|
Re: آفاق للتوفيق بين تقرير المصير والوحدة في السودان ... يقدمها: فرانسيس م. دينق (Re: احمد حامد صالح)
|
Quote: ب. الحلول الواردة في اتفاق السلام الشامل
1. عالج اتفاق السلام الشامل أزمة الهوية الوطنية بين الشمال والجنوب بمنح الجنوب الحكم الذاتي خلال الفترة الانتقالية وحق الاختيار ما بين الوحدة والانفصال من خلال استفتاء يجرى في نهاية هذه الفترة.
2. لكنه لم يحل أزمة الهوية الوطنية بصورة شاملة، على الرغم من أنه وضع اللبنة الأساسية للتحول الديمقراطي لنظام الحكم في جميع البلاد.
3. وعلى الرغم من أن اتفاق السلام الشامل قد نص على بذل جهود خلال الفترة الانتقالية لجعل الوحدة خيارا جاذبا للجنوبيين عند التصويت في استفتاء حق تقرير المصير، فإن صيغة "بلد واحد بنظامين" التي رمت إلى التوفيق بين رؤيتين متباينتين في البلاد رسخت الخلافات بين الشمال والجنوب بميلها دون قصد إلى انفصال الجنوبيين وتركها أزمة التهميش في الشمال دون حل.
4. وعلى الرغم من أن القصد من اتفاق السلام الشامل أن يضع إطارا للتحول الديمقراطي لنظام الحكم في البلاد ومباديء حل الصراعات الإقليمية في الشمال، فمن العجيب أن أصبح، أداة للاحتواء من قبل حزب المؤتمر الوطني الذي، وفق ما نذهب إليه في الورقة البحثية المشتركة، تضخم فأصبح حكومة الشمال والحزب المهيمن في حكومة الوحدة الوطنية.
5. وعلى الرغم من البيانات المفوّهة التي تصدر عن الزعماء الذين يناصرون الوحدة، يبدو أن خيار الوحدة، وهو أبعد من أن يكون جاذبا للجنوب، قد تضاءل إذ ليس هناك دليل على أنه كان في يوم جاذب أو أنه جاذب الآن. ولكن، لا يزال الطرفان يتطلعان إلى تحقيق الوحدة الوطنية على أسس صحيحة.
6. بالطبع، لاقت فكرة السودان الجديد قبول السودانيين من الشمال والجنوب إلى درجة أنه حتى في حالة أن انفصل الجنوب، ستستمر أزمة الهوية الوطنية والنضال لتغيير نظام الحكم في الشمال. وبالمثل، تشير التوترات بين المجموعات الإثنية والصراعات العنيفة في الجنوب، مهما يكن أصلها أو مصدر دعمها، إلى احتمال أن يواجه الجنوب في المستقل أيضا تهما بالهيمنة والتهميش، مما يجعل الدعوة لسودان جديد تسود فيه عدالة غير منقوصة تحدٍ أمام الجنوب.
7. وإذا أخذنا في الاعتبار أن من يناصر دعوة السودان الجديد في الشمال هم إما أفراد من الحركة الشعبية لتحرير السودان أو حلفاء لها، فيمكن توقع أن يستمر جنوبٌ مستقل تحت قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان في دعم قضيتهم. ومن المحتمل أن يواصل المعارضون الجنوبيون كذلك اللجوء إلى الشمال للحصول على الدعم، ولاسيما في حالة أن ناصب الشمال والجنوب العداء لبعضهما البعض.
8. وبالقدر نفسه، لا يمكن استبعاد احتمالات الوحدة من جديد في حالة ظهور سودان جديد في الشمال والجنوب.
9. عليه، من الواضح أن انفصال الجنوب قد لا ينهي بالضرورة الصراعات في الجنوب ما لم تحل أزمة الهوية الوطنية في الشمال وما لم يقام نظام حكم عادل في الجنوب. وبالقدر نفسه، فإن آفاق الوحدة في البلاد لا تنتهي بالضرورة باستقلال الجنوب.
10. من أجل هذه الأسباب كلها، فإنه من المهم بصورة عاجلة تقييم الوضع والتأمل في ما يمكن فعله في هذا الوقت المتأخر من أجل حل الأزمة في البلاد بصورة شاملة، ليس فقط من أجل تنفيذ اتفاق السلام الشامل بمصداقية ونية طيبة ولكن من أجل حل أزمة دارفور كذلك، بالإضافة إلى حل النزاعات المتوقعة في المناطق الأخرى من الشمال تأسيسا على اتفاق السلام الشامل. وقد يؤدي هذا إلى جو إيجابي مدهش في البلاد ويعزز آفاق الإنقاذ من احتمال تفكك البلاد.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|