الهادي محمد الامين.... حكاية تربالي أدهش الافندية !!

Quote: الأخ العزيز الكماندر هاشم بدر الدين لك مني أجمل التحايا وأصدق الأمنيات الطيبة وأنت تكتب مدافعا عن حرية التعبير داعيا لأنعتاق الصحافة السودانية من عهود الظلام وأشكر لك سماحة وسعت صدرك وأنت تدافع عن شاب صحفي كتب في منبرنا الموقر هذا رغم الذي كان بينكم. جئت إليك مؤازرا للزميل عبدالهادي... والذي إختلفنا معه في بعض ما طرحه علينا من أفكار حددها تبنيه للنهج السلفي... ولكنني - والحق يقال - وبعيدا عن هذا.. أعجب بحسه الصحفي المرهف وقدرتة الإبداعية والتصويرية والبحثية. فهو صحفي في مقتبل شبابه يكتب بعد تمحيص وتدقيق صحفي غير معهود - أو قل خرج منا - بعد دخولنا في حقبة عهد الأنقاذ والتي دمرت شتى أنواع المهنية في المجتمع السوداني... وكان للصحافة السودانية نصيبا إنقاذيا تدميرا سقطت من بعده كل المقومات الأساسية التي إرتكزت عليها صحافتنا لحقب طويلة. وعبدالهادي أراد في الآونة الأخيرة أن يستثمر قليلا فيما إعتقد أنه هامشا من الحرية وعودة لعهد الكتابة بغير قيود ودونما رقيب (أو شاويش) أمني لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب! حتى أنني إعتقدت أنه كان يمضي في طريقه لحتفه صحفيا... ولكني إستدركت أنه في عنفوان شبابه وبه رغبة ملحة للتحرر من كل الأغلال... فهو تواقا مثلنا للحرية كما أنه كاتب فطري همه الكتابة الجيدة. وفات عليه أن بالسودان طغمة إستباحت أرواح الناس وأحشائهم... وظلت تمارس أقصى وأشد سبل القمع لأبناء وبنات السودان طوالة 20 عاما مضت ومضى معها كثيرون من حملة المشاعل وأصحاب الرأي وأنصار الكلمة وعباقرة وملوك صاحبة الجلالة. وتبقى قليلا ممن مارسوا ديموقراطية الحديث والفعل ممن شردوا أو قطعت أرزاقهم وأخرست ألسنتهم وصاروا مجرد خيالات مآتة أو إرتضوا الزل والهوان وصاروا أبوقا موجهة للنظام تحكمهم ظروف العيش (الخبز) ورفض الجوع. وعبدالهادي صحفي إنتزع له طريقا وسط هذا كله... وهو قريب منهم ويعلم بأسرارهم وخفاياهم وطرق قمعهم... فلا خوف عليه حفظه الله! أبشرك بعودته قريبا للكتابة لأنه قادرا عليها وقلمه كان ولايزال باحثا عن الحقيقة المجردة والتي عهدناه بها كما عهدنا قدراته على الرسم بالكلمات وطريقته التصويرية الفائقة في الإبداع. له الله...