|
السودان: صراع الاخوة الاعداء وقطع العقدة بالسيف
|
بعد ان اصبح السودان علي المحك بفعل الفشل الماحق لاهله واقوامه في ان يعقدوا العزم علي التصالح مع النفس عبر خلق وعي تاريخي فطن بالاسباب التي قادت الي الاحتراب بين الاخوة الاعداء,وصولا الي صيغة مثلي تعالج بها مشاكل السودان الموروثة وتبني بها جسور التفاهم بين اقوامه حتي يتحقق للسودان سلام دائم ووحدة حقيقية ترتكز علي رضاء اهله اجمعين,يجدر بنا الان ان نستكشف من جديد ونعيد طرح التساؤل المفتاحي: هل كان هنالك وطن سوداني بالاساس? محاولة التفكير في الاجابات المحتملة لهذا السؤال تقتضي بالضرورة استصحاب شواهد موضوعية ليست محل مغالطة او تخليط, من تلك الشواهد ان السودان ظل في حالة حرب دائمة مع نفسه خلال نصف القرن الماضي ولن يغالط منصف في انها كانت تعبير متواصل عن رد فعل لظلامات تاريخية مركبة, ذات ابعاد سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وادارية وقد خلق تواصل الحرب طوال هذه الفترة قدرا مهولا من ازمة الثقة بين ابناء الوطن الواحد, (ان جازت تسمية وطن),كما خلقت الهيمنة الادارية المركزية وكرست التهميش في بعض نواحي البلاد واقاليمها. ومن نافلة القول ان الدولة السودانية بسماتها و اركانها المعروفة لم تخرج للحياة الابعد ان بعد ان احكم اسماعيل باشا قبضته علي البلاد بعد ان سكنتها جماعات متفرقة من السكان استحال فيما بعد علي حكامهم عبر مختلف الحقب التوفيق بين متعارضاتهم ,بل وبرع بعضهم واجاد في تعيق الفوارق الفعلي منها والمتوهم فظلوا علي شتاتهم وتشظيهم ثم كانت الحروب التي غذتها سياسات قصدية لتكريس الانقسام ومن ثم استيلاد الهيمنة بضروبها المختلفة.
To be continued
|
|
|
|
|
|