لايمكن لمباراة كرة قدم ان تغير مجري النيل بين مصر والسودان .. ..

Quote: آخر الليل هــذا الــقـئ!! اسحق احمد فضل الله السبت, 21 نوفمبر 2009 13:43 الثلاثاء والاربعاء الماضيين .. قبل مباراة مصر والجزائر .. الاعلام المصري كله ينقل بدقة (ودهشة) الاستعداد الامني الضخم الذي يطلقه السودان .. للمباراة. الثلاثاء والاربعاء الماضيين قبل المباراة الشاشات تنقل سوراً من الامن باطنه الرحمة والاستقبال الحلو يضرب حول كل من الجمهور المصري والجزائري. الثلاثاء والاربعاء الماضيين قبل المباراة .. الشاشات والمعلقون من مصر وغيرها ينقلون للجمهور استقبال الدولة - حتى البشير - للجانبين واستضافة رسمية وشعبية .. وفي البيوت استضافتهم .. وقالوها. الخميس الماضي بعد هزيمة مصر - الشاشات والاعلام المصري يشن حملة هائلة تقول ان السودان اهمل تماماًَ في حماية المصريين.. هذا ان هو لم يشترك في الاعتداء عليهم. والشاشات تضج والعائدون في المطار يهدرون والمعلقون في الشاشات يهدرون والمظاهرات في شوارع القاهرة تهدر .. تتهم السودان بعدم حماية المصريين. الجمعة السيد نظيف رئيس الوزراء المصري يدعو سفير السودان (ليشكره) .. يشكره .. يشكره .. على التأمين الدقيق الرائع للحكومة السودانية للجالية والزوار المصريين.. وللكرم والضيافة. والاعلام المصري - والكارثة هنا - وابتداء من مساء الجمعة يبدل (كل اقواله) .. وبأمر من رئيس الجمهورية المصري. السيد رئيس وزراء مصر يشهد اذن بكذب الاعلام المصري. الكذب الذي يفسد ما بين الدولتين الي درجة تجعل مدير مخابرات السودان يعقد لقاء عبر الشاشة المغلقة مع مدير مخابرات مصر ..يسأل .. ما هذا. ومدير مخابرات مصر يجيب بالاسلوب المصري المعروف حين يتملص من شئ. لكن كل احد يعلم ان الاعلام المصري والسلطة المصرية كلاهما وفي حمى جنون غريبة ظل يعد جمهوره ويشحنه شحناً بما يجعل الانتصار في المباراة قدراً مكتوباً كتبه الله في الازل .. وان الساعة تقوم ان هذا لم يحدث. وكلاهما - السلطة والاعلام في مصر - يجد نفسه في ورطة غريبة بعد ان فعل (عنتر) ما فعل. وكلاهما يبحث عن ضحية. وهكذا كان الاعلام المصري يتحول ليمسح قاذوراته في صدر السودان. والاعلام المصري ينتهره رئيس الجمهورية المصري وينتهره سخرية العالم الذي شاهد كل شئ بعينيه فيتحول الي الخلف تماماً ودون خجل. الاعلام المصري يشهد ان ما يقوده ليس هو الحقائق والحوادث بل ما يقوده هو تعليمات (الحيكومة). وقديما كنا نغضب حين نسمع من يقولون ان الشعب المصري (تجمعه طبلة .. وتفرقه عصا). يبقى ان الاعلام المصري يشهد امام العالم كله انه الآن قئ مسكوب.