|
العم مدبولي ...(مكتبة مدبولي)... عام على رحيلك
|
عام خلى منذ أن رحل عن الفانية العم مدبولي، أشهر ناشر عربي وصاحب الفضل والمنة في لقمة عيش كثير من محلات النظارات التي يضعها المثقفون أمام أعينهم.
العم مدبولي، مبتدئا بتوزيع الصحف اليومية للانجليز والفرنسيين والأرمن والإيطاليين، وإقطاعيي مصر والباشوات، وهو في السادسة من عمره، تفتح ذهنه على أهمية القراءة وهو الرجل الذي لم يقرأ ولم يكتب. افتتح كشكا صغير في طلعت حرب لبيع الجرائد بلغاتها وبعض الكتب، كان يفترش الأرض بجانب كشكه ليحرسه ليبني لاحقا أضخم مكتبة تجارية عرفها الشرق الأوسط من حيث كم وكيف العناوين التي حوتها.
في 2006 التقاه سامي كليب عبر برنامجه لقاء خاص على شاشة الجزيرة، انتظرت اللقاء بفارغ الصبر لأتعرف على الرجل عن كثب، فوجدته تاجرا بسيطا، اتخذ من العلم صنعة له، يعي أهميته لكنه لا يحمل في جعبته منه الكثير، يعمل على نشره ويؤمن أنه لا يوجد علم ضار، لذا عمد إلى أن يوفر حتى العناوين الممنوعة، فكان يأتي بكتب هيكل من لبنان أيام السادات ليبيعها سرا وكان يبيع لنوال السعداوي عندما كان الأزهر يأجج النار ضدها.
لم يوفق محمد مدبولي في أن ينشر لنجيب محفوظ، لكنك ستجد كل ما خطته يدا محفوظ على أرفف مدبولي حين تزور مكتبته، لن تصادف محفوظ وحده هناك، فقد يسعفك الحظ إلى أن تصادف عشرات المثقفين العرب وأنصاف المثقفين ومدعي الثقافة إضافة إلى الفنانين ورجال السياسة والرياضة بطبيعة الحال، يزورونه ليبتاعوا منه ما يزين عقولهم تارة وما يزين أرفف مكتباتهم في غالب الأحيان...
رغم أن مدبولي لم يعمد إلى نشر الثقافة والأدب والتاريخ والفلسفة بفكر معين، إلا أنه بلا شك ساهم في نشرهم بشكل واسع جدا، ورغم أنه انطلق بعقلية التاجر، إلا أننا لا نستطيع ان ننكر دوره، خصوصا إذا ما لاحظنا أنه يفتح باب مكتبته للطلاب الذين يشترون بالتقسيط أحيانا ويقرأون في مكتبته أحيانا أخرى
مدبولي عليه رحمة الله بقدر ما أفاد عالمنا
|
|
|
|
|
|