|
Re: رفاعة سفيرة كرم الجزيرة. (Re: GeerTor Tong)
|
Quote: رفاعة: سفيرة كرم الجزيرة (3-3) الأعمدة - لويل كودو السبت, 24 أكتوبر 2009 07:05 كنا قد ختمنا موضوعنا في المرة السابقة بالاشارة الى ان المدارس الداخلية الثانوية خاصة تأخذ نصيب الأسد في الميزانيات المخصصة لتعليم النازحين. وهذا النصيب الكبير لم يأت من فراغ بل ناتج عن تناسب طردي، فهذه المدارس الداخلية تأخذ اعداداً هائلة من الطلاب والطالبات، وبما أنني كنت اشرت في المرة السابقة الى أننا في معتمدية العاصمة القومية نجحنا في الحصول على اعانة مالية من ادارة تعليم النازحين وقد قصدت توثيق ذلك كشهادة للتاريخ، فهذا لم يأت من فراغ. لقد كانت الدراسة في المدارس الداخلية قد تحولت إلى سياحة ووظائف وصارت هذه الفرص تتوفر للذين لا يستحقونها في بعض الأحيان ويفقدها اصحاب الهدف الحقيقي فهناك ابناء اسر غير موجودة في اي من مدن الشمال سواء فقدوها بالموت أو تركوها خلفهم بالجنوب ومناطق الحرب وبالتالي فهؤلاء كانوا يستحقون هذه المدارس الداخلية لكنهم لم يجدوا فرصهم وصاروا يدرسون بمعتمدية العاصمة القومية اي في اي من الاقاليم وهذا ينتج عنه احيانا ترك هؤلاء المدارس بسبب انعدام العائل .وفي المقابل فالفرص للمقاعد في المدارس الداخلية تذهب بعضها آنذاك لأبناء مستقرين في الولايات الشمالية بل ان بعض الابناء والبنات آباؤهم وزراء اتحاديون وولائيون!!.ليس هذا هو موضوعنا لكن وددنا فقط التنويه. وكما قلنا بأن المدارس الداخلية كانت تأخذ نصيب الأسد، فمدارس الجزيرة الكبرى هي التي تأتي على رأس جميع اقاليم السودان الأخرى اجمع.لكل من مدن كوستي ومدني وسنار والحصاحيصا والهلالية والمناقل والكاملين والدويم والمسلمية استقبلت الطلاب والطالبات النازحين. إلا ان حالة مدينة رفاعة تبقى حالة فريدة من نوعها في تاريخ السودان الحديث، بل اعتبره حتى الآن من افضل التجارب الممتازة على مدار تاريخ السودان اجمع. فكما يشهد التاريخ بأن مدينة رفاعة شهدت بناء اول مدرسة في السودان، فكذلك فرفاعة شهدت بناء حضارة انسانية راقية لانسان الجنوب لاول مرة، ففي رفاعة توجد مدرسة الشيخ لطفي الثانوية العليا بنين التي فتحت ابوابها منذ ربع قرن وما تزال ابوابها مفتوحة حتى اليوم تستقبل الطلاب الجنوبيين في الوقت الذي اغلقت فيه جميع المدارس ببقية الولايات، بل ان الطالب الجنوبي الذي لم يجد فرصته اليوم يأتي من الجنوب إلى رفاعة من اجل التعليم ويتعلم ويكد ويتعب حتى يدخل الجامعة منتهلا العلوم وينال شهادته بعزة وكرامة. وقبل فترة سبقني الأخ الكاتب بصحيفة اجراس الحرية الاخ اتيم سايمون بكتابة مقال بالعنوان (ولشيخ لطفي يد سلفت ودين مستحق) وكذلك قبل اربعة اشهر اقام طلاب مدرسة الشيخ لطفي الثانوية العليا احتفالاً بتكريم الاستاذ قرنق اليو انيانق مدير مدرسة الشيخ لطفي الثانوية العليا بنين، وتلاميذ هذه المدرسة هم العمود الفقري حالياً للشباب الجنوبي المتعلم والعاملين سواء في الجنوب او في الشمال او حتى هؤلاء المهاجرون. ان ما نكتبه هنا محاولة إثبات الحقائق وارجاعها لأهلها خاصة في الوقت الذي صار الناس لا يتحدثون سوى بالقبيح بينهم فقط، وعليه فأنا اقول ما انا مسئول منه بأنه لو لم يكن في كل اقاليم شمال السودان الأخرى سوى مدينة رفاعة فقط لقلت لكل الشمال شكراً لكم وبختكم بمدينة عريقة يسكنها أهل في وسط الجزيرة ويتركزون على رفاعة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|