اللهم لاشـماتة يا جريدة (الرأي العام) : البشير إلى تركيا.. شجاعة (غول)!!!

Quote: إلا قليلا تركسودان! كمال حنفي [email protected] بوسعى أن أقرأ إرجاء الرئيس السودانى عمر البشير زيارته الى تركيا للمشاركة فى مؤتمر القمة الاقتصادية الاسلاميّة بثلاثة طرق... وبرغم أنّ هذه القراءات ثلاثة فإنّ نتيجتها واحدة, ولن تسحب نقطة واحدة من الرصيد السياسى لعمر البشير الذى حقّقه فى المحافل العربية والافريقية والاسلاميّة... فالصورة المشتركة لعمر البشير فى المشهد الوطنى والمشهد الاقليمى والمشهد الدولى أنّه الرئيس القادم للسودان فى طبعته الانتخابية القادمة! القراءة الأولى هى أنّ الذى بادر بإرجاء الزيارة هو الرئيس البشير نفسه... فللرئيس الذى عاشر الرئاسة وعاشرته عشرين عاما فى مناخات تراوحت درجات حرارتها وضغطها الجوّى طريقته فى قراءة الأحداث وتطوّراتها ودراسة جدواها... وللرجل تكنيكه فى تكييف قرارات الإقدام أوالإحجام أو الإرجاء! القراءة الثانية هى أنّ اقتراح الإرجاء جاء من رئيس الجمهورية التركيّة عبد الله غول... نظر الرئيس قول الى الخارج والى الداخل فاقترح على الرئيس توقيتا آخر ومناسبة اسلاميّة أخرى فاستمع البشير لرأى ورؤية رئيس جاء الى الرئاسة عبر وزارة الخارجيّة فوقر ذلك فى قلب الرئيس البشير وعقله ودفتر حساباته السياسيّة! القراءة الثالثة هى أنّ الرئيسين عمر وعبدالله طرحا الزيارة والمؤتمر على طاولة محادثات افتراضيّة فتوصّلا معا الى فكرة مشتركة... فأعلنا بيانا مشتركا بلسان عربى مبين وبلسان تركى مبين! القراءة التى لن تجد لها سوقا هى أنّ الرئيس جول سمع فاستمع لصوت اوروبى يهدده بأنّ مصير تركيا فى الانضمام للاتحاد الاوروبى مرهون باستقباله الرئيس البشير, لأنّ ذلك سيسحب من فرص تركيا فى نيل العضويّة الاوروبيّة... والحقيقة هى أنّ تأهيل تركيا للاتحاد ولمقعد النادى الاوروبى ليس هدية فتكون زيارة عمر البشير سببا فى انتزاعها... فمقعدها استحقاق, إذ أنّ تركيا والأتراك هما عضلات الصناعة الأوروبية كلها! المعايير الرئاسيّة تشهد لحد كبير للرئيسين السودانى والتركى بالشجاعة السياسيّة... ولن تزيد هذه الشجاعة لو زار الرئيس البشير تركيا ولن تنقص لو لم يزرها... ولن يزيد عبدالله غول شجاعة لو استقبل البشير, ولن تنقص شجاعته لو لم يستقبله... لذلك فإنّ إرجاء زيارة البشير لتركيا ليست خبرا... ولا مبتدأ!!