|
Re: كرة القدم والوقوع في مصيدة التفاهة!! غازي صلاح الدين العتباني (Re: jini)
|
الاخ جني
التحيه وشكرا لاضافة الموضوع
موضوع الدكتور العتباني ده ما عنده اي قيمه للاسف... فالرجل اختار ان يحلل ما جري لكي لا يتخذ موقفا منه..!
Quote: ومن أراد أن يشخص بعض أدواء الحياة العامة في البلاد العربية من خلال متابعة تلك المباراة سيكتشف متلازمة ثلاثية علاماتها: «الإلغاء» و«الاختزال» و«التعويض»، وهي علامات مشهورة في أدواء السيكولوجي الفردي أو الجمعي. |
موقفه دا كان بكون سليم ومقبول ولا غبار عليه لو لم ٌيزج باسم السودان وسمعته في هذه المباراه والاساءه التي وقعت علي شعبه. وموقف الدكتور غازي هنا يتمثل في الظهور بمظهر المحلل المحايد... وهو امر غير مستغرب علي الاقل لشخصي الضعيف... و انا دائما اتساءل كيف يكون الانسان محايدا تجاه وطنه..! اذن ما هو الوطن...!
اما انه امر غير مستغرب بالنسبه لي... فإنني قد سبق وان اتهمت الاسلاميين ( في البوست د حسن مكي ..... الاختشو ماتوا....!) اتهمتهم بضعف الشعور وربما الانتماء القومي... وها هو الدكتور يعطينا موقفا اخر يعضد من زعمنا بضعف انتمائهم القومي... لقد خلي موضوع السيد المستشار من اي احتجاج او حتي عتاب للمصريين الذين ولغوا في سمعة بلادنا دون سبب... وهذا يشير بوضوح الي ضعف القوميه وضعف الاحساس بها عند الدكتور... اذ كيف لا يغضب الانسان للاساءه لبلاده من اي جهة جاءت...!
التناقض الجوهري الذي اثبتته تجربة الاسلاميين في الحكم...يقوم بين طموحهم لاقامة دوله اسلاميه تمتد من جزر فيجي في المحيط الهادي عبورا بقارة اسيا وحتي تبلغ جزر هاواي ... وهذا من حيث المبداء طموح مشروع وفكره لا غبار عليها مثلهم مثل الاشتراكيين... ولكن التناقض الجوهري هنا ... هو استخدام الاداه الخاطئه لتحقيق هذا الطموح او الحلم... وفي الحالتين (الاسلاميه والاشتراكيه) حاول اصحاب الفكره استخدام الدوله القوميه لتحقيق الفكره الامميه... فلا ارضا قطعوا ولا ظهرا ابقوا...!
الدوله القوميه في اقصي تجلياتها وسموها يمكنها ان تحقق تمددا كبيرا.. ( الامبراطوريه البريطانيه مثلا) ولكن في هذه الحاله تصبح دوله استعماريه امبرياليه توسع تجارتها وتنشر فكرها القومي فقط وليس بإمكانها ان تنشر فكرا امميا او دينيا يتساوي فيه الناس... ومن نافلة القول ان اهل الدوله القوميه الذين يتمكنون من التمدد والسيطره لن يقبلوا بأي حال ان يكونوا متساويين مع الاخرين...!
ما فات علي الاسلاميين - خاصة في السودان - هو انه كان يتوجب عليهم تقوية الدوله القوميه وبناءها قبل التفكير في التمدد ونشر توجههم الحضاري.... وليس هذا حبا في الدوله القوميه ولكنه اعترافا بواقع العالم.. فعالم اليوم - للاسف - تقوم كل منظماته وترتيباته الخ.. علي اساس منظومة الدوله القوميه... وكلما كانت الدوله القوميه قويه كلما زاد احترامها...!
حاول الاسلاميون في السودان تفكيك الدوله و اعادة تشكيلها من جديد علي اساس اعتقدوا انه سيمكنهم من تحقيق اهدافهم... ولكن ولانهم لم يكونوا يعلمون علي وجه الدقه ما هية المراحل و الخطوات المطلوبه لتشييد مثالهم... لم ينتهوا الي شيء... وعندما حاولوا العوده للمربع الان والبحث عن ما كان قائما لم يجدوه فقد هدته معاول هدهم... لذلك انتهو الي مسخ غريب لا هو دوله اسلاميه ولا هو دوله قوميه.
لكل ذلك لم يكن مستغربا ان يتقهقهر الرجل بفكره من حلم الدوله الاسلاميه التي اشرنا لها الي اظهار او استبطان الفكر القومي العربي في موضوعه:
Quote: ومهددا لكل الأسس التي بنى عليها الحالمون من أسلافنا نظرية الأمن القومي العربي. |
Quote: ومن أراد أن يشخص بعض أدواء الحياة العامة في البلاد العربية من خلال متابعة تلك المباراة سيكتشف متلازمة ثلاثية |
لم يشر الدكتور من قريب او بعيد الي موقع كرة القدم في دولتهم الاسلاميه.. بل احتار الحديث عن فكر قومي عربي بائن... وفي هذا الانحدار الطويل من الامميه الاسلاميه الي القوميه العربيه سيصرف الدكتور عقدين اخرين من الزمان حتي يكتشف اهمية بناء وتطوير وتقوية الدوله القوميه اولا... ومن ثم يمكن لاجيال قادمه المواصله والبناء فوق ما حققه اسلافهم...! ولن يكون التحرك نحو القوميه العربيه مخرجا لاسلاميي السودان من ورطتهم المفاهيميه للدوله، فكما نعلم ان هنالك قومييون عرب راسخون واصيلون لن يقبلوا للدكتور بمفهوم الاحلال والتبديل الذي يحاول ان يتبناه الاسلاميون الامميون...!
وموضوع الدكتور رغم افتقار لاي فكره .. ولكنه يعكس بجلاء... انهيار فكرة الدوله الاسلاميه عنده وربما عند اغلب الاسلاميين الذين لا حظنا في الفتره الاخيره ان الشعور القومي بداء يدب في عروقهم المتيبسه قوميا... ولن استغرب ان قام الاسلامييون يتبني فكرة الدوله القوميه والدفاع عنها في الايام القادمه وهو بالقطع سيكون بمثابة اعادة اكتشاف العجله...!
التحايا يا جني
|
|
|
|
|
|
|
|
|