|
Re: القبيلة المنسية (Re: ود محجوب)
|
في "المنفى" أرسلت ساندرا أنكر الى "استراليا" في عام 1950 وهي في السادسة من عمرها لكن الكلمة التي تفضل استخدامها هي "المنفى".
وكانت تعتقد انه سيتم ارسالها الى افريقيا، كجزء من مغامرة افريقية في الغابات، لكنها انتهت في ملبورن.
تقول ساندرا: "لقد أمضيت سنوات في انتظار أن يدرك شخص ما أن هناك خطأ قد ارتكب.
وتبكي ساندرا وهي تتحدث وتقول إنها حرمت من الطفولة ومن الوطن.
وتمضي قائلة: "لقد استغرق الأمر سنوات وسنوات من البؤس دون أن نعرف من أين جئنا، ولماذا حرمنا من حقنا في أن نكون بريطانيين".
وتواصل: "كانت حقا تجربة رهيبة، لا أتمنى أن يتعرض لها أي إنسان.. إننا بحاجة إلى أن نستقبل بترحاب في وطننا".
ومثل معظم المهاجرين البريطانيين هنا، تقول إنها تشعر بالغضب لأن الحكومة الاسترالية قررت تقديم اعتذار وطني، قبل ان تفعل الحكومة البريطانية ذلك.
خزي وحضرت مرجريت همفريس الاعتذار الوطني العلني في كانبيرا. وكانت قد أسست مركزا في نوتنجهام شاير عام 1987 للعمل على تعقب أسر الأطفال الذي أرسلوا في الماضي إلى استراليا.
وفي عام 1992، وتقديرا لعملها في هذا المجال منحتها الحكومة الاسترالية "وسام استراليا" الذي يعد أعلى تقدير مدني في البلاد. أما في بريطانيا فلم يعترف أحد بما تقوم به.
وهي تقول باستياء إن "الحكومة الاسترالية تقدم اعتذارا في حين لم تفعل الحكومة البريطانية شيئا".
وقبل حفل الاعتذار الوطني، اتصلت الحكومة الاسترالية بنحو 400 مهاجر من الأطفال البريطانيين لكي تأخذ رأيهم في كيفية اقامة الحفل. وقد طالبوا جميعا بضرورة أن يأتي الاعتذار الاسترالي مصحوبا باعتذار بريطاني.
وتمضي مرجريت متساءلة: "ماذا عن موقف جوردون براون؟.. إنه أمر مثير للتقزز. لقد تخلوا عنا. هناك شعور هائل هنا بأن جوردون براون قد تخلى عنا".
وقالت مصادر في الحكومة البريطانية لبي بي سي ان "داونينج ستريت" يتشاور حاليا مع مجموعات من الأطفال المهاجرين بغية تقديم نوع من الاعتذار في المستقبل.
وحتى الآن، مولت الحكومة البريطانية برنامج للسفر يتيح للأطفال المهاجرين البريطانيين زيارة أسرهم إلا أن مركز رعاية المهاجرين يشكو من أن الحكومة البريطانية تمول زيارة واحدة فقط، ومن أن هناك الكثير جدا من القيود المفروضة على نظام التئام الشمل.
وقد ساعدت الحكومة أيضا في تمويل مركز الأطفال المهاجرين لمدة الـ15 سنة الماضية.
ويرى هارولد هيج، أمين الرابطة الدولية للأطفال المهاجرين أن ما فعلته الحكومة البريطانية ليس كافيا على الاطلاق.
وهو يشعر بالاستياء الشديد من كون الاعتذار الاسترالي جاء قبل أي اعتذار بريطاني.
وقبل يوم الاعتذار الوطني في استراليا أصدرت وزارة الصحة البريطانية بيانا قالت فيه "إن نظام الأطفال المهاجرين كان خاطئا" وهو نفس موقف الحكومة منذ عام 1998.
وكانت الحكومة البريطانية قد اعلنت انها تدرس الآثار المترتبة على الاعتذار الاسترالي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|