكن شطبه بعملية ثقافية (عرقية) للعودة إلى الجذور على الأقل لأن حكمة التوقف عند الجذور النوبية وحدها دون ما قبلها .. فيها عنصرية مضمرة ضد جنس السواد الأصيل .




    ث‌- ضعف بنية إصطلاح "الثقافة":

    لا يغالط أحد في إختلاف تعريف الثقافة : فالبعض يركن إلى أنها حال لتمثل الناس للخبرات الشخصية والجماعية بعضها ذهني وبعضها حقيق ماثل للعيان في الطبيعة المُشاهدة، البعض يراها عملية لإنتظام ونظم القيم المادية والمعنوية للبشر في الحياة التي يعيشونها، أو هي عموميات وتفاصيل حركة الإنسان كمفرد و كجماعة... البعض يختزلها في سمة منها يخزلها باللغة أو بالدين أو بالنهج السياسي أو الطبقي يقول: (ثقافة ليبرالية أو ثقافة برجوازية أو ثقافة بروليتارية)، أو بإسم الدولة، يقول : (ثقافة فرنسية أو ثقافة بريطانية) أو تخزل بإسم الإقليم (البحر المتوسط) (السودان) أو بإسم القارة (افريقية أو أوربية أو آسيوية ) ...إلخ ، البعض ينسبها إلى مدينية قديمة يقول (ثقافة نوبية، أو ثقافة رومية) أو حتى ينسب الثقافة إلى القرية أو إلى البداوة يقول: (ثقافة القرية) أو (ثقافة بدوية)، البعض ينسبها لأدوات الإعلام يقول (ثقافة الصحف والمجلات) أو (ثقافة التلفزيون) أو حتى (ثقافة سماعية) ...إلخ ، لكن بصورة عامة فعلى إختلاف تعاريف الثقافة يمكن السؤآل هل الثقافة كيان ثابت؟ الجواب: لا ، ألا تتأثر بما حولها وبتفاعلات عدد ونوع العناصر التي في داخلها؟ الجواب: نعم تتأثر ... لكن هل يمكن القول بوجود صاف لثقافة ما ؟ الجواب : (لا) فحتى إصطلاح الثقافة العلمية نفسه يعاني من ضعف.

    الأساس في ما يسمى "الثقافة" هو تفاعل الطبيعة وطبيعة الإنتاج الذي يمارسه البشر: فمعالم المناخ والجغرافيا التي يعيشها الناس وتَحَدُد إنتاجهم أو تَنوعِه تبعاً لها وتبعاً لإحتياجاتهم هو التفاعل المادي الموضوعي الأول في حياة البشر الذي تتولد منه سمات مشاربهم ومآكلهم وطرق كدحهم وهيئات ملابسهم ومساكنهم وطرق إعتقادهم وأفراحهم ودفنهم وحكاوى تراثهم وبإنسجام قواه المادية مع حاجات وقدرات قواه البشرية تزدهر حقوله وترتفع الشُرُع على مراكبه وتدور آلاته ويتوافق بناء مجتمعه مع بناء دولته .. إلخ، ودون هذا الإنسجام بين المنتجين وحاجاتهم ووسائل الإنتاج توهن قوة المجتمع وتضعف وتيبس وشائجه ويتشقق كتلاً متنازعة تأكل السلام من الإجتماع البشري بكل ثقافته القديمة فيتحول أمره إلى مجتمعات وممالك وثقافات ضعيفة واهنة إلا على خصومها الداخليين عاجزة ان تجدد نفسها أو ان تجدد حياة من أنتجها، ميتة أو شبه موات في شكل لغة يابسة أو ملبس معين أو أكلة قديمة معينة، أو في شكل زخرفة منزل أو قبر أو أشعار وأغان وكلها نضرة الصورة وجميلة لكن لا مفعول حضوري (واقعي x ) لها في الحياة ... تماماً كما تبقى المؤمياء...

    الثقافة دون ممارسة سياسية وسيطرة شعبية حية على الإقتصاد بصورة تجدد الحياة الإجتماعية بإرادتها وقوتها تبقى مجرد فلكلور ... صور من التاريخ القديم جداً سمحة سماحة جمل الطين الذي لا حياة فيه يتشقق بالشمس وينذر بالهواء .

    مما سبق فان من الصورية الحديث عن ثقافة عربية ضمن نظام عالمي للإستغلال وثقافة إمبريالية عالمية للظلم الطبقي والقومي الذي كان أول تقنين له في الزمان القديم بطغيان الفراعين. ومن الصورية الحديث عن إحياء ثقافة سودانية نوبية والبلاد كلها تشتغل بنظام إقتصاد مدمر لكل معالم الإعتداد الشخصي حيث ان نمط الإنتاج الرأسمالي بآليته الشديدة وبتقلباته العددا يستلب من كل المنتجين السودانيين والنوبة والمصريين والعرب والخواجات واليهود وجميع اجناس الأمريكان.. إلخ معالم وعيهم بذاتهم، ويشيئهم...

    إحياء الزهرة النوبية في أرض مسمومة ومناخ مسموم ومياه مسموة مجرد دعوة سياسية تجهل أو تتجنب النظر إلى العدو الرئيس لسلام وإنتعاش جميع الثقافات معاً دون تركيز وتهميش وهو "التملك الخاص للموارد الضرورة لحياة ومعيشة الناس".

    سيرورة تحول التملك المعيشي إلى تملك إقطاعي إلى تملك رأسمالي وحركته الصناعية الكبرى الإمبريالية قتلت جذر الحياة الإنتاجي الخاص والمستقل في جميع الثقافات القديمة وتركت للعالم صورها وهو يتجه إلى الأممية والإنسانية ولكن بصراع ثوري ضد العولمة الإمبريالية.







    ج‌-ضعف بنية إصطلاح "التاريخ":

    بطبيعة ان التاريخ كسجل متنوع النظرات والكتابات والقراءات لحركة تفاعل البشر مع بيئتهم في زمن محدد يتعرض لتأثيرات الثقافة والسياسة يمكن النظر الى بعض المقولات المنثورة في طروح بشاشا :
    •"التاريخ"،
    •"السودان" بالمعنى القديم جداً لكلمة سودان
    •"كوش"
    •"نوبة"
    •"عرب"

    في كل هذا التاريخ لا نجد كلمات أو تفاسير ضرورة للموضوعية في هذا التاريخ مثل: نص إدفوEdfo text أو طبيعة الثقافة التي أنتجت (أبوالهول) الذي هو أقدم من الهرم بالاف كثيرة من السنين، ولا نجد عرضاً لـ"الإنتاج" أو لـ"قوى الإنتاج " أو لـ"علاقات الإنتاج" الذي شيد الحضارة وكيف إنتهى بها لضعف ومحاق، ولا نجد أثراً من للإضراب الذي قام به البنائين في "مدينة" قرب أسوان ولا (النقابة) التي نظمته حوالى سنة 2500 ق.م ، ولا توجد إشارة إلى علاقات الأرض والإنتاج وعلاقات الإعتقاد في "ثورة تل العمارنة" والمثال الذي أقتدى به الثوار، كذلك لا نجد تفسيراً موضوعياً للهجرة من جنوب السودان إلى شماله القريب من البحر المتوسط ، ولا نجد فهماً للعلاقة بين مدينية أو حضارة الخرطوم ومدينيات أوحضارات نقادة .

    مشروع الخروج من عربية ومصرية السودان الحاضر وطبيعة كتابة تاريخه إلى سودان وتاريخ سوداني سوداني لا يمكن أن يتسم بالتناسق برسم خط رأسي واحد قاعدته أن السودان كان طيباً عظيماً حتى أفسده البيضان والعرب!!؟ لان ذلك يطرح سؤآلاً آخر لماذا لم يتقدم ذلك السودان حيذاك على أولئك العرب وقد كانوا أقل منه علماً وذهباً وعدداً؟

    التاريخ لا يمكن أن يجري كتاريخ بمجرد تصوير المنتصر كريهاً والمهزوم طيباً أو العكس .. هناك عوامل دخلية طبقية وسياسية فتتت أهل السودان القديم وقهرتهم ببعضهم وجعلتهم كالعصف الماكول سيد ومسود حتى تحالف مهمشيهم مع البدو العرب مؤسسين مملكة عربية إسلامية أو نسخة باهتة منها في سنار ؟ لماذا لا يوجد تفصيل نوبي أو كوشي عن تأسيس الممالك في دارفور وفي المسبعات وفي تقلي وكذلك في المثلث المحيط بمروي من بدايته عند ضهر النيل في أبو حمد- تنقاسي حتى نهايته جنوباً في شندي ...

    التعامل مع التاريخ بصورة محتفية بالممالك وبعيداً عن قوانين الإنتاج والتركيز والتهميش لا يفسر إنتصار مجموعة من البدو ومحاربي العصابات على ممالك كبرى ، ولا يقدم تفسيراً لطبيعة الصراعات بين النوبيين والنوبيين.




    ح‌- ضعف بنية إصطلاح "العروبة" وضعف إصطلاح " النوبية" وتشتت دالة الإصطلاحين ":

    العروبة ليست لساناً وإلا كان "موخلاتو" مخلطي أمريكا الوسطى والجنوبية أسباناً ولكان الأسترال ونصف عدد الأمريكان إنجليزاً وكذلك فإن العروبة الثقافية بلا معيشة عربية مستقلة وبلا إنتاج عربي يحي موات العمل والعيش مستحيلة، أما العروبة كإعتقاد نفسي فأكثرها بطبيعته ليس محلاً لنقاش موضوعي، وفي ذا فإن نقض "الميثيولوجيات المؤسسة لـلعروبة في السودان" يبقى من العلامات المائزة في طروح بشاشا ولكنه بنفس القدر لا يكفي للقول بعدم وجود عرب بنهج انه يرى لوناً أحمر ولا يمسك الحمرة ...فالنهار داخل الغرف جزء من الشمس... كذلك النوبية والكوشية والسودانية جزء من Chem. ومن الطاقة السوداء التي خرج منها الكون الذي نعيشه بكل ما فيه من مجرات ونجوم وشموس.

    في الثقافة السودانية السائدة في وسط السودان فإن الضعف السائد في إصطلاح "العروبة" يقابله ضعف مماثل في إصطلاح "النوبية" :الاول ينطقه العرب والنوبة وغيرهم من مواطني السودان نطقاً متحفاً بالسخرية من إيماءاته السياسية القومية الحديثة والثاني يختزل بتحقير خفيف في مفردة "حلفاويين" وبغلظة عنصرية في مفردة "برابرة"! وبربر من أعرق المدن في العالم! كذلك الإيماء لقومية خاصة بالسودان مُنبَتَة بلا خالـ\ـة ولا عمـ\ـة مشفوعة بـ(إصطلاح) "السودانية" أو مقعرة "السودانوية" فكلتاهما تظهر في التداول اليومي كحذلقة أجنبية...

    التيه في غابات الكلمات وإختلاف ثقافة الكلمات ودالاتها في التاريخ منتهي إلى هلام والأبسط والأنجع لعلاج قضايا حية في مسائل حقوق المواطنة هو الخروج بقضية وجود السودان من فلسفة الأسماء وجدل القواميس إلى الإقتصاد السياسي وعلم الثورة الإجتماعية.




    خ‌-ضعف بنية إصطلاح "السودان" في التاريخ والسياسة والسلالات والثقافة وفي التناولات العربية والنوبية:

    ما هو السودان؟ أهو القديم جداً قبل 100.000 مآئة الف سنة أو القديم في حدود 10.000 عشرة آلاف سنة أو السودان الأفريقي من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي أو السودان التركي، أو السودان الإنجليزي المصري .. أو جمهورية السودان ؟؟

    أيملك حزب سياسي سوداني بما فيهم حزبي تصوراً بإحصاء للسودان القديم و للسودان الحديث ؟

    هل هناك سلالة سودانية واحدة ذات DNA مشترك؟

    هل هناك ثقافة سودانية واحدة؟

    هل ما تتناوله بعض مقالات النوبة أو ما تتناوله بعض مقالات العرب عن السودان يدل على وجود كيان واحد أم
    يشير إلى كتلة من الشعوب والمجتمعات تعيش رهق التركيز والتهميش الذي يفرضه التنظيم الإمبريالي لموارد العالم؟

    في يحموم هذه السطوة الإمبريالية العالمية للإنتاج الرأسمالي والتشيي البشري والمديني في المركز مجرد من موارد بلده ويشرب مياهاً منقاة ومعبأة بطريقة أجنبية ويأكل طعاماً معداً بطريقة أجنبية، ويلبس إنتاجاً أجنبياً ، ويركب ويشاهد ويسمع وينوم على ما صنع في "الخارج" بل ويقيم في الخارج..ما معنى أن يكون كوشياً أو سودانياً أصلاً للعرب أو نسلاً منهم؟


    السودان أياً كانت حدوده الجغرافية والتاريخية بلا إنتاج مستقل لضرورات عيشه ليس أكثر من حلقة ألم وكلام تتخللها أفراح صغيرة مصطنعة .





    4-إمكانات قد تساعد على تنمية الطرح الكوشي:


    1-التسجيل والإحصاء التاريخي لوجوه الحياة في السودان القديم ( الزمان- عدد السكان –المنطقة)

    2- تخديم الإرث النوبي مبلوراً في نهج الجدل المادي التاريخي للتعرف على العلامات المادية التي تحدد تاريخ السودان ومعالم نشاط المقيمين فيه ( من 2004 م وإلى 1504 م ) ومن (1503- 1003 م) ومن (1002 – 502 م) ومن 501 إلى -1) وهكذا لما يشكل عشرة آلاف سنة

    3 - تخديم علم التاريخ الإقتصادي في سبر تاريخ السودان (الزمان -المنتج – المنتجين- العائدات- التصريف- الأزمات- الحل)

    4- إيضاح أثر التملك الخاص لموارد المجتمعات في هدم الثقافات القديمة في السودان القائمة على شيوع وسائل الإنتاج. إذا لا يتسق أن يكون هناك حديث عن ان إحتكار المعارف ضعضع قوة المجتمع النوبي دون حديث عن أثر إنفراط أو إحتكار وسائل الإنتاج فيها على طبيعة حياتها و تأثر قوتها ودولتها بطبيعة قبض أو تصريف الجزء الأكبر من محصول الإنتاج .

    5 - بيان وتحديد طبيعة الدور العبري و الدور الإسرائيلي (اليمني والإثيوبي القديم) في تفتح الثقافة النوبية ..



    5- حركة تحرير كوش:

    مع نهاية القرن العشرين وزيادة الخصخصة وحرية السوق وتضعضع إمكانات الإغتراب وعنصرية السلطة الحاكمة ونشاط الإعلام والإتصالات وإرتفاع عدد المتعلمين والنشطاء السياسيين المثقفين، وإنفجار الثورات الشعبية المطالبة بالإشتراك في مقاليد السلطة والموارد نشأت الأفكار السياسية للوعي الكوشي في النوبة الوسطى نشأة متأخرة لكنها متناسقة وقوية بخبرة الجهود الخيرية والتعاونية وخبرة النضالات التي سبقتها في السودان (الجنوب والأنقسنا وشرق السودان وفي جبال النوبا وفي دارفور) وفي العالم في عدد كبير من حركات التحرر .

    بينت مواثيق الحركة الفشل الذي حاق بسابقيها في المنطقة من همهم بالأعمال الإصلاحية في مناخ ماحق لكل إصلاح
    كما بينت مواثيق الحركة في المجال السياسي الفشل الذي حاق بعملية تجزئة الثورة الوطنية الديمقراطية برفع الإهتمام بـ"النضال الوطني" وتأجيل وإرخاء "النضال الطبقي" وهو ما جدد حكم الفئات الموالية للإستعمار بكل النزعات الإستعلائية في ثقافاتها فباعت من جديد الأسس المادية والمعنوية لحقوق المواطنة لبنوك وتجارة الإستعمار الحديث.

    بهذا التقويم البسيط للأزمة البنيوية في حركات التحرر جاء إجتماع اشكال النضال الطبقي والقومي والوطني وثقافاتهم في تركيبة حركة تحرير كوش بصورة ثورية ذات ميسم نضالي مسلح ضد الحكم القائم في السودان والثقافة التجزيئية التي إنتجته...ولأن أزمة عامة مركبة متشعبة لا تحل بأداة واحدة سواء كانت الثقافة أو السياسة أو الحرب وكلها مجرد أدوات وأشكال...فإن حركة تحرير كوش تركز على علاج الأزمة الرئيسة في قلب عملية الإنتاج وتوزيع جهوده وأموره وهي أزمة أحتكار الحكم والثروة بكل عنصرياتها راهنة حلها بضرورة إشتراك الناس في حكم موارد حياتهم ووسائل عيشهم وإنتاجهم وتوزيع أموره وجهوده وخيراته إشتراكية علمية.

    النضال لسودانية السودان أو لكوشيته لا ينفصل عن نضال الشعوب في العالم ضد الإستعمارات الداخلية وضد الإمبريالية العالمية فهو ضد التهميش المحلي وضد التهميش الدولي وهذا هو الجانب الكوشي الخاص من تبلور الإشتراكية العلمية وعلم الثورة الإجتماعية والنضال الشيوعي العالمي لعمال العالم وكادحيه وشعوبه المستضعفة .


    نهاية المحاولة..
                  

العنوان الكاتب Date
ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Al-Mansour Jaafar12-03-09, 07:59 PM
  Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Bashasha12-03-09, 09:27 PM
  Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ عبد الناصر الخطيب12-03-09, 09:44 PM
    Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Al-Mansour Jaafar12-04-09, 11:57 PM
      Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Al-Mansour Jaafar12-04-09, 11:58 PM
        Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Al-Mansour Jaafar12-05-09, 05:29 PM
          Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Nasr12-05-09, 06:39 PM
            Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Al-Mansour Jaafar12-05-09, 06:43 PM
              Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Nasr12-05-09, 08:58 PM
                Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Al-Mansour Jaafar12-05-09, 09:53 PM
  Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Al-Mansour Jaafar12-05-09, 09:59 PM
    Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Bashasha12-10-09, 03:54 PM
      Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Bashasha12-10-09, 06:23 PM
        Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Bashasha12-10-09, 07:10 PM
          Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ عبد الناصر الخطيب12-10-09, 09:42 PM
            Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Bashasha12-10-09, 10:46 PM
              Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Bashasha12-10-09, 11:23 PM
                Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Bashasha12-11-09, 04:21 AM
                  Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Bashasha12-11-09, 04:29 PM
                    Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Nasr12-11-09, 08:17 PM
                      Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Nasr12-17-09, 08:13 AM
                        Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Al-Mansour Jaafar12-19-09, 05:50 PM
                          Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Al-Mansour Jaafar12-20-09, 06:40 PM
                            Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Bashasha12-20-09, 10:16 PM
                              Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Al-Mansour Jaafar12-20-09, 10:26 PM
                                Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Al-Mansour Jaafar12-20-09, 10:29 PM
                                  Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Al-Mansour Jaafar12-20-09, 10:32 PM
                                    Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Al-Mansour Jaafar12-20-09, 10:53 PM
                                      Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ Al-Mansour Jaafar12-20-09, 10:55 PM
                                        Re: ضعف مقالات كوش وقوتها ؟ هاشم نوريت12-21-09, 03:45 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de