|
Re: حكايات انقاذية (4).......المزارع فاعل خير! (Re: عبد الله الشيخ)
|
عبدالله .تحيه عطره وهاك شوف محنة البونى فى التيار .
الشكوى لغير الله مَذَلة
بدأ مشروع الجزيرة بمزرعة طيبة التجريبية في العام 1913م، وقَد كانت مساحة محدودة تُروى بالطلمبات، ثُم اكتمل بناء الخزان في مكوار العام 1925م، ومن ثَمّ بدأ التوسّع في الأراضي المروية، فكان آخر الأقسام المنضمّة للمشروع هو القسم الشمالي في 1930م، وكان من ضمن المزارعين الذين مُنحوا حواشة في هذا القسم الحاج محمد البوني أي السيد والدنا أطال عمره، وفي العام 1990م أي بعد ستين عاماً اقتسم حَاج محمّد الحواشة مع ابنه (عبده) كاتب هذه السطور، وهذه الحواشة من حواشات مكتب اللعوتة المُميّزة من حيث الموقع (أول بيت) أي الأقرب للترعة، ومن حيث الإنتاج حيث فازت بعدّة جوائز أيام إنتاج القطن، وعلى مستوى المشروع، وتشهد سِجِلات بركات. هذه الحواشة (البرنجي) طوال تاريخها الذي ناهز الثمانين عاماً كانت تُسقى وبكل سهولة بالري العادي (الإنسيابي) مهما شحت المياه، ولم تَشهد في عمرها طلمبة مياه إلاّ هذا العام وبالتحديد هذا الشهر أكتوبر 2009م، إذ قُمنا باستئجار طلمبة تعمل "بوابور ليستر" لري محصول الذرة، وسهرنا عليه الليالي ووُجهنا أحياناً بانعدام المياه حتى في الترعة، بالطبع زادت تكلفة الإنتاج زيادة كبيرة وكنا مُستعدين للمزيد من التكلفة ولم نحسبها بطريقة الربح والخسارة، فموت المحصول بالنسبة لنا مثل موت أحد أفراد الأسرة، وبعد كل هذا سيكون الفاقد في المحصول كبيراً ولن يقل عن خمسين في المائة من الكمية التي كانت مقدرة. لخص الأمر أحد أعمامنا قائلاً: (والله السنة العطشت فيها حواشة ود البوني دي الله يكفينا شرها)، نعم هناك شُحٌ في الأمطار، وهناك زيادة في كميات الطمي المُترسّبة، فهذه ظروف موضوعية مقدرة، ولكن لو صرفت وزارة المالية الأموال التي رصدتها لتطهير القنوات في شهر أغسطس أو حتى مطلع سبتمبر لما حَدَثَ مَا حَدَثَ، ولو كان هناك مسؤولون في المشروع لا يدبجون التقارير الكاذبة لتم الالتفات للأمر مبكراً، ولو كان اتحاد المزارعين (كبير الكذّابين) مُهتماً بأحوال المزارع لدق ناقوس الخطر مبكراً، ولكانت الخسائر أقل مما هي عليه الآن، فنوبات العطش في المشروع أي اختناقات الري أمرٌ مُتواترٌ، ولكن الذي حَدَثَ العام عملية إعدام. الذي يهيِّج القولون ويفقع المرارة ويجعلك تضرب رأسك بأقرب حائط هو تصريحات المسؤولين وجماعة الاتحاد بأن نسبة التالف في المحاصيل بسبب العطش لم تتجاوز إثنين بالمائة (إثنين فقط؟ ما تخافوا الله!)، ولَعلّهم يُشيرون إلى المحاصيل التي ماتت نهائياً وحتى في هذه فهم كاذبون، فالواقع يقول إنّ أي محصول تَعرّض للعطش في أيّة مرحلة من مراحل نموئه، ثم تم تلافيه سوف يفقد من إنتاجيته بقدر ما فقد من الماء، بمعنى أنّ الضرر قد حدث وانتهى، ولمزيدٍ من التوضيح أنّ (حواشتنا) التي كان متوسط إنتاج فدانها من الذرة بين سبعة وعشرة جوالات في هذا العام على أحسن الفروض لن يتجاوز الخمسة جوالات.! إنّ الأربع سنوات التي أعقبت تنفيذ قانون مشروع الجزيرة للعام 2005م، تُعتبر من أسوأ السنوات في عُمر المشروع المديد إن شاء الله، فَقَد ألغى النظام القديم ولم يُطبّق نظاماً جديداً حتى القانون الذي كان الناس قد استبشروا به لم يُنفذ منه إلاّ أسوأ بنوده، وهو إسناد الري لروابط المياه وإدارة المشروع بعد أن كان مسؤولية وزارة الري، ولم تؤهّل القنوات، ولكن كان الأسوأ هو وجود الكذّابين الذين يدبجون التقارير الكاذبة للخرطوم..! منقول
|
|
|
|
|
|