نكتب هذا قبل ساعات من بدء المباراة بين مصر والجزائر، ولا نعرف بالطبع نتيجتها ولا ما ترتب عليها. ونأمل ألا يكون قد وقع ما ظل يملأ قلوبنا قلقاً وتوجساً وهلعاً منذ أن أذيع قرار إقامة تلك المباراة على أرض السودان.
وماذا في مباراة لكرة القدم، خاصة بين شعبين شقيقين؟ من المفروض أن تكون مناسبة رياضية عادية، بل أن تكون مدعاة للتواصل والفرح. ومع ذلك فقد أحاط التوتر بتلك المباراة، ونشطت التكهنات باحتكاكات وصدامات دموية محتمة بين الأشقاء الجزائريين والمصريين، وانقسم السودانيون لينحاز بعض منهم للمصريين والآخر للجزائريين، واستمعنا إلى سيناريوهات مخيفة.
هل كان كل ذلك محض صدفة؟
فها نحن أمام ثلاث شعوب يسحقها الفقر والتخلف وترزح تحت نظم ديكتاتورية عاجزة عن حل مشاكلها وتستميت في التمسك بالسلطة ولا تستجيب لأي رجاء، وتعيش هذه الشعوب أزمات سياسية مزمنة تستفحل دون ضوء يبدو في نهاية النفق. في مثل هذا الجو تنظم المباراة فينشط الرؤساء الثلاثة ويصبحوا مشجعين من الدرجة الأولى، وتحجز المقاعد على الطائرات لآلاف المشجعين من الجزائر ومصر للخرطوم، دون مراعاة كافية للاحتياطات الأمنية والصحية، ويتم تسهيل منح تأشيرات الدخول والخروج المرهقة عادة، وتتخذ التدابير الاستثنائية في الخرطوم بآلاف من قوات الشرطة.
كم يا ترى كلفت بالضبط إقامة هذه المباراة في الخرطوم؟ ومن الذي دفع هذه التكلفة؟ ولماذا؟
بالطبع ستظل هذه الأسئلة دون إجابات، لكن من المؤكد أن هذا الاهتمام الرسمي المتعاظم بالمباراة قصد منه إلهاء الشعوب الثلاثة عن المشاكل الراهنة الناتجة عن سوء سياسات هذه الأنظمة القمعية.
------------------ السودان لكل السودانيين المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة