|
Re: رد { على مدد سيدى الشيخ الامين عمر الامين طه } (Re: طه حسن عبدالله)
|
فى تعليقى الاخير و الخاص بطرح بعض المقترحات التى قد تحدث حراكا فى الوسط الاجتماعى { قبل فوات الاوان } و من ضمنها توظيف و توجية مريدى الطرق الصوفية المختلفة داخل السودان لاليات للمقاومة او الصراع لخلق منظومة قاعدية جماهيرية فاعلة . لم اكن خياليا او متفائلا اكثر من الازم و لكن فى غياب الهوية و الفراغ الروحى و المعنوى تنبت و تترعرع و تنمو الجماعات الاسلامية كمصدر للهوية و المعنى و الاستقرار و القوة و الامل { كما جاء فى صدام الحضارات لصموئيل هنتنقتون } و الطرق الصوفية المتعددة و الماثلة امامنا هى احدى الامثلة الحية لذلك النمو و تمثل احدى البدائل لذلك الفراغ . فعندما جاءت الاحزاب الكبيرة لاستقطاب الجماهير ركزت فى برامجها على { الدين الاسلامى } كموروث روحى و ثقافى و اجتماعى و لكنها توقفت عند الشعارات الدينية الثابتة و لم تحرك او تعمل اى ممارسات فعلية بتلك الشعارات تاثر فى المجتمعات الجماهيرية فاصبح البرنامج مغلف بالدين { يافطة و شعار } و لكنه لم يكن محركا فعال اى بمعنى التطبيق لا بالممارسة و لا بافعال ملموسة فى حياة المواطن او رفاهيته و اسعاده لا معيشيا و لا معنويا . ولكن الجماعات الاسلامية تغلغلت داخل المجتمع و خاصة الطلبة و المثقفين و القوات النظامية و اصبح تواجدها مؤثرا فى جميع الاحداث و الكوارث التى حلت بالمجتمع و قضايا الجماهير فكانت السباقة بمنظمات الاغاثة و مد يد العون و المساعدة فاستقطبت بذلك الطبقات الدنيا و المتوسطة و ساعدتهم ماديا و معنويا فجذبتهم اليها و حفزتهم بامكانياتها فاتبعوها كمنهاج بديل وجدوا فيه طموحاتهم الروحية و المادية و تخلى معظمهم عن تنظيماتهم و احزابهم القديمة التى لم تفعل لهم شيئا . و اذا عمدت السلطة الحاكمة على تحسين البنيات الاساسية للمواطن كالطرق و المواصلات و المستشفيات و المدارس و الجامعات و رفع مستوى الحياة المعيشية تكون قد ضمنت البقاء و الاستمرارية و باغلبية ساحقة لاكثر من ستين عاما او مائة عاما على الاقل و تكوين الدولة الاسلامية التى تسعى اليها . فالقضايا المطروحة فى اجندة النظام تتمثل فى قضية دارفور و التى مصيرها المصالحة و الاتفاق وهذا ما تسعى له جميع الاطراف داخليا و اقليميا و عالميا . و انفصال الجنوب و هذا اذا حدث لن يستمر طويلا لما للقضية من ابعاد اجتماعية و قبلية و ادارية و الخلافات القبلية الحادة و التى بدات علاماتها تظهر على السطح قبل الانفصال . و انا لا اقلل او اشك فى مقدرات الاخوة الجنوبيين و لكنهم لن يستطيعوا مواجهة التحديات التى تنتظرهم لادارة دولة مغلقة و ترقد على براكين من القضايا الساخنة و التعامل معها بالمستوى و القدرة المطلوبة و حتى لو اراد الامريكان المساعدة بانفسهم و تحول الكنقرس من واشنطن الى جوبا . قد ينكر او يرفض بعض رجالات و مشائخ الطرق الصوفية هذا المقترح جملة و تفصيلا بحجة ان هذه روحانيات تعلو على الماديات الدنيوية و لا يجوذ الهبوط بها و استغلالها لاغراض ساسية تزلزل اركانها و تنسفها فهذه الروحانيات هى الحبل السرى الذى يصل بين العبد و ربه اذا انقطعت لن تنزل الرحمة على الارض . و لكن هل يدرك رجالات و مشائخ الطرق الصوفية ان تلك الجموع الوفيرة من الحوار و المريدين يمثلون رحم المجتمع و يقع عليهم عب المعاناة و الظلم و الاضطهاد و التفافهم حول المشائخ و الاسياد نوعا من الترويح و اللجؤ و التضرع الى الله تعالى لرفع الظلم و المعاناة عنهم و تحسين مستوياتهم الانسانية و المعيشية و تزول السكينة و الصبر على قلوبهم الحزينة و عقولهم المثقلة بالهموم و التفكير . اذا الغاية و الهدف واحد فعندما تتحرك هذه الجموع للمطالبة بحقوقها و رفع المعاناة عن كاهلها متسلحة بالامان و الاصرار و العزيمة تكون قد ربطت ايمانها بالله بالفعل و لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم . و الطلوب الان العمل على ايجاد صيغ و اليات جديدة تؤادى الى وضع سياسى و اجتماعى يحقق طموحات و رفاهية الشعب و النهوض به لمستويات ادمية و انسانية فى جميع النواحى التعليمية و الصحية و المعيشية ليكون فى مصاف الشعوب المتمدنة و اللحاق بالتطور الحضارى ماديا و معنويا و علميا و ينهض به من الخمول و الركود البليد المميت الذى يعيشة فى القرن الواحد و العشرون و الحضارات و الثقافات تتصارع و تتقلب و تنبئ بعوالم و افاق جديدة لا تنتظر المكسحين و العاجزين بل تدفع و تنفث افرازاتها بقوة للامام بمعنى البقاء للاصلح و الذى يمتلك مقومات التصادم و الصراع من العلم و المادة و القوة العسكرية . فاين نحن من كل ذلك . و نصيحة { مجانية }للاخوة المثقفين و المتخصصين و اصحاب الراى و الاقلام الحرة البناءة ان يسارعوا بتوجيه الجماهير للطريق الذى يخدم قضاياهم و يرفع مستوياتهم و يؤسس لهم دولة حضارية متقدمة فالوقت لا ينتظر .. و لنا عودة
|
|
|
|
|
|
|
|
|