|
(تحسبهم جميعاً و قلوبهم شتى ) ... وصف الحال لمعارضي الشمال
|
منظر عجيب و غريب ذلك الذي شاهدناه في جوبا قبل أسابيع ! حينما جلس نقد لجانب الترابي و جلس مبارك الفاضل لجانب الصادق المهدي .. لن نقول أن المصيبة جمعت المصابين ! و لكنها صورة تعبر عن تناقضات غريبة و حالة من عدم التوازن الذي تمر به هذه الأحزاب في الوقت الحالي.
نقائض لم تجتمع من قبل و لن تجتمع في المستقبل جاءت اليوم لتوهم الآخرين أنهم جلسوا لمناقشة هم من هموم الوطن و حقيقة هم جلسوا و كل فرد منهم يحدث نفسه بحديث مختلف .. جلسوا و هم يعلمون يقيناً أن أجسامهم متجاورة داخل تلك القاعة و لكن عقولهم و أهواءهم و أفكارهم في أودية متباعدة و جزر معزولة.. جلسوا متشابهين في شيء واحد ألا و هو الفشل ! هذه هي الصفة التي تجمعهم الفشل و ليس غير الفشل ..و تبقى الحقيقة فاشل + فاشل لن تنتج ناجح إطلاقاً.
و لم يمتد حبل صبرهم على ما أكرهوا عليه داخل تلك القاعة حتى تكتمل تلك المسرحية السمجة ! .. مسرحية جمع النقائض لإسقاط المؤتمر الوطني ! دون التفكير عن إجابة منطقية للسؤال الهام لمصلحة من سيتم اسقاط المؤتمر الوطني .. نعم لم يمتد حبل صبرهم و لو قليلاً إذ سرعان ما غلب الطبع و برزت الدواخل حينما شرعوا في انتخاب رئيس لهذه التوليفة الغريبة :
تم ترشيح الصادق المهدي رئيساً ... و كان أول المعترضين هو مبارك الفاضل تم ترشيح د. الترابي رئيساً و كان نقد أول المعترضين !
و هكذا لفوا و داروا و حاولوا درء خيبتهم و فشلهم في الاتفاق حتى في هذه المسائل الشكلية و انتهى بهم الأمر إلى تكوين مجلس رئاسة يضم الرؤوس جميعها.! هل هنالك فشل أعظم من هذا الفشل.
حقاً تحسبهم جميعاً و قلوبهم شتى.
|
|
|
|
|
|
|
|
|